BATTLE DIVORCE! - 4
منذ البداية كانت فكرة واحدة تسيطر على ذهنها.
“ماذا أفعل…”.
ديزي، التي كانت تغطس في حوض الاستحمام، كانت تعض ظفر إبهامها مثل طفلة صغيرة.
زهور ناعمة، زيوت عطرية، ورغوة صابون غنية. كان هذا حمامًا فخمًا بشكل غير عادي بالنسبة لها.
كانت غرفة الاستحمام التي أصبحت ضبابية بسبب البخار تشبه مستقبلها الضبابي.
“لقد فشلت تمامًا”.
لم تكن ديزي من النوع الذي يفقد هدوءه بسهولة. حتى في مهماتها، كانت تواجه مواقف مفاجئة لا تعد ولا تحصى، ودائمًا ما كانت تتصرف ببراعة.
لكن اليوم، كانت تلك البراعة هي المشكلة.
استعادت ذكرى الجملة الجريئة التي قالتها لماكسيم:
“…أولاً، دعني أستحم قليلاً”.
أوه، لماذا قلت ذلك في تلك اللحظة؟
رغم أنها كسبت بعض الوقت، إلا أن قولها إنها ستستحم كان يعني موافقتها ضمنًا على ليلة الزفاف.
ولم يكن هذا فحسب؛ كان رد ماكسيم على عذرها أكثر من غير متوقع.
“حسنًا، هذا مناسب. أنا أيضًا أرغب في الاستحمام بعد قدومي السريع”.
“……”.
“هل نستحم معًا؟”.
كان ذلك ردًا غير اعتيادي بالتأكيد.
شعرت ديزي برجفة في جسدها عند سماع هذه الكلمات الغير لائقة. كانت ديزي حساسة بشكل خاص تجاه ما يُقال في أذنها، وقد أصاب ماكسيم نقطة ضعفها بدقة.
“لا، هذا مستحيل!”
كم هو محرج! كان يجب أن تخفض صوتها.
بدت الصدمة على وجه ماكسيم لوهلة، لكنه عاد وركز عينيه الرماديتين بعمق.
“لماذا لا يمكن؟”.
“أنا عادة… أستحم وحدي! سيكون الأمر محرجًا إذا رآني أحد”.
“التصرف بخجل بين الزوجين ليس ضروريًا”.
وبلطف، أزاح ماكسيم شعرها خلف أذنها.
“حسنًا، أسرعي واذهبي للاستحمام”.
في الوقت ذاته، أمر ماكسيم الخادمات بتحضير الماء لحمامها، ولم يبدو أنه ينوي الانتظار على الإطلاق.
نظرات الدوقة الكبرى، التي كانت تحمل القليل من الإحراج، والخادمات اللواتي بدأن يتهامسن، جعلت ديزي تتمنى أن تختفي تمامًا.
وحتى الآن، ما زالت تتمنى نفس الشيء.
“…لا أصدق”.
كانت تملأ وجهها بالماء من الحمام لتبرد خدودها المشتعلة.
حتى أكثر الأشخاص براعة ويقظة يمتلكون نقاط ضعف. أما نقطة ضعف ديزي فكانت “الرجال”.
“الأمور لم تكن هكذا في البداية”.
كانت تتوقع ظهور بعض المتغيرات أثناء المهمة، لكنها لم تكن تتوقع أن يحدث ذلك بهذه السرعة.
من كان يتوقع أن يتحول من درع للرصاص إلى بطل حرب ويعود؟
ديزي كانت قد وافقت على أداء دور العروس في زواج شكلي فقط، وليس لأداء ليلة الزفاف.
“حقًا، لقد قبلنا، فما الذي يمنعنا من الإقدام على أكثر من ذلك؟”
كانت تفكر في الأمر بجدية، لكنها سرعان ما تراجعت.
“لا، هذا ليس كاختيار نوع من الحلوى ببساطة.”
الفرق شاسع بين تناول قطعة شوكولاتة وقطعة من كعكة الشوكولاتة. علاوةً على ذلك، الطرف الآخر هو كلب العائلة الملكية الشهير بقسوته، ماكسيم فون بالدك. رغم قرارها بالتقاعد، إلا أن ديزي، التي نشأت كعضوة في تنظيم الثورة، كانت تشعر بنفور عميق تجاه كل ما يتعلق بالنظام الملكي.
القبلة التي منحتها له في حفل الزفاف والدعاء الذي قدمته، كانا مجرد لطف منحتها إياه لأنها أصبحت “قديسة”.
فالإله يوصي بمحبة الأعداء أيضًا.
بالطبع، في المنظمة، كان من المعتاد أن تتقمص بعض الأعضاء أدوار عشيقات لشخصيات من الموالين للملكية، لاستخلاص المعلومات منهم. وفي مثل هذه الأدوار، كانت العلاقات الجسدية متوقعة. لكن ديزي كانت تعمل أساسًا كقاتلة، لذا لم تكن لديها خبرة بهذا الجانب.
وبينما كانت تمتلك مرونة لتجاوز الأمور حتى قبلة، إلا أن التفكير في التخلي عن ثيابها والإقدام على علاقة كاملة كان مخيفًا.
“آه…”
فهي تعرف أن العلاقة تعني تجذاب الرجل والمرأة، لكنها لم تستطع تصور أكثر من ذلك.
لو لم يحدث هذا، ربما لما كانت تشعر بهذا القلق. لكن سواء من الشعور أو من رؤيته، كان واضحًا توترها.
من غير المعقول أن جسدها يمكن أن يستوعب هذا.
