As Long As you Are Happy - 95
“في الآونة الأخيرة، هناك الكثير من القصص المخيفة.”
بينما كان الخادم يتفقد المدفأة استعدادًا لمواجهة الطقس البارد الذي بدأ تدريجيًا، انتبه إلى شيءٍ ما.
كان يشعر بالملل من العمل وحده، لذلك أثارت اهتمامه تلك القصص بشكلٍ طبيعي.
“هل هناك أمرٌ ما؟”
عندما سأل الخادم، أومأت الخادمة التي كانت تلمع الزخارف برأسها.
“ألم تسمع بذلك؟”
“عن ماذا؟ إشاعات؟ مهرجان؟”
كان ذلك بعد أيامٍ قليلة فقط من انتهاء المهرجان. ربما لهذا السبب، لا يزال الناس يتحدثون عن أشياءٍ متعلقة بالمهرجان هنا وهناك.
“لا، ليس هذا.”
بدت الخادمة منزعجة وهي تضرب الأرض بخفةٍ بقدمها، ثم اقتربت من الخادم.
بعد ذلك، التقطت الزخرفة الخزفية التي كانت فوق المدفأة وبدأت تمسحها بقطعة قماش.
“عمي هانس، الذي يجلب لنا الخضروات، قال لي شيئًا مخيفاً. تم العثور على عدة جثثٍ في الغابة خارج أسوار القلعة يوم أمس!”
فتحت الخادمة عينيها على اتساعهما.
“يبدو أنها كانت في حالةٍ وكأن الحيوانات التهمتها نصف التهام!”
“أوه……”
تجهم الخادم، وكأنه تصور المشهد في رأسه. و أثار تعبير وجهه ضحك الخادمة بصوت عالٍ.
“ويبدو أنه لم يكن هناك أي سجلٍ لدخولهم، وعُثر على كيسٍ من العملات الذهبية في أمتعتهم. لذلك يعتقدون أنهم قد يكونون لصوصًا.”
“لصوص جيوب؟ سمعت أن النشالين كانوا نشطين للغاية أثناء المهرجان، أليس كذلك؟”
“ربما. لكن وفقًا لعمي هانس، يظن رجال الحراسة أنهم قد يكونون قتلوا بعضهم البعض بسبب خلافٍ داخلي.”
“إذاً لماذا كانت الجثث نصف مأكولة؟”
“كيف لي أن أعرف؟ ربما أُكِلت بعد الموت؟”
هزّت الخادمة كتفيها بلا مبالاة. ثم أنهت مسح الزخرفة الخزفية بسرعة وأعادتها إلى مكانها.
“على أي حال، الأوضاع مخيفةٌ هذه الأيام. حتى أثناء المهرجان، صُدم أحد الأشخاص بعربةٍ مارة، أليس كذلك؟”
“نعم، سمعتُ عن ذلك.”
رفع الخادم رأسه من تفقد المدفأة، وكان على وجهه آثار السخام.
“يقولون أنه كان مصابًا بحروقٍ في كامل جسده، صحيح؟”
أومأت الخادمة برأسها.
كانت الشائعات عن الشخص المسكين الذي صدمته العربة في يوم المهرجان السعيد قد انتشرت بالفعل في كل مكان.
“سمعتُ أنه كان لديه أيضًا جروحٌ في أماكن مختلفة بجانب الحروق.”
“وقيل لي إن عائلة الدوق وينفريد أخذت الجثة.”
قدمت الخادمة قطعةَ قماشٍ للخادم وكأنها تطلب منه مسح وجهه.
“ولكن لماذا أخذوا الجثة؟”
مسح الخادم وجهه بقطعة القماش بينما أمال رأسه بتساؤل.
“هل الدوق وينفريد له علاقةٌ بهذا الشخص؟”
“من يعلم؟ لا أعرف التفاصيل، لكن الجميع يقولون أنه قد يكون متورطًا في أمرٍ مهم……”
“ماذا قلتِ الآن؟”
“…..!”
استدارت الخادمة والخادم في وقتٍ واحد نحو مصدر الصوت. و هناك، كانت صاحبة الغرفة، الآنسة سناير، تقف وتنظر إليهما.
