Born as the Daughter of the Wicked Woman - 22
إذا لم يُخرج الكرسي المتحرك على الفور …
ربما كنتُ سأطلب من وينستون أن يحملني كـالعادة .
‘هل هذا شيئ جيد؟’
لحسن الحظ .
لو كان الأمرُ كذلكَ ، لكنتُ شعرتُ بالحرج عندما أعلم بوجود الكرسي المتحرك لاحقاً .
‘على أى حال …. لماذا لم يخرجوه حتى الآن ؟’
أن أمي و لينوكس و ريكاردو لم يخبروني بهذا .
عندما كنتُ أرتجف لوحدي بسبب الشعور بالخيانة الذي لم أكن مدركة له ، سمعتُ صوت ضحكة من الجانب .
وبينما كنتُ أزيل عيني من على الكرسي المتحرك ، إلتقت عيني بعين وينستون الضاحك .
“اوه ، أنا آسف . هل كان يتم حملكِ ؟”
على كل حال ، يبدو أن المساعد فعلَ ذلك .
لا أعرف ، هل ربما فام بقراءة وجهي ؟ لكنني اومأتُ برأسي بسبب إجابته الصحيحة .
“نظراً لأنكِ صغيرة للغاية و هشة ، أعتقدُ أنهم أرادو الإعتزاز بكِ .”
اومأتُ برأسي بسبب كلمات وينستون .
“ولكن ، التحرك بحرية بمفردكِ مهم . وهذه الحرية سيُفرها لكِ وينستون هذا.”
قال وينستون مشيراً لنفسه بإيماءة مبالغ فيه .
عندما أجبتُ بـنعم دون أن أرفض ، إتجه إلىَّ .
”حسناً إذاً ، إعذريني من فضلكِ آنستي.”
ثم عانقني بخفة .
‘يبدو نحيفاً جداً .’
ضحكَ و تصلب .
“أنا لستُ قوياً بما فيه الكفاية لكنكِ خفيقة جداً . إن ظللتِ بهذه الخفة فقد تتمكنين من الإستمرار قي تناول الكاكاو و الحلوى .”
“اهغ.”
عندما تخيلتُ تناولي للكاكاو في كل وجبة ، خرجَ صوت يدل على القرف من فمي .
أجلسني وينستون على الكرسي المتحرك ، ضاحكاً على سوء فهم ريكاردو الذي يجبُ أن أتحدث معه .
“إذا قمتِ بتدوير عجلة الكرسي المتحرك بنفسك فستتحرك ، لكنها ستتحرك بقوة و سرعة كبيرة .. لكن إن قمتِ بتحريك الأزرار جيداً فسيتحرك بسهولة.”
الزر الأخضر للأمام و الزر الأحمر للتوقف و الزر الأصفر للخلف .
و إذا أردتُ تغيير الإتجاه يُمكنني الضغط على للزر البنفسچي ، وقد لمستُ الأزرار .. إن الشرح سهل الفهم .
حاولتُ الضغط عليها الواحد تلو الآخر و التحقق من أنه يتحرك بشكل صحيح ، ثم حاولتُ الخروج بمفردي .
“بالطبع ، يُمكن للآنسة تحريكه الآن .. لكن لا يُمكنني أن أعطيكِ عناء الضغط على الأزرار .”
قُلتَ أنكَ ستمنحني الحرية في وقت سابق .
“هل تسمحين لي بمساعدتكِ من فضلكِ ؟”
لقد كان يعبث معي ببعض الكلمات التي تمتملئ بالهراء .
بسبب نظرتي هزّ كتفيه .
“مهمتي اليوم هي خدمة الآنسة الشابة بدون إزعاج.”
“إذا ذهبتُ إلى الغابة بدلاً من ذلك ، فأنا أريد التدرب على إستخدام الكرسي المتحرك.”
“إذا كانت آنستي تريد ذلك.”
بعد الوصول إلى الإتفاق المطلوب ، غادرنا الغرفة .
تحول صوت دحرجة العجلات بشكل تدريجي إلى صوت الدهس على العشب .
الشكل الخارجي الذي ظهرَ لي كان لديه القليل من اللون الأزرق ، ربما كان ذلكَ بسبب سحر ريكاردو .
الشمس مشرقة في السماء ، حديقة ليست باردة حتى في الشتاء و أشجار و أزهار ملونة .
لذلكَ كان الأمر منعشاً .
أخذتُ نفساً عميقاً ، ثم أخرجتُ الزفير و عانقتُ الهواء في الخارج بعد فترة طويلة .
يبدو أنه لا يوجد شيئ لا يُمكن القيام به في هذا المكان حيثُ لا يجرؤ الشتاء البارد على الدخول .
“أنهُ ليس بعيداً عنه هنا لكنه ليس قريباً جداً .”
تحركَ الكرسي المتحرك قرابة العشر دقائق تقريباً .
سرعان ما أصبحَ الطقس الذي كان دافئاً ، بارداً ..و شعرتُ بالقشعريرة .
“قد يكون الجو بارداً قليلاً .”
