As Long As you Are Happy - 94
“…….”
‘ما الذي يجب عليّ قوله، وكيف ينبغي أن أقول ذلك؟’
كان لا بد أن تقول إيرينا شيئًا، ولكن وكأن الرمل قد ملأ حلقها، فلم تستطع إخراج أي صوت.
إيرينا التي أصبحت وحدها مع لوغان، لم تفعل سوى تحريك شفتيها بدون صوت.
في اللحظة التي دخل فيها لوغان، زال القلق ولم يتبق سوى الشعور بالراحة. ولكن سرعان ما تزايد شعورٌ آخر بالقلق.
‘ألم يطلب مني ألا أذهب وأن أنتظر بهدوء؟’
‘ألم أسبب هذه الفوضى بتجاهلي لكلام الدوق وتصرفي وفق هواي؟’
‘……بسببي لابد أنه قد انشغل كثيرًا.’
ظنت بأنه اضطر للبحث عنها عندما اختفت فجأة، ثم أتى لإنقاذها لاحقًا، والتعامل مع العواقب التي خلفتها، وحتى الآن لابد أنه ما زال يعاني من المتاعب بسببها.
‘مع أن الدوق بالفعل كثيرًا ما يكون محور حديث الناس. ماذا لو انتشرت الإشاعات أكثر بسبب هذه الحادثة؟’
بدأت إيرينا تعبث بيديها بقلقٍ شديد.
‘هو لن يكرهني بسبب شيء كهذا. مع ذلك، مع ذلك……’
عضت إيرينا على شفتيها بقوة.
“……أنا آسفة.”
لم تستطع تحمل الصمت أكثر دون أن تقول شيئًا. و أول كلمة نطقت بها بعد صمت طويل كانت اعتذارًا.
“طلبتَ مني ألا أتحرك، لكنني تصرفتُ على هواي. وبسببي أزعجتكَ يا دوق.”
بدأ جسد إيرينا يميل إلى الأمام تدريجيًا.
“حقًا……أنا آسفة. كان يجب أن أتصرف بحكمةٍ أكثر……”
لم يكن هناك ردٌ على اعتذارها الذي بالكاد تمكنت من قوله. و فقط قابلها الصمت.
‘هل أخطأتُ خطأً كبيراً حقًا؟’
بدأ القلق يتصاعد في قلبها.
‘لابد أنني أزعجت الدوق حقًا……’
بدأ قلبها ينبض بقوة. و ما إن تجاوزت شعورًا بالقلق، حتى انتظرها شعورٌ مقلقٌ آخر.
‘لا، يجب أن أقول شيئًا على الأقل، حتى لو كان عذرًا……’
“…….”
رفعت إيرينا رأسها ورفّت عيناها بدهشة.
كانت النظرة التي يوجهها نحوها ناعمةٌ للغاية، إلى درجة لا يمكن أن تكون وهمًا……
“أنتِ أخيرًا تنظرين إليّ.”
قال لوغان ذلك وهو يبتسم بينما التقت أعينهما.
“حين تخفضين رأسكِ تمامًا، لا أستطيع معرفة التعبير الذي ترتسمينه على وجهكِ.”
بتذمرٍ خفيف وكلماتٍ هادئة، قام لوغان بصب الشاي مجددًا في الكوب الفارغ ووضعه أمام إيرينا.
دفعت إيرينا كوب الشاي الذي كان ممتلئًا إلى منتصفه باتجاه لوغان.
“هل أبدو غاضبًا؟”
سأل لوغان مستندًا على ذقنه وكأنه يريد أن يُثبت شيئًا.
نظرت إليه إيرينا بتمعن قبل أن تهز رأسها نفيًا. فلم يكن هناك مجالٌ للشك من تعابير وجهه.
“إذاً، لماذا تخافين وتفترضين أمورًا من تلقاءِ نفسكِ؟”
مد لوغان يده ليبعد خصلات شعر إيرينا عن وجهها. ومع ابتعاد الشعر للخلف، ظهرت ملامحها التي بدت وكأنها على وشك البكاء.
“لم أغضب منكِ أبداً.”
تنهد لوغان بصوتٍ خافت.
