Born as the Daughter of the Wicked Woman - 31
“لن يأتي لأخذي …”
بسبب كلمات راجنار ، إبتسمت والدتي .
إتبعتُ والدتي أنا ايضاً و إبتسمت .
من الواضح أنني سمعته يقول أن أخيه لن يأتي لأخذه .
منذُ أن تذكرتُ ما قاله ، لم يكن لدىّ خيار سوى التحدث .
“من الواضح أنه سـيعود لأخذكَ …”
حتى قبل أن أنتهي من الكلام ، تجمعت الدموع في عيون راجنار .
ظننتُ أن هناكَ شيئ لم أكن أعرفه ، فـخرجت من بين ذراع والدتي .
سحبتُ راجنار بحوار سريري و أمسكه بإحكام .
“أنا بخير …”
ومع ذلكَ ، عانقني راجنار .
ربتتُ على ظهره وهو يبكي ، وبدأت أمي و لينوكس في الإستماع بهدوء .
“في الواقع ، لقد كذبتُ على دافني .”
هدأ بكاءه و شهقاته ، وتوقفت اليد التي لمست الكلمات التي خرجت .
“عن ماذا تتحدث ؟”
لم أكن الوحيدة التي كانت مُتفاجئة ، إقترب لينوكس و سأل راجنار .
“قال أخي أنني كنتُ طفلاً سيئاً .”
“…ماذا؟ عن ماذا تتحدث ؟”
قال راجنار بعيون حزينة .
“أنا حقاً طفل سيئ ، لذلكَ قال أنه سيتركني هناك .”
“!”
“لقد قال أخي «إن أصبحتَ جيداً سآتي و آخذكَ من هناكَ .» لكنني خرجتُ من هناك . لقد قال أخي أنه لا يحتاج إلى أخ سيئ .”
إندهش الجميع من كلمات راجنار كما لو أن هناكَ أحد قد قام بضربهم على رأسهم .
بالطبع ، لقد تصلبتُ ايضاً دون أن أكون قادرة على قول أى شيئ .
“لكن دافني ، لا أريد العودة مرة أخرى . جميع الأطفال الطيبين هناكَ ماتو جميعاً .”
قال راجنار بصوت كئيب و كأنه كان يكبح الدموع .
“لن يأتي أخي لأخذي لأنني لم أفِ بوعدي . لكنني لا أريد أن أموت . لا أريد أن أموت .”
خلف الدموع في عيون راجنار شوهد صوء أرچواني متلألئ .
يرتجف هذا اللون الأرچواني بلا حول ولا قوة ، وهذا اللون الأرچةاني يحتوي على اليأس .
ام تحتضر ، راجنار ، من يريد أن لا يموت .
الضوء البنفسجي الزاهي جميل جداً ، ولكن لماذا يقود إلى الموت ؟
صرخت بنوبة من الغضب .
“لا تجلعني أضحك ! من الذي سيموت !”
نظرَ راجنار مُتفاجئاً إلى صوتي .
مسحتُ الدموع التي في عينه و قلت .
“لن تموت . لن تموت . رارا لن يموت ابداً . وانا ايضاً لن أموت !”
كانت الدموع ستنفجر بشدة إن تحدثتُ ، لذا إحتضنته بشدة دون أن أتمكن من مواصلة الحديث .
“لم أكن أريد الموت ، لذا قتلتُ أناساً آخرين . هل أنا حقاً طفل سيئ كما يقول أخي ؟”
بسبب كلمات راجنار ، هززتُ رأسي .
“لم يكن ذلكَ لأنكَ أردتَ هذا . لقد كنتَ خائفاً ايضاً .”
“هذا صحيح . أعتقدُ أنني كنتُ خائفاً .”
دفن راجنار رأسه بهدوء على كتفي .
الآن أعرف لماذا لم يظهر شقيق راجنار في القصة .
راجنار الذي تخلى عنه شقيقه الأكبر عندما كان طفلاً ، أعتقد أنه تم التخلي عنه بسبب خطئه .
بعد ان خنثَ بوعده مع أخيه ، لم يتمكن من العثور عليه و دفن كل هذا بداخل قلبه .
لا أريد أن أموت .
إختار اجنار البقاء هنا مثلي .
فكرتُ في نفسي و أنا أعانق راجنار المسكين .