عندما غُطيتُ بالبطانية التي قام وينستون بإعطائي إياها أصبح الجو دافئاً ، كما لو كان قد أعدها مُسبقاً .
عندما إعتدتُ على دفء البطانية شعرتُ بالنعاس ، رأيتُ سجناً صغيراً بدا ديقاً لا يمكن لشخص بالغ أن يدخله .
“اوه ، مازال لم يأكل .”
أمام الباب الحديدي ، تم وضع وعاء يحتوي على شطيرة بدون أى أثر لـلمسها .
“أين هو ؟”
“حسناً ، آه هناك . لم أستطع رؤيته لأنه كان جالساً في زاوية السجن .”
عندما نظرتُ مباشرةً إلى المكان الذي كان يشير إليه وينستون ، ظهرَ شخصٌ ما في مكان أسود فقط .
كان شعره و ملابسه وحتى السجن كان أسود ، لذا لم أستطع رؤيته بشكل جيد حتى قام برفع رأسه .
في ذلكَ الوقت ، رن صوت هدير في مكان هادئ .
لقد أكلتُ منذُ فترة ليست بطويلة ، ولا أعتقد أن وينستون يتضور جوعاً .
“أنه جائع جداً و لكنه لا يلمس الطعام أبداً ، أعتقدُ أنه تم تدريبه بشكل جيد.”
“تدريب؟”
“يجب أن يكون قد تم تدريبه إن كان قد تعرض لغسيل دماغ «تنويم» . دون قيد أو شرط ، فقط سيطيع أوامر المالك.”
ماجاء بشكل طبيعي كان صوتاً قاسياً .
“لهذا السبب هو لم يلمس الطعام حتى لو تم تحرييه من التنويم المغناطيسي .”
أنتَ جائع بهذا الشكل ولا يُمكنكَ لمس الطعام على الرغم من أن الطعام موجود أمامكَ .
تذكرتُ ما عشته في الميتم في الماضي .
على الرغم من وفرة الطعام ، لقد كان من الصعب الحصول عليه بالنسبة لي .
لقد كنتُ أرغب في تناوله ، لكن في اللحظة التي أتناول فيها الطعام .. لقد كان هناكَ ضربة تنتظرني ، لذلكَ قد إعتدتُ على الجوع بشكل طبيعي .
لسببٍ ما ، أردتُ أن أراه يضع الطعام في فمه .
“نعم ، هل يُمكنني الإقتراب و أعطيه الطعام بنفسي ؟”
“لا ، إن الأمر خطير.”
“لكن ، لابدَ أنه جائع . من الممكن أنه كان خائفاً لأنه وجدَ أن من وضعَ له الطعام كان شخصاً بالغاً .”
قال وينستون أنني لا يُمكنني ذلكَ ، لكنه دلى كتفيه كما لو كان لا يُمكنه المساعدة بسبب إلحاحي المستمر له .
“إذاً ، لا يجبُ عليكِ وضع يدكِ داخل القضبان الحديدية ، عليكِ فقط المراقبة من الخارج.”
“حسناً ، فهمت.”
دفع وينستون الكرسي المتحرك إلى الأمام شيئاً فـشيئاً .
رن صوت دحرجة العجلات مع القليل من صوت سحق العشب .
رفع بطل الرواية الذكر رأسه و تقابلت عينانا عندما سمعَ الصوت .
عاد الجزء الذي باللون الأسود من عينه إلى اللون الأبيض ، لكن عينه التي تُشبه الزواحف مازالت باقية .
لحسن الحظ ، عندما نظرَ إلى عيني بدى أفضل قليلاً من الأمس .
ولكن ، أليسَ في حالة قسوى من التأهب ؟
لقد كان وينستون حذراً لأنه كان يظهر عداءاً شديداً يُمكنني الشعور به .
في هذا الموقف المتوتر ، فكرتُ فيما يجبُ أن أفعله .
‘من الواضح أنني إن أعطيتُ له الطعام هكذا فقط فلن يأكله ، و لكن إن رميتُ له الطعام….’
إنه ليس حيواناً و يتم إلقاء له الطاعم لكي يتناوله…
قد يشعر بالسوء .
لنفكر في الأمر بشكل معاكس . إن كنتُ أنا … فماذا أفعل لتناول الطعام في هذه الحالة ؟
أنا جائعة و هناكَ عدوٌ أمامي ، لكن هذا العدو قام بإعطائي الطعام .
‘لا أعتقدُ أنني سآكله .’
لا أعتقد أنني سآكله ، لكن الطفل المُدرب جيداً سيأكله .
على الأقل كنتُ سأفكر في تناوله إن لم يكن عدواً .
‘آه ، هذا هو .’
يُقال أنكَ لا تستطيع رفض شخص مبتسم .
إن الأمر لا يبدأ باللطف ، فقط الإقتراب بشكل تدريجي .
‘لقد مررتُ بهذه التجربة .’
تذكرتُ الطريقة التي كانت تحاول فيها عائلتي الإقتراب مني ، أخذتُ البطانية و نزلتُ على الأرض بعناية.
“آنستي !”
“إنتظر لحظة.”