“لكن سماعي لك تقولين آسفة فقط في كل مرة يضايقني.”
عند كلماته، احمرت عينا إيرينا قليلاً بينما خفضت نظراتها.
ثم تحركت شفتيها عدة مرات قبل أن تنطق أخيرًا.
“آسـ……”
“ممنوعٌ قول آسفة.”
“أنا أعت……”
“حتى هذا ممنوع.”
لمس لوغان خد إيرينا برفقٍ بطرف إصبعه.
“الاعتذارات ممنوعةٌ تمامًا.”
في الظروف العادية، كان الوضع سيتحول إلى أكثر خفة، وكانت إيرينا ستنفجر بالكلمات وهي منتفخة الخدين. لكن اليوم، اكتفت إيرينا بخفض نظراتها إلى الأرض.
“إيرينا.”
وقف لوغان ثم جلس بجانبها.
“ما الذي تحاولين كتمانه؟”
“……لا شيء.”
بعد ترددٍ طويل وكلماتٍ علقت في حلقها، نطقت أخيرًا بصوتٍ خافت.
“هناك الكثير من الأشياء التي لا تفارق ذهني……”
“الكثير من الأشياء؟”
أومأت إيرينا برأسها.
“أفكر في أنه لو أنني تصرفتُ بحكمةٍ أكبر، لما حدثت هذه المشاكل.”
مررت يدها على وجهها.
“أعلم أنني لستُ المذنبة الكبرى، ولكنني مع ذلك أشعر وكأن هناك خطأً ما مني، وكأنني لا بد أنني أخطأت في أمرٍ ما.”
لم تستطع التخلص من فكرة أن الأمور حدثت بسببها.
‘هل أخطأتُ في شيء، حتى لو كان بسيطًا؟ هل حقًا لم أرتكب أي خطأ؟’
كلما فكرت في الأمر، شعرت أن عليها أن تعتذر على الأقل، أو تنحني اعتذارًا لأولئك الذين تحملوا المعاناة بسببها، حتى تشعر بالراحة.
“بالطبع، أعلم أنني تسببت فعلًا في الإزعاج……”
“إيرينا.”
قطع لوغان حديثها وفتح ذراعيه. وعندما توقفت عن الحركة، أومأ لها وكأنه يطلب منها أن تقترب.
عندما اقتربت منه بحذر واحتضنته، وضع لوغان ذراعيه حول خصرها وضمها إليه بقوة.
صوتُ دقات القلب المتسارعة وصل إلى أذنيها.
“من الجميل سماعه، صحيح؟”
أومأت إيرينا برأسها بصمت.
تابع لوغان وهو يمرر يده على خصلات شعرها الذهبي.
“كانت والدتي تفعل ذلك معي في السابق.”
“الدوقة السابقة؟”
“نعم. في الحقيقة، كنتُ أخاف من صوت الرعد عندما كنتُ صغيرًا.”
رفعت إيرينا نظرها إليه، وعيناها تظهران عدم التصديق.
“في كل مرةٍ يضرب البرق و الرعد السماء، كان كلُّ من حولي يحاولون الشرح لي، ‘هذا ليس أمرًا يجب أن تخاف منه.’ أو ‘إذا أغلقت أذنيكَ جيدًا، سيمر بسرعة.’.”
رفع لوغان زاوية فمه بابتسامةٍ مائلة.
“لكن هل تعتقدين أن مثل هذه الكلمات ستجدي نفعًا مع طفلٍ صغير؟”
بالطبع لا. فمهما حاولوا شرح الأسباب لطفل، فإن الظاهرة المخيفة لن تختفي.
“في إحدى المرات عندما انفجرتُ بالبكاء، احتضنتني والدتي هكذا.”
كان صوت دقات القلب الذي يتردد في أذنيهِ وصوتها الهادئ المطمئن مريحين للغاية.
كانت الأذرع التي تحتضنهُ بإحكامٍ تبعث الطمأنينة.
“كنتُ أحب صوت دقات القلب المتردد في أذني. كلما ركزت عليه، وجدت نفسي أغفو دون أن أدري. وعندما أستيقظ، يكون الطقس قد صفا وكأن الرعد والبرق لم يحدثا أبدًا.”
