As Long As you Are Happy - 96
“أوه، الجو بارد!”
انكمشت دلفيا. وظهرت دمعةٌ على طرف عينها.
“ألا تشعر بأن الطقس أصبح بارداً فجأة؟”
“هذا لأننا الآن في الخريف.”
أومأ ريو برأسه بينما كان يمسح عرقه بالقماش بجانبه.
“أوه، صحيح.”
أضاف ليتون مؤيداً.
“أوراق الأشجار بدأت تتغير ألوانها تدريجياً.”
“احرصوا جميعاً على تجنب الإصابة بالزكام.”
قال ريو ذلك بوجهٍ هادئ بينما كان يلقي بزجاجات الماء على الفرسان الذين أنهوا التدريب، وأضاف.
“العاصمة تختلف عن الشرق، فدرجات الحرارة تنخفض بشكل كبير هنا. في الشتاء، هناك العديد من حالات الوفاة بسبب البرد، لذا كونوا حذرين.”
“آه، كانت مقاطعة دوقية وينفريد دافئة……”
تمتمت دلفيا، التي كانت لا تزال منكمشةً، بتذمر.
ورغم أن الفرق لم يكن كبيراً جداً، إلا أن الشرق كان بالتأكيد أكثر دفئاً مقارنةً بالعاصمة.
“أكره البرد……”
جلست دلفيا مترهلة، ولفّت جسدها بشكل دائري.
نظر إليها ريو وضغط على لسانه مستاءً، ثم وضع بطانيةً فوقها.
“إذا كنتِ هكذا الآن، فماذا ستفعلين في الشتاء؟”
“لكن……”
أخرجت دلفيا رأسها قليلاً من تحت البطانية وابتسمت بضعف.
“في مثل هذا الوقت يُصاب الناس بالزكام بسهولة، أليس كذلك؟”
“هذا صحيح.”
حاولت دلفيا أن تشرب الماء دون إخراج يدها كثيراً من تحت البطانية، وهي تبذل جهداً كبيراً.
“أتساءل كيف حال الآنسة إيرينا.”
عندما قالت دلفيا هذا دون أن تدرك، شعرت هي بنفسها، وكذلك ريو الذي كان بجانبها، ببعض الكآبة في ملامحهما.
“همم……”
أصدر ريو صوتاً خافتاً وسأل بصوتٍ منخفض بما يكفي لتسمعه دلفيا فقط.
“هل قالت بأنها ألغت الموعد؟”
أومأت دلفيا برأسها.
“لقد ألغت موعدها مع الآنسة ويلر أيضاً، وعندما دعوتها للخروج معي لم تُظهر أي رد فعل. مع أنها كانت تخرج بحماسٍ شديد حتى وقت قريب.”
تنهدت دلفيا بضيق وكأنها تشعر بالإحباط.
“السيد بارن يقول أنها حالةٌ مؤقتة، لذا لا داعي للقلق، لكن……”
“…….”
نظر ريو إلى دلفيا التي خفضت رأسها ثم ربت على كتفها بلطف.
“ستتحسن حالتها، لا بأس”
قال ريو ذلك وهو يلتقط زجاجة الماء الموضوعة على الأريكة الطويلة.
“إنها ليست ضعيفة.”
“أجل، على الأرجح.”
ابتسمت دلفيا مجدداً لكلام ريو، لكنها كانت ابتسامةً مصطنعة تحاول بها نفض القلق.
“يبدو أنها لا ترفض المقابلات تماماً على أي حال. هل هي تلك الآنسة ابنة الكونت ويلر؟ سمعت أنها ستزورها اليوم.”
تمدّدت دلفيا ومدّت ذراعيها بتكاسل.
“عندما يغادر الضيف، سأحاول دعوتها للخروج في نزهة. هل تود الانضمام؟”
“لا.”
هزّ ريو رأسه.
“عليّ الخروج بسبب الأوامر.”
“آه.”
فهمت دلفيا فوراً، وأومأت برأسها.
“ما زلتَ تعمل على ذلك؟”
“نعم، يبدو أن الأخبار تنتقل ببطءٍ أكثر مما توقعت.”
