As Long As you Are Happy - 98
“هل سمعتَ الشائعات؟”
“يُقال أن المجلس سينعقد قريبًا.”
“أوه نعم، الدوق وينفريد، كيف يمكنه فعل ذلك؟ أن يقتل بوحشيةٍ شخصًا مريضًا في الشارع فقط لأنه أزعجه!”
“إنه شخصٌ قاسٍ ووحشيٌ للغاية……”
“يبدو أن الشائعات التي سمعناها لم تكن كاذبة.”
“يقتل شخصًا دون أن يشعرَ بأي تأنيب ضمير، يا للعجب.”
“بالفعل، مثل هذا الشخص……”
“يجب أن يتلقى عقوبةً مستحقة.”
***
“هذا استدعاءٌ رسمي لحضور جلسةِ المجلس.”
قام رجل يرتدي ثوبًا أحمر مزينًا بتطريزٍ ذهبي، وكأنه يتفاخر بعمله في القصر الإمبراطوري، بتقديم الرسالة.
“جلالة الإمبراطور أمر بأن يُعادَ إليه الرد فورًا.”
كان الوقت قد اقترب من موعد النوم.
لوغان، الذي كان يرتدي ملابسَ خفيفة، حدّق للحظة في الرسالة ثم التقطها.
“أخبر جلالته بأنني سأحضر بالتأكيد.”
ثم سلم الرسالة إلى إرن على الفور.
نظر المرافق بترددٍ نحو إرن وكأنه مصدوم.
“ألن تتحقق من محتوى الرسالة؟”
“على أي حال، أعرف ما بداخلها.”
لوغان الذي بدا مرهقًا، مرّر يده عبر شعره ثم نظر إلى المرافق.
“هل قال جلالة الإمبراطور شيئًا آخر؟”
“لا، هذا كل شيء.”
“إذاً، يمكنكَ المغادرة الآن، أليس كذلك؟”
استدار لوغان وأدار ظهره، وكان ذلك بوضوحٍ إشارةً لإنهاء الحديث.
المرافق، الذي بقي واقفًا أمام الباب، نظر إلى ظهر الدوق الذي يبتعد، ثم أطلق ضحكةً ساخرة.
حتى صوت خطواته المبتعده لم يكن لطيفًا.
“هل من المقبول التعامل بهذا الشكل مع مرافقٍ أرسله جلالة الإمبراطور؟”
سأل إرن بقلق وهو يتبع لوغان.
في العادة، كان من المفترض أن يُعامل المرافق الذي يحمل رسالةً من العائلة الإمبراطورية باحترامٍ كبير. فتلقي رسالةٍ من أحد أفراد العائلة الإمبراطورية كان شرفًا عظيمًا، وهؤلاء المرافقون كانوا حَمَلة ذلك الشرف.
وفوق ذلك، كان المرافقون الذين يُرسلون مباشرةً من العائلة الإمبراطورية يُعتبرون أشخاصًا مؤهلين للتعبير عن أسلوب التعامل المناسب مع العائلة الامبراطور. لذا، كان بعض النبلاء يقدمون هدايا حتى للمرافقين الذين يحملون هذه الرسائل.
لكن تصرفات الدوق اليوم كانت بعيدةً كل البعد عن أي شكلٍ من أشكال الاحترام.
“يبدو أنه غاضب.”
“دعهُ و شأنه.”
رد لوغان بهدوء على إرن.
“على أي حال، سأذهبُ إلى المجلس، وحتى لو أضيفت بعض الكلمات هنا وهناك، فلن تكون هناك مشكلة.”
“مع ذلك، لا يزال الأمر يقلقني.”
“لا داعي للقلق. إذا تصرفتُ بخضوعٍ زائد، فمن المؤكد أن الإمبراطور سيشك في ذلك أيضًا.”
كان الإمبراطور بالفعل يعتبر لوغان خائنًا يطمع في عرشه.
ومع ترسخ هذه الشكوك، فإن التصرف بتذللٍ زائد قد يدفع الإمبراطور للتفكير: “ما الذي يخطط له هذا الرجل الآن؟”، مما سيزيد من شكوكه بلا شك.
“من الأفضل أن أتصرف هكذا.”
“أفهم ذلك.”
رغم أن وجه إرن بدا وكأنه لا يزال غير مقتنعٍ تمامًا، إلا أنه بدا وكأنه وافق على ما قاله سيده.