رفعتُ يدي بسبب ثوت وينستون القلق و أوقفته .
أصبحت الآن في نفس مستوى عين الطفل و أصبحَ يُحدق فىّ .
لا يُمكنني أن أفعلها على الفور، لكن لا يُمكنني أن أكون عدائية معه .
كل ما علىّ فعلهُ هو التفكير في هذه المشاعر و التصرف على الفور .
متكئة على ساقي اليسرى ، إقتربتُ ببطء إلى القضبان الحديدية .
بسبب حركتي ، أخيراً وجهَ الصبي نظرته نحوي .
في اللحظة التي إلتقت فيها عيني مع عينه الأرچوانية ، فك الصبي عقد يديه .
من باب الإهتمام ، رفعتُ وعاء الشطائر الذي بجواري .
“لماذا لم تأكل هذا؟”
“……”
“ألستَ جائعاً ؟ أنه جيد .”
“……”
“إذا كنتَ جائعاً فلن تتمكن من التحرك أو الهروب .”
بسبب كلماتي ، جفلَ و حركَ عيناه .
لمست نظرته الشطيرة . في هذا الوقت ، كنتُ أرغب في أن يكون مهتماً ، لذلكَ وضعتُ طبق الشطائر داخل القفص .
“الآن ، إذا قمتُ بذلكَ ، فستتمكن من تناوله بسهولة لأنه في الداخل .”
“……”
“أريدكَ فقط أن تستمتع به ، أنه لأمرٌ محزن أن تكون جائعاً .”
جفلَ جسد الصبي و بدأ يتحرك قليلاً .
نظرتُ إلى تلكَ العيون كما لو كان يُفكر في هل يتحرك أم لا ، وضعتُ الماء بجواره و أوصيته بالأمر .
“إذا تعرضتَ للإختناق ، يُمكنكَ شُرب الماء .”
عندما أنهيتُ كلماتي ، إندفع الصبي بشدة و بدأ يأكل الشطيرة .
جاء وينستون بجواري و نظرَ إلىَّ .
“آنستي ، لقد قلتِ أنكِ لن تضعي يدكِ داخل القضبان الحديدية .”
“لكنني لم أستطع المساعدة.”
وهو يأكل الآن .
بسبب نظرتي ، تنهد كما لو أنه لا يستطيع المساعدة .
ثم عانقني ووضعني على الكرسي المتحرك .
“إن الأرض باردو توقفي عن الجلوس عليها ، علينا العودة .”
“سنعود بالفعل ؟”
“لقد فعلت الآنسة شيئاً خطيراً بوضع يدها داخل القضبان الحديدية ، لذا يجبُ أن نعود … لقد وعدتي صحيح ؟”
ثم عندما قال أنه كان سيكون أمراً كبيراً إن حدثَ حادثٌ من هذا ، فعبستُ.
‘لقد أطعمته على أى حال .’
لا أريد أن أكون كاذبة .
فجأة أصبح الفتى الذي أكل كل الشطيرة و شربَ الماء يُحدق بي .
أنه لأمرٌ جيد أن عداءه قد قل ، بخلاف تلكَ النظرة من قبل .. صحيح ؟
كان وينستون قاسياً ، لذا لم يكن لدىَّ خيار سوى الإيماءة .
“إذاً ، إنتظر دقيقة قبل العودة.”
قبلَ قلب الكرسي المتحرك ، سلمتُ البطانية إلى وينستون .
“إن بقى هنا طوال الوقت فـسيصاب بالبرد ، إن هذه البطانية دافئة .”
“…الآنسة حقاً …”
بسبب كلامي ، هزّ وينستون رأسه كما لو كان قد هُزم .
على الرغم من ذلكَ ، فإن تعبيره لم يكن سيئاً .
شعرتُ بالرضا عندما رأيته يضع البطانية في القضبان الحديدية .
“لأن الجو بارد ، لا تنسى أن تُغطي نفسكَ .”
“……..”
“في المرة القادمة التي آتِ فيها ، سوف أحضر شيئاً لذيذاً ، أعني ….”
ماذا يجبُ أن أقول عادة في هذه الحالة ؟
فكرتُ في الأمر وأضفتُ بعض الكلمات .
“لا تُصاب بالبرد ، و لا تفتعل المشاكل حتى آتِ إليكَ ، و في المرة القادمة ستخبرني بإسمكَ ، حسناً ؟”
“…….”
“سأخبرك بإسمي في المرة القادمة التي آتِ فيها لذا أخبرني بإسمكَ .”
“…..”
“حسناً ، وداعاً . أراكَ غداً .”
كأنني لا يجب أن أكون هنا بعد الآن ، توجه الكرسي المتحرك بسرعة إلى المنزل .
و مع ذلكَ ، كان من المؤسف الدخول إلى المنزل الآن ، لذلكَ قررتُ البقاء مزيداً من الوقت في الحديقة الدافئة .
علقت نظرة ما فينا و نحنُ نبتعد .
بالنظر إلى الوراء ، لقد كان بطل الرواية الذكر يُحدق فينا .
لم أستطع معرفة فيما كان يُفكر .
يتبع ….