Born as the Daughter of the Wicked Woman - 24
اليوم كنتُ مُرتدية معطفاً سميكاً و إتجهنا إلى الغابة .
“مرحباً .”
“……”
بعد أن قمتُ بتحيته ، رفع البطل الذكر رأسه و لقد كان يجلس في نفس الزاوية في الزنزانة .
بدا كالجرو الذي يُرحب بصاحبه .
عندما نظرتُ إلى الأسفل ، وجدتُ وعاءاً من الطعام البارد الذي قُدم له في مساء يوم أمس .
“أنتَ لم تأكل اليوم ايضاً .”
تحدثتُ إلى ريكاردو الذي كان ينظر إلىَّ من الجانب .
“أرجوكَ أوصلني .”
“إن الأرض باردة جداً !”
“أعلم .لقد أحضرتُ بعض الوسائد.”
لقد كان يُخفي حقيبة صغيرة ثقيلة على ظهره .
ضَحِك ريكاردو بشدة على نظرتي ووضع الحقيبة على الأرض .
“اوه . لقد رأيتُ ذلكَ من قبل .”
عندما فتحتُ الحقيبة كان بها الكثير من الأشياء التي كنتُ اتسائل عما إن كانت مفيدة .
“حسناً ، هذه وسادة و بطانية وزوج من القفازات و وشاح أحضرته في حال إن كان الجو بارداً ، و الأهم من ذلكَ كله هو الكاكاو الذي تفضله دافني !”
‘اوه!’
أدار رأسه و قاب بإبتسامة .
عندما أخرج كل شيئ من الحقيبة الواحد تلو الآخر ، كان بإمكاني رؤية جسد البطل الذكر يتقدم قليلاً إلى الأمام .
كما لو أنه أراد رؤية كل شيئ أمام عينيه .
‘لقد كنتَ قاتلاً ، لكنكَ لم ترَ شيئاً كهذا من قبل ؟ هل ستبقى ذاكرتكَ كـقاتل كما هي ؟’
سأكتشف ما إن تحدثَ ببطء .
***
أصبح ذلكَ المكان القديم دافئ كما لو كنا في نزهة بسبب الأشياء التي تم إخراجها من الحقيبة .
وضعتُ السلة الصغيرة بين ذراعىَّ و تحدثتُ إلى ريكاردو .
“أسرع و أنزلني .”
“قبل أن تنزلي ….”
“لا تضعي يديكِ داخل القضبان ، ولا تفتحي الباب .”
أومأ ريكاردو برأسه بإرتياح لردي السريع .
“حسناً .”
وضعني ريكاردو بعناية على الأرض .
أحضرتُ السلة التي وضعتها جانباً لبطل الرواية الذكر الذي إقترب أمامي مباشرةً .
“ألستَ جائعاً ؟”
“…جائع.”
الصوت الذي سمعتهُ لأول مرة كان مليئاً بالحذر .
ومع ذلكَ ، لم يستطع إزالة عينه من على السلة التي أحضرتها .
أعتقد أنه يُمكنني شم الرائحة من داخل السلة .
“تحتوي على حساء ساخن و خبز طري و فاكهة ، هل تريد أن تأكل ؟”
“…أريد أن آكل .”
“أنا فقط لا أستطيع أن أعطيكَ ….”
عمداً أزلتُ القماش الموجود على السلة .
عندما إمتلأ السجن برائحة الطعام ، سمعتُ صوت هدير مألوف .
“…يُمكنكِ ضربي .”
“ماذا؟”
نظرتُ إلى ما كان يتحدث عنه بصوت متفاجئ ، ولقد كان يتحدث بتعبير حازم .
“يُمكنكِ ضربي . لذا أعطني هذا؟”
“لماذا علىّ ضربكِ؟”
“لقد قلتِ للتو أنكِ لا تستطيعين أن تُعطيني اياها؟”
قُلتُ مُشيرة إلى الطعام الذي قُدم له بالأمس و إلى الكلمات التي لم أفهمها .
