Black cat - 1
بينما يسير بهدوء و الابتسامة تعلو ثغره واضعا السماعة في اذنه
كان يتمتم ببعض كلمات الاغنية التي احبها بينما تتساقط اوراق الاشجار الخريفيه مارا بالحديقة
اصوات ثرثرة النساء و تبادلهم اطراف الحديث و اصوات ضحكات الاطفال تتعالى كلما تحمسوا بينما كانو يلعبون و يجرون بالارجاء مستمتعين بطفولتهم
ابتسم بسعادة فهو يحب هذه الاجواء اللطيفة التي تخبره ان كل شيء على ما يرام
”شيوووون”
توقف بعد ان سمع نداء احدهم له لينزع السماعة
التف بجسده ليحدق بصاحبة الشعر الزهري تمسك ركبتيها محاولة جمع الهواء الذي فقدته
”ايومي…اخبرتك ان لا تجري بتهور هكذا..”
قال بتانيب لها
هشت بيدها بلا مبالاة بينما تسند ظهرها بيدها الاخرى
”اجل اجل لقد سمعت ذلك كثيرا اين يكن…”
وقفت لتكمل
”لا داعي لتانيبي فانا لست طفله…”
عقد حاجبيه ليقرص خدها لتتالم الاخرى بينما تحاول ابعاد يده
”انت اشبه بطفل كبير مزعج..”
ابعد يده ليضع السماعة مرة اخرى و يسير مبتعدا بلا مبالاة بالتي تمسك خدها بسبب الالم
”هيا اسرعي فانا لن انتظرك..”
لوح بيده من الخلف بدون ان يلتفت او يتوقف لتلحقه ذات الشعر الزهري
في الفصل b بينما كان المكان هادئا لا يسمع الا صوت المعلم و هو يشرح احدى مسائل الفيزياء معبرا عن اهميتها
كان الطلاب ينصتون له بتركيز بينما يدونون الملاحظات المهمة و البعض الاخر كان منشغلا بقراءة المانغا بالخفاء و منهم من كان نائما بينما كان صاحب الشعر الاخضر شاردا يحدق بالنافذة بملل ليسمع صوتا ينده باسمه ليقف المعني و هو يحدق بالمعلم
”ايغومي-سان هل بامكانك اعادة ما قلته قبل قليل؟..”
حرك عينيه بملل على الرغم من اعتياده الامر الا انه لازال ينزعج منه
” الديناميكا الحرارية هي دراسة كيفية عمل الطاقة في نظام، سواء كان محرك أو مركز الأرض، يمكن تبسيطها إلى عدة قوانين أساسية، والتي لخصها سنو ببراعة كالآتي: لا يمكنك أن تربح، لا يمكنك أن تتعادل، لا يمكنك أن تخرج من اللعبة.دعونا نشرحها قليلا، بقوله “لا يمكنك الربح” فإن ما قصده سنو هو، بما أن المادة والطاقة محفوظتان، فلا يمكنك الحصول على أيّ منهما دون التخلي عن الآخر)وهي معادلة أينشتاين الشهيرة E=mc² الطاقة تساوي الكتلة مضروبة في مربع سرعة الضوء(، وتعني أيضا أنه لكي يعمل المحرك وينتج شغلا، فيجب أن تمده بالحرارة، وذلك على الرغم من أنه- وباستثناء نظام كامل الإغلاق- فإنه لا مفر من أن بعض الحرارة ستضيع إلى العالم الخارجي.
العبارة الثانية- لا يمكنك التعادل- تعني أنه بسبب الزيادة المستمرة للإنتروبي، فلا يمكنك أن تعود إلى نفس وضعية الطاقة، الطاقة المركزة في مكان واحد ستنساب دوما إلى الأماكن ذات التركيز الأقل…أخيرا،
اما القانون الثالث- لا يمكنك ترك اللعبة- يشير إلى الصفر المطلق، أي أقل درجة حرارة ممكنة نظريا، والتي تقاس بصفر كيلفن (أو سالب 273.15 درجة مئوية، وسالي 459.67 فهرنهايت)، حين يصل النظام إلى صفر مطلق، فإن الجزيئات تتوقف تماما عن الحركة، مما يعني عدم وجود طاقة حركية، والإنتروبي تصل إلى أخفض قيمة ممكنة، ولكن في العالم الحقيقي، فإنه حتى في الخلاء الفضائي من المستحيل الوصول إلى صفر مطلق- يمكنك الاقتراب منه كثيرًا.”
