Born as the Daughter of the Wicked Woman - 84
“هل أنتِ مريضة ؟”
بدا الصوت القلق دافئاً جداً .
بالنظر إلى الوراء ، أعتقد أنه من أكثر الكلمات التي سمعتها من نارس هي سؤالي ما إن كنت مريضة .
ربما كان ذلكَ سبب حزن راجنار في كل مرة أراه .
“لا ، مجرد التفكير في الماضي قليلاً .”
هززت رأسي و قلت أنه لا شيء ، لامستني عيناه القلقة .
لقد وصلنا إلى الفندق تقريباً و لقد كان المتبقي هو بضع خطوات قليلة إلى هناك .
حان وقت الإنفصال قريباً و الخروج من هذه الحالة .
“نارس .”
“ماذا هناك ؟”
“شكراً لك .”
رمش نارس عيناه الزرقاوتين كما لو أنه لا يفهم لماذا عليه الإستماع إلى هذه الكلمات .
‘هل أبدو و كأنني مرتبكة نوعاً ما ؟’
قلت بإبتسامة .
“أردت أن أشكركَ على إنقاذي من الكولوسيوم و على أخذي إلى هنا لأنكَ كنت قلقاً .”
“لقد فعلت ذلك لأنني أردت هذا ، ليس عليكِ شكري .”
هل هذا بسبب الرياح الباردة للشتاء أم لأنه خجول بكل معنى الكلمة ؟
لقد استطعت رؤية خدود نارس مصبوغة باللون الأحمر .
“ماذا عنك ؟ هل حصلت على ما تريد .”
“نعم .”
“أوه …”
لقد حصلت عليه أسرع مما كنت اعتقد .
لا أريد أن أقول وداعاً .
لكن أعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح .
ليس لدىّ من يحل محل راجنار .
‘أنا فقط افتقده لذا أشعر بالندم .’
التقيت بشخص يُشبهه بشكل مفاجىء على الرغم من إختلاف شخصياتهما كثيراً ، إلا أن كل شيء متشابه .
‘نعم ، هذا كل شيء حقاً .’
كان علىّ التوقف عن التجنب مثل الجبانة .
أنا متأكدة إنه شيء جيد سأعتاد عليه بطريقة ما .
“إنه لأمرٌ جيد أن أخبركَ بهذا قبل أن ننفصل .”
ظهرت إبتسامة محرجة على فم نارس ، ربما لأنها كانت كلمات محرجة .
أردت أن أقول وداعاً لنارس بشكل صحيح .
“إذاً اعتني بنفسك .”
قد يمر الوقت و قد يأتي اليوم الذي نلتقي فيه عن طريق الخطأ في أوزوالد .
لكننا لن نقضي الوقت معاً كما نحن الآن .
نعم ، هذه آخر مرة سنكون فيها بمفردنا ، لذلكَ فقط لنقول وداعاً .
“حسناً . إلى اللقاء .”
تبعني نارس بخيبة أمل .
حالما سمعت التحية أدرت رأسي بدون تردد .
اعتقدت أنه سيكون من الجيد أن اترك هذا قيل أن أعطيه المزيد من المودة ، لكنني عانقت الثعلب بشكل أكبر .
***
عند الفجر عندما كان الجميع نائمين ، جلست على السرير و فتحت الظرف بعناية .
خرجت ورقة الرسالة مطوية بدقة ، و عندما القيت نظرة خاطفة عليها ، استطعت أن أرى أنها تحتوي على أحرف أنيقة مكتوبة .
عانقت دمية الثعلب و فتحت الرسالة بعناية .
“آه .”
وبمجرد أن قرأت السطر الأول من الرسالة انفجرت من البكاء .
[عزيزتي دافني ، أنا أفتقدكِ .]
ربما لا يوجد سوى الأغبياء من حولي .
بدأت في قراءة الرسالة بدون أن أمسح دموعي .
لم يكن هناكَ شيء مميز بخصوص الرسالة .
ما نوع الدراسة التي قمت بها اليوم ؟ ويتعلق الأمر بالبرد لأنه الشتاء .
لا تختلف الرسالة التي تحتوي على الحياة اليومية العادية عن الرسالة التي كان يرسلها في الماضي ، لذا لم يسعني إلا البكاء .
ظللت أشهق و أنا أقرأ الرسائل كما لو كنت قد سافرت إلى الماضي و فاتتني تلكَ الأيام .
وعندما لمست عيني السطر الأخير انفجرت عيني من البكاء على الفور .
[صديقتي الغزيزة دافني . سأكون في إنتظاركِ دوماً .]
لما اعتقدت أن سايمون سـيستاء و يكرهني ؟
لقد كان شخصاً ودوداً لكنني شعرت بالأسف لتجاهله لأنني كنت خائفة و انتابني شعور بالذنب إلى درجة العار .