شرب ريو الماء من الزجاجة دفعةً واحدة، وتحركت تفاحة آدم خاصته بشكل واضح.
“عليّ إنهاء الأمر بسرعة.”
ظهر في عيني ريو بعض الانزعاج وهو يقول ذلك.
***
<آسف.>
‘ما هذا؟’
كان هذا هو محتوى الرسالة التي تلقاها الفيكونت فينتيرين في صباح اليوم الذي كان من المفترض أن يلتقي فيه بالإمبراطور.
نظر فينترين إلى الورقة بوجهٍ مذهول، ثم حدّق في الخادم الذي أحضرها.
“ما الأمر؟”
بدأ الخادم الذي أحضر رسالة الكونت ميركلر يتلعثم وهو يشرح الموقف.
“هذا الصباح، سقط السيد الشاب على الدرج، مما أدى إلى إصابته هو والكونت بجروحٍ خطيرة.”
“ولماذا أصيب الكونت؟”
“لأنه حاول الإمساك بالسيد عند أسفل الدرج.”
“…….”
ضيّق فنتيرين عينيه وكأنه يحاول التحقق مما إذا كان كلام الخادم صحيحاً.
“هل أصيبَ في معصمه؟”
“نعم، هذا صحيح.”
فتح الخادم عينيه بدهشة وكأنه يتساءل كيف عرف الفيكونت ذلك.
“يا للغباء. هذا أمرٌ متوقع.”
‘مع طبيعته، لو حدث أمر كهذا، لكان قد كتب رسالةً طويلة مليئةً بالتفاصيل. أما إرسال برقية مختصرة كهذه، ومن خلال فم الخادم، فهذا لم يكن ليحدث إلا في حالةِ إصابةٍ حقيقية.’
نظر الفيكونت إلى الخادم الذي بدا عليه الارتباك، وتأكد أن الإصابة كانت حقيقية على الأرجح.
“وماذا قال جلالة الإمبراطور؟”
مهما كانت الإصابة خطيرة، لا يمكن للكونت أن يُلغي موعده مع الإمبراطور بمحض إرادته.
“إذا كان من الصعب على جلالة الإمبراطور تعديل الجدول، يمكنني الذهاب إلى القصر الإمبراطوري بدلاً من الكونت ميركلر، أليس كذلك؟”
أفصح فينترين عن نيته الحقيقية بلباقة. ألن يكون من الأفضل لو التقى بالإمبراطور بنفسه وطرح الأمر مباشرة؟
وإذا تمكن من استغلال الفرصة لتعزيز مكانته من خلال سرد قصته، فسيكون ذلك أفضل.
‘لو تمكنتُ من مقابلة الإمبراطور بشكل منفرد، قد يفكر الجميع في الاستثمار معي.’
فالحصول على شرف مقابلةٍ فردية مع أحد أفراد العائلة الإمبراطورية كان يُعد إنجازاً عظيماً.
“الأمر هو……”
لكن الأمور لم تسر كما أراد فينترين.
“لقد تفهّم جلالة الإمبراطور معاناة الكونت ووافق بكل سرورٍ على تأجيل الموعد.”
نقر فينترين بلسانه مستاءً.
‘تفهّم معاناته؟’
لا شيء من هذا القبيل. يبدو أن حالة الإمبراطور الصحية هي السبب. فلم تكن الإشاعات عن تدهور صحة الإمبراطور خفيةً تماماً عن الناس.
صرَّ الفيكونت على أسنانه بقوة، ثم استدار فجأة نحو الخادم.
“كفى، يمكنك الذهاب!”
“نعم، سيدي الفيكونت.”
انحنى الخادم وغادر النزل بسرعة.
حين أصبح وحده في الغرفة، قبض فينترين يده بقوة وضرب الطاولة أمامه بعنف.
“أيها اللعين!!”
دوت الضربة على الطاولة القديمة التي اهتزت بعنفٍ دون رحمة.
لقد اقترض المال. و أصبح بإمكانه إخماد النيران المستعرة مؤقتاً.
‘لكن، لكن……!’
