Bon Appétit - 1
كانت تمطر في الخارج . بالنظر إلى أمطار الربيع المتأخرة، كانت لدى لونا رغبة ملحة في تناول شيء ما. بينما كانت تستمع إلى لحن تساقط قطرات المطر، أخرجت القدر وصبت فيه بعض الماء.
بعد ذلك حضرت الأنشوجة الطازجة (نوع من السمك) و وضعتها في القدر. لم تأخذ وقتا طويلا في الغليان.
ثم قامت بإزالة الرغوة التي ظهرت بعناية، ثم قامت بتتبيلها بالملح ، أضافت البطاطا. مزقت العجينة بقوة و وضعتها في الماء المغلي، لو استطاعت ، كانت ترغب في تقديم العجينة قبل وضعها في الفرن ، لكن ذلك لم يكن سهلا. كان ضجيج امطار الربيع يزداد.
“إذا أكلت بهناء ثم مت، فلا بأس بذلك .”
دمدت لونا وشاهدت العجينة تنتفخ وتتحول إلى لون حليبي واضح . يبدو أنه تم طهيه بشكل مثالي. بدا لذيذا. كان سيكون مذاق الحساء ألذ لو كان لديها المزيد من الخضروات. بللت شفتيها بندم.
بانغ!
في تلك اللحظة انفتح باب المطبخ، و دخلت امرأة في منتصف العمر
“أميرة ، نحن في ورطة!”
“اها، ناني (المربية)، هل ستأكلين ايضا؟”
‘أنا بحاجة إلى إخراج اناء اخر’
أخرجت لونا وعاء آخر به الكثير من السوجيبي . و وضعته فوق الطاولة.
“إنه ليس وقت تناول الطعام!، اقتحم الجيش الإمبراطوري القصر، علينا أن نهرب الآن!” صرخت المربية بصوت عالي
“لا انا اعلم ذلك”
تناولت لونا ملعقة من السوجيبي الساخن ، نفخت عليها قبل أن تضعها في فمها. على رغم من أن السوجيبي أصبح طريا قليلا ، الا انه كان مناسبا لذوقها. مرق الأنشوجة الساخن مع رقائق العجين اللين ، تتساقط داخل حلقها ، كما هو متوقع، انه لذيذ، كان سيكون من رائع وجود بعض الكيمتشي الحار.
بدت المربية حزينة وهي تشاهد لونا تضع الملعقة الثانية.
“لماذا انتِ مرتاحة هكذا؟!”
حسنا، لأنه من العبث الهرب،كانت هذه المملكة ستهلك على أي حال ، وكان مصير جميع أفراد العائلة الإمبراطورية الموت ، بكل بساطة لأن القصة هكذا(الكاتب عاوز كذا)، كلهم محكوم عليهم بالموت بإستثناء عضو ملكي واحد ، مهما حاولت الهرب والاختباء، سوف يتم القبض عليكم واحد تلو الاخر، وسيتسبب هذا في زيادة ألمك ومعاناتك.
“اريد ام اموت بدون ألم قدر المستطاع “
عضت لونا شفتيها وأخذت الملعقة الثالثة .
لم تتذكر عنوان الرواية، لكنها كانت رواية فانتازيا رومنسية مشهورة. يمكنك القول أنها من النوع المبتذل. قرأتها لونا قبل وفاتها.
كانت القصة تدور عن أميرة جميلة تدعى انغريد ، أميرة معروفة بجمالها الساحر-كالعادة- كانت بطلة الرواية، وكان هناك إمبراطور يعشق الحرب أراد غزو القارة بأسرها، كان بطل القصة .
في البداية دعا انغريد بكل أدب لتصبح عشيقته، لكنها رفضت اقتراحه. حسنا ،كان الإمبراطور مجنونا قليلا لقبول رفضها .بمجرد اعتلائه للعرش ،ما فعله أولا كان سحق واحتلال البلدان الصغيرة وسحقها جميعا .
شعر الإمبراطور بالإهانة لذلك أرسل الدوق و جيشه إلى بلاد انغريد وجرها إليه بالقوة.
ولدت لونا كواحدة من أميرات القصة الثانوية الي ماتت قبل أن تبدأ القصة ، كم كانت يائسة عندما كبرت، لمعرفتها بمجريات الرواية حاولت بكل الطرق تغيير مصيرها ، لكنها تخلت عن الامر،قررت فقط الاستسلام وقبول مصيرها .
لم تكن تريد بذل الكثير من الجهد في هذه الحياة لكونها عاشت بصعوبة في حياتها الماضية، لذلك أردت هذه المرة العيش بسهولة ، وان تأكل وتفعل ماتريد والبقاء على هذه الحال.