لابدَ أن خمس سنوات كانت فترة طويلة ، لكنني كنت أفعل شيئاً سيئاً لصديقي العزيز مرة أخرى .
أعتقدت أنني لن أتمكن من كتابة رد لبقية حياتي لكن قلبي الآن كان مليئاً بالشجاعة .
كنت أرغب في مشاركة الرسالة مرة أخرى من خلال الرد بأنني أريد رؤيته ، و أنني لم أمتلك الشجاعة لفتح الرسائل و قول أنني آسفة .
إذا لم ينصحني نارس ربما لم أكن لأفتح الرسائل لباقي حياتي .
‘لقد كان طفلاً طيباً . الآن سيكون من الصعب رؤيته مرة أخرى .’
في الفجر الهادئ المليء بالعواطف استلقيت على السرير و أنا أعانق الرسالة و دمية الثعلب و أشهق .
يبدوا أنني نمت بعد التعهد أنني فقط سأنظر إلى الأمام .
***
تجهز كاسياس وفلور أيضاً ، وانتهت الإعدادات للمغادرة وجاء اليوم الذي سنغادر فيه إلى أوزوالد أخيراً .
قبل أن أغادر چيركس كتبت رسالة إلى سايمون و صعدت على السفينة .
ربما تصل الرسالة إلى سايمون بعد وقت طويل من وصولي إلى أوزوالد .
على الرغم من علمي أن الرد كان متأخراً ، إلا أنني كنت انتظره بالفعل ، لذلك كانت مشكلة كبيرة .
خطوة خفيفة نحو وطن والدتي البيولوچية ، مكان سيكون أساس لي لأكبر فيه ، و حماسة التوجه إلى مكان جديد .
جعلتني إرسال رسالة إلى سايمون أشعر بالمزيد من الحماس .
اعتقد أن الرحلة ستكون ممتعة حقاً ، حزمت أغراضي في الغرفة و خرجت على سطح السفينة .
فجأة ، بدأت السفينة تغادر الميناء ببطء ، وكان بإمكاني رؤية مياه البحر تتحرك بلطف أثناء سير السفينة .
لم تكن المرة الأولى التي أركب فيها سفينة ، وكان كل شيء ممتعاً ، ربما بفضل قلبي الذي يرفرف .
“فلينتبه الجميع ، لدىّ شيء لأعرضه .”
كنت أقف بجانب فلور و أنظر إلى البحر ، عندها سمعت صوت أمي فجأة .
أدرت رأسي لأرى ما يجري و لقد كان هناك شخص مألوف يقف بجوار أمي .
“هناك مرافق جديد في بينديكتو ، لذا أرجو من الجميع معاملته بشكل جيد .”
“سعدت بلقائكم .”
فتحت عيناي على مصراعيهما و كأن شيء قد ضربني على رأسي بسبب الرجل الذي كان يقف و يحيينا بوجه خاب من التعبيرات .
“أنت ، أنت .”
دون أن أنتبه لما يحدث من خولي اشرت بإصبعي له و تواصلت معه بالعين فإبتسم قليلاً .
“مرحباً ، دافني .”
المرافق الجديد اللعين كان نارس الذي قلت له وداعاً في الأمس .
***
“دافني ، هل مازلتِ غاضبة ؟”
“………”
حياني نارس ، لكن دون أن يتظاهر بمعرفتي غادر على عجل .
شعرت أن نارس يطاردني بسبب إهمالي ، لكنه لم يلتفت إلى الوراء .
“آنسي ، هل أركله بعيداً ؟”
هززت رأسي على سؤال فلور .
“حسناً ، لا تضيعي وقتكِ على أشياء غير مجدية ، فلور بحاجة إلى الراحة .”
“آنستي …”
على عكس صوت فلور المتأثر كان رأسي مليئاً بالضيق .
قبل أن يقابلني في ذلك اليوم ، لقد تم تعيين نارس كمراقق في بينديكتو .
‘ألا يُمكنه إخباري بهذا أولاً ؟’
على الرغم من أنني كنت حزينة من الفكرة إلا أنني قلت أن هذا طبيعي لأننا لسنا بهذا القرب .
‘كنتي تحاولين نسيان نارس على أى حال ، لا يجب أن تكوني حزينة …’
لا يعرف نارس مدى صعوبة قولي وداعاً .
‘نعم . في المقام الأول لسنا جيدين بما يكفي للتحدث مع بعضنا البعض .’
لقد تلقيت منه بعض الخدمات و لما يُكافئ إلا عليها .
كنت أعرف ذلك جيداً في رأسي ، لكن قلبي لا يتبعني لذا كنت مشغولة بتجنبه حتى لو جاء ليقول مرحباً .
تجنبته لنصف يوم و جاء نارس و قال .
“لم أخبركِ لأنكِ ستكتشفين الأمر على أى حال .”