‘لن أشعر بالراحة حتى أُجهز على ذلك الوغد!’
“لوغان وينفريد، ذلك الل&ين.”
شعر فنتيرين أن مشاعره لن تهدأ إلا إذا أجبره على الركوع تحت قدميه.
‘ولا يمكنني أن آخذ ابنة آجين إلا إذا دمرت حياته.’
رغم الجهود المضنية التي يبذلها هو وأبناؤه، كانت مكانة فينترين تتقلص تدريجياً داخل عائلة الكونت ليونيد.
كان السبب واحداً فقط.
-عودة الوريثة الشرعية-
……حتى بعد لقاء البارون كيريك، لم يكن هناك أي فائدة. فعندما سمع بأنه موجودٌ في العاصمة، قرر كبح كبريائه وزيارته، ولكن……
“بما أن الوريثة الشرعية قد عادت، فلا أعتقد أن على الفيكونت أن يهتم بعد الآن بشؤون عائلة الكونت ليونيد.”
“ماذا تقول، بارون؟ أنا أيضاً جزء من عائلة الكونت ليونيد……”
“لا.”
“بارون كيريك؟”
“الفيكونت فينترين هو الآن جزء من عائلة الفيكونت فينترين فقط.”
“……!”
“وليس عائلتنا، عائلة الكونت ليونيد.”
‘لقد قطع تماماً كل الصلة.’
و كأنه يقول، “أنت الآن غريب. لا تتدخل في شؤوننا!”
البارون، الذي كان قد خطّ هذه الحدود بوضوح، قام بطرد الفيكونت من الفندق دون تردد.
“تبا!”
عاد الغضب يتصاعد داخل فينترين. ثم ركل الجدار بعنف.
سمع أصوات اعتراضاتٍ قادمة من الغرفة المجاورة، لكن لم يأبه بها. فلم يكن يهتم بما يقوله عامة الناس.
“هل هناك حل؟”
دار فينترين بعينيه في المكان.
كان عليه أن يخلق موقفاً يظهر فيه الإمبراطور، والإمبراطورة، و ولي العهد وهم يعاقبون الدوق وينفريد علناً أمام الجميع.
‘عندها فقط سأتمكن من إسقاط ذلك الوغد!’
لم يكن ذلك الشخص يعاني من أعداء قليلين.
عندما بدأ ظهور الشاب، الذي كان يُدعى بطل الحرب، و يحظى بشعبية، بدأ العديد من الناس يشعرون بالحسد.
إضافةً إلى ذلك، مع عودة الدوق وينفريد إلى الأعمال التجارية، كان هناك الكثيرون الذين كانوا يخشون أن تُسرق حصصهم.
‘إذا تمكنتُ من خلق الوضع المناسب، سيبدأ الآخرون بالهجوم عليه من تلقاء أنفسهم.’
“حل، حل……”
وفي تلك اللحظة، شعر فينترين بالجوع. فالتقط معطفه.
وبما أنه حصل على المال من ميركلر، قرر أن يستمتع بيومه. و اليوم، سيتناول طعاماً حقيقياً.
كما قرر أن يشتري بعض الملابس الجديدة، ويستبدل عصاه ونظارته بأخرى فاخرة.
“يمكنني الانتقال إلى فندقٍ أفضل.”
النُزل الذي يقيم فيه فينترين حالياً كان مكاناً رخيصاً. و يُستخدم أساساً من قبل العامة.
هل من الممكن أن يجد في مكانٍ كهذا غرفة جيدة؟
في رأسه، بدأ فينترين يتخيل أفخم وأكبر الفنادق في العاصمة، ثم خرج بسرعة من الغرفة.
“هل سمعت الخبر؟”
وصل إلى أذنه حديث الناس وهم يشربون ويتحدثون.
“أي خبر؟”
“آه، أنت تعرف، تلك الحادثة التي حدثت أثناء المهرجان، الشخص الذي دهسته العربة.”
لم يكن الأمر مجرد إشاعةٍ بالنسبة له، فقد كان قد شاهداً بنفسه. لذلك، تباطأ في خطواته بشكلٍ طبيعي.