“لقد قُدم لكَ هذا الطعام ، لكنكَ لم تأكله .”
“رائحته غريبة .”
“رائحته غريبة؟”
ربما كان الطعام الجديد فاسداً .
نظرَ ريكاردو إلى الطعام بتعبير جاد ، و قام بتنظيف الوعاء و كان يسعل بشكل كبير .
ثم فتح يده و غطى فمه حتى لا يظهر للذي في السجن .
همس . همس . همس
اوه ، لقد قالت لينوكس أنه سيجعله يعترف و يستجوبه .
كان يعلم أنه قد بدأ في تناول الطعام لذا وضعه فيه .
لقد كان حساساً لدرجة أنه عرف الأمر عن طريق الرائحة فقط .
هز ريكاردو رأسه عندما نظرتُ إلى سلتي .
عندما قال لي أنه لم يحضر شيئ معه ، نظرتُ إلى يه مرة أخرى «للبطل» .
“ماذا فعلَ لكَ من يعطونكَ الطعام؟”
“الضرب بقبضة اليد . الركل بالقدم . و الشتائم …”
عبستُ بفمي الصغير بسبب الإساءة القاسية .
هل هذا هو القول أن البطل الذكر كان له ماضٍ سيئ ؟
‘أنه مشابه لي .’
لا ، لقد كبرَ ليكون قاتلاً ، ألم يكن ليفعل المزيد ؟
‘أعتقد أنه يشبهني كثيراً ، من الممكن أنه قد يكون مجرد شعور .’
فتشتُ السلة و أخرجتُ الطعام ووضعته أمام القفص .
لم أضع يدي بداخل القفص بسبب الوعد السابق ، لكنني أخبرتُ الشخص الذي كان ينظر إلىّ بعد وضعه أمام القفص .
“لستُ قوية بما فيه الكفاية لضربكَ .”
“إذاً ، ما الذي يجبُ علىّ فعله ؟”
قال بصوت مشكوك فيه .
“إسمي دافني .”
“……”
“قلتُ أنه يجبُ أن تخبرني بإسمكَ في المرة القادمة التي ألتقيكَ بها . قل لي إسمك ، هذا كل شيئ .”
لا يُمكنني دائماً تلقيبه ببطل الرواية الذكر أو ذلكَ الرجل ، أو ذلكَ الفتى .
أنا أعرف إسمه من الرواية ، لكنني أردتُ أن أقوله له عندما أسمع إسمه منه بشكل مباشر .
وضعتُ زجاجة الماء أمامه .
“إذاً ما إسمكَ ؟”
لم يكن هناكَ جواب .
فتح فمه عندما تواصلت معه بالعين متسائلة ما إن كان لا يريد أن أعرف أسمه .
“راجنار.”
“نعم راجنار ، يُمكنكَ الأكل الآن .”
بعد أن أخذَ الإذن ، مد راجنار يده إلى الطعام الذي أمامه و بمجرد أن لمسَ الطعام بيده بدأ يأكل مثل الأمس .
في أقل من خمس دقائق إنتهى الإفطار البسيط الذي أعددته .
“لذيذ.”
تحدثَ راجنار فجأة و أغلقَ فمه كما لو كان مذعوراً .
ثم أدار عينيه ليرى عين ريكاردو .
ثم بدأ بالفواق و الفواق .
لقد كان الفواق يظهر بشكل خافت وهو يغطي فمه و جسده يهتز .
كانت عيناه مفتوحتان بشدة كما لو أنه متمرد ، لكن ما كانت تحتويه هو الخوف الشديد .
إنه يتظاهر بالقوة من الخارج ، لكنه خائفاً حتى النهاية و كان يتراجع .
مثل كلب مُدرب .
كان راجنار يرتجف من الخوف .
