Became the Only Daughter of the Demon King - 1
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Became the Only Daughter of the Demon King
- 1 - فِضُول مَلِك الشّيَاطِين إتْجَاة البَشَر..
في يوم استقلتُ من عملي وعدت إلى المنزل، فإذا بكتاب قديم يهوي من السماء ويسقط أمامي مباشرة، كاد أن يرتطم برأسي. للوهلة الأولى ظننت أنه مثل تلك الدفاتر السوداء التي كانت شائعة، التي يقال إن من يكتب اسمه فيها يموت، ولكن بعد التدقيق فيه، اكتشفت أنه مجرد كتاب أطفال قصصي. شعرت بفضول عارم حال دون تجاهله والمضي قدماً.
من ذا الذي لا يثيره الفضول عند رؤية كتاب قصص يسقط من السماء فجأة؟ كان هناك شيء يثير في داخلي إحساساً بأن أمراً خاصاً للغاية على وشك الحدوث، وكان قلبي يخفق بخفة، كما لو كان ينتظر مغامرة مثيرة.
عدت إلى غرفتي الصغيرة التي أعيش فيها وحدي، واستلقيت على فراشي البسيط دون أن أبدل ملابسي، وفتحت الكتاب الذي بدا عليه قدم الزمن. رغم الرسوم البدائية التي كانت تزين الصفحات كأنما رسمها طفل صغير، فإن محتوى الكتاب كان بالغ القسوة.
راودتني فكرة أن هذا ربما يكون من تلك القصص الوحشية التي تُكتب للكبار، واستمررت في القراءة، ومن غير قصد وجدت نفسي قد انتهيت من الكتاب كاملاً. شعرت بالدهشة إزاء غرابة القصة، فأخذت أتمتم ببعض الكلمات القصيرة التي عبرت عن استغرابي.
في تلك اللحظة، ظهرت على الأرض، التي لم تكن واسعة جداً، رموز غامضة تتوهج بنور ساطع، وكانت هذه الرموز مماثلة تماماً لتلك التي زُين بها غلاف الكتاب.
“واو…” تمتمت بتعجب أمام هذا المشهد الذي يفوق التصديق.
وعندما تذكرت أن هذه الدائرة السحرية تشبه تماماً تلك التي ظهرت في القصة، بدأت أستوعب أن أمراً عظيماً يحدث، حيث أخذت الدائرة السحرية تتسع شيئاً فشيئاً حتى أحاطني ضوء ساطع وابتلعتني الدائرة.
وبينما جسدي يتلاشى ويتحول إلى ذرات بيضاء تتلألأ وتختفي، أدركت الحقيقة المؤلمة.
“ما هذا بحق السماء؟ ماذا…؟”
لقد أدركت أن شيئاً ما قد انحرف بشكل كبير عن مساره.
* * *
في قديم الزمان، في زمن سحيق بعيد، انشق السماء إلى عدة شقوق واسعة، وظهر الشيطان الأسود من رأسه إلى قدميه.
“هاه… هل هذه هي الأرض التي يسكنها البشر؟”
بانت مظاهر الرعب على وجوه البشر الذين ارتعدوا من الخوف، وصرخوا إلى الآلهة يتوسلون الحماية من هذا الكائن الشيطاني الذي نزل عليهم كالكارثة.
دعوا الله أن يحميهم من الفناء على يد هذا الشيطان، وأن يرحم ضعفهم ويقيهم شره.
بعد مرور يوم كامل على ظهور الشيطان من أعماق السماء، لم يتعرض الشيطان لأي أذى، وأخذت دعوات البشر تتزايد.
حينها، بدا الشيطان مستغرباً بعض الشيء، إذ لم يكن قد أقدم على أي فعل حتى الآن.
ورغم ذلك، استجابت الآلهة لتوسلات البشر، وظهر بطل على الأرض، وشُكلت فرقة من الشجعان لمحاربة الشيطان.
“ما أضعفهم.”
لكن تلك الفرقة البطولية انهزمت بسهولة تامة على يد الشيطان، الذي لم يكلف نفسه سوى العناء بالتثاؤب ورفع إصبعه بنقر خفيف. كان ذلك متوقعاً، إذ كان الشيطان شديد القوة.
ومع تكرار المحاولات من قبل البشر والنخبة الشجاعة للقضاء على الشيطان، إلا أن كل جهودهم باءت بالفشل.
“هذا العالم ليس فيه متعة.”
أصاب الشيطان إحباط شديد، إذ كان قد اعتقد أن عالم البشر سيكون مثيراً، لكنه وجد أن البشر كانوا يرتعدون خوفاً، ولا يختلفون كثيراً عن المخلوقات الضعيفة في عالمه السفلي.
