Born as the Daughter of the Wicked Woman - 58
المكان الذي وصلنا إليه كان حقلاً مرتفعاً .
“المدينة الإمبراطورية قريبة .”
قال سايمون وهو ينظر من نافذة العربة .
خلف الحقل الذهبي كان هناكَ شجرة كبيرة ، وعلى الجانب الآخر كان هناكَ قلعة صفراء جميلة و كبيرة .
“هل تعرف أين نحن ؟”
اومأ سايمون برأسه و أجاب على سؤال راجنار .
“هذه ملكية الدوق الأكبر .”
“أچاشي ؟”
بعد رد سايمون تحولت أعيننا بشكل طبيعي إلى أكسيليوس .
عندما تحمعت أعيننا فتح أكسيليوس باب العربة و قال : “سترون عندما نصل .”
عندما خرجَ أكسيليوس إندفع راجنار و سايمون إلى الخارج كما لو كانا ينتظران .
ثم هب نسيم الخريف البارد عبر الباب المفتوح .
مع الريح ، شوهد حقل من القمح ولقد كان يهتز مثل موجة ذهبية .
‘جميل .’
نظرتُ بهدوء إلى المشهد الجميل ثم ظهرت يدان أمامي .
“الآن ، هل ستمسكين بيدي و تنزلين ؟”
“لا ، دافني ، أمسكِ يدي أنا !”
تحدث سايمون وراجنار في نفس الوقت .
“اوه ، يالهما من رجلان مهذبان .”
بدأ أكسيليوس و سيلڤادور بمشاهدتنا بوجوه مثيرة .
“من ستختار دافني ؟ إنه سايمون ، صحيح ؟”
“أعتقد أنه سيكون راجنار .”
سايمون وراجنار هما اللذان قد مدا أيديهما ، لماذا يتذمر الأعمام ؟
“شكراً لكما .”
أخذتُ يد راجنار اليُمنى و يد سايمون اليُسرى .
بدا الأعمام محبطين قليلاً لكننا لم نكن مهتمين و سرنا ممسكين بأيدي بعضنا البعض بين الحقل .
ربما نحنُ ذاهبون إلى تلكَ الشجرة الكبيرة .
عندما كنا نمشي ببطء رأيتُ شخصاً مألوفاً .
“أمي !”
تركت يديهما دون قصد و ناديتُ أمي .
لم أستطع الركض فجاءت والدتي وهي تركض نحوي و حملتني .
“هل قضيتِ وقتاً مُمتعاً ؟”
“نعم ، لقد كونتُ صداقات في الشارع ، ولقد كنا جميعاً نلعب لعبة الجري و الملاحقة سوياً . أخبرني الجميع أنني كنتُ جميلة عندما كنتُ أرتدي قناعاً .”
كانت اليد التي ترجع خصلاتي للخلف دافئة جداً .
“أردتُ أن أرى أمي تعمل ، لكنكِ لم تكوني هناك .”
“ساتأكد من جعلكِ ترين في المرة القادمة .”
“حسناً .”
قبلت خدي برفق و ابتسمت لي .
“لكن ، لماذا أنتِ هنا ؟”
“لدىّ عمل مهم للغاية هنا اليوم .”
“عمل ؟”
“لأن هناكَ ذكريات لوالدتكِ مدفونة تحت الشجرة و اليوم هو الوقت المناسب لإخراجها .”
“ذكريات ؟”
بسبب كلمات أمي تحولت كل العيون نحو الشجرة .
من الغريب بالتأكد وجود شجرة واحدة فقط في مثل هذه المساحة الواسعة .
هل تحاول إخباري ببعض القصص القديمة هنا ؟
“نزهة ؟”
“هل تريدين الذهاب في نزهة ؟”
الشجرة الكبيرة و الطقس البارد و الهدوء و الأماكن الواسعة المفتوحة و المشاهد الجميلة و الناس اللطفاء .
اعتقدتُ أنه بسبب هذا المزيج سوف نقوم بنزهة ، لكن لا يبدوا أنه كذلك .
عندما هززت رأسي قبلتني والدتي برفق على خدي .
“قصة قديمة ؟”
“أم أن هناكَ شيئ حقيقي هنا ؟”
نظر راجنار و سايمون إلى الأعمام بنظرة فضولية على وجوههم .
ومع ذلكَ ، لا يبدوا أن هؤلاء الأعمام الماكرين على إستعداد لإعلامهم بسهولة .
لفوا وجوههم و تظاهروا بعدم المعرفة .
يجب أن يستمر سايمون وراجنا في الصراخ حتى يقوموا بإخبارهم بالأمر .