‘…ليس الأمر و كأن ريكاردو يبدو مرعباً . و إن كان الأمر كذلك ، هل هو مخيف لأنه كبير ؟’
عندما أحنيتُ رأسي ببطء و فمي مغلق ، إضطررتُ لسحب كم ريكاردو .
نظرَ ريكاردو إلى راجنار بعيون مراقبة و إضطر الإجابة علىّ لأنني ناديته .
“هاه ؟ ما الأمر يا دافني ؟”
وضعتُ بطانية على الأرض وربتتُ عليها بيدي .
“ريكاردو ، إجلس هنا ايضاً .”
“هاه؟”
“فقط إجلس بسرعة.”
بينما شددتُ أكمامه مرة أخرى ، جلسَ ريكاردو على البطانية بتعبير غير معروف .
عندها فقط توقف إرتجاف راجنار قليلاً .
‘يبدو أنكَ تكره الأشخاص الكبار ايضاً ، صحيح؟’
بالإستماع إلى ما قاله من قبل ، يبدو أن هؤلاء الرجال كانو يسيئون معاملته .
سيكون هذا الخوف نتيجة لذلك .
تماماً مثلي .
لكن ، لقد كانت لدىّ إرادة للهروب و لم يستطع راجنار أن يملكها .
لم أستطع التفكير فيما كنتُ سأفعل إن كنتُ منومة .
لم يكن هناكَ خيار سوى الخروج بحسرة .
كان ريكاردو الذي جلسَ بجواري مرتبكاً ايضاً ، أعتقد أنه لم يلاحظ ذلك ، لكنه سرعان ما هدأ .
“راجنار.”
“آه ، نعم.”
كانت ردة الفعل بطيئة و كأنه لم يكن مُعتاداً على أن يُنادى بإسمه .
فتحتُ غطاء الزجاجة المقاومة للبرد و وضعتُ الكوب الفارغ في المقدمة .«الترمس يجماعة ، كان مكتوب ترمس اصلاً بس كان لازم اصيغها بطريقة افضل تتفهم للكل هكتبها كدا ف الجملة الجيا .»
بينما كنتُ اتحرك ، تحولت عيونهم إلىَّ في نفس الوقت .
فتحتُ الترمس و سكبتُ ما في داخله في الكوب .
كان الكاكاو الدافئ لايزال يتنفس الحرارة ، وينبعث منه دخان أبيض .
وضعتُ الكوب المليئ بالكاكاو أمام راجنار .
“إشرب.”
“…ماهذا؟”
“حسناً .”
نظرتُ إلى نظرة ريكاردو إلى فنجان الكاكاو بوجه مكتئب من الجانب .
“الكاكاو اللذيذ و الأفضل في العالم و المفضل لدىّ ، سأعطيكَ منه .”«مشعاوزة تزعل ريكاردو »
“…هل يُمكنني شُربه؟”
“أعطيتُك إياه لتشربه.”
بعد أن أعطيته إجابة واضحة ، أمسكَ راجنار الكوب بحذر و بدأ في شرب الكاكاو بصوت صفير .
بينما كنتُ أشاهد الشُرب ووجهي في الكأس ، وضعتُ يدي على يد ريكاردو .
“آسفة ، لقد أعطيته له .”
“هاها . لا بأس ! يُمكنني صنع كاكاو دافني المفضل في العالم في المنزل .”
آه .
حاولتُ بطبيعة الحال أن اتجاوز الوجبات الخفيفة اليوم .
لا أعرف لماذا ، لكن لا يُمكنني القول إلا أنه من الجيد بدى متأثراً .
“لذيذ!”
لمعت عيناه الأرچوانيتان الفريدتان و اومأ برأسه تقديراً وهو ينظر إلىّ .
لأنه حلو ، و لأنه لذيذ .
كانت الحدود التي ظهرت منذُ فترة قد إختفت بالفعل عندما نظرتُ إلى عينيه اللامعة .