“……..”
“سأكون دائمًا هنا عندما تحتاجينني. إذا ازدحمت عليكِ أفكاركِ، تعالي إلي.”
مسح بيده على وجهها.
“سأحتضنكِ حتى تشرق الشمس.”
أومأت إيرينا برأسها وهي لا تزال في حضنه.
“نعم، سأفعل ذلك.”
“هذا جيد.”
بعد ذلك، لم يكن هناك حاجةٌ إلى الكلمات. و كان صوت نبض القلب ودفء الجسد كافيين.
كانت الراحة بين ذراعيه تامة.
حتى لو انهار العالم فجأة، بدا أن كل شيءٍ سيصبح على ما يرام طالما أنها بقيت في هذا الحضن.
بدأت مشاعر القلق في الذوبان تدريجيًا. و أغمضت إيرينا عينيها بهدوء.
لا تدري كم من الوقت مر، لكنها شعرت وكأنها قد غفت للحظات.
“……؟”
عندما رفعت رأسها، رأت لوغان يحدق خارج النافذة. و بطبيعة الحال، تبعت نظراتهِ اتجاه النافذة أيضًا.
“استيقظتِ؟”
“نعم.”
كان الشفق يتلاشى في الأفق، والظلام يبدأ في الانتشار تدريجيًا.
“ما الذي تريدين أن نفعلهُ الآن؟”
سألها لوغان بينما كان يواصل التربيت على ظهرها بلطف.
“إذا خرجنا الآن، أظن أننا سنتمكن من رؤية إطلاق الفوانيس.”
“الفوانيس……”
“ألستِ متحمسةً لرؤيتها؟”
لقد كانت متحمسة.
كانت ترغب في رؤيتها أيضًا. طالما أنها بقرب الدوق، فلن يكون هناك خطر.
لكن الآن……
“أريد أن أبقى هكذا.”
تمتمت إيرينا وهي تدفن وجهها في صدره.
“أنا أحب الوضع الحالي.”
كانت ترغب في الراحة بهذه الطريقة فقط.
توقفت اليد التي كانت تربت على ظهرها للحظة بعد إجابة إيرينا.
“حسنًا.”
لكن سرعان ما عاد الصوت الدافئ ويداه عادت لتربت عليها برفق.
شعرت إيرينا وكأن ذراعه التي كانت تحتضنها أصبحت أكثر إحكامًا من قبل، لكنها لم تجد ذلك مزعجًا.
لم يكن هناك أي شعورٍ بالضيق، فقط غمرها شعور الدفء و الراحة.
ثم استسلمت إيرينا مجددًا للنوم.
***
أُغلِق الباب غرفة النوم بحذر دون أن يصدر أي صوت.
“سيدي.”
كما لو أنهم كانوا ينتظرون، فور خروج لوغان، اقتربوا منه ليو ودلفيا بسرعة.
“هل السيدة إيرينا نائمة؟”
أومأ لوغان برأسه.
بعد أن تأكد من أنها في حلمٍ هادئ ولم تراودها كوابيس، وضعها في السرير وخرج.
“ولكن، ما الذي جاء بكم الى هنا؟”
“سمعنا من ليتون بعض التفاصيل، لكننا شعرنا أن هناك نقصًا في المعلومات. هل يمكن أن تخبرنا بمزيدٍ من التفاصيل عن الوضع، سيدي؟”
“نعم.”
دخلت دلفيا فجأة في الحديث.
“نحتاج لاستخدام ذلك الشخص للتخلص من عائلة فلورنس، ولكن لماذا قتلته فورًا، سيدي؟”
تمتمت دلفيا بتذمر.
“على الرغم من وجود شكوكٍ وردود فعل، إلا أنه لا توجد أدلةٌ واضحة، أليس كذلك؟”
لذلك كانت تنوي استخدام بِن كشاهدٍ لإسقاط عائلة فلورنس إذا تم القبض عليه.
لم يكن تكن تتوقعُ من أحد، وخاصةً لوغان، أن يقتُل أحد المتورطين.