شعرت بالإنزعاج ، لكنني لم أعرف السبب .
لم أكن أريد أن أغضب من الشخص الخطأ دون سبب ، لذا تركت المكان مرة أخرى .
إذا سمع شخص ما الأمر فقد يعتقد أنه لا شيء ، لكنها كانت وداعاً بتصميم كبير.
‘أعتقدت أنه من المفترض أن ينتهي عند هذا الحد .’
هل سأكون بخير إن رأيت هذا الوجه الذي يُشبه راجنار كثيراً ؟
كنت قلقة بشأن ما كنت سأتمكن من الشعور بالراحة بجوار نارس .
‘ما الذي كانت والدتي تفكر في عندما قبلت نارس ؟’
لم تستطعي أمي و أخواي فهم مشاعري جيداً .
‘هل من المقبول أن يرى الجميع هذا الوجه الذي يشبه راجنار ؟’
هل أنا الوحيدة التي تشعر بالقلق الشديد ؟
“هااه .”
بغض النظر عما أفكر فيه ، لا شيء سيتغير .
سنصل غداً إلى أوزوالد ، و من ذلكَ العين سيعمل نارس بجد كمرافق حتى إنتهاء العقد .
المهارات مضمونة لذا لن يكون هناك أى ضرر للقمة .
‘كل شيء على ما يرام ، لذا فقط علىّ التحلي بالصبر .’
إذا تعاملت مع هذا الإنزعاج القليل ، فسوف تتحسن يوماً ما .
“أنتِ هنا ، دافني .”
استدرت ببطء بعد سماع الصوت .
لوح نارس بيديه بتعبير بارد لم يتغير منذ الوهلة الأولى .
“مرحباً ، نارس .”
“ألن تتجاهليني الآن ؟”
“إذا كنت تريد مني الإستمرار في تجاهلكَ ….”
“لا ، لا. ”
تفاجأ نارس بإجابتي ورد بسرعة و حزم .
ثم جاء ببطء إلى جانبي.
كانت أيام الشتاء قصيرة ، و لم تكن الساعدة السادسة بعد ، و كان البحر يظلم .
“أنا آسف لأني لم أخبركِ سابقاً .”
“….لا ، ليس الأمر أنني غاضبة ، إنه فقط … لأنني كنت أفكر كثيراً على المستوى الشخصي .”
بل أنتَ من يجب عليه الغضب لأنه كان يتم تجاهلك .
نارس الذي كان لديه تعبير مليء بالأسف لم يقل شيئاً للحظة .
وقف بجانبي و حدق في البحر و فتح فمه ببطء .
“في الواقع ، لقد كنت أريد أن أكون مرافقكِ بدلاً من مرافقة رئيسة بينديكتو نفسها .”
“…لماذا ؟”
لم يقل نارس شيئاً لفترة ثم استدار و نظر لي .
لم أستطع قراءة المشاعر في تلك العيون الزرقاء العميقة .
العيون المتجهة علىّ جعلت قلبي أكثر تعقيداً .
كنت أتظاهر أنني بخير مع راجنار الذي دُفن بداخل قلبي .
كيف لا يزعجني نارس الذي بدا و كأنه سيحدث عاصقة داخل قلبي ؟
‘لو كان الأمر أسوأ لما كان محيراً للغاية .’
يظهر من العدم ليساعدني عندما احتاج المساعدة و ينقذني عندما أكون في خطر .
كان تعبيره صعباً ، لكن يده كانت ناعمة جداً لدرجة أنني تمكنت من الإدراك بسهولة أنه شخص جيد حتى لو كان فظاً .
[عظمة عرفت دلوقتي هعرف الشخص كويس ولا وحش ! ايده لو ناعمة هيبقى شخص جيد اها اها .]
‘هل حقاً نارس ليس راجنار ؟’
حتى لو كانا متشابهين ، لديهما مظهر و أصوات متشابهة ، حتى أن كيكي بدا مغرماً به و يتبعه منذ البداية بدون سبب .
هناك الكثير من أوجه التشابه … ماذا لو نجا راجنار في ذلك الوقت ؟
ماذا لو نجى بصعوبة و لكن بسبب الصدمة نساني ؟
على الرغم من أنني سأصبح قلقة مرة أخرى لأن هذا سيجبرني على اتباع الرواية الأصلية .
ومع ذلك ، سأكون سعيدة بما يكفي لتحمل كل هذا .
‘لا ، هذا فقط ما أريده أن يكون .’
لقد جاهدت لكبح الدموع التي كانت على وشك الظهور في حزني .
وسألت مرة أخرى .
“مازلتَ تهتم بي ؟ لماذا ؟”
أعلم أنني لن أحصل على الإجابة التي كنت أريد أن أحصل عليها ، لكنني سألت بجدية رغم ذلك .
بعد عدم الرد لفترة ، فتح فمه أخيراً .
يتبع ….