“نعتذر، آنستي.”
انحنى الاثنان على الفور برؤوسهما.
لم يرتكبا خطأً كبيرًا، لكن بالطبع، الظهور وكأنهما يتحدثان بلا مبالاةٍ أثناء العمل لم يكن شيئًا جيدًا.
“سننهي العمل سريعًا ثم نغادر……”
“لا، ليس هذا ما أعنيه.”
تقدمت سناير بخطواتٍ ثابتة ونظرةٍ حادة في عينيها.
“ما الذي كنتما تتحدثان عنه الآن؟”
رمش الخادم والخادمة في وقتٍ واحد، متعجبين من اهتمام الآنسة بما قالاه للتو.
“أ-أتعنين قصة الشخص المريض الذي مات أثناء المهرجان؟”
“نعم، هذا صحيح!”
رفعت سناير صوتها بنفاذ صبر، مما جعل الخادمة ترتجف بخوف.
تجاهلت سناير ارتعاش الخادمة، وتقدمت خطوةً أخرى إلى الأمام، ومدت يدها لتقبض بقوة على كتفها.
“هل صحيح أن شخصًا مصابًا بحروقٍ في جميع أنحاء جسده قد صدمته عربةٌ أثناء المهرجان، وأن أخي لوغان أخذ الجثة؟”
“نعم، نعم.”
أومأت الخادمة برأسها بسرعة.
“هذا كل ما سمعته! أقسم يأنه صحيح!”
“…….”
حدقت سناير في الخادمة بنظرةٍ حادة، مما جعلها هي وحتى الخادم خلفها ينحنون برؤوسهم بخوف.
“اخرجا.”
“م-ماذا؟”
“قلتُ، اخرجا.”
كان صوتها باردًا لدرجة أنه جمّد الجو للحظة.
“ن-نعم، آنستي!”
هرع الخادم وهو يسحب الخادمة، التي كانت على وشك البكاء ولم تستوعب الأمر بعد، وخرجا من الغرفة وكأنهما يفرّان هربًا.
‘ما الذي يحدث بحق؟’
نادَت سناير كانا بعصبية، بينما كانت تقضم أظافرها بعنف.
‘شخصٌ مصاب بحروق في كل جسده؟ هذا ليس أمرًا شائعًا، أليس كذلك؟’
هي نفسها كانت تعرف شخصًا واحدًا فقط تنطبق عليه هذه المواصفات. و هو الشخص الذي ساعدها عندما سرقت عقد البيع.
ألم يكن بخيرٍ ويعيش في مكانٍ ما؟ كيف إذاً صدمته عربةٌ ومات؟
ثم لماذا أخذ أخي لوغان الجثة؟
لم تستطع الوصول إلى أي إجابة. و شعرت أن رأسها يغلي من كثرة التفكير.
“آنستي، هل استدعيتِني……آه!”
عندما وصلت كانا أخيرًا، كان الدم يسيل بغزارة من أصابع سناير التي عضّتها بعنف.
“أولاً، عليّ أن أحضر شيئًا لأمسحكِ به……”
“كانا.”
توقفت كانا ببطء عن البحث عن قطعة قماشٍ نظيفة عندما سمعت صوت سناير البارد والمخيف.
“ن-نعم……؟”
أمسكت سناير بمعصم كانا بيدها التي كانت تنزف.
“هل كنتِ تعلمين؟”
“أعلم بماذا؟”
“ذلك الرجل العامّي……هل تعرفين أين هو الآن؟”
“رجلٌ عامّي؟”
بدت عينا كانا مرتبكتين، وكأنها لم تفهم تمامًا ما كانت تقصده سناير، ثم فجأة اتسعت عيناها وهي تصيح.
“هل تقصدين……ذلك الرجل؟ ذلك الرجل القذر؟”
“نعم، هو!”
صرخت سناير بغضب، مما جعل كانا ترتجف وهي تهز رأسها.
“هل اختفى؟ لقد حذرتهُ بشدة ألا يخرج من المستودع الذي حددتهِ له، حتى خطوةً واحدة!”
بدت كانا في حالةِ صدمة وارتباك، مما زاد من تعابير الغضب على وجه سناير.