هز رأسه بخفة تعبيرًا عن الموافقة.
“سيدي……”
تحدث إرن مرة أخرى وهو يصعد الدرج مع لوغان، وكان ذلك عند آخر درجة.
“ألا ينبغي أن نخبر السيدة ليونيد؟”
توقف لوغان عند سماع سؤال إرن. ثم أدار جسده بينما كان يمسك بالسياج الخشبي.
تلك العيون الباردة التي كانت تحدق به من أعلى، جعلت إرن ينطقُ بسؤالٍ آخر دون أن يدرك.
“هل تفكر بعدم إخبارها؟”
لم يكن هناك أي رد. فقط اكتفى لوغان بإدارة رأسه بعيدًا.
نظرة إرن تبعت اتجاه نظراته. و في نهاية الرواق، كانت إيرينا تقف هناك.
كانت تقف أمام النافذة تحت ضوء القمر. و ربما لم تكن تشعر بالبرد، فقد كانت مرتديةً ثوبًا أبيض طويلًا ووشاحًا خفيفًا فقط.
كان ضوء القمر الأبيض يتسلل من النافذة، ليضيء ظلًا لإيرينا.
‘هل كانت تتأمل القمر؟’
لم يكن مشهدًا نادرًا. فقد كانت إيرينا تقف كثيرًا أمام النافذة التي تطل على الحديقة، متأملةً المنظر الخارجي.
ولكن فجأة، خلعت إحدى خفيها. و بدأت تضرب كعبها على الأرض بخفة وكأن شيئًا ما دخل إلى الخف. ثم مالت رأسها قليلاً بحيرة.
بعد أن نظرت إلى قدمها الحافية والقدم الأخرى التي ما زالت ترتدي الخف، خلعت الخف الثاني أيضًا.
عندها، ابتسمت ابتسامةً مفعمة بالرضا.
‘ما الذي يجعلها تشعر بالرضا إلى هذه الدرجة لتبتسم هكذا؟’
لكن بطريقةٍ ما، كان لابتسامتها قوةً معدية تجعل الآخرين يبتسمون أيضًا.
ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على شفتي إرن.
ومع ذلك، كان رد فعل لوغان الذي يقف أمامه غريبًا بعض الشيء. فقد حرك شفتيه وكأنه على وشك أن يقول شيئًا، لكنه أغلق فمه بإحكام.
ومع تعبيرٍ يوحي بالانزعاج، مرر يده عبر شعره.
“لم أقرر ذلك بعد.”
“عفواً؟”
“لا أعرف بعد ما الذي سأفعله.”
“……؟”
‘هل كان يقصد إخبار السيدة ليونيد بهذا الأمر؟’
قبل أن يتمكن إرن من قول أي شيءٍ آخر، تقدم لوغان بخطواتٍ سريعة.
“سيدة إيرينا.”
“دوق.”
ابتسمت إيرينا وهي تنظر إليه، ولا تزال تمسك بخفيها في يدٍ واحدة.
“ألم تنم بعد؟”
“كان لدي أمرٌ لأعتني به.”
سقطت نظرتهُ إلى الأسفل.
“آه.”
لاحظت إيرينا إلى أين كان ينظر، فابتسمت ابتسامةً خفيفة.
“كان هناك شيءٌ غريبٌ هنا. يبدو أن شيئًا ما دخل إلى داخل الخف.”
“حقًا؟”
“نعم، وعلى أي حال، الممر مغطى بالسجاد. لذا، أعتقد أنني سأمشي هكذا.”
حركت إيرينا قدميها وكأنها تتفاخر، وقد غاصت قدماها الحافيتان في السجاد.
“إنه ناعمٌ للغاية، هذا يعجبني.”
“قدماكِ ستتسخان.”
ضحك لوغان بخفة، ثم رفع إيرينا بين ذراعيه. و أصبحت قدماها الحافيتان تتأرجحان في الهواء.
“سأوصلك ِإلى غرفتكِ.”
عند سماع نبرة الاحترام في حديثه، احمرّت وجنتا إيرينا. فابتسم لوغان ابتسامةً صغيرة.
في البداية، كانت تطلب منه بخجلٍ أن يضعها على الأرض، لكنها الآن كانت مسترخيةً بين ذراعيه، مستسلمةً تمامًا.
“دوق، لدي طلبٌ أود أن أطلبهُ منك.”
قالت إيرينا ذلك بينما كان لوغان يعبر الممر ببطء.