‘أنه سهل.’
أشعر بالغرابة لأنني أقوم بترويضه بشيئ لذيذ .
بدا الجو و كأنه كان يتدفق على ما يرام ، لذلكَ كنتُ سأتوقف عن الشعور بالرضا اليوم .
في ذلكَ الوقت ، أصبح وجه راجنار مُتيبساً فجأة لأنه أدرك أنه متحمس جداً .
“لا،لذا….لا …. أنه لذيذ…”
لقد حررَ الحدود ثم أمسكها مرة أخرى .
رداً على رد فعله المتغير بإستمرار أخريتُ كتفي كما لو أن كل شيئ على ما يرام .
بدافع الفضول عما كان يحاول القيام به ، حدقتُ في راجنار . وقال بسبب أنني كنتُ أحدق كثيراً .
“…هل، هذا كل شيئ؟”
“نعم.”
توقف راجنار .
قام بعض شفته و شد قبضته ولم يستطع البقاء ساكناً وفتح فمه بصعوبة .
“ألا تشعر دافني بالإشمئزاز مني ؟”
“هل يجبُ أن أشعر بالإشمئزاز؟”
أغلق فمه بسبب سؤالي .
جفل مرة أخرى كما لو كان يريد أن يقول شيئاً و تجنب نظرتي و قال بصوت خافت .
“عيني مثيرة للإشمئزاز ، الجميع يقول هذا …”
“أعتقد أنها غريبة بعض الشيئ.”
“……”
عندما إنفكَ التنويم المغناطيسي عاد لون عينه الأبيض لكن عينه التي تشبه الزواحف بقت .
ومع ذلك ، بدى مظهر إنحناء رأسه بشكل سليم و كأنه كلب قذر .
“راجنار ، إنظر إلى قدمي .”
“…..آه.”
فتح عينيه على مصاريعهما متفاجئاً عندما رأى ضِمادة ملفوفة حول ساقي لم يكن قد لاحظها .
عندما نظرَ إلى النقطة المضيئة، ضاقت عين راجنار .
قُلتها كما لو كانت صفقة كبيرة .
“هذا هو السبب في أنني لا أستطيع المشي بمفردي . لذا فأنا على كرسي متحرك.”
“آه….”
“هل أنا مقرفة ؟”
“…لا،لا أنتِ لستِ مقرفة .”
“أنا أفعل هذا ايضاً، أنتَ لستَ مُقرفاً .”
لم أنسَ إضافة الكلمة الأخيرة .
“لذلكَ لا تتجنب عيني و أنتَ تتحدث.”
نظرت إلى عينه .
رؤية قزحية أرجوانية متلألئة لم تجعلني أشعر يالسوء ، حيثُ أنها تُظهر اللون الذي فقدتهُ .
“أنا أحب اللون الأرچواني ، لذا أرني إياه كثيراً .”
“….إلى متى؟”
إرتجف صوت راجنار .
لاحظتُ أن يده التي كان يقبضها دائماً حمراء جداً من شدة البرد .
“أعطني يدكَ .”
“هاه؟”
“أسرع.”
لقد إندهش من كلماتي المفاجئة و مد يده خارج القفص .
لقد كان بارداً جداً للمسه .
قُلت بعد أن جلعته يرتدي القفازات الوردية التي جلبها ريكاردو لي .
“إلى أن تُدرك أنكَ بأمان .”
“…….”
“أريدكَ أن تظل تريني إياها ، سوف آتِ كل يوم.”
لم يكن هناكَ ردٌ على هذا .
لا ، لم يكن هناكَ حاجة للكلمات .
لأنني كنتُ قادرة على رؤية وجهه الأبيض يُصبح أحمراً كما لو كان جثة حية «بمعنى انو وشه شاحب اوي و شبه الجثة بس لما وشه بقى فيه لون احمر بقى زي الجثة بردو بس حية »
يتبع ….