انهى شرحه للموضوع ملخصا اياه ليسمع صوت تصفيق علا الفصل ليحدق بالمعلم الذي حدق باندهاش ليعدل نظارته التي انزلقت بسبب اندهاشه ليحمحم جالبا انتباههم
”ذكي كالعادة ميغومي-سان…احسنت اتطلع لرؤية مستقبلك الباهر”
ابتسم للمدح الذي تلقاه فهو يقضي ساعات طويلة بالدراسة لذا نعم هو يستحق ذلك… ليجلس بهدوء و يشرد بخياله مرة اخرى
————————————————————————————————–
”انت تدهشني بذكائك في كل مرة ميغومي…”
قال صاحب الشعر الاسود بينما يسير بجانب شيون ليجلسا كل مقابل للاخر
”هذا لا شيء…فقط الامر انني ذكي جدا..”
رد عليه بغرور ملقيا نظره بطعامه ليبدا بالاكل فمعدته تطلب ان يطعمها
ليبتسم الاخر محاولا تحمل غرور صديقه
”يووووووووو ….”
اقشعر بدنه من صاحب الصوت ليشعر بها تعانقه
”يوو هل اشتقت الي؟.. ”
تحدثت الزهرية بينما تفرك راسها بيوو معبرة عن مدى سعادتها برؤيته بينما حاول هو ابعادها
” كلا لم افعل… ابتعدي انتي تزعجينني…”
”اوووه…انظروا له كيف يخجل..”
نطق شيون محاولا استفزاز صديقه ليحمر الاخر و يصرخ
” من الخجل هااا؟!…لست كذلك… و انتي اجلسي هنا و لا تزعجيني…”
انهى كلامه موجها امره للزهرية ليحملها بخفة و يجلسها بجانبه
”هذا لطف منك يووو..”
قال شيون بدلع مقلدا الزهرية ليغضب يوو….صوت ارتاطم نجم عن ضرب يوسكي للطاولة بضغب ليعد شيون اقدام النعامة خاصته ليجري بينما يبتسم و يضحك على ملامح يوسكي المضحكة بينما يلحقه كالبركان الثائر تاركا طعامه بعد ان افقده شيون شهيته تاركا الزهرية محمرة كالطماطم بينما تحاول تهدئة قلبها
” ايومي-تشاان لقد احسنتي…”
التفتت ايومي بنظرها ناحية صاحبة الشعر البني القصير و العين العسليه
” نانا-تشان …هل رايتي ما حدث؟..”