لن نموت .
حتى لو حاول العالم من حولنا قتلنا ، سوف نعيش .
‘لأن الأمر سيكون مختلفاً إن كانت لديكَ الرغبة في العيش حتى النهاية .’
ثم إرتفعت أيادٍ دافئة فوق رؤوسنا .
اللمسات اللطيفة التي في تلكَ اليد كما لو كانت فخورة بإظهار رغبتنا في العيش ، كانت مألوفة ، كانت ودودة ، لذلكَ لم أشعر بالرغبة في تجنب ذلك .
“نعم ، أنا أفهم ما تعنيه جيداً . عندها ، ستحتاج إلى مكان تقيم فيه في المستقبل . من الجيد القول ، ان هناكَ غرفة ضيوف في منزلي …”
كانت نهاية حديثها غير واضحة بمظهر غير عادي .
نظرتُ إلى أمي ونسيتُ أنني كنتُ أبكي في الخفاء .
“لقد أنقذتَ إبنتي ، لذلكَ علىَّ ردُ ذلكَ لكَ . إبقى هنا إن كنتَ تريد .”
“اوه ، هل يُمكنه ذلك ؟”
عندما قالت أن راجنار سـيُسمح له بالبقاء هنا ، إندفع ثوت من تلقاء نفسه .
ليس صوت راجنار ، بل صوتي أنا .
فوجئتُ بهذا الصوت ، و داعبت والدتي رأسي بتعبير دافئ عندما فتحتُ فمي .
لم تعد عيون والدتي باردة بعد الآن عندما كانت تنظر إلى راجنار .
“هذا يعني أن العمل الذي قمتَ به يستحق كل هذا العناء ، لذا لا تثقل كاهلكَ .”
“…نعم .”
أصبحت طريقة راجنار مهذبة في الحد ذاته .
نظرتُ إلى امي وراجنار بين ذراعىّ ، لقد كانت تنظر لنا بعيون دافئة .
“عزيزتي ، إن الأصدقاء جيدون .. لكن والدتكِ حزينة إن إخترتِ أصدقائكِ بدلاً من أفراد أسرتكِ .”
حاولتُ ببطء ترك راجنار لكنه لم يتركني .
نظرتُ إلى راجنار بعيون مرتبكة ، لكنه عانقني بقوة مرة أخرى متظاهراً بأنه لا يستمع .
“راجنار.”
لا ضحكة أمي ولا صوت لينوكس الحازم جعل لينوكس يسمح لي بالذهاب .
لمستُ رأس راجنار بنعومة .
“لقد كان رارا متفاجئاً .”
“أنا فضولي لسماع ذلك ، هل رارا هو لقبه ؟”
رداً على سؤال لينوكس اومأتُ برأسي .
رداً على رد فعلي ، تلعثمَ لينوكس بنظرة محرجة .
“حسناً هذا صحيح ، ألا يبدو كإسم فتاة … و أولاً ، ألا يبدو كإسم حيوان أليف ؟”
“أنا أحبه .”
لينوكس حاول إغاظة راجنار ، لكن بلا جوى .
ما الذي يُمكن أن يقوله له بعد أن قال أنه يحبه ؟
“هذا هو الإسم التي دعتني به دافني كـصديقها . أنه لقب ثمين .”
ضحكت معه لأن تلكَ الإبتسامة كانت لطيفو للغاية .
كان الإثنان يبتسمان كما لو أنهما لا يستطيعان المساعدة وبعد ذلكَ بوقت قصير سمعنا صوت ريكاردو في الطابق السفلي .
“جميعاً أنه وقت الطعام !”
مرّ اليوم الأول من إستقبالنا لعضو جديد بمثل هذه الضجة .
***
ف
ي ليلة مُظلمة ، دخلت كلوي بهدوء إلى غرفة دافني .
منذُ أنها قد جعلت راجنار يبقى هنا ، قامت بمحو الدائرة السحرية المتصلة بالغابة .
ومع ذلكَ ، منذُ وقوع الحادثة لم تهدأ مخاوفها .
لحسن الحظ ، نامت دافني بسرعة .
إستطاعت أن ترى مدى سعادتها اليوم عندما ترى إبتسامة على محيا الطفلة النائمة .
لقد شعرت وكأنها تحلم حلماً سعيداً .
