Born as the Daughter of the Wicked Woman - 83
دون أن أدركَ ذلك أدرت رأسي بتعبير سعيد على وجهي .
“نارس !”
“لقد مرَّ ما يقارب أسبوع ؟”
“لماذا اختفيت فجأة إذاً ؟”
رمش نارس و أجاب ببطء على سؤالي .
“أنا أكره الأشياء المعقدة .”
استدار نارس و نظر إلى المكان الذي كان فيه الكولوسيوم .
“إنه الم في الرأس أن أصبح شاهداً بدون مقابل .”
“صحيح ، لم أفكر في ذلك .”
قال نارس الذي كان مرتزقاً حراً أنه لا يريد أن يلتزم هنا .
أومأت برأسي كما لو أنني فهمت وسأل نارس مرة أخرى .
“إلى أين تذهبين ؟”
“كنت في طريقي للتنزه ….”
“هل تتجولين بمفردكِ مرة أخرى ؟”
“أنا في طريق العودة بعد زيارة المستشفى لبعض الوقت . ليس و كأنني ذهبت إلى مكان خطير .”
كنت أقول الحقيقة فقط ، لكن بطريقة ما لقد كان يبدوا و كأنه عذر .
بعد كلامي ، عبس نارس .
بجبهة مجعدة قليلاً كما لو كان غير راضية ، رفعت السلة التي بها كيكي أمامي .
“كيكي ، لقد اشتقت لكَ كثيراً .”
ثم نظرَ إلى نارس و هز ذيله و أطلق صرخة سعيدة .
“لطيف .”
“من الغريب أن أسأل … هل يُمكنني ملاعبتك ؟”
هل هو بحاجة إلى أن يسأل ؟
بدأ كيكي بتحريك رأسه أولاً داخل يد نارس التي مدّها بدون صبر .
حرك نارس يده بعناية على رأس كيكي .
“ناعم .”
“إنها المرة الأولى التي أرى فيها كيكي يتصرف مع شخص ما هكذا ، غيري أنا ورارا …”
خرج إسم راجنار بدون وعى مني و أغلقت فمي بسرعة .
عندما انتهيت من الحديث حدق بي نارس و هو ينتظر الكلمات التالية .
“لا ، لا شيء .”
‘ما الذي أفعله الآن ؟’
كيف يُمكنني أن ابتسم بسهولة و أخرج إسمه ؟
اخترق قلبي شعور بالذنب و ارتفع فوق صدري .
انخفض الشعور بالسعادة لمقابلة نارس في لحظة و سقط على الأرض .
فجأة لم يعد لدىّ الثقة في النظر إلى نارس .
***
لا أتذكر كيف عدت إلى الفندق بعد ذلكَ .
لحسن الحظ ، يبدوا أنني و كيكي قد عدنا سالمين ، ولكن حتى بعد مرور يوم ، كان رأسي لايزال في حالة ذهول .
عندما أنظر إلى نارس وأتذكر الوقت الذي كنت فيه مع راجنار ، فإن الشعور بالذنب لمحاولة نسيانه يطاردني .
كنت أرغب في أخذ استراحة صغيرة في الفندق بدون خروج ، ولكن حتى ذلك لايبدو أنه سيكون سهلاً .
“لقد وصلت رسالة .”
جاءت رسالة أخرى من سايمون مع العلم أن بينديكتو ستبقى لعدة أيام أخرى في چيركس .
“أنا بحاجة لبعض الرياح الباردة .”
كنت بحاجة إلى بعض الهواء البارد لإيقاظ هذا العقل المذهول .
تنهدت وخرجت إلى الشرفة و نظرت إلى الظرف الفاخر .
“سايمون الغبي .”
و أنا الغبية .
ربما يكون الشخص الأكثر غباءاً هو أنا ، التي لا تستطيع فتح الرسائل خوفاً من ضعف قلبها .
“أنا آسفة ، سايمون .”
سيكون من الأفضل إن لم يكن لديكَ صديقة مثلي .
لسبب ما شعرت بالإكتئاب ، لذا أمسكت بالظرف و هززته ، لكن فجأة دفعت الرياح الباردة الظرف بعيداً .
“لا !”
مدّت يدي مندهشة ، لكن الظرف طار بعيداً و بدأ يسقط .
لحسن الحظ ، لقد كان يسقط ببطء أسفل الفندق بشكل مباشر .
ركضت للخارج على عجل .
“رسالتي !”