بمعنى آخر، كان من الواضح أن كانا أيضًا لا تعرف مكان ذلك الرجل الآن. وهذا يعني أن الجثة التي أخذها لوغان هي على الأرجح جثة ذلك الرجل العامي.
زاد الأمر من تعقيد أفكار سناير. و كانت تشعر بالفعل بأنها محاصرةٌ بسبب ما حدث مع عقد البيع، والأحداث التي جرت في المعبد.
والآن، ظهرت مشكلةٌ أخرى فوق كل ذلك!
لماذا أخذ الجثة؟ هل هناك سببٌ معين لذلك؟
تذكرت فجأة شيئًا سمعت عنه من قبل، “يقال أن الجثث تحملُ الكثير من الأدلة. يمكن معرفة الكثير من الأشياء منها، أليس كذلك؟”
هل من الممكن أن……
أخذ الجثة ليجد دليلًا يربطني بتلك الحادثة؟
سمعَت سنتير صوتًا وهميًا وكأن الأرض تنهار من تحت قدميها.
‘نعم، هذا هو السبب. أخذها ليعثر على دليلٍ قاطعٍ يثبت ارتباطي بتلك الحادثة!’
ازدادت سرعة سناير في قضم أصابعها بعصبية.
كان الدم يستمر في النزف، لكنها لم تهتم بذلك. فالشيء الأكثر أهمية الآن هو كيف يمكنها حل هذه المشكلة؟
ماذا عليها أن تفعل؟
لم تجد أي إجابة.
شعرت بالاختناق، وتجعد وجهها في تعبيرٍ عن الإحباط.
‘هل وصلت الأمور إلى نقطة لا يمكنني فيها طلب المساعدة من أبي أو أخي؟’
“آنستي، هل يمكن أن يكون ذلك الرجل القذر قد فعل شيئًا؟ لا أعتقد ذلك. لقد أخفته حقًا لدرجة أنه ما كان ليجرؤ على فعل أي شيء.”
لم تكن كانا تدركُ ما تشعر به سناير، واستمرت في الحديث دون توقف.
نظرت سناير إليها بصمت.
“……”
أليس كل هذا بسببها؟
‘نعم! كل هذا بسببها!’
لو لم تكن كانا قد أحضرت ذلك الرجل من البداية……
لو لم تفعل ذلك، لما كانت قد ارتكبت ما ارتكبته، ولما كانت الآن ترتجف خوفًا بهذا الشكل.
بدأت سناير تشعر بالغضب يتصاعد في داخلها، وكأن أحشاءها تلتف على نفسها.
“آنستي؟”
بعد أن استمرت في الثرثرة دون تلقي أي رد، بدأت كانا تشعر بشيءٍ غير طبيعي، ففتحت عينيها ببطء.
كانت نظرةُ سناير إليها غريبةً للغاية.
ما الأمر؟
كانت عيونها……العيون التي كانت تحدق بها……
“أنتِ.”
“هاه، نعم؟”
“احضريه.”
“ماذا؟”
“جثة ذلك الرجل!”
تمزق صوت سناير من قوةِ صرختها، و كان مليئًا بالغضب.
“مهما كان ما عليكِ فعله، احضريها!”
مدت سناير يدها بقوة وأمسكت بكتف كانا.
“لقد قيل لي بأن جثة ذلك الرجل في قصر وينفريد في العاصمة.”
حدّقت سناير في كانا دون أن تومض عيناها.
“لقد ذهبتِ هناكَ لمرة واحدة، إذاً لا يجب أن تكون هناك مشكلةٌ في ذهابكِ مرة أخرى، أليس كذلك؟ اذهبِ وابحثي عنها.”
“م-ماهذا؟ كيف يمكنني……؟”
“هذا ليس من شأني.”
انغرزت أظافرها الطويلة في جلد كانا، مما جعلها تتنفس بصوتٍ عالٍ من الألم.
“إذا كنتِ لا تريدين الموت……”
عكست عيون سناير الخوف الذي سيطر على وجه كانا.
“ابحثي عنها.”
وبمجرد أن انتهت من قول ذلك، تركت سناير كتف كانا الذي كانت تمسكه، ودفعتها بقوة.