“بالنسبة لتلك الآنسة، التي تُدعى جايسا أو شيءٌ من هذا القبيل، يبدو أنها لن تتكلم أبدًا. لذا كام يجب أن نترك هذا الشخص حيًا على الأقل.”
“لهذا قُتل.”
لكن لوغان كان هادئًا.
“من الأسهل استخدامه كطُعمٍ ميت بدلاً من تركه حيًا بلا فائدة.”
“…….”
“هل استعاد ليتون الجثة؟”
“آه، نعم!”
أومأت دلفيا برأسها.
“لقد تسلمنا للتو الجثة من الحرس. و لم أرَ أنه من الجيد أن يراها الخدم أو أي شخص آخر، لذلك وضعتها بنفسي في الطابق السفلي.”
“كان هذا جيدًا، دلفيا.”
نظر الدوق وينفريد إلى دلفيا.
“انشري الشائعة.”
“شائعة؟”
“نعم، قولي ‘هناك مريضٌ تعرض لحروقٍ شديدة وتُوفي بعد أن دهسته عربةٌ في الشارع. ثم أضيفِ أن هذا الشخص كان يدخل ويخرج من قصر عائلة فلورنس. وسمع البعض أن الجثة دخلت الآن إلى قصر وينفريد. و كان جسده مليئًا بالحروق، بل وهناك أيضاً آثار ضرب. ما الذي حدث، برأيكم؟'”
“……ثم، سيكون على تلك الشائعة رد فعل”
أومأت دلفيا برأسها بتفكير.
“أعتقد أن الكوت فلورنس شخصٌ ماكر جدًا، لذلك ربما لن يكون لديه رد فعلٍ واضح. لكن ربما يرتبكُ الإبن الأكبر و الآنسة فلورنس قليلاً.”
“ربما.”
أومأ وينفريد برأسه موافقًا.
“سيكون لسناير رد الفعل الأكبر.”
ابنة عائلة فلورنسا، الجوهرة الثمينة.
باستثناء قضية الزواج بينها وبين الدوق، نشأت سناير في عائلة فلورنس محاطةً بالحب والاهتمام.
“فهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها شخصيًا في مثل هذه الأمور.”
طوال الوقت، كانت كل مشكلةٍ تُحل ببساطة إذا توددت إلى والدها أو شقيقها الأكبر.
لكن الوضع الآن مختلف.
تدخلت سنتير مباشرة في هذه الأمور، ومع كل الطلبات التي قُدمت لها، لم يكن من السهل حل الأمور.
“من المؤكد أنها ستشعر بالقلق.”
لا شك أنها ستكون مضطربة، ولا تعرف ماذا تفعل.
“وإذا انتشرت مثل هذه الشائعات.”
“من المؤكد أنها ستلتقطُ الطُعم.”
أكمل ليو جملة لوغان كما لو أنه فهم.
القلق يطمس الرؤية. و يضيق الفكر ويشوش العقل.
حتى الشخص المتمرس قد يشعر بذلك، فما بالك بسناير التي بدأت للتو؟
“إذاً، علينا أن ننتظر تلك اللحظة.”
أومأ الشخصان برأسيهما أخيرًا كما لو أنهما قد أدركا ما يعنيه.
“وأيضًا، سيدي، هناك أمرٌ آخر يجب معالجته.”
“ما هو؟”
“أولئك الذين اختطفوا السيدة إيرينا. الآن هم يزعمون أنهم لم يرتكبوا أي خطأ، فماذا يجب أن نفعل؟”
“إنهم يطالبون بسرعةٍ بالمال و الحرية، قائلين أن لديهم وعدًا مع السيدة إيرينا.”
بناءً على وجه دلفيا الذي بدا عليه الاشمئزاز، من الواضح أنهم أحدثوا فوضى كبيرة.
“هاها.”
ضحك لوغان بسخرية.
“بالطبع، يجب أن نطلق سراحهم.”
___________________________________
الظاهر الخاطفين مب شايفين شمس اليوم الثاني 🥰
لوغان حنين مره لطفه مب طبيعي يجنن هو وايرينا متى العرس ياعيالي ياعمري 😔🫂
باقي فينترين ذاه بليز جيبوه واجلدوه
Dana