ركضت بسرعة على أمل ألا تكون الرياح قوية جداً ، ورأيت شيئاً يتدلى بالشجرة بالقرب من الفندق .
“هذا .”
تنهدت و أمسكت بالشجرة و هززتها .
ثم فجأة هبت الرياح مرة أخرى و بدأ الظرف يطير .
“لا تذهب !”
بصوت عال ، بدأت أطارد الرسالة التي كانت تحملها الرياح .
لقد كانت تطفو أعلى من طولي بشكل مزعج ، لذا حتى لو قفزت لم أستطع الوصول له .
في اللحظة التي كنت سأبدأ فيها بالإنزعاج لأنني غير قادرة على إمساك الظرف ، ضرب الظرف وجه شخص ما .
“أوبس .”
سقطت الرسالة و أخذها الشخص الذي سقطت عليها .
“رسالة .”
“نارس …!”
كنت محظوظة بمعرفة أن الشخص الذي يحمل الرسالة هو شخص أعرفه .
‘…هذا مريح .’
لم يمضِ وقت طويل منذ أن كنت في حيرة من أمري لأنني فكرت في راجنار عندما رأيت نارس .
خطوت بخطوات أثقل من أى وقت مضى و تحدثت معه .
نظر نارس إلى الرسالة ووضعها في يدي .
ضغطت على الرسالة حتى لا تقذفها الرياح مرة أخرى و تنهدت بإرتياح .
“مرحباً ، دافني .”
“مرحباً ، نارس . شكراً لإمساك الرسالة .”
أومأ نارس برأسه قائلاً أن الأمرَ على ما يرام .
“هل هي رسالة ثمينة ؟”
“نعم ، إنها رسالة من صديق . لا ، لسنا أصدقاء الآن .”
سأل نارس قائلا أنه لم يفهم .
“هل تشاجرتي مع صديقكِ ؟”
قلت بإبتسامة مريرة على سؤال نارس .
“لا ، لم تكن مشاجرة … قطعت التواصل من جانب واحد و غادرت .”
“لماذا ؟”
“لأنني فعلت شيئاً خاطئاً ..”
لم أستطع القول أن صديقي العزيز قد مات بسببي ، لذا واصلت الحديث .
حدق نارس في الرسالة كما لو لم يكن مهتماً .
“إن قرأتِ الرسالة فستعرفين ما إن مازلتما صديقين أم لا .”
“لا أستطيع قراءتها لأنني خائقة .”
عبثت في الرسالة التي في يدي و وضعتها في الحقيبة .
أدار نارس عينه و اومأ برأسه عندما نظر إلى الحقيبة وقال أنه فهم .
“هناك عدد غير قليل من الرسائل ، ألم تقرأي أياً منها ؟”
“………”
مع العلم أنه قال شيئاً صحيح ، أومأ برأسه .
“كيف يكون الشخص الذي يرسل إليكِ رسائل بهذه الطريقة ألا يكون صديقك ؟”
“لقد فعلت شيئاً خاطئاً مع ذلك الصديق لذا …”
“هل حاولتي التحدث مع هذا الصديق ؟”
“لا …”
لم أستطع حتى أن أقول وداعاً عندما غادرت لأنني كنت خائفة .
إغمق تعبيري تدريجياً .
ألا يجب أن أقرأ الرسائل ؟
كان هناكَ مرة أو مرتين أردت فتح رسائل سايمون و قراءتها و إرسال رد .
لكن هل أستحق هذا ؟
كان من الصواب قطع الإتصال مع سايمون .
“إذا لماذا لا تقرأين الرسالة مرة واحدة ؟”
“…أنا خائفة .”
“إن واصلت تجنبه لأنكِ خائفة قد تفقدين هذا الصديق حقاً .”
ركلت الأرض بقدمي بلا هدف بسبب كلمات نارس .
“من وجهة نظري ، يبدو أنه يظل على اتصال معكِ لأنه لا يريد أن يفقدكِ .”
“لكن ….”
ماذا علىَّ أن أفعل عندما أشعر بالحيرة و الإستياء و يخرج صوتي ضعيفاً بهذا الشكل ؟
نظرت إلى الأرض و رأسي إلى أسفل و فجأة ظهر شيء قرمزي أمامي .
كانت دمية الثعلب البرتقالية تتحدث و تتحرك .
“أنا دُمية القلق .”
“……….”
بدأ بالتحدث من بطنه و لقد كان الصوت يريحني .