‘على أي حال، ذاك الإمبراطور رخيص حقا’
مع ذلك، لا يمكن فعل شيء ،كان الرجل الرخيص أقوى شخص في القصة. كانت حياة لونا كالورقة أمام الرياح .
“ماذا يمكنني أن أفعل؟،يجب أن أموت بهذه الطريقة “
“ماذا!”
بعد كل شيء لقد ماتت مرة بالفعل، في الحياة الثانية أرادت فقط العيش ببساطة.
“لا شيء، لكن ناني هل حقا لن تأكلي؟”
“هل انتِ تفكرين بشأن الطعام؟”
“اجل”(البنت فاهمة الحياة صح)
اومأت لونا برأسها واكلت ملعقة أخرى من السوجيبي ،سرعان ما فرغ الطبق
“سوف اتناول المزيد”
يسكب السوجيبي الساخن في الطبق بمغرفة.جلست المربية التي كانت تنظر إلى الطبق على الجانب الآخر، كأنها منهكة.
“ها،فقط اعطني طبقا ايضا”
“حسنا”
حصلت المربية على حصة سخية بدت شهية حقا.
“إنه لذيذ!من صنعه؟”
“أنا فعلت”
“كلما طبخت شيء لم أكن أفهم من أين تعلمته،لقد ظننت انك غريبة قليلا أيتها الأميرة.”
‘ماذا؟هل اعتقدتِ هذا حقا؟لكن ليس الآن أليس كذلك؟’
“لكن الآن تأكدت انك حقا شخص غريب “
هزت المربية رأسها واكلت السوجيبي. بينما أنهوا الحساء أثناء الاستماع إلى صوت المطر في الخارج، لم يشعروا بحاجة إلى أي اطباق جانبية.وسرعان ما أفرغ الاثنين اطباقهم. شعروا بالتحسن بعد تناول وجبة دسمة.
‘حسنا سأموت اليوم على أي حال’ ربتت لونا على بطنها المنتفخ المستدير.في تلك اللحظة فتح باب المطبخ مرة أخرى.
“انهم هنااا!”
صرخ الجندي الملطخ بالدماء،ودخل وراءه فارس يرتدي درعا كاملا.
“أين هي الأميرة؟”
صرخ الجندي عليهما بنظرة شرسة، تبادلت لونا والمربية النظرات للحظة، بينما كانا يضعان اطباقهما الفارغة من السوجيبي.
“أنتِ هنا ،هل يجب أن نخبرهم؟”
‘نعم، انا الأميرة بعد كل شيء، لكن لماذا يبحثون عن الأميرة؟’
‘أنا لا اعلم’
رفعت لونا يديها ببطء، سقطت عيون الفارس المخيفة على يدها المرفوعة.
“اعذرني”
“أين هي الأميرة! ان لم تتحدثي الآن، لا يمكنني ضمان حياتك.”
“أنا هي الأميرة “
صمت الفارس الذي كان يصيح والتقت عيناه هو ولونا
“أنت مخلصة للغاية، هل تريدين مساعدة الأميرة على الهروب بالتظاهر أنك هي؟ لكن تذكري سيدتك لن تحمي خادمة متواضعة مثلك.”
“لقد اخبرتك انا هي الأميرة!”
“أخبريني أين هي الأميرة الآن”
“عزيزي الفارس ، أتفهم رغبتك في عدم التصديق”
هل انتِ مربيتي ام عدوتي كيف يمكنك فهم هذا، عبست لونا.
“ولكن هذه هي الأميرة “
ساد المطبخ الصمت
“الأميرة السادسة،لونا؟”
“هذا صحيح”
“نعم هذا صحيح”
حقا؟هل هذا صحيح؟ نظر الفارس إلى لونا بريبة.كانت ترتدي ثوبا قديما تم إصلاحه عدة مرات، لم يتم شد المشد بطريقة صحيحة على بطنها المنتفخ بسبب السوجيبي الذي تناولته للتو. كان شعرها ذو اللون الرمادي المايل للبيج فريدا من نوعه ،لكن لم يتم الاعتناء به بشكل صحيح مما جعله يبدو غير مرتب للغاية.عند النظر عن قرب كانت تتمتع ببشرة جميلة ، وتبدو لطيفة جدا، لكن كان هذا منظرا شائعا بين الخادمات لذا لم يستطع الفارس التصديق
وكان ذلك ايضا بسبب كون أميرات مملكة الوين مشهورين بجمالها.
“أنا لست من عائلة نبيلة”
أخبرت لونا الفارس بالحقيقة، الذي بدا مرتبكًا.ورثت مظهرها من والدتها،التي كانت خادمة غسيل وقضت ليلة مع الإمبراطور بالخطأ لتلد لونا ، لكنها لم تكن جميلة حقا ،لكن إذا نظرت عن كثب فلقد كانت لطيفة جدا!