“هذا طفولي .”
“كلما تقدموا في السن أكثر كلما أصبحوا أكثر طفولية .”
حركت أمي أصابعها برفق و بدأ شيئ يظهر من بين الدخان .
“مجرفة ؟”
امتلأ صوت سايمون بالفضول و اومأت والدتي و قالت : نعم .
“دفنتُ ذكرياتي هنا في يوم مهرجان الأقنعة قبل عشر سنوات ، ليس فقط ذكرياتي و لكن ايضاً اكسيليوس و سيلڤادور .”
لقد كنتُ اتسائل لماذا تبعنا سيلڤادور .
اوه ، هل هذه كبسولة زمنية أو شيئ من هذا القبيل ؟
‘ذكريات أمي قبل عشر سنوات …’
ما كانت تعتزُ به قبل ولادتي مدفون هنا .
لقد جائت لهنا لتظهر لنا مثل هذا الشيئ الثمين .
“هل يُمكننا مشاهدته معاً ؟”
قد يعتقد أى شخص أنها ليست مشكلة كبيرة ، خرج صوت مبهج .
“بالتأكيد .”
ابتسم أكسيليوس و اومأ .
أخذ سيلڤادور المجرفة و بدأ في الحفر .
‘بالمناسبة ، يبدوا أن أكسيليوس أچاشي يتمتع بقوة أكبر من سيلڤادور أچاشي ….’
لكن كان أكسيليوس متمسكاً بجانب والدتي كما لو أنه لن يفوت الفرصة التي سنحت له .
أدرتُ رأسي لأحدق في أكسيليوس ، و نظر لي كما لو أنه قد أدرك أنني أنظر له .
“هاه ؟ دافني ، لماذا تفعلين هذا ؟ هل لديكِ شيئ ما لتقولينه لعمكِ ؟”
“…هممم .”
هززت رأسي وكأنه لا يوجد شيئ و أصبحت تعبيراته وجهه غريبة .
شعر بالحرج لسببٍ ما لوح بيده و سأل عن السبب مرة أخرى ، لكنني لم أكن ارغب في قول المزيد .
“إذاً ، متى يُمكنكِ إخباري ؟”
“في أحلامكَ ؟”
“هاه ؟ لماذا في أحلامي ؟”
أصبح تعبير أكسيليوس غريباً معتقداً أن إجابتي عليه لم تكن صحيحة .
“هل يُمكن ان تخبريني …؟”
“إن أخبرتكَ في أحلامكَ …”
“إن فعلتِ …؟”
“فهل سوف تنساه ؟”
“…هل هي كلمات من الممكن أن تؤذيني ؟”
من السهل معرفة ما إن كان الوقت الذي كان يعيشه قد ضاع .
ورأيتُ أنه كان على وشكِ البكاء فـأخفيتُ رأسي بين ذراعىّ والدتي .
“حبيبتي ، ألا يُمكنكِ إخبار والدتكِ ؟”
“نعم ، أنتِ فقط .”
بعد أن رأينُ نظرة أكسيليوس بعد كلمات والدتي همست لها .
“أليسَ سيلڤادور أچاشي أقوى من الدوق الأكبر ؟”
“لماذا تعتقدين هذا ؟”
“إن الدوق الأكبر أكبر ، لكن سيلڤادور أچاشي هو من يقوم بالحفر . إن الحفر عمل شاق .”
عندما إنتهيتُ من الكلام ، لوت أمي شفتيها .
هل قلتُ شيئاً خاطئاً ؟
رمشتُ عيناي و نظرتُ إلى أمي ، و إنفجرت ضحكتها التي كانت تكبحها .
ثم كما لو كانت تتبعني ، همست في أذني بصوت خافت .
“إنه يقول أن الأمر لا يستحق كل هذا العناء .”
“…لا أعتقد أنها كلمات طيبة .”
التسمت أمي بعد غمغمتي و وضعت إصبع السبابة على شفتيها .
إنه سر بيننا .
“نعم .”
عندما اومأتُ برأسي سمعت أكسيليوس على وشكِ الصراخ .
لكن في لحظة ، اوقفته والدتي .
“أوه ، لقد خرج .”
وبعد فترة ، وجدَ سيلڤادر شيئاً أخيراً .
لابُدَ أنه قد دُفن في عمق شديد ، استطعتُ أن أرى الكثير من الأوساخ متراكمة علر الصندوق الفاخر .
“ما هذا ؟”
هز راجنار و سايمون رأسيهما بتعبير أنهما لا يعرفان ماهية هذا .