“لقد مرّ كل شيئ بأمان لكن …”
نزلت نظرة كلوي ببطء .
كانت ساقي دافني مازالتا كما هما .
للوهلة الأولى ، كان من المؤلم رؤية مدى صعوبة الأمر على الطفلة .
لم يكن ليحدث هذا إن كانت متيقظة قليلاً .
على الرغم من أنها تعلم أنه كان ندماً متأخراً ، إلا أن التنهدات الممزوجة بالخوف و الشعور بالذنب تعود إليها بلا نهاية .
حتى لو لم تربطهم قرابة بالدم ، لقد قررت القبول بها بقلبها .
أريد أن أرى طفلتي أولاً بالحب وليس بالشعور بالذنب ولكن بصفتي والدتها كان الأمر محبطاً لأن هناكَ العديد من أوجه القصور .
‘لا يُمكنني مساعدتها الآن .’
تجنبت دافني الكشف عن ذلكَ بقدر إستطاعتها و كانت مترددة ، لكنها الآن تعرف أنه حتى هذه الخطوة قد إنتهت .
حتى بعد أشهر من العلاج السحري و الدواء ، لم تكن تشعر بتحسن في ساقها .
إكتسحت كلوي جبين دافني التي كانت نائمة بهدوء .
حتى الإصابات الطفيفة شُفيت تماماً .
لايزال الأمر يبدو ميؤوساً منه ، لذلكَ كانت تعرف أنها لا تستطيع مساعدتها لكن ….
‘ليس لدىّ خيار سوى أن أثق به ، علىّ أن أخفى على الأقل أنها إبنة فرير .’
أنه رجل موثوق به ، لكن لا ضرر من توخي الحذر .«هتفهمو الجملة دي قدام .»
دخل ضوء ساطع بلطف من خلال الستائر .
قررت كلوي أن تصدق هذا الطريق الأخير ، كما لو أن ضوء الأمل يضيئ في الظلام .
جلست كلوي بجانب دافني وجلست بعقل متفتح .
ثم ضمت يديها وبدأت تدعو الإله .
آمل أن تُشفى ساق دافني حتى تتمكن من المشي بمفردها و أضمها بين ذراعي .
آمل أن تكون طفلة تتألق أكثر من أى شخص آخر .
كانت تأمل أن تصل هذه الصلاة الجادة إلى الإله .
***
كان العام الجديد مُشرقاً وكان الشتاء يقترب من نهايته .
جيد .
بدا أن راجنار قد تكيف بشكل جيد مع منزله الجديد .
لقد تعلمَ الكتابة معي ، وساعد لينوكس ، وتعلم الطبخ مع ريكاردو .
من حين لآخر ، عندما يكون ريكاردو غير منتبهاً نصنع كاكاو أقل حلاوة يُمكنني أن أشربه .
كان ريكاردو مُستاء قليلاً ، لكنني لا أعرف .
بفضل هذا ، تمكنتُ من الحصول على الكاكاو الذي كان يصنعه راجنار بدلاً من الكاكاو الحلو بجنون .
“دافني ، هذا .”
بتذكري للشتاء ، همسَ راجنار ودفعَ شيئاً ما للخارج .
لقد كان خجولاً و بإمكاني المعرفة أن هذا ما كان يُخفيه.
“…وشاح وقفازات ؟”
“أردتُ أن أعطيها لدافني …”
نظرَ راجنار من النافذة ولم يستطع محو تعبيرات وجهه القاتمة .
“أنا لستُ ماهراً جداً ، لكنني إنتهيتُ الآن .”
لا يسعني إلا أن أكون مذهولة من هذه النغمة القاتمة التي بإمكانها أن تحفر في عمق الأرض .
“هل صنعتَ ذلكَ بنفسك ؟”
بسبب عيني المتفاجئة ، ضحكَ كما لو كان خجولاً بعض الشيئ .
“لقد تعلمت هذا من لينوكس .”
“…ألم تكن تساعده في الكيميا ؟”
“قبل ذلكَ …”
كما لو كان راجنار مُحرجاً ، إستمر بتحريك يده مراراً وتكراراً في الهواء .
كان الوشاح الوشاح و القفازات السميكة المنفوشة المصنوعة من الصوف الأرچواني خرقاء بصراحة .
لقد كانت الخيوط منتفخة و الأطوال غير متوازنة .