سالت ايومي بتوتر لتهز الاخرى راسها بنعم عدة مرات بينما الابتسامة لا تفارق محياها
”لقد رايت كيف حملك…. لقد كان يبدو رومنسيا جدا….احسنتي عملا ايومي-تشان”
غطت وجهها بيدها من شدة الخجل ففكرة الالتصاق بيو كانت فكرة صديقتها المفضلة نانامي-ايومي تختصر اسمها ب نانا-
————————————————————————————————
صدح صوت جرس المدرسة معلنا عن انتهاء الدروس و معلنا عن وقت الذهاب للمنزل لتتعالى اصوات الضحكات و الابتسامات المهلكة من هذا اليوم لتقودهم اقدامهم قاصيدن منازالهم فقد كان اليوم شاقا و طويلا و مملا بالنسبة لهم
لوح صاحب الشعر الاخضر مودعا صديقه بعد استفزازه طبعا لتلحقه الزهرية
ابتسم ليضع سماعته و يشغل اغنية هادئة ليسير ببطئ فهو مرهق بعد الجري الذي قام به بعد استفزاز يوسكي-ايومي تختصر اسمه بيو كدلع-
بينما كان يسير في الحديقة لاحظ مدى هدوئها فهو اعتاد على صخبها في هذا الوقت
رفع حاجبه باستغراب لينزع السماعة من اذنه و يحدق باستغراب فاين ذهب الجميع
سار بتردد بينما يبحث بعينيه عن اي شخص او سبب اختفائهم ففي العادة يكون هذا المكان مكتضا في هذا الوقت
خرج صوت تكسر شيء من الشجيرة التي بجانبهليجفل و يقترب بحذر اذ بها قطة سوداء تخرج من بينها
زفر الهواء بارتياح ليحدق بالقطة ليتفاجئ بلون عينها الغريب
ضيق عينه باستغراب ليخطو ناحيتها لتجري القطة ليحاول اللحاق بها و اذ بهواء قوي يتجه ناحيته
وضع يده امام راسه محاولا حمايته ليغلق عينيه بينما يحاول تثبيت قدمه من شدة قوة الهواء
توقف الهواء ليرخي يده و يفكر بما حصل قبل قليل
و ما هي الا ثواني ليفتح عينيه على مصرعيها من الصدمة
سماء حمراء دموية و ارض مقلوبة و ضباب يملئ المكان
” ما…ما هذا المكان؟!…لا السؤال الاهم لما انا هنا؟؟ ”
همس لنفسه بخوف ليحاول تمالك نفسه ليزفر الهواء محاولا تشجيع نفسه ليسير ببطئ و حذر مكتشفا المكان
توقف مكانه كونه سمع صوت تحطم شيء ما…حاول التدقيق بنظره ليتفاجئ بشيء طائر يخرج من بين الضباب باتجاهه ليتفاداه بصعوبه
تنفس بصعوبة ليحاول الوقوف ليسير بترنح فقد اصيبت قدمه بعد ان تحطم البناء الذي كان بقربه
حدق بالملقى ارضا و قد كان ذو بنية ظخمة و مخالب و لا ننسى الانياب الضخمة ليتضح انه وحش بلع ريقه بخوق..ليتراجع بخطواته للخلف و ملامح الخوف تعتلي وجهه .. تعثر بقطعة بناء محطمة ليقع على الارض
”اه اه …هي انت الا يمكنك ان تكون اكثر قوة قليلا؟!..”
خرج صوت منزعج اشبه بحفيف من خلف شيون ليلتفت بسرعة لتلتقي عينيه بخاصتها
بشرة حنطية و ووجه شاحب و عينين منزعجتان نعستان تحملان هالات سوداء و ابتسامه متكلفة مستفزة
حدقت به لتميل براسها
”انت يا صغير..”
اشار لنفسه باستغراب لتومئ له
”انا لست صغيراا..انا 17 من عمري بالفعل”
قالها بغضب متناسيا خوفه لتحرك يدها بملل
”اجل اجل ايا يكن…”
تحدثت بملل لتتخطاه و تقف امام الوحش كما سماه شيون
”هل انت مجنون ابتعد عنه انه خطر!!.. ”
اردف شيون محذرا اياها
ابتسمت لترفع ذراعها و تشكل يدها على هيئة مسدس
لتتجمع طاقة سوداء محاطة بهالة خضراء على شكل كرة امام اصبعيها الوسطى و السدادة
لتطلق الكرة السوداء ناحيته نجم بعده انفجار اقتصر على ذلك الوحش ليتبخر
بينما قام شيون بحماية اذنه و راسه من الحطام الناتج عن الانفجار لكنه تفاجئ بعدم وقوع اي بقايا عليه ليحدق بالواقفة امامه و حولها الهواء القوي حاملا بقايا الانفجار بعيدا عنهما
قربت يدها من فمها لتنفخ على الفوهة الوهمية للمدس و التي انجمت دخانا بعد اطلاقها
حدقت به من طرف عينها لترتسم ابتسامة جانبية على ثغرها
”يا صغير….قد لا تعلم ذلك لكن انا هو الخطر!..”