Before you go insane - 1
كانَ زفافًا تاريخِيًّا.
اجتمعَ الجميعُ في قاعة الزَّفافِ لِلاحتفال بالإمبراطور الشاب من إِمبراطورية تيسيبانيا و الأميرة من إمبراطورية فيشنو.
كانَ هذا الزَّفافُ سَيَضعُ نِهايةً أَخيرةً لِحربٍ استمرَّت قُرونًا كامِلةً بَينَ الإِمبراطوريتين.
بَدأَتِ الحربُ بِسببِ جوهَرةٍ.
الجوهَرة الأسطورية، التي وُجِدَت على حُدودِ الإِمبراطوريتين، كانت فريدَةً من نوعها في العالم.
سيفيتيانا.
كانَ يُقالُ إِنَّ من يَملِكُ هذه الجوهَرة يُمكِنهُ أَن يَصنعَ معجِزةً بِبركةً مِنَ الآلِهة.
على مدَى ثلاثينَ عامًا، قاتلت تيسيبانيا و فيشنو أَكثرَ من أَيِّ وقتٍ مضى من أَجلِ الحُصولِ على هذا المَجدِ المُتَأَلِّقِ.
غَرقتِ الأَرضُ بدِماءِ المواطنين، و امتَلأَتِ السماءُ بِصَيحاتِ الموْتى.
معَ تَطوُّرِ الحرب المُمتدَّة و ما خلفته من نهب مُتواصِل في كِلا الإِمبراطوريتين، انتَشرت الشائِعاتُ أَنَّ الجوهَرة الأسطورية هي في الواقع غرضًا مَلعونًا.
و أَدَّت الفِتنُ إِلى تَعزيزِ هذه الشائِعات، حتّى أدت في النهاية الى اندلاع الثورات و أَشعَال التمرُّدات في جميعِ أنحاء الأَراضي.
و رَغمَ القُدرةِ العَجيبةِ لِهذهِ الجوهرة، إِلَّا أَنها لم تَكُن أَهمَّ من الحفاظ على السُّلطة.
و ما كانت أمام الإِمبراطوريتانِ ليَجِدانِ فرَارًا سِوَى أَن يَمُدَّا يَديهِما إِلى بَعضِهما.
و معَ ذلك، كانَ على أَحَدٍ أَن يَتولَّى مسؤُولِيَّةَ الحرب الطّويلة و الأنَانية.
فَسلمَ إِمبراطورُ تيسيبانيا العرشَ لِابنهِ، بينما استَدعى إِمبراطور فيشنو أَخاهُ الغير شرعيِّ مِنَ المنفى ليَرِثَ العرش.
و رَغمَ أَنَّ الأزمة الفورية تمَّ تَجنُّبُها، فَإِنَّ القضية الأَهمَّ و الأكثر الحاحًا بَقيَت: سيفيتيانا.
كيفَ سَيَتعامَلونَ معَ هذه الجوهرة المُزعجة؟
بَعدَ التفكير المُطَول و الكثير من المناقشات، قرَّرت الإِمبراطوريتان دفنَ الجوهرة في المَكان الذي وجِدَت فِيهِ أَوَّلَ مرَّةٍ و بِناء معبد فوقَها، مَعَ تحديد المِنطَقة كمنطَقةٍ مُقدَّسةٍ غَيرِ مَسمُوحٍ أنتهاكها.
وفـاءً لِعهـدِهِما، تَعهدَت الإِمبراطوريتان أَن لا تَدعي إِحداهُما الجوهرةَ لِنفسِها و أَن تُعطي ألاولوية للتَّعاون على المصالِح السّياسيّة لِحِمايةِ الأَرضِ مِنَ التهديدات الخارجيّة.
و كانَ حَفلُ الزفَافِ اليوم بمثابة مراسم لإعلان هذا الوَعد رَسميًّا.
و بِاستِخدامِ حَفلِ الزفَافِ العظيم و المُبهِر هذا الذي يَرمزُ إِلى نِهايةِ الحرب و وَعدِ السلامِ، قامَتِ الإمبراطوريتان بِتجديدِ عُهودِهِما.
و كأَنما هيَ بَركةٌ على اتِّحادِهِما، أصبحت السّماء الزَّرقاءُ النقيةُ صافيةٌ بدون غيوم و صَدحت أصوات الأبواق بكل مكان.
معَ ذَلكَ، و في وسَطِ جميع هذه البركات، كانَ هناك شَخصان لم تَرتَسم على وجوهَهمـا الِابتِسامَة.
الإمبراطور الشاب لتيسيبانيا، تاتار دي تيسيبانيا، و فينيا مادريتا فيشنو، التي أصبحت أَميرةً بِسببِ أَبيها الذي أَصبَحَ إِمبراطور فيشنو.
واقِفان على السَّجادة الحمراء، مَدَّ تاتار يَدَهُ إِلى عَروسِهِ و هوَ يَحمِلُ تَعبيرًا غيرَ مبالي.
عِندما فتحت فينيا عُيونِهَا و رَفَعت رموشهَا الطّويلة و لامست يَدَهُ، أنعَكسَ السَّجادُ الأحمر في عُيونِهَا الزّرقاء المُتلألِئة.
شَعرُها الذّهبيّ البلاتينِي، الذي تَمَّ تَصفيفه بِشَكلٍ مُتقَنٍ، أَظهرَ مَعالمَ وجهَها النَّبيل و الجَميل تَحتَ ضِياءِ الشّمْس.
انفجرت تَصاريحُ النُّبلاء بِالإِعجاب عِندَ رُؤيَتهِم لِلأَميرة، التي كانت أَجمَلَ مِمَّا تَحدَّثَت عَنهُ الأَشَاعات.
مَعَ ذلِكَ، ظَلَّ الرجُلُ الذي كانَ يَقِفُ جانِبهَا غَيرَ مُبَالٍ تمامًا.
تَمايل شَعرُ تاتار الفِضَّيُّ الرَّماديُّ و تَجَولت عينَاهُ التي في نَفسِ اللَّونِ بُبطءً لِيحتَسي شَكلها.
تمامًا مثل الإمبراطورة الجديدة، كانت ملامح الإمبراطور المثالية تَجذبُ إعجابَ السيدات النبيلات.
بَعدَ بضعِ ثوانٍ من مُراقبة كُلًّ منهما للآخر، التفتَ الأثنان برؤوسهما للأمام بوجوهٍ خاليةٍ من التعبير.
تَشابَكت أَيديهِما المُغَطاة بِالقُفاز بإحكام قَبلَ أَن تَفتَرِق، ثُمَّ تَرابَطت أذرُعُهُما و بدَآ بِالسيرِ ببُطئًا وسطَ وُرودِ الكَرزِ و بتلات الزهور الوردية المُتَناثِرة في الهَواء.
كانت المسافَةُ إِلى المِنصةِ أَطوَلَ بِثلاثِ مَرَّاتٍ عن الزِّفافِ العاديِّ، لِضمان أن شعبا الإِمبراطوريتين يتمكنا من رُؤيةِ هذا الحدَثِ العظيمِ الذي يُجَسدُ السَّلام.
سَارَا على السِّجَادِ الأَحمرِ دونَ أَن يُخطِئَا خُطوَةً واحِدةً.
كانت فينيا أَوَّلَ من كَسرَ الصَّمت:
“طَعنُ قَلبِكَ بِالسِّكينِ أمام الجميع، أَحسَنتَ صُنعًا. لا بُدَّ أَن كُلَّ من كانَ هُناكَ أَدركَ أَنَّكَ قد جُنِنتَ.”
نَبرَتُها الحادَّةُ كانت غَيرَ مُلائِمةٍ بِالنسبة لِمَن تَلتَقي بِزَوجِها لأَوَّلِ مَرَّةٍ في يوم زفافها.
رَدًّا على كلَامِها، عَقدَ تاتار حاجِبيهِ قَليلًا.
“هَلْ تَظُنينَ أن الأمر أَسوَأُ مِنَ العَروسِ التي قَفزَت مِن عَربَةٍ مُتحرِّكةٍ و كَسرَت عُنُقها؟ أَكانَ ذلِكَ في شَهرِ العَسلِ الرابِعِ و العِشرين؟ إِنَّ رؤية الإِمبراطورة تَقفز بِابتِسَامةٍ هادئة و واثقو كانَ شَيئًا شُجَاعًا للغاية.”
على الرَّغمِ من تَحدُّثِهِما عن طُرق موتِهِما السابِقة، بَقيَت تَعابيرُ وجهَيهِما جامدَةً، كأَنهُ أَمرٌ روتينِيٌّ مُضجِرٌ.
عِندما وَصَلا إِلى المِنصة، بَدأَ الكاهِنُ الأَعلى بِإِلقاءِ خِطابِهِ الطَّويلِ لِمَراسِمِ العَقدِ.
تَموَّجت لِحيتُهُ البيضاءُ معَ حَركةِ شَفتيهِ، و في عُيون فينيا الزّرقاء لاحَت إِشارةٌ لِلتعبِ.
لم يَتغير شيءٌ عن حَياتِهما السابِقة، حَتَّى أنفاس الكاهِن العَجوز بقيت على حالها.
تَجَهمَ تاتار بِإِنزِعاجٍ.
“يَبدو كأَنهُ قد يَموتُ في أَيِّ لحظة.”
تَعليقُهُ كانَ وُقِحًا و فظًا للغاية تِجاه الكاهِن الأَكبر لِدينٍ مُقدَّسٍ.
و لكِن مشاعِرَ فينيا لم تَكُن مُختلِفةً كثيرًا.
“في الجولة الثَّانية عَشرة، قُمتَ بِقطعِ رَأسِ الكاهِنِ الأَكبرِ نَفسِك هُنَا.”
ذلكَ الحادِثُ أَشعلَ حَربًا بَينَ المَعبدِ و الإمبراطورية.
على وجه فينيا أرتسمت أبتسامة ساخرِةٌ خفيفةٌ، و هيَ تَتَذكرُ كَيفَ تَلَقى تاتار طعناتِ رِماحِ الفُرسانِ المُقدسين التي أخترقت صَدره و رَقَبته و ذِراعِه اليُسرى أَثناءَ تِلكَ الحرب، مِمَّا أَدَّى في النّهاية إِلى مَقتلهِ.
“كانَ مَنظرًا مُبهِرًا. افعَلها مرَّةً أُخرَى، لن أمنعَكَ.”
أسترجاعًا لتلك الذكرى، نَقرَ تاتار بِلسانهِ بِانزِعاجٍ.
“هَفوةٌ مُؤَقتةٌ. كانَ يَجِبُ عَليَّ تَدميرُ المَعبدِ أَنذَاكَ.”
“و كأَنَّ فيشنو ستقف مكتوفةَ الايدي و تُشاهد. سَيفعَلونَ المُستَحيلَ لِمنعِ ذلِكَ. فَهُم يَكرَهونَ فِكرةَ تَعاظُمِ قُوَّةِ تيسيبانيا أَكثرَ مِما يَكرَهونَ الموت نفسه.”
“رَأْيُكَ فِي وَطَنكِ قَاسٍ.”
“و ما أهمية المكان الذي ولِدنا فيه الآن؟”
لم يَكن بإمكانهما حتّى اختيارِ يَومِ مَوتِهم.
أُظلمت عَينا تاتار، مُدرِكًا المعنَى المُرَّ لِلكلِماتِ التي تَركتها فينيا.
فَبعدَ أَن ماتا و عاشا عَددًا لا يُحصَى منَ المَرَّات، يَتَعلمُ الشَّخصُ أَنَّ مكانَ الوِلادةِ لا يُشكلُ أَهميَّةً كَبيرَةً في الحياة.
ذاتَ مرَّةً، كانت سَلامةُ تيسيبانيا أَثمنَ بالنسبة له من حياتِه نَفسِها، و لكِن ذلِكَ أَصبَحَ مُنذُ زَمنٍ طويلٍ أَقلَّ أَهميَّةً من ذَرَّةِ غُبارٍ.
بَعدَ لَحظةٍ مِنَ التفكير، تَحدَّثَ.
“حانَ الوَقتُ لِاستِخدامِ تِلكَ الطّريقة.”
“…هَل أَنتَ جادٌّ؟”
“هَل هُناكَ طَريقةٌ أُخرى؟ لَقد قُمنَا بِذلِكَ مرَّاتٍ عديدَةً من قَبلُ؛ لن يَكونَ هذا شَيئًا جديدًا.”
تغيرت ملامح فينيا بشكلٍ ملحوظٍ إلى استياء.
مُستَعيدَةً ذاكِرةَ العددِ الهائِلِ من حفلات الزفاف التي مَرُّوا بِها من قَبلُ، هَزَّت فينيا رأسها في النّهاية موافِقةً.
“سأَبدَأُ أَنا أَوَّلًا. أُريدُ أَن أنهي الأَمرَ مِن المحاولة الأُولى.”
“افعَلي ما تشائين.”
بَعدَ اتِّفاقِهما، انتظرَ الاثنانِ إِلى أَن يُنهي القَسُّ خطبته الطّويلة، مُحدِّقينِ بهِ بِعُيونٍ بارِدةٍ كالجَليدِ.
شَعرَ القَسُّ بِالارتِباكِ و صارعَ ليَتحَمَّلَ حِدَّةَ نَظراتِهِما الجليدية، إِلى أَن مَسحَ عرقَهُ و أَخيرًا أَكملَ كلِمتَهُ.
“لِتكُن بَركاتُ الحاكم على هذا الزواج المُقَدس.”
عِندَ سماع كلِماتِه، استَدارت فينيا و تاتار إِلى بَعضِهِما البعضِ.
أَخرَجَ تاتار الخاتم المُعدَّ سابِقًا و وضَعهُ في إِصبعِ فينيا.
كانَ الخاتم، بِحجمِهِ الكبير و جماله الذي يُضاهي الجوهرة الأُسطورية، يَتلألأُ بِبهاءٍ، و لكِنهُ لم يَكُن سِوَى حجَرٍ مُقيتٍ في أَعيُنِهِما.
تقدَّمَت فينيا بخُطواتٍ هادئةٍ نحو تاتار، وقد بدَت قامَتُها الرَّقيقةُ أشبَهَ بظِلٍّ أمام هيئتِهِ القوية و قامته الطَّويلةِ.
بِلا مُبالاةٍ، ألقتْ باقةَ الزُّهورِ من يدِها، لتتساقطَ بتلاتُها البيضاءُ وتُسحَقَ تحت وطأةِ حِذائِهِ.
كان الجوُّ مشحونًا بتوتُّرٍ خفيٍّ، اجتذبَ أنظارَ الضُّيوفِ بصمتٍ مَهيبٍ.
بِجُرأةٍ غيرِ مُتوقَّعةٍ، رفعَت فينيا يدَها وأمسكَت بعُنُقِهِ، مُجبِرةً إيَّاه على الانحناءِ نحوَها.
همساتُ الحاضرينَ بدأت تتعالى بِخفوتٍ في أرجاءِ القاعةِ.
اقتربَت وُجوهُهُما حتَّى كادت أنفاسُهما تتشابكَ، لكنَّ فينيا توقَّفَت فجأةً، مُتأمِّلَةً في عينيهِ.
كانت عيناهُ، اللَّتانِ لطالَما أرعَبَت الجميعَ بوهجِهِما الفِضيِّ الرَّماديِّ، قد فقَدَتا تأثيرَهما المهيبَ عليها.
بإيماءةٍ خفيفةٍ مليئةٍ بالخَيبَةِ، أرخَت قبضَتَها، وعَلا وجهُها تعبيرٌ مُمتزِجٌ بالسَّخطِ.
“علينا أن نَبحثَ عن وَسيلَةٍ أُخرى.”
ردَّ تاتار بنبرةٍ جامدةٍ:
“هل بقيت وَسيلةٌ لم نُجرِّبها؟”
“مَن يَعلَم؟ لَعلَّنا نَعثُرُ على طريقةٍ بَعدَ عشرِ مُحاوَلاتٍ أُخرى.”
أمسَكَ تاتار بذراعِها حين انخفضَت من عُنُقِهِ.
“لا أملكُ ما يكفي من الصَّبرِ لذلك.”
تَمايلَت عينا فينيا الزَّرقاوَتانِ بشيءٍ من الارتباكِ إزاءَ الجِديَّةِ التي تَسلَّلَت إلى نبرةِ صَوتِهِ.
ثمَّ انحنى تاتار نحوَها، و ضغطَ شَفَتَيه بشفتيها.
ما تخيَّلَتهُ أن يكونَ قُبلةً عابِرةً تحوَّلَ إلى قُبلةٍ عميقةٍ مليئةٍ بالشَّغَف، تارِكًا إيَّاها في حَالةٍ من الاضطرابِ.
شاهدَ الضُّيوفُ تلكَ القُبلةَ بِذهولٍ، وكأنَّهُم أمامَ مشهدٍ لزوجَينِ مُغرَمَينِ حقًّا.
كانت يَدُ تاتار القويَّةُ تُثبِّتُ مُؤخِّرةَ عُنُقِها بإحكامٍ، مُعيقَةً أيَّ مُحاوَلةٍ للهروبِ.
وحين تحرَّكَت يَدُهُ الأُخرى لأسفلَ، سارعَت فينيا بصفعِها بعيدًا.
نظرت فينيا إِلى تاتار بِنظرةٍ مليئَةٍ بِالحيرَةِ و الِاستِسلامِ.
“أَنتَ مَجنونٌ حقًّا، جلالَتُك.”
“مِنَ الأَفضلِ أَن نَكونَ مُتأَكدين بدلًا من المحاولة بشكل غير جاد. لم نَبدَأ بَعدُ الجُزءَ الحقيقيّ.”
مَسحَ العلامةَ الحمْراء عن شِفاههَا.
لِأَولِ مرَّةٍ، تَلوَّثت قُفّازُاتهُما البَيضَاء بِشيءٍ آخرَ غَيرَ الدَّم، علامةُ أحمر الشِّفَاه.
بِلمسَةٍ رَقيقةٍ، مَسحَ شِفاهَها نَظيفةً قَبلَ أَن يَلتفِتَ نَحوَ الْجُمهور.
“هَل نُتابِعُ، يا إمبراطورة؟”
“نعم، جَلالتُك.”
تَسلَّلتِ الأَلقَابُ عن لِسانِهِما بِسلاسَةٍ، كمَا لو أَنهُما قد استَخدَماها مرّاتٍ لا حصر لها.
تَرابَطت ذِراعاهُما، و سَارَا مَعًا نَحوَ مَدخلِ القاعة بِوجوهٍ خاليَةٍ مِنَ التَّعبيرِ.
كانت هذهِ ذروةُ أَكثر الختامات فَخامَةً و أشدُها من بين جَميعِ حفلات زَفافهمَا المُتكررَة.