على الرغم من أن الجو كان بارداً بالفعل و الربيع أصبحَ قريباً …
ألقيتُ نظرة خاطفة من النافذة و لففتُ الوشاح حول رقبتي و إرتديتُ القفازات .
“هل يبدو جيداً علىَّ ؟”
مع العلم أنني أحب اللون الأرچواني لقد أعطاني تلكَ الهدية الرائعة . كيف يُمكنني تجاوزها ؟
إبتسم راجنار إبتسامة صغيرة بفرح و اومأ بقوة بإبتسامة كبيرة .
لايزال الجو بارداً في الصباح و الليل ، لذا سنتمكن من التجول بشكل كافٍ حتى يصبح النهار حاراً .
إبتسمت للنسيم الخافت و أشرتُ إلى النافذة .
“إذاً ، نحنُ الآن على إستعداد للخروج ، لذلكَ لنذهب للعب .”
إنتهت دراسة اليوم ، وقمتُ ببعض الواجبات المنزلية ، لذا حان وقتُ اللعب .
لقد كان الكِبار بعيداً لبعض الوقت ، لذا سيكون الأمر بخير .
‘ماذا لو حدثَ شيئ ما ؟ راجنار هنا .’
فجأة فُتح الباب ، أصبحت مرعوبة من التفكير في الأمر .
“؟”
لقد فوجئتُ لأنني لم أرّ أحداً يدخل من هذا الباب من قبل .
“…من؟”
كان الرجل يتمتع بلياقة بدنية عالية و طويل .
كنت أعاني من ألم في الرقبة لأنني إضطررتُ لرفع رأسي و النظر له .
كان راجنار ينظر إلى الظهور الغريب لرجل غريب ، ووقفَ أمامي .
كما أمسكتُ بـراجنار بإحكام .
كان الأمر خطيراً لأنه كان شخصاً يعرف أن كلانا فقط من في المنزل إذا كنا أنه كان من الغرباء أو الزوار غير المدعويين .
لكن لحسن الحظ .
ما كنا قلقين بشأنه لم يحدث .
هذا الرجل بدأ يذرف الدموع بمجرد أن رآني .
يتبع …
“لن يأتي لأخذي …”
بسبب كلمات راجنار ، إبتسمت والدتي .
إتبعتُ والدتي أنا ايضاً و إبتسمت .
من الواضح أنني سمعته يقول أن أخيه لن يأتي لأخذه .
منذُ أن تذكرتُ ما قاله ، لم يكن لدىّ خيار سوى التحدث .
“من الواضح أنه سـيعود لأخذكَ …”
حتى قبل أن أنتهي من الكلام ، تجمعت الدموع في عيون راجنار .
ظننتُ أن هناكَ شيئ لم أكن أعرفه ، فـخرجت من بين ذراع والدتي .
سحبتُ راجنار بحوار سريري و أمسكه بإحكام .
“أنا بخير …”
ومع ذلكَ ، عانقني راجنار .
ربتتُ على ظهره وهو يبكي ، وبدأت أمي و لينوكس في الإستماع بهدوء .
“في الواقع ، لقد كذبتُ على دافني .”
هدأ بكاءه و شهقاته ، وتوقفت اليد التي لمست الكلمات التي خرجت .
“عن ماذا تتحدث ؟”
لم أكن الوحيدة التي كانت مُتفاجئة ، إقترب لينوكس و سأل راجنار .
“قال أخي أنني كنتُ طفلاً سيئاً .”
“…ماذا؟ عن ماذا تتحدث ؟”
قال راجنار بعيون حزينة .
“أنا حقاً طفل سيئ ، لذلكَ قال أنه سيتركني هناك .”
“!”
“لقد قال أخي «إن أصبحتَ جيداً سآتي و آخذكَ من هناكَ .» لكنني خرجتُ من هناك . لقد قال أخي أنه لا يحتاج إلى أخ سيئ .”
إندهش الجميع من كلمات راجنار كما لو أن هناكَ أحد قد قام بضربهم على رأسهم .
بالطبع ، لقد تصلبتُ ايضاً دون أن أكون قادرة على قول أى شيئ .
“لكن دافني ، لا أريد العودة مرة أخرى . جميع الأطفال الطيبين هناكَ ماتو جميعاً .”