كانت ترغب في الهروب، لكن لم يكن في الحمام نافذة.
طرقات خفيفة!
أثناء انشغالها بتفحص نفسها، قاطعها صوت طرق على الباب، فانتفضت وأبعدت يديها.
“ليدي تيريزا؟”
كان صوت كبيرة الخدم.
“أمضيتِ وقتًا طويلاً في الحمام. سأدخل لأتأكد من أنك بخير.”
“لا، أنا بخير… ليس هناك أي مشكلة! صدقيني، أنا وحدي أحتاج إلى بعض الوقت…”
لكن الباب فتح، واندفعت الخادمة، فاضطرت ديزي لتغطية صدرها بسرعة.
بالنسبة للنبلاء، كان من المعتاد أن يساعدهم الخدم في الاستحمام، لكن الأمر كان محرجًا بالنسبة لدیزي. فكرة أن يرى أحد جسدها عارية كانت مربكة.
لطالما كانت تستحم وحدها. لم يكن لدى الخدم اهتمام بذلك، بل كانوا راضين فقط بتوفير الماء الساخن.
بدت الخادمة متعبة للغاية.
“سيدنا أمرني بمساعدتك إذا احتجتِ لأي شيء.”
ولم تهتم الخادمة باحتجاج ديزي ودخلت، تبعها باقي الخادمات يحملن أدوات الاستحمام.
أوه، لو يتركونني وحدي كالمعتاد!
يبدو أن الخوف من سيدهم قد سيطر عليهم.
لم يكن أمام ديزي خيار سوى أن تستسلم لرعاية الخادمات.
—
في العادة، كانت تجفف شعرها سريعًا وتلقي بنفسها على السرير. لكن اليوم كان مختلفًا؛ نظرًا لأنه الليلة الأولى، كانت جالسة أمام المرآة تتعرض لتجميل الخادمات.
“ما هذا…؟”
كانت ترتدي ثوب نوم شفاف يظهر كل شيء. لماذا ترتدي شيئًا لا يغطي الجسم؟
لقد استحمت، وكانت تستعد للنوم. فلماذا التجميل؟
“ليدي تيريزا، لا تقضمي شفتيكِ، فالزينة ستفسد.”
“…نعم.”
بدون وعي، كانت تعض شفتها السفلية حتى وبختها كبيرة الخدم. كانت تشعر بتوتر شديد يكاد يقتلها.
نظرتها كانت كأنها تقول: “لا شيء لديك لتقلقي بشأنه.” مع نظرة ازدراء واضحة، ومع أن هذا التصرف لم يكن بجديد، كانت مرهقة جدًا للتعامل مع الأمور كالمعتاد. فكرت في نفسها، “هل سأضطر لممارسة العلاقة فور انتهاء هذه الاستعدادات؟ هل أتحجج بمرض ما الآن؟”
كان ذهنها منشغلًا كليًا بكيفية الخروج من هذا الوضع.
‘نحن في الطابق الخامس… هل القفز من النافذة سيكون خيارًا؟’ دون حبل، ستعني هذه القفزة الموت الأكيد.
أخذت تنظر في الأرجاء بحثًا عن أي شيء قد يصلح كحبل. إذا أُتيحت لها لحظة قبل الانتقال إلى غرفة نوم ماكسيم، فستحاول استغلالها للهروب.
“هل لديكِ معرفة حول ما يحدث في غرفة النوم؟”
“عفواً؟”
عند سؤال رئيسة الخدم المريب، بدت عينا ديزي مضطربتين، تحركتا يمنة ويسرة.
“يبدو أنكِ لا تعرفين شيئًا حقًا. يبدو أن تيريزا لم تتولَ تدريبك بشكل كافٍ، نظرًا لأن الزواج كان مستعجلًا.”
نبرة رئيسة الخدم كانت مشوبة بالسخرية. لو كانت ديزي حقًا ابنة الكونت تيريزا، لاعتبرت تلك الإهانة موجهة إلى والدها وعائلتها. لكن كونها ليست ابنته الحقيقية، لم تتأثر كثيرًا، بقدر ما شعرت بالحنق تجاه مسؤولها الذي أوقعها في هذا المأزق.
كانت تتمنى لو قالت: “أجل، يبدو أن الكونت تيريزا خدعني بشكل كامل.”
كانت تفتقر للخبرة حول الأمور التي تحدث في غرفة النوم، وكان هذا الجهل يزيد من مخاوفها.
تنهدت كبيرة الخدم وقالت بتثاقل، “سأوضح لكِ ببعض التفاصيل، استمعي جيدًا.”
ولكن في تلك اللحظة، قاطعهم صوت بارد جاء من خلفها.
“ولماذا تقومين أنتِ بالتعليم؟”
جمدت الأجواء في الغرفة، وتجمدت الخادمات اللواتي كن يعملن بجانب ديزي.
لم يكن هناك حاجة للنظر للخلف، فقد رأت ديزي انعكاس ماكسيم فون بالدك في المرآة.
كان يرتدي ثوب نوم خفيف، وشعره لا يزال رطبًا بعد الاستحمام. حينما تلاقى نظرهما عبر المرآة، رأته يبتسم برقة. ومع ذلك، شعرت بنظراته تنحدر نحو ثوبها الشفاف، فاشت
علت وجنتاها وأسرعت بتغطية صدرها بيديها.
“سيدي، وصلت. لقد اقتربنا من الانتهاء.”
“الاسم.”
جاء صوته بارداً تمامًا، بنبرة غير متوقعة ممن ابتسم قبل لحظات.
الانستغرام: zh_hima14