“أنا……”
ترددت إيرينا قليلًا، وكأنها على وشك أن تقول شيئًا خطيراً، ثم توقفت وأخذت نفسًا عميقًا.
‘ما الذي يمكن أن يكون؟’
“أريد أن أخرج.”
“تريدين الخروج؟……بالفعل؟”
تمتم لوغان دون أن يدركَ بذلك، وكأن الكلمات خرجت من فمه بلا وعي.
“هاه؟”
رمشت إيرينا بدهشة.
“آسفة، لم أسمعكَ جيدًا. ماذا قلت؟”
“……لا، لا شيء.”
كان لوغان يحاول جاهدًا أن يظل مبتسمًا ليخفي تعبيره الجاد.
“أنا سعيدٌ لأنكِ أخبرتني مسبقًا عن رغبتكِ في الخروج.”
إيرينا، التي كانت منذ حادثةِ الاختطاف تقتصر على البقاء في غرفتها أو داخل القصر، لم تكن معتادةً على الخروج بعد.
“لكن يبدو أنكِ قد تبالغين في ذلك.”
لم تجب على الفور.
على ما يبدو، كانت تدرك هي أيضًا أنها قد تكون مجهدةً بعض الشيء.
“لكن……”
بإيماءةٍ خفيفة، وضعت إيرينا رأسها على صدر لوغان بينما أكملت كلامها.
“لا أعتقد أنه يمكنني البقاء هكذا إلى الأبد.”
كانت كلمات إيرينا تعني أنها لا تستطيع الاستمرار في الجلوس بهذا الشكل.
و كانت تقصد أنها ستقف بأي طريقةٍ لتجنب إزعاج الآخرين.
ألم تُعلن من قبل بأنها ستظل في القصر وتبحث عن سببٍ للبقاء، حتى أنها قالت بأنها ستعمل كخادمة؟
لكن، بطريقةٍ ما، كانت كلماتها تبدو مختلفةً في أذنِ لوغان.
“إلى أين ترغبين في الذهاب؟”
سألها لوغان بصوتٍ منخفض وهادئ، بينما شدَّ ذراعيه حولها بقوةٍ أكبر.
“هل هناك شخصٌ ما تريدين لقائه؟”
“في الواقع!”
أجابت إيرينا على الفور، وكأنها كانت تنتظر أن يسألها.
“يبدو أن البارون و البارونة كيريك قد سمعا عن قصتي. وقد أرسلوا لي رسائل، و أنهم يريدون حقًا مقابلتي.”
“أوه.”
ابتسم لوغان ببطء.
“بالطبع، إذا كانا هما، فهما بالتأكيد سيقلقان على إيرينا.”
‘هل ابتسم حقًا؟’
“حسنًا. يمكنكِ الذهاب مع دلفيا. و سأخبر إرن ليبحث عن مطعمٍ جيد مسبقًا.”
عند سماع هذا الرد، ابتسمت إيرينا وأمالت رأسها بفرح. و في تلك اللحظة، خفض لوغان رأسه وقبّل خديها. ثم تغير تعبير وجهها بسرعه.
ربما ظنت أنه مجرد تعبيرٍ عن المودة المعتادة، فطوقت عنق ج لوغان بذراعيها ودفنت وجهها على كتفه.
و كانت هناك اهتزازات خفيفة، كأنها تضحك بهدوء.
توقف لوغان عن السير بعد أن أصبح أمام باب غرفة إيرينا.
بحذرٍ شديد، وكأنها قطعةُ زجاجٍ قابلة للكسر في أي لحظة، وضعها أمام الباب.
“حسنًا، تصبحين على خير، سيدتي إيرينا.”
قبل تستطيعَ إيرينا الرد، قبّل لوغان جبهتها وأدار جسده ليغادر.
“هي ذاهبةٌ لمقابلة البارون كيريك.”
تمتم وهو يمسح شفتيه.
لقد قرر أخيرًا الإجابة على السؤال الذي طرحه إرن في وقتٍ سابق.
***
“هل جننت؟”
لم يكن هناك رد.
عضَّ كارل شفتيه بقوة، ثم سأل مجددًا، وهو يضغط على أسنانه.
“هل فقدتَ عقلك؟”
هذه المرة، تلقى فقط نظرةَ ازدراء. فحرك كارل قدمه بغضب.