قال راجنار بصوت كئيب و كأنه كان يكبح الدموع .
“لن يأتي أخي لأخذي لأنني لم أفِ بوعدي . لكنني لا أريد أن أموت . لا أريد أن أموت .”
خلف الدموع في عيون راجنار شوهد صوء أرچواني متلألئ .
يرتجف هذا اللون الأرچواني بلا حول ولا قوة ، وهذا اللون الأرچةاني يحتوي على اليأس .
ام تحتضر ، راجنار ، من يريد أن لا يموت .
الضوء البنفسجي الزاهي جميل جداً ، ولكن لماذا يقود إلى الموت ؟
صرخت بنوبة من الغضب .
“لا تجلعني أضحك ! من الذي سيموت !”
نظرَ راجنار مُتفاجئاً إلى صوتي .
مسحتُ الدموع التي في عينه و قلت .
“لن تموت . لن تموت . رارا لن يموت ابداً . وانا ايضاً لن أموت !”
كانت الدموع ستنفجر بشدة إن تحدثتُ ، لذا إحتضنته بشدة دون أن أتمكن من مواصلة الحديث .
“لم أكن أريد الموت ، لذا قتلتُ أناساً آخرين . هل أنا حقاً طفل سيئ كما يقول أخي ؟”
بسبب كلمات راجنار ، هززتُ رأسي .
“لم يكن ذلكَ لأنكَ أردتَ هذا . لقد كنتَ خائفاً ايضاً .”
“هذا صحيح . أعتقدُ أنني كنتُ خائفاً .”
دفن راجنار رأسه بهدوء على كتفي .
الآن أعرف لماذا لم يظهر شقيق راجنار في القصة .
راجنار الذي تخلى عنه شقيقه الأكبر عندما كان طفلاً ، أعتقد أنه تم التخلي عنه بسبب خطئه .
بعد ان خنثَ بوعده مع أخيه ، لم يتمكن من العثور عليه و دفن كل هذا بداخل قلبه .
لا أريد أن أموت .
إختار اجنار البقاء هنا مثلي .
فكرتُ في نفسي و أنا أعانق راجنار المسكين .
لن نموت .
حتى لو حاول العالم من حولنا قتلنا ، سوف نعيش .
‘لأن الأمر سيكون مختلفاً إن كانت لديكَ الرغبة في العيش حتى النهاية .’
ثم إرتفعت أيادٍ دافئة فوق رؤوسنا .
اللمسات اللطيفة التي في تلكَ اليد كما لو كانت فخورة بإظهار رغبتنا في العيش ، كانت مألوفة ، كانت ودودة ، لذلكَ لم أشعر بالرغبة في تجنب ذلك .
“نعم ، أنا أفهم ما تعنيه جيداً . عندها ، ستحتاج إلى مكان تقيم فيه في المستقبل . من الجيد القول ، ان هناكَ غرفة ضيوف في منزلي …”
كانت نهاية حديثها غير واضحة بمظهر غير عادي .
نظرتُ إلى أمي ونسيتُ أنني كنتُ أبكي في الخفاء .
“لقد أنقذتَ إبنتي ، لذلكَ علىَّ ردُ ذلكَ لكَ . إبقى هنا إن كنتَ تريد .”
“اوه ، هل يُمكنه ذلك ؟”
عندما قالت أن راجنار سـيُسمح له بالبقاء هنا ، إندفع ثوت من تلقاء نفسه .
ليس صوت راجنار ، بل صوتي أنا .
فوجئتُ بهذا الصوت ، و داعبت والدتي رأسي بتعبير دافئ عندما فتحتُ فمي .
لم تعد عيون والدتي باردة بعد الآن عندما كانت تنظر إلى راجنار .
“هذا يعني أن العمل الذي قمتَ به يستحق كل هذا العناء ، لذا لا تثقل كاهلكَ .”
“…نعم .”
أصبحت طريقة راجنار مهذبة في الحد ذاته .
نظرتُ إلى امي وراجنار بين ذراعىّ ، لقد كانت تنظر لنا بعيون دافئة .
“عزيزتي ، إن الأصدقاء جيدون .. لكن والدتكِ حزينة إن إخترتِ أصدقائكِ بدلاً من أفراد أسرتكِ .”
حاولتُ ببطء ترك راجنار لكنه لم يتركني .