“آه!”
سقطت كانا على الأرض، وصدر صوتٌ قوي عند ارتطامها، لكن سناير لم تبدِ أي رد فعل.
“اخرجي.”
وأعطتها مجرد أمرٍ بالإبتعاد.
نظرت كانا إلى سناير بعينيها المملوءتين بالدموع، ثم خرجت من الغرفة ببطء.
‘ماذا يجب أن أفعل؟’
لم تكن قادرة على استيعاب الوضع المفاجئ، وكأنها فقدت الاتصال بالواقع.
“أين ستذهبين؟!”
تجاهلت كانا نداء الخادمات الأخريات، وركضت مباشرةً إلى المستودع الذي أخبرت الرجل أن يختبئ فيه. لكنها لم تجده هناك.
كان المكان فوضويًا، و مليئًا بزجاجاتِ الخمر المهشمة.
ثم بحثت في السوق، والشوارع، والأزقة. وفي النهاية، وصلتها الحقيقة.
“تم تسليم جثةِ ذلك المشرد إلى الدوق وينفريد.”
كان الشائعات، وكلماتُ سناير، صحيحة.
“ش-شكرًا……”
بينما كانت تخرج بصمتٍ من مقر الحراس المسؤولين عن أمن المدينة، خفضت كانا رأسها.
‘ماذا أفعل؟’
كيف يجب عليها التصرف الآن؟
لم تستطع البقاء ساكنة.
فكرت في أنه إذا ظهر الدوق وينفريد وأمسك بالأدلة، فبالتأكيد ستقوم سناير بقطعها من حساباتها.
ويبدو أن نهايتها ستكون على المشنقة.
‘لكن لا يمكنني اقتحام قصر الدوق.’
كيف يمكنها الدخول إلى هناك؟
في المرة السابقة، خدعتهم متظاهرةً بأنها خادمةُ جايسير، ولكن الآن سيكون ذلك مستحيلًا.
حتى الهروب في المرة السابقة كان صعبًا.
لو لم تكن سناير قد أخبرتها مسبقًا عن وقتِ تبديل الحراس، و لو لم يكن الضجيج بسبب القبض على جايسير قد حدث، لما تمكنت من الخروج.
ومع ذلك، لا يوجد فرصةٌ لحدوث معجزةٍ هذه المرة.
جلست كانا على الرصيف. و لم تستطع أن تجد أي حلٍ مهما فكرت.
“……أشعر بالظلم.”
جلست هناك على الطريق، بينما بدأت دموعها تنهمر.
شعرت بنظرات الناس من حولها، لكن في تلك اللحظة، لم يكن لديها القوة أو القدرة على الاهتمام بذلك.
“هذا ظلم!”
كانت حياتها مليئةً بالضغط من عائلتها. و كانت تتمنى طوال حياتها أن تهرب من هذا.
لذلك، عندما لاحظتها سناير لأول مرة، كانت سعيدةً للغاية، بل كانت تشعر بسعادةٍ غامرة!
“لماذا يجب عليّ أن أكون تعيسةً هكذا دائمًا؟!”
انهمرت الدموع من عيني كانا دون توقف.
‘لماذا مات ذلك الرجل، ذاك الذي كان اسمه بِ أو شيءٌ من هذا القبيل؟ لماذا؟!’
‘يال حياتي التعيسة، أنا المسكينة.’
استمرت كانا في البكاء وهي جالسة على الأرض.
“يا للهول.”
بعد فترةٍ طويلة من البكاء، قدم شخص ما منديلًا إلى كانا.
“لا أعرف سبب بكائكِ، لكن……”
ابتسم الشخص الذي كان في الظل، محاطًا بضوء الشمس الساطع خلفه.
“أعتقد أنني قد أتمكن من مساعدتكِ.”
____________________________________
لايكون فينترين الزفت؟ وش يبي بعد وجع
اذا شفتوا وحده اغبى و اجحد من سناير علموني
يعني هي الي مخططه لكل شي من الى والحين السبه على كانا؟ كانا تستاهل الي يجيها بس عسا ماشر؟
بعدين ليه الفصل كله عنهم محسسيني انهم محور الشخصيات🤡
Dana