“يقال أن الدوق وينفريد هو من قتله.”
“…..!”
‘ماذا؟ هل انتشرت القصة؟’
هل كان هناك شهودٌ آخرون غيره؟
“آه، نعم، سمعتُ بذلك، أليس ذلك حديث العاصمة كله الآن؟”
……هل كان هذا صحيحاً؟
“حتى الأطفال في الشوارع يعرفون. يقولون أن الدوق وينفريد قتل شخصاً لأنه أغضبه.”
آه.
“توقفوا عن نشر كلماتٍ غير مؤكدة. إذا كانت تلك شائعة كاذبة، فنحن من سيدفع الثمن!”
ها!
“آه، الجميع يتحدث عن ذلك، إذاً يجب أن يكون هذا صحيحاً.”
فجأة، خطرت لفينترين فكرةٌ رائعة!
‘دعني أزيد الشائعةِ أكثر!’
الآن، يجب أن تنتشر الشائعة بين العامة بحيث تصل إلى آذان النبلاء.
ومن ثم، تنتشر أكثر حتى تصل إلى الإمبراطور!
عندما يبدأ الإمبراطور والإمبراطورة في الشك، سيكون الوقت مناسباً ليظهر!
كشاهدٍ وحيد على الحادثة، يمكنه الضغط على الدوق وينفريد بسهولة!
“آهم!”
أثناء حديثهم عن الشائعة، رطب الفيكونت الحنجرة بصوتٍ عالٍ، و كأنه يريد أن يسمعهُ الجميع.
ثم جلس بجانبهم.
“هل يمكنني الحصول على طعام؟”
“نعم، هذا ممكن.”
نظر موظف النزل إلى الفيكونت بعينين مليئتين بالشك.
“لكن ألم تقل أنك لا تستطيع تناول طعامنا هنا؟ ربما يجب عليك الذهاب إلى مكان آخر……”
“متى قلت ذلك؟!”
صاح الفيكونت فينترين بغضب.
“في ذلك الوقت كنتُ فقط حساساً بعض الشيء بالنسبة للطعام!”
ثم أخرج من جيبه قطعةً من الفضة وألقاها على الطاولة.
“استخدم هذا لجلب أغلى طعامٍ لديك، وأيضاً أحضر لي ورقةَ كتابة.”
“ورقة كتابة؟”
سأل الموظف، وهو ما زال ينظر إليه بنظرةٍ مشكوكٍ فيها وهو يمسك بالفضة.
“نعم، يجب أن أخبر صديقي بشيءٍ مهم.”
تظاهر فينترين بالنظر حوله بشكلٍ مبالغ فيه، ثم خفض صوته.
“عما فعله الدوق وينفريد هذه المرة.”
“……!”
توقف أولئك الذين كانوا يتحدثون بصوتٍ عالٍ عندما سمعوا ما قاله. ثم بدأوا يقتربون منه بهدوء، مستمعين إلى كل كلمةٍ كان ينطق بها.
لم يكن الذين يجلسون بجواره فقط من استمعوا، بل كان هناك آخرون أيضاً.
شعر فينترين أن جميع من حوله، سواء من الجالسين بجواره، أو الموظف، أو حتى أولئك الذين كانوا يتناولون الطعام ويشربون في النزل، قد أصبحوا جميعاً يركزون عليه.
كان من بينهم رجالٌ يرتدون ملابس أنيقة ويبدون وكأنهم يعملون في بيوت النبلاء.
كان فينترين يبذل قصاري جهده ليتجنب الابتسام الآن.
“لقد رأيتُ ذلك أثناء المهرجان.”
كان يعلم أنه قريباً سيكون قادراً على وضع الدوق وينفريد على المحاكمة.
________________________________
الله ياخذ فينترين الله ياخذ فينترين الله ياخذ فينترين الله ياخذ فينترين الله ياخذ فينترين الله ياخذ فينترين الله ياخذ فينترين الله ياخذ فينترين الله ياخذااااااااااااااااه
دلفيا ياقلبو متجمده؟ روحي تحركي عشان تتدفين وبالمره افقعي كرشة فينترين😘
Dana