As Long As you Are Happy - 93
“هاه”
أغلقت دلفيا الباب خلفها وخرجت وهي تطلق تنهيدةً عميقة. عندها، اقترب ريو الذي كان ينتظر في الممر وكأنه يعلم مسبقًا بخروجها.
“كيف حال السيدة إيرينا؟”
“كيف تظنُ حالها؟”
بعثرت دلفيا شعرها بتوتر، مما أظهر ارتباكها الداخلي.
“إنها في حالةٍ من الفوضى.”
خرجت الإجابة مع تنهيدةٍ أخرى. وفي الوقت نفسه، تجمدت ملامح وجه ريو.
عندما غادرت القصر، كنت واثقةً من أن هذا اليوم سيكون يومًا سعيدًا.
لكن ماحدث فجأه هو الاختطاف؟
“عندما دخلنا الى المنزل المتهالك، كانت ترتجفُ قليلًا لكنها أخبرتنا بكل ما نحتاج معرفته.”
تابعت دلفيا حديثها وهي تعقد جبينها.
“لذلك ظننتُ بأنها قادرةٌ على التحمل، لكن يبدو أنني كنتُ مخطئة.”
إيرينا، التي استقبلت دلفيا في ذلك المنزل، روت كل ما حدث حتى الآن.
تركها الدوق في ذلك المكان للحظة لشراء مشروب، وخلال غيابه طلب الطفل المساعدة، لكن ذلك الطلبُ كان فخًا.
هربت هي، وأثناء ذلك استطاعت أيضًا إقناع بعض الرجال بالانضمام إليها.
“لهذا السبب كان هؤلاء الرجال يرشدوننا.”
بفضل الطفل الذي كان يحمل فانوسًا أزرق وبلورةً لامعة، ويقف على الفانوس العملاق الذي بدا وكأنه قد يسقط في أي لحظة، تمكنوا من معرفة مكان إيرينا.
لكن المشكلة لم تُحل بالكامل بعد، إذ فقد الطفل وعيه في منