Born as the Daughter of the Wicked Woman - 18
تيك تاك .«صوت ساعة»
‘هل ما سمعتهُ بالأمس حقيقي .’
هل حلمتُ بـشيئ أردتُ أن أفعله ؟
لا أعرف إن كان الأمر حُلماً أم حقيقياً كوني سرقتُ قلب ثلاق أشخاص لا أعرفهم .
‘أتمنى ألا يكون حلماً .’
المشكلة هي أنني سعيدة جداً هذه الأيام لدرجة أن كل شيئ يبدو و كأنه حلم .
‘لكن ، قد يكون حُلماً .. فهل اسأل فقط في هذه الحالة ؟’
لماذا أنتم صادقين و لطفاء جداً معي ؟
‘هل يعتقدون بأنني مزعجة ؟’
تنهدتُ بصوتٍ عال في الصباح الباكر و ضربت البطانية بدون سبب .
‘أشعر بالراحة عندما أفكر في أنه العقد.’
هذا الشعور الغريب بعد العقد يجعل عقلي يهتز .
مع هذه الأفكار الغريبة ، جلستُ على السرير و إنتظرتُ أن يأتي أحد
دق دق –
”عزيزتي ، هل أنتِ مستيقظة؟”
“نعم!”
اوه ، لقد فوجئت قليلاً لأنها كانت المرة الأولى التي تزورني فيها أمي أولاً .
كان صوتي متفاجئ و غير ثابت ، ضحكت أمي على صوتي و مسحت وجهي بمنشفة مبللة كما فعل لينوكس من قبل .
“هل حلمتِ بحلم جيد ؟”
“…لا أعلم ، أعتقدُ أنني لم أحلم.”
تذكرتُ الليلة الماضية التي نسيتها للحظة .
‘تلكَ الكلمات التي تبدو لطيفة و إعتبروني كالعائلة.’
هل يُمكنني حقاً تصديق ذلكَ ؟
هذا الحنان ، مع عدم وجود قيود او شروط ؟
لا ، هل يُمكنني التخلي عن هذا اللطف ؟
لم أكن أفكر إلا بهدوء ، لكني لا أعرف لماذا لقد كانت عيناى مموهة .
امتلأت عيناي بالدموع بدون أن أدركَ ذلكَ .
عندما حاولتُ مسحها بإحراج ، قامت والدتي بإبعاد يدي و مسحتها بدلاً مني .
“ششوو .. لا بأس. لا بأس.”
“هيكك..هيك..”
بدأت والدتي في تهدئتي من خلال حملي بين ذراعيها مثل الليلة الماضية .
في النهاية ، ذرفتُ الدموع التي كنتُ أحاول كبحها .
تمكنتُ من رؤية كتفِ والدتي مبلل أمامي ، لكنني لم أستطع التوقف عندما حاولتُ هذا .
“اوه ، أمي ، لينوكس ، وريكاردو .. لماذا أنتم لطفاء جداً معي؟”
اوه ، لم أكن أريد السؤال …
الدموع تسد عيني ، لذا لا يُـمكنني رؤية أى شيئ .
كنتُ خائفة من رؤية ردة فعل والدتي بعد أن قمتُ بقول هذه الكلمات .
ماذا لو أنها لم تُحب السؤال ؟
لا يجبُ أن أبدو مثيرة للشفقة .
ماذا او تحولت تلكَ العيون المحبة إلى نظرة إزدراء .
إذا حدثَ ذلكَ ، فلا يُمكنني تحمل الأمر حقاً .
دفنتُ رأسي في كتف والدتي و حاولتُ كبحَ دموعي .
كانت مجرد زلة لسان ، لا أشعر بالفضول حول هذا الأمر .
أنا راضية بالوضع الحالي .
كنتُ سأقول ذلكَ .
لم تتوقف والدتي من التربيتِ على ظهري ، قائلة «لا بأس.»
“عزيزتي . لدىَّ هدية لكِ ، هل نذهب لرؤيتها؟”
“هاه ، ماذا؟”
ماذا تقصد بـهدية ؟
عندما كانت عيناي مليئة بالدموع لم أستطع إلا أن اسأل .
ظلت والدتي تُربت على ظهري ، لذا صعدتُ إلى الطابق الثاني و مرّت بالمكتب و فتحت الباب المجاور له و دخلت .
“عزيزتي ، هل يُمكنكِ رفع رأسكِ؟”
“لا ، لا أريدكِ أن تريني وأنا أبكي .”
إبتسمت والدتي بهدوء بسبب أنيني ، و عانقتني مرة أخرى ، و بدأت ببطء في التجول في الغرفة .
“الآن ، هذا السرير الجديد ، أنه لكِ.”
“ايه ، ماذا..؟”
فوجئتُ بالكلمات ، أدرتُ رأسي و رأيتُ سريراً كبيراً به عطاء أرچواني ناعم .
“آه … إيه…”
تلعثمتُ بحرج ، و لم تتوقف الأم .
“وهذه .. خزانة ملابس مليئة بالملابس التي شوف ترتدينها في المستقبل ، لذا يُمكنكِ إرتداء ما تشائين.”
‘ما هذا ..؟’
“الآن ، ما الذي يجبُ أن أريكِ اياه هذه المرة ؟ أعلم أن هذا أكثر من اللازم لكنني أعددتُ منضدة للزينة ، و قد أعددتُ الدمى في حالة رغبتكِ في ذلكَ .”
عندها فقط حركتُ رأسي ببطء في أرجاء الغرفة عندما سمعتُ كلمات والدتي .
كانت شمس الشتاء الدافئة تأتي من خلال النافذة الكبيرة الموجودة في الغرفة .
غرفة مع ضوء شمس ساطع ، وسرير يبدو مريحاً بمجرد النظر إليه ، و العديد من الدمى عليه .
خزانة كبيرة ، مكتب صغير يناسب جسدي ، طاولة شاي صغيرة ، كرسي ، أريكة ، الخ .
كان من الواضح أن المكان تم تزيينه بشكل مختلف عن المكان الذي نمتُ فيه من قبل .
‘نعم ، لقد قال أنها تُعد لي غرفة.’
بعد ذلكَ ، تدفقت الدموع في عيني ، خطرَ بـبالي ما قاله لينوكس عن أن الأمر سرّ .
“متفاجئة ؟ لقد أعددتها سراً . لقد مضى وقتٌ طويل منذُ أن قمتُ بتزيين غرفة بنفسي ، لذلكَ إستمتعتُ بالأمر ، أتمنى أن تنال إعجابكِ .”
“….أحببتها.”
لقد كنتُ عاجزة عن الكلام ، لكنني قلتُ كلمات شكرٍ بفمي لأنني حقاً أردتُ هذا .
“لقد أحببتها ، أحببتها حقاً .”
كنتُ سعيدة جداً لدرجة أنني لم أستطع التحكم في فرحتي حتى امتلأت عيني بالدموع مرة أخرى .
“لماذا تبكين كثيراً إن كان الأمرُ جيداً ؟ إن واصلتِ البكاء ستؤذين عينيكِ .”
كانت لمسة أمي حول عيني أكثر برودة مما كنتُ أعتقد .
و مع ذلكَ ، لمست قلبي و شعرتُ بالدفء .. كما كنتُ أحاول تهدئة عيني .
“لماذا ، لماذا انتِ لطيفة جداً معي ؟”
“لماذا أنا لطيفة ؟”
”أنتِ لطيفة جداً معي ، إعتقدتُ أنها كذبة . إعتقدتُ فقط أنكِ بإمكانكِ إعطائي ما يكفي فقط للعيش ، إن حصلتُ على كل هذا .. فقد أصبح طماعة أكثر .”
“إذاً ، ألا يُمكنني؟”
اومأتُ برأسي بخفة .
سألتني أمي بعد الإماءة .
“لم لا ؟”
“لأنني جشعة جداً ، ماذا سـيحدث إن كرهتموني ، لا ، إنه ليس كذلكَ الآن لكن …”
كلما فكرتُ في الأمر أكثر ، كلما أصبحتُ مرتبطة به كثيراً .