“ابحث جيدا، في حالة أن كانت مختبئة هنا “
أمر الفارس الجنود بالبحث، لكن الشيء الوحيد الموجود كان ممتلكات قذرة وفاسدة
‘في المقام الأول، لم يكن يجب أن تتوقع الكثير من هذا القصر المهجور’
“علينا أن نأخذ الأميرة معانا، سيد روجارد”
حدق الفارس المدعو روجارد،في لونا .
“هل أنت حقا الأميرة؟”
“هذا صحيح” (المربية الي قالت)
“اسحبها،ودعنا نذهب”
بمجرد قول السيد روجارد هذه الكلمات المرعبة، اندفع الجنود وسحبوا لونا
“هاي!يمكنني المشي وحدي”
صرخت لونا بغضب، لكن الجنود جروها إلى الميدان
‘أعتقد أنه أمر عاجل’
أمسكت لونا ضحكتها وهي تنظر إلى روجارد والمربية .’لم أكن أعرف أنه يمكنك الجري بهذه الحرية’.ركع الكثير من الناس في الساحة أمام القصر ومن بينهم اخوات لونا الغير أشقاء.
“اجلسي هناك”
“اوه نعم…. المعذرة…اسمح لي.
شقت لونا طريقها بين الحشد وركعت أين أخبرها روجارد، نظروا إليها الأميرات الأخريات بعيون واسعة ،كما لو كانوا يسألون من أنت و لماذا تجلسين هنا .
“انها انا اختي”
انا من؟نظرت إليها انغريد، التي بدت وكأنها الأجمل في العائلة الإمبراطورية،بحيرة .كان يشع من ورائها ذلك الضوء أعتقد أنه دليل على كونها بطلة القصة .كان لديها الجمال الذي يريده الإمبراطور.
“هذا المكان المخصص للعائلة الإمبراطورية، قد تموتين إذ فعلت شيء خطأ ، لذا اذهبي إلى مكان آخر”
‘لا ،سأموت إذا جلست في مكان اخر،بالإضافة إلى ذلك،كانت لونا أيضا عضوا من العائلة الإمبراطورية. ‘
“أنا ايضا أميرة “
بدت انغريد محرجة عند سماعها للحقيقة
“اه!بالتفكير بالأمر، سمعت انه كان هناك طفلة تعيش في ذلك القصر المهجور “
لحسن الحظ تذكرت الأميرة الثانية وجود لونا،بمجرد أن تحدثت الأميرة، سقطت على لونا نظرات سخرية وشفقة،لكنها لم تهتم ، فسيموتون جميعا الان.
لحسن الحظ كان الموت عادلا!
توقف المطر،واشرقت الشمس ،كانت الأرضية رطبة،هب نسيم لطيف ، عندما سقطت أشعة الشمس الدافئة على وجهها ،تدلى رأسها ببطء
لحسن الحظ، لو أن الأميرة الخامسة لم تطعن لونا بقوة في اعضائها لكانت غطت في النوم(البطلة بايعتها😂😂).بعد ذلك من المؤكد كونها أول من ستموت . تساءلت لماذا ساد الهدوء فجأة،نظرت لأعلى لترى رجلا يمشي أمامها بشعر اسود
حتى ملابسه كانت قاتمة ،مما جعله يبدو كأنه حاصد الارواح.لكن في عيني لونا كان ذلك لون الشوكولا. ذكرتها بالشوكولا الحلوة والمرة….المقسمة إلى ست قطع،حدقت لونا في وجهه دون أن تدري وفتح فمها مما أدى إلى سيلان لعابها من زاوية فمها(البطلة فجرتها😭)
كان بإمكانها طبخ معظم الأشياء بمفردها، لكن الشوكولا كانت مستحيلة. ماذا ستفعل لو وضعت يديها على بعض حبوب الكاكاو؟بسبب هذه التخيلات انفجر هوسها بالشوكولا.
كلما اقترب الرجل ، ساد الصمت وزاد الجو كأبة .كان البعض يرتجفون وهم يفكرون في اقتراب نهايتهم .لم تكن لونا مختلفة كثيرا ايضا، على الرغم من كونها مستعدة إلا أنها كانت خائفة قليلا. في مثل هذه الأوقات كان من الضروري الاسترخاء.خفضت لونا رأسها ونظرت من خلال كمها.
“هل احضرتهم جميعا؟”
“نعم،سيدي “
أجاب الفارس الرجل، يبدو أنه الرئيس هنا، يجب أن يكون الدوق ليجون، جنرال الجيش الاحتلالي للإمبراطوري