بدأت الدمية ترتفع ببطء فرفعت رأسي بسبب هذا .
قال نارس الذي وضع دمية الثعلب على وجهه .
“لقد أزلتُ كل هذا القلق بعيداً ، لذا ستكون الرسالة على ما يرام . لذا لا تقلقي و افتحيها .”
نزلت دمية الثعلب ببطء و رأيت وجه نارس القوي الخالي من التعبيرات .
لا ، لم يكن خالياً من التعبيرات .
أعطاني نارس دمية الثعلب بين ذراعىّ بإبتسامة هادئة .
“دمية ثعلب … متى اشتريتها ؟”
“منذ وقت طويل ؟”
حاول نارس تغيير الموضوع قائلاً أنه لا يستطيع التذكر .
بالتفكير في الأمر ، لقد كان نارس أمام متجر الدمى آخر مرة .
هل رأى الشيء الذي كنت أركز عليه عن قرب ؟
شعرت بقلبي ينبض بغرابة ، غطيت وجهي بسرعة بدمية الثعلب .
بطريقة ما لم أرغب غي اظهاره لأن خدىّ كانا ساخنين بعض الشيء .
“هل ستقرأين الرسالة ؟”
“قلقي ستأخذه هذه الدمية بعيداً … لذا ساقرأها .”
دفنت الدمية في وجهي و تمتمت قليلاً .
“من الواضح أنه ينتظرك .”
“…نارس ، هل تعلم .”
اليوم كان نارس لطيفاً جداً .
في العادة ، كانت نبرة صوته قاسية و تعبيره بارد ، لكن اليوم كان مختلفاً .
يسألني بإستمرار عما يحدث و يقدم النصيحة عندما اشعر بالقلق .
حتى أنه قدم هدية دمية بشكل مفاجئ .
دعونا فقط نقول وداعاً للمرة الأخيرة .
خلاف ذلك ، لم أكن أفهم .
إن غادرت بدون أن أقول شيئاً سأكون حزينة بدون أن أعرف السبب .
‘لا ، دافني ، لا يجب أن تكوني حزينة .’
عندما أقف أمام نارس يخطر على بالي راجنار و يخفق قلبي بعنف .
إذا بقيت معه لفترة أطول ،فلن أتمكن من تجميع عقلي بشكل صحيح و لن يكون لدىّ ما أغيره .
كان من الأصح أن أقول وداعاً وأن ننفصل بشكل صحيح .
‘لكن لماذا لا أرغب في الوداع بسهولة ؟’
مازلت غير قادرة على التعبير عن شكري بشكل صحيح عندما أنقذني في الكولوسيوم .
لا أريد أن أكون شخصاً غير محترماً ، لكن بسبب فمي الذي لا يُفتح أشعر بالحزن .
“بالتالي …”
“الجو بارد .”
“هاه ؟”
عندما كنت على وشك فتح فمي غطاني نارس بشيء ما .
خلع عباءته ووضعها فوقي و أمسكَ يدي برفق .
“الوقت متأخر ، من الأفضل أن تعودي للفندق .”
“هاه ؟ أوه ، نعم .”
“من الخطر أن تكوني بمفردكِ لذا سآخذك إلى هناك .”
لم أستطع أن أقول شيئاً بسبب اللطف الذي قدمه لي اليوم لذا أمسكت يده و بدأت أسير معه .
ربما لأنه كان يرتدي قفازات ، لم يكن يشعر بالملمس بشكل جيد ، لكن من الغريب أنني كنت مدركة .
‘هل بدوت حتى و كأنني في ورطة ؟’
كان نارس شخصاً بتعبير بارد و لكنه كان صديقاً لطيفاً بشكل مدهش .
كان راجنار لطيفاً جداً .
كان هو الشخص الذي ابتسم و مد يد المساعدة لي عندما أكون في ورطة .
‘متى سأفكر فيكَ ولا أحزن ؟’
لقد دفنت الذكريات الجيدة مع راجنار لذكريات حزينة و مخفية داخل قلبي . لكنه لا يستطيع إخراجها مرة أخرى صحيح ؟
ولن أرى نارس مرة أخرى ، صحيح ؟
بينما كنت أفكر في هذه الأشياء تباطأت خطواتي بسبب الإحباط .
بدون أن أعرف ، نظر نارس إلى الوراء عندما بدوت أنني تخلفت عنه بمقدار خطوتين .
يتبع …