نظرتُ إلى راجنار بعيون مرتبكة ، لكنه عانقني بقوة مرة أخرى متظاهراً بأنه لا يستمع .
“راجنار.”
لا ضحكة أمي ولا صوت لينوكس الحازم جعل لينوكس يسمح لي بالذهاب .
لمستُ رأس راجنار بنعومة .
“لقد كان رارا متفاجئاً .”
“أنا فضولي لسماع ذلك ، هل رارا هو لقبه ؟”
رداً على سؤال لينوكس اومأتُ برأسي .
رداً على رد فعلي ، تلعثمَ لينوكس بنظرة محرجة .
“حسناً هذا صحيح ، ألا يبدو كإسم فتاة … و أولاً ، ألا يبدو كإسم حيوان أليف ؟”
“أنا أحبه .”
لينوكس حاول إغاظة راجنار ، لكن بلا جوى .
ما الذي يُمكن أن يقوله له بعد أن قال أنه يحبه ؟
“هذا هو الإسم التي دعتني به دافني كـصديقها . أنه لقب ثمين .”
ضحكت معه لأن تلكَ الإبتسامة كانت لطيفو للغاية .
كان الإثنان يبتسمان كما لو أنهما لا يستطيعان المساعدة وبعد ذلكَ بوقت قصير سمعنا صوت ريكاردو في الطابق السفلي .
“جميعاً أنه وقت الطعام !”
مرّ اليوم الأول من إستقبالنا لعضو جديد بمثل هذه الضجة .
***
ف
ي ليلة مُظلمة ، دخلت كلوي بهدوء إلى غرفة دافني .
منذُ أنها قد جعلت راجنار يبقى هنا ، قامت بمحو الدائرة السحرية المتصلة بالغابة .
ومع ذلكَ ، منذُ وقوع الحادثة لم تهدأ مخاوفها .
لحسن الحظ ، نامت دافني بسرعة .
إستطاعت أن ترى مدى سعادتها اليوم عندما ترى إبتسامة على محيا الطفلة النائمة .
لقد شعرت وكأنها تحلم حلماً سعيداً .
“لقد مرّ كل شيئ بأمان لكن …”
نزلت نظرة كلوي ببطء .
كانت ساقي دافني مازالتا كما هما .
للوهلة الأولى ، كان من المؤلم رؤية مدى صعوبة الأمر على الطفلة .
لم يكن ليحدث هذا إن كانت متيقظة قليلاً .
على الرغم من أنها تعلم أنه كان ندماً متأخراً ، إلا أن التنهدات الممزوجة بالخوف و الشعور بالذنب تعود إليها بلا نهاية .
حتى لو لم تربطهم قرابة بالدم ، لقد قررت القبول بها بقلبها .
أريد أن أرى طفلتي أولاً بالحب وليس بالشعور بالذنب ولكن بصفتي والدتها كان الأمر محبطاً لأن هناكَ العديد من أوجه القصور .
‘لا يُمكنني مساعدتها الآن .’
تجنبت دافني الكشف عن ذلكَ بقدر إستطاعتها و كانت مترددة ، لكنها الآن تعرف أنه حتى هذه الخطوة قد إنتهت .
حتى بعد أشهر من العلاج السحري و الدواء ، لم تكن تشعر بتحسن في ساقها .
إكتسحت كلوي جبين دافني التي كانت نائمة بهدوء .
حتى الإصابات الطفيفة شُفيت تماماً .
لايزال الأمر يبدو ميؤوساً منه ، لذلكَ كانت تعرف أنها لا تستطيع مساعدتها لكن ….
‘ليس لدىّ خيار سوى أن أثق به ، علىّ أن أخفى على الأقل أنها إبنة فرير .’
أنه رجل موثوق به ، لكن لا ضرر من توخي الحذر .«هتفهمو الجملة دي قدام .»
دخل ضوء ساطع بلطف من خلال الستائر .
قررت كلوي أن تصدق هذا الطريق الأخير ، كما لو أن ضوء الأمل يضيئ في الظلام .
جلست كلوي بجانب دافني وجلست بعقل متفتح .
ثم ضمت يديها وبدأت تدعو الإله .
آمل أن تُشفى ساق دافني حتى تتمكن من المشي بمفردها و أضمها بين ذراعي .