“لكن لماذا سمحتَ بحدوث هذا؟ لماذا تركتَ هذا الاجتماع يسير كما يريده الامبراطور؟”
اليوم الذي كان مكتوبًا في دعوة الإمبراطور هو اليوم الذي سيعقد فيه اجتماع المجلس.
“ألم يكن بإمكانكَ منعه مسبقًا؟”
في الصباح، فاجأ كارل الجميع عندما صعد فجأة إلى عربة لوغان مثل لصٍ يهاجم المقطورات وسأله لوغان بابتسامةٍ ساخرة.
“كما توقعتَ، أليس كذلك؟”
تساءل لوغان كيف وصل هذا الشخص الذي لا يبدو أنه يستيقظ مبكرًا أبدًا إلى هنا في هذا الوقت المبكر، ولاحظ أن عينيه كانت محمرة من نقص النوم. و يبدو أنه لم ينم طوال الليل.
“نعم.”
من خلال الإصرار الذي أبداه بعد السهر طوال الليل، قرر لوغان إخبارهُ الحقيقة.
“كان من الممكن منعه تمامًا.”
“لكن لماذا لم تفعل؟ لماذا؟!”
رفع كارل صوته في استياء. لكن لوغان ظل ينظر إليه بنظراتهِ الباردة فقط.
أطلق كارل نفسًا طويلًا وهو ينظر إلى صديقه، ثم شد وجهه بجدية.
“أنت تعلم أن هذه القضية لن تنتهي هنا، أليس كذلك؟”
كان الإمبراطور الآن يحاول إحراج الدوق وينفريد أمام العديد من النبلاء لتقليل كبريائه.
“إذا نجح هذا الأمر، فسيضغط الإمبراطور علينا عائلةُ الماركيز فيدريك بنفس الطريقة.”
ألم تكن عائلة الماركيز فيدريك هي الثانية من حيث الفضل في الحرب؟
حتى أن الإمبراطور كان يطمع منذ وقتٍ طويل في الميناء الموجود في إقليم عائلة فيدريك.
“من المؤكد أنه سيحاول الآن ابتلاع الميناء.”
“لن يصل إلى هذا الحد.”
رد لوغان على الفور.
“ولكنه سيحاول تقليص قوتنا.”
“مزعج.”
تجعد وجه كارل، وتنهد بشدة كما لو كان غاضبًا بالفعل.
“إذاً لماذا لم تمنع ذلك؟ لو كنت قد منعتَ الأمر، لما كانت عائلة الماركيز فيدريك ستتعرض لهذا التهديد.”
كانت كلمات كارل صحيحة.
لو أن لوغان قد تصدى لهذه القضية في البداية، لما كانت عائلة الماركيز فيدريك ستشعر بأن الدور التالي قد يكون دورهم.
“هذه القضية لن تؤثر على عائلة الماركيز.”
“لن تؤثر؟ لا، ليست مسألةَ عدم التأثير.”
أومأ لوغان برأسه بهدوء.
“البرلمان الذي سيعقد اليوم ليس أكثر من مسرحية.”
“……إذاً لماذا تقوم بكل هذه الأشياء المزعجة؟”
“لأنه هناك الكثير من الفوائد المتتابعة.”
مد لوغان يده اليمنى وبدأ في عد شيءٍ ما في ذهنه، حيث بدأت أصابعه بالانحناء واحدةً تلو الأخرى.
وفي النهاية، أصبحت يده مغلقةً بالكامل.
“هناك خمسةٌ منها.”
“…….”
“لهذا، رغم أن الأمر مزعج، لا بد لي من المشاركة.”
غمز كارل بعينيه. فقد بدا أن صديقه غريبًا بعض الشيء.
كان هناك شعورٌ غريب وكأن شيئًا ما كان خارجًا عن مكانه.
“أنت……”
كما لو كان يعرف مشاعر كارل، أراح لوغان رأسه على جدار العربة وابتسم.
“أتمنى أن تقوم بدوركَ جيدًا كجمهورٍ اليوم.”
____________________________
لوغان لايكون مايبي ايرينا تطلع يبيها بس تقعد عنده؟ شقومه ما اعجبه الوضع خاصه مع كيريك😏
يلبا المهووس ياناااااااااس🤏🏻✨
وايرينا في ذا الفصل مره بريييييئة
مواضيع المجلس ذي ما افهمها فبترجم وانا ساكته لاني اهتم بالنتيجة بس😘
Dana