“كبسولة زمنية . قطعة من الذاكرة الثمينة مدفونة لنراها في المستقبل .”
عندما ظهرت الكبسولة الزمنية أخيراً أنزلتني والدتي برفق على الأرض .
قام سيلڤادور بإزالة كل الأوساخ .
بعد ذلكَ ، تم الكشف عن صندوق قديم لكنه لايزال جميل المظهر .
جلسنا جميعاً حول الصندوق .
“هل يوجد قفل عليه ؟”
“لم نسمح لأى شخص برؤية ما بداخله . نحنُ لا نعرف ما الذي يضعه بعضنا البعض . هكذا سيكون الأمر أكثر متعة .”
بعد هذه الكلمات ، نما الفضول في عيون راجنار و سايمون .
مع ارتفاع الأجواء أخرجت أمي مفتاحاً صغيراً من ذراعها .
حرر المفتاح الصغير القفل بصوت مبهج كما لو أنه قد قابل رفيقه .
“هل هذا بسبب السحر ؟ إنه بعيد .”
ظهرت محتويات الصندوق .
في الداخل كان هناكَ رقعة عين رائعة و خنجر عادي و سوار رفيع .
“لمن رقعة العين ؟”
“رقعة العين لي .”
لقد تم استخدام البطانة ذات الأنماط الزهرية الفاهرة فبدت باهتة قليلاً .
نظرَ سيلڤادور لنا .
“لماذا هذه ذكرياتكَ الثمينة ؟”
“كنتُ أعاني من الأىق عندما كنتُ صغيراً . لقد كان صديقي العزيز الذي تغلبت على الأرق معه ، مثل الدمى الموجودة على السرير التي تحمي دافني .”
حقيقة أن الدمى التي على السرير تحميني ….
هل يحميه من الكوابيس ؟
اومأتُ برأسي معتقدة أنني أفهم ما يقوله .
ابتسم سيلڤادور بحرارة و ربتَ على رأسي و أشرتُ إلى الشيئ التالي .
“لمن هذا الخنجر ؟”
“إنه لي .”
أمسكت أمي الخنجر بيديها بشكل مألوف .
عندما أخرجته من الغمد رأيتُ شفرته الحادة .
“هذا الخنجر الذي أعطيتكِ إياه .”
“هذا الخنجر أنقذَ حياتي . شكراً لكَ اكسيل .”
“أنا محرج . لم أكن أعرف أنكِ قمتِ بدفنه .”
بعد التعرف على متعلقات الشخصين كل ما تبقى هو سوار مكسور .
سأل سايمون وهو يحمل السوار المكسور وسلمه إلى اكسيليوس .
“لماذا هو مكسور ؟ هل السوار المكسور يحمل ذكرى ثمينة للدوق الأكبر ؟”
“هذا سوار للأمنيات ، ويتم صمعه لمن تحب ليعود حياً .”
“……”
فجأة توقفت أمي عن الكلام .
بطريقة ما ، بدات اعرف من صنع هذا السوار .
“سايمون لا يعرف ، لأنكَ كنتَ صغيراً جداً ، لكن في هذا الوقت نشأت زنزانة خطيرة للغاية و لقد كنتُ المسؤول عنها .”
“…إن هذا حتى لا يموت شخصكَ الثمين .”
بعد كلمات سايمون ، مازال راجنار يسأل بنظرة فضولية .
“لكن لماذا قد كُسر ؟”
“تنكسر الأسورة عندما تتحقق الأمنية . بفضل هذا عدتُ على قيد الحياة .”
امتلأ أكسيليوس بالذكريات و ابتسم بسعادة .
بدت والدتي ايضاً تشعر بالحنين و هي تمسك بالخنجر و تفكر بذكرياتها المنسية .
كان هذا الشيئ ايضاً ينطبق على سيلڤادور .
بدأ الكبار يروون قصصاً عن ذكرياتهم في ذلكَ الوقت .
قدمنا عذراً للمشي بشرط ان لا نذهب بعيداً و غادرنا .
“دافني !”
عندما تم التأكيد أننا ابتعدنا عنهم ، نادى سايمون و راجنار إسمي في نفس الوقت .
“ما خطب كلاكما ؟”
“لنفعل هذا !”
“اجل ، لنجرب !”
ماذا بقصدون بـ لنفعل هذا ؟
مستحيل …؟
ذهبت أعينهم إلى الكبار او على وجه الدقة إلى الكبسولة الزمنية التي كانت بينهم .
“الكبسولة الزمنية ! لنجرب هذا !”
“صحيح ! و لنفتحها بعد عشر سنوات , ما رأيكِ ؟”
يتبع ….