آمل أن تكون طفلة تتألق أكثر من أى شخص آخر .
كانت تأمل أن تصل هذه الصلاة الجادة إلى الإله .
***
كان العام الجديد مُشرقاً وكان الشتاء يقترب من نهايته .
جيد .
بدا أن راجنار قد تكيف بشكل جيد مع منزله الجديد .
لقد تعلمَ الكتابة معي ، وساعد لينوكس ، وتعلم الطبخ مع ريكاردو .
من حين لآخر ، عندما يكون ريكاردو غير منتبهاً نصنع كاكاو أقل حلاوة يُمكنني أن أشربه .
كان ريكاردو مُستاء قليلاً ، لكنني لا أعرف .
بفضل هذا ، تمكنتُ من الحصول على الكاكاو الذي كان يصنعه راجنار بدلاً من الكاكاو الحلو بجنون .
“دافني ، هذا .”
بتذكري للشتاء ، همسَ راجنار ودفعَ شيئاً ما للخارج .
لقد كان خجولاً و بإمكاني المعرفة أن هذا ما كان يُخفيه.
“…وشاح وقفازات ؟”
“أردتُ أن أعطيها لدافني …”
نظرَ راجنار من النافذة ولم يستطع محو تعبيرات وجهه القاتمة .
“أنا لستُ ماهراً جداً ، لكنني إنتهيتُ الآن .”
لا يسعني إلا أن أكون مذهولة من هذه النغمة القاتمة التي بإمكانها أن تحفر في عمق الأرض .
“هل صنعتَ ذلكَ بنفسك ؟”
بسبب عيني المتفاجئة ، ضحكَ كما لو كان خجولاً بعض الشيئ .
“لقد تعلمت هذا من لينوكس .”
“…ألم تكن تساعده في الكيميا ؟”
“قبل ذلكَ …”
كما لو كان راجنار مُحرجاً ، إستمر بتحريك يده مراراً وتكراراً في الهواء .
كان الوشاح الوشاح و القفازات السميكة المنفوشة المصنوعة من الصوف الأرچواني خرقاء بصراحة .
لقد كانت الخيوط منتفخة و الأطوال غير متوازنة .
على الرغم من أن الجو كان بارداً بالفعل و الربيع أصبحَ قريباً …
ألقيتُ نظرة خاطفة من النافذة و لففتُ الوشاح حول رقبتي و إرتديتُ القفازات .
“هل يبدو جيداً علىَّ ؟”
مع العلم أنني أحب اللون الأرچواني لقد أعطاني تلكَ الهدية الرائعة . كيف يُمكنني تجاوزها ؟
إبتسم راجنار إبتسامة صغيرة بفرح و اومأ بقوة بإبتسامة كبيرة .
لايزال الجو بارداً في الصباح و الليل ، لذا سنتمكن من التجول بشكل كافٍ حتى يصبح النهار حاراً .
إبتسمت للنسيم الخافت و أشرتُ إلى النافذة .
“إذاً ، نحنُ الآن على إستعداد للخروج ، لذلكَ لنذهب للعب .”
إنتهت دراسة اليوم ، وقمتُ ببعض الواجبات المنزلية ، لذا حان وقتُ اللعب .
لقد كان الكِبار بعيداً لبعض الوقت ، لذا سيكون الأمر بخير .
‘ماذا لو حدثَ شيئ ما ؟ راجنار هنا .’
فجأة فُتح الباب ، أصبحت مرعوبة من التفكير في الأمر .
“؟”
لقد فوجئتُ لأنني لم أرّ أحداً يدخل من هذا الباب من قبل .
“…من؟”
كان الرجل يتمتع بلياقة بدنية عالية و طويل .
كنت أعاني من ألم في الرقبة لأنني إضطررتُ لرفع رأسي و النظر له .
كان راجنار ينظر إلى الظهور الغريب لرجل غريب ، ووقفَ أمامي .
كما أمسكتُ بـراجنار بإحكام .
كان الأمر خطيراً لأنه كان شخصاً يعرف أن كلانا فقط من في المنزل إذا كنا أنه كان من الغرباء أو الزوار غير المدعويين .
لكن لحسن الحظ .
ما كنا قلقين بشأنه لم يحدث .
هذا الرجل بدأ يذرف الدموع بمجرد أن رآني .
يتبع …