إذا كان هذا هو الحال ، فـأنا أفضل عدم البدأ في الحديث على الإطلاق .
“هل شعرتِ بالضغط لكوني لطيفة ؟ هل هذا لم يعجبكِ ؟”
أصبحت تعبيرات والدتي جادة بعض الشيئ .
هززتُ رأسي على الفور .
“لا ، لقد كان الأمرُ جيداً . لكنها كانت المرة الأولى التي أحصل فيها على ذلكَ . بصراحة ، أخشى أن أرميها بعيداً لأنني لا أحبها ، و لأنني لستُ بحاجة إليها .”
لقد غيرتُ رأى بعد أن تم رمي بعيداً .
لستُ متأكدة إن كنتُ سأصمد إن إختفت تلكَ المودة .
بالكاد أرحتُ عقلي و دفنت رأسي على كتفِ والدتي .
“أنتِ بحاجة إلى سبب لمعاملتكِ بمثل هذه الطريقة .”
“……..”
“هناكَ سببٌ وجيه . حسناً ، أنا واثقة من أنني أستطيع إقناعكِ . دافني ، هل تريدين أن يعيش طفلكِ نفس الحياة التي تعيشينها لاحقاً ؟”
هززتُ رأسي بقوة رغم السؤال المفاجئ .
“لا ، على الإطلاق .”
“صحيح ، و أنا كذلكَ.”
“…و أمي ايضاً ؟”
“لقد وصلتُ إلى هذا المنصب حقاً لأنني كنتُ أتشبث به ، لأعيش . سرتُ على طريق صعب بما يكفي لأكون غنية . هل سأريد للطفلة التي سـتكون إبنتي أن تعيش نفس الحياة ؟”
لقد كان هناكَ جدية في تعبير والدتها .
“هذا سخيف . لا أريد أن أعطي أوجه قصور لأولادي. سواء كان ذلكَ في المودة او المال او كل شيئ و أى شيئ .”
“…….”
“أنتِ إبنتي ، أنتِ طفلتي . لقد بدأتُ في هذه العلاقة و لكن من واجبي الإستمرار فيها كـشخص بالغ ، لذلكَ كل ما عليكِ فعله هو تقبلها .”
“ماذا علىَّ أن أفعل بعد ذلكَ ؟”
إبتسمت والدتي بسبب فضولي .
“عليكِ فقط أن تكبري ، حافظي على صحتكِ ، و إستمتعي بكل ما تريدين القيام به ، و إستمتعي بكل ما تريدين الإستمتاع به ، ولا تندمي على الحصول على السعادة .”
كانت كلمات دافئة لم أحلم بها قط .
“وحتى تتمكني من تحقيق هذا ، هذا كل ما عليكِ فعله.”
لقد كانت هذه رغبة أمي ، و رغبتي ايضاً كـطفلتها .
لقد جعلتني تلكَ الكلمات الصادقة أن أشعر أن الباب المغلق بإحكام في قلبي أصبحَ مفتوحاً .
‘ألا يُمكنني تصديق ذلكَ ؟ تلكَ المودة التي تعطيني إياها بشكل عشوائي ؟ و كل شيئ ؟’
إنهم أولُ الأشخاص اللذين عاملوني بلطف ، لذا إن قالو أنهم مخلصون ، أليس من المقبول تصديق ذلكَ ؟
لديهم أهداف ، و أنا لدىَّ أهداف .
لقد قيل أنهم في رحلة معاً للوصول إلى هدفهم ، و لقد قالو أنهم يعتبرونني كـعائلتهم .
‘ليس علىّ رفضُ الأمر بعد الآن .’
و فوق كل شيئ .
لقد لاحظتُ بالفعل هذا اللطف .
ليس لدىّ الثقة في التخلي عن هذا اللطف بعد الآن .
رفعتُ رأسي و نظرتُ إلى الأمام بشكل مباشر دون أن أتجنب عين أمي .
“لدىّ أمنيتي الأولى .”
“حقاً ؟ اتسائل ماذا تكون .”
في اللحظة التي إلتقت فيها عين أمي الحمراوتان مع عيناى الذهبيتان .
ضحكتُ بلطف .
“هل يُمكنني مُناداتكِ بأمي؟”
“…هل هذه أمنتيكِ الأولى؟”
“نعم.”
“أنه لقب يُمكنكِ مناداتي به متى تشائين بدون الحاجة إلى أمنية .”
لم تكن والدتي سعيدة بأمنيتي .
و مع ذلكَ ، لم أتخلص من عنادي .
“أمنيتي الأولى هي مناداتكِ بأمي ، لقد قلتِ أنكِ سمحتي ببدأ العلاقة .”
“نعم ، طالما تريدين ذلكَ . حسناً ، سأقدمها لكِ على أنها أمنيتكِ الأولى .”
“وهناكَ واحدة أخرى ايضاً .”
إعتقدت أنني لا أعرف كيف أقول رغباتي على الفور .
بدت أمي مندهشة بعض الشيئ ، لكنها إنتظرت ببطء حتى أفتح فمي .
“أريد تعلم الكتابة.”
“إذا كانت الكتابة . بالطبع ، عليكِ تعلم الكتابة لقد كنتُ سأفعل ذلك .”
“من أمي .”
بسبب كلامي ، تراجعت والدتي و إنفجرت من الضحك كما لو كانت تستمتع .
“هل هذا صحيح ؟ هل تريدين التعلم من والدتكِ ؟”
“نعم.”
شعرتُ بالحرج ، لذا عانقت والدتي بشدة و أنا أتجنب تلكَ العينين اللتان كنتُ أواجههما الآن .
كان صوتُ قلب أمي قليلاً أكثر إضطراباً من ذي قبل .
و قلبي ينبض بقوة أكثر من ذي قبل .
إعتقدتُ أنه سيكون من الرائع أن تكون أمي سعيدة بقدر ما أنا سعيدة ، و إحتضنتُ كلوي بشدة ، التي ستكون أمي الجديدة .
“هل أنتِ على إستعداد لقبول رغبتي ؟”
“بالطبع . لكن ، دعينا نقول أنه لم يكن هناكَ أمنية ثانية .”
“ماذا ؟ لماذا؟”
“حتى لو لم تكن أمنية ، أردتُ فعلَ هذا.”
هاها ، كان الفرح يتغلغل إلى صوتي و ضحكاتي .
في مرحلة ما ، رأيتُ لينوكس و ريكاردو يأتيان من ورائنا .
كان ريكاردو يحدق فينا و ضحكَ على نطاق واسع ، و ركض و عانقني أنا و أمي .
“دافني خاصتنا لطيفة جداً .”
كان يبتسم هكذا ، لذا جاء لينوكس الذي كان بجانبه و عانقنا نحنُ الثلاثة .
“دافني ، لا بأس إن كنتِ جشعة . لأنني الأخ الأكبر سأستمع إلى ما تريده أختي الصغرى .”
سعل لينوكش مرة واحدة و كأنه خجول و إستمر في الحديث .
“لأنني أستطيع فعل ذلكَ من أجل عائلتي لذا لا تقلقي كثيراً .”
نظرَ لينوكس نظرة مريرة و قال أنه آسف لأنه لم يستطع الرد بصورة صحيحة في المرة الأخيرة .
رفعت فم لينوكس القاتم لأعلى قليلاً .
“لينوكس يبدو جيداً وهو يبتسم.”
أبدى لينوكس وجهاً فارغاً في البداية ثم إبتسم على نطاق واسع .
“ولقب «اوبا» محرج للغاية لأنني لم أنادي به احداً من قبل .. سأدعوكَ به عندما أكون جاهزة.”
“صغيرتنا لطيفة للغاية .. ماذا يجب أن أفعل ؟”
بسبب كلماتي عانقني لينوكس بإحكام مبتسماً مثل ريكاردو .
“سأحاول أن أكون سعيدة.”
لم أخفس ضحكتي كما أن الجميع لم يحاول فعل هذا .
كان الشتاء القارص يقترب ، لكنني كنتُ مقتنعة أن هذا الشتاء سيكون دافئاً بشكل خاص .
يتبع ….
الفصل لطيف لطييففف