وفي بحثه عن شيء يكسر رتابة أيامه، طاف الشيطان في أنحاء الأرض، ولكنه لم يجد سوى حيوانات ووحوش ضعيفة، بالكاد تستطيع الوقوف في وجهه.
ومع مرور ثلاثة فصول من الربيع في عالم البشر، أدرك الشيطان أن عالمهم لا يختلف عن عالمه.
وفي تلك اللحظة، وقع بصر الشيطان على امرأة بشرية. كانت هذه المرأة زوجة البطل الذي خسر أمام الشيطان مرات عديدة.
وتذكر الشيطان أن البطل كان الوحيد الذي جلب له قليلاً من المتعة في هذا العالم البشري الممل.
“أين ذهب البطل؟”
قالت زوجة البطل:
“لقد مات زوجي على يد البشر. قالوا إن البطل المختار من قِبل الحاكم لا يمكن أن يخسر أمام الشيطان، فاتهموه بالكذب على الحاكم. وزعموا أنه اخترع النبوءة وسيُنزل عليه اعقاب الحاكم. لقد كان… مجرد شخص تم اختياره حقاً من قِبل الحاكم. أخبرني، هل كان زوجي… بطلاً مزيفاً؟”
أجاب الشيطان:
“لا، كان ذاك البطل حقيقياً.”
“إذاً، لماذا هُزم أمامك؟”
“لأنني أقوى.”
أجاب الشيطان بتلك الكلمات وكأن الأمر بديهي تماماً، ولم يكن في قوله شيء من الخطأ.
ابتسمت زوجة البطل لرد الشيطان المتعجرف الذي خلا حتى من السخرية، فشعر الشيطان بالدهشة قليلاً؛ لم يكن هناك إنسان قد ضحك أمامه من قبل.
قالت:
“نعم، لأنك أقوى يا سيدي الشيطان… لذا، يمكن للبطل أن يخسر أيضاً.”
“بالطبع الخسارة متوقعة.”
“لقد أبقيت على حياة زوجي وأطلقته، صحيح؟”
“لقد سمعت أن البشر يتطورون. ظننت أنني إن تركته حياً، سيعود أقوى في المرة القادمة.”
“نعم، لكن زوجي مات تحت وابل من الحجارة التي ألقاها البشر عليه.”
ظل الشيطان يحدق في زوجة البطل.
لاحظ الشيطان أن هذه المرأة، التي كانت تقف أمامه بهدوء وتحمل بطنها، تمتلك قوة تفوق آلاف البشر الذين ارتعدوا خوفاً منه.
فالغضب كان يغذي قوى الشيطان، وكان يدرك أن ما يشعر به أمامه الآن هو الغضب المتقد.
“هل ترغبين في الانتقام ممن قتلوا البطل؟”
“هل ستقوم بذلك نيابة عني؟”
“أشعر بالاهتمام.”
“ألم تكن غير مهتم بقتل البشر؟”
“لكني مهتم قليلاً بالعقود مع البشر.”
شعر الشيطان بالمتعة في مواجهة هذه المرأة التي لم تخفض عينيها أمامه.
كانت تلك أول مرة يشعر فيها الشيطان بالمتعة منذ قدومه إلى عالم البشر، رغم أنه لم يكن قد أراق دماءً.
لكن الشيطان سرعان ما شعر بخيبة الأمل عندما لاحظ أن هناك ذرة من التردد داخل غضبها الهادئ.
وفي تلك اللحظة، رأى الشيطان أنها تحيط بطنها بيديها بطريقة مميزة، فسألها:
“ما الذي تخفينه في بطنك؟”
“إنها طفلة.”
قال الشيطان بفضول:
“حقاً؟ هكذا ينجب البشر أطفالهم؟”
شعر الشيطان بالغرابة، إذ أن الشياطين يولدون في عالمهم من “شجرة الأرواح الشريرة”، ولم يكن يعرف شيئاً عن هذه الطريقة في الولادة. عندما كان الشيطان يفتح عينيه لأول مرة، كان يقف أمام تلك الشجرة، ولم يشهد كيف يولد أحد.
سأل الشيطان وقد بدا عليه التعجب:
“هل هذا هو السبب في ترددك؟”
أجابت زوجة البطل:
“نعم، لأن لدي طفلاً.”
“هل هذة الطفلة أهم لديكِ من الانتقام؟”
“لأنها طفلتي أنا وزوجي.”
“ما علاقة ذلك بأي شيء؟”
“إنه الرابط الوحيد الذي يجمعني بزوجي الراحل… وإذا عقدت اتفاقاً معك للانتقام، فلربما سأموت، أليس كذلك؟”
أجاب الشيطان بسهولة:
“نعم، البشر ضعفاء لدرجة أن الثمن الذي يدفعونه مقابل العقود يكون حياتهم.”
قالت وهي تضع يدها على بطنها:
“إذا مُت، فستبقى طفلتنا وحيدة.”
لم تعد زوجة البطل تتحدث عن الانتقام مرة أخرى. لم يفهم الشيطان لماذا قد يكون البقاء وحيداً أمراً مهماً؛ فالشياطين يولدون وحدهم، ولا يعرفون شيئاً عن مفهوم “الأبوين”.
ورغم ذلك، ازداد اهتمام الشيطان، إذ اكتشف أن هذا الطفل الذي كانت تحمله المرأة هو من أطفأ شرارة الانتقام الذي كان أقوى من خوف آلاف البشر.
“متى ستخرج؟”
“لا يزال هناك بعض الوقت، لم يكتمل نموها بعد.”
“هل سيزداد بطنك تضخمًا؟”
“غالبًا، اجل.”
ابتسمت زوجة البطل وهي تلامس بطنها النحيل، كانت ابتسامتها رقيقة، تختلف كثيرًا عن ملامح الغضب الهادئ التي ارتسمت على وجهها من قبل، فشعر ملك الشياطين باهتمام يتجدد في نفسه، متعجبًا من مدى المتعة التي يجدها في صحبتها.
منذ ذلك الحين، انتظر ملك الشياطين بلهفة خروج الطفلة. كان يزور الكوخ الصغير في الغابة كل يوم، حيث كانت زوجة البطل تعيش مختبئة، ليتحقق مما إذا كان الطفل قد خرج إلى الدنيا.
“هل وُلدت؟”
“ليس بعد.”
مرّت الأيام، وتساءل ملك الشياطين عن سبب عيش زوجة البطل مختبئة من بني جنسها، وهي منهم. لم يفهم الأمر تمامًا، لكنه لم يُرد أن يسألها. ربما كان السبب يعود إلى البطل الذي لقي حتفه بتلك الطريقة المأساوية. لكن اهتمامه الأكبر كان منصبًا على الطفلة.
لذلك، حرص ملك الشياطين على جلب الطعام إلى الكوخ في كل زيارة، حرصًا منه على ألا تهلك زوجة البطل من الجوع قبل أن يرى الطفلة الذي ينتظرها. كانت تنظر إلية أحيانًا بنظرات مترددة، لكنها لم ترفض الطعام الذي قدمه.
واستمر ملك الشياطين في زيارة الكوخ يومًا بعد يوم، منتظرًا مجيء الطفلة.
“هل وُلدت؟”
“ليس بعد… لكنني أظن أنها ستخرج قريبًا. لقد باتت تتحرك كثيرًا في الأيام الأخيرة، وتركل بقدميها بنشاط.”
“تركل؟ وهي لا تزال في بطنك؟”
“نعم… هل ترغب في أن تشعر بها؟”
نظر ملك الشياطين إلى بطنها المنتفخ، ثم وضع يده بحذر على البطن الرقيق كما طلبت. شعر بأن جسد البشر الطري كان غريبًا عليه، وخشي أن يُحدث ضغطًا أكبر فينفجر البطن تحت يده.
“لقد تحركت.”
“إنها تركل.”
“تلك الطفلة في بطنك قد تجرأت على ركل ملك الشياطين؟”
“ربما… وإذا كان كذلك، فإنها ستكون أول طفلة بشرية تركل ملك الشياطين.”
بدلًا من أن تخشى غضبه، ابتسمت زوجة البطل بحنوّ وهي تلامس بطنها، وكأنها فخورة بطفلتها. كان تصرفها هذا مثيرًا للاستغراب، ورغم ذلك بدأ ملك الشياطين يشعر بشيء من الضيق.
كانت ابتسامتها تجلب له المتعة في الماضي، أما الآن فقد باتت تشعره بشيء من الإزعاج. ولهذا، قرر ألا يزور الكوخ لمدة أسبوع.
كانت تلك هي المرة الأولى التي يغيب فيها عن زيارتها منذ التقيا. وخلال هذا الأسبوع أدرك ملك الشياطين شيئًا لم يعلمه من قبل: أحيانًا يكون الغياب أصعب من الحضور، حتى وإن كان ذلك الحضور مزعجًا. فقد كاد أن يُسقط مملكة بأكملها غضبًا.
لم يحتمل الغياب أكثر، فعاد إلى الكوخ في الغابة حيث تقيم زوجة البطل.
لكنه حين وصل، وجد المكان الذي كان يفيض بدفء الشمس وروائح الحياة هادئًا على نحو غريب، والأجواء باردة بطريقة مزعجة، حتى أن رائحة الدم المنتشرة في المكان جعلت ملك الشياطين يضيق جبينه.
لم تكن زوجة البطل، التي كانت عادة ما تقف بصعوبة مع بطنها المنتفخ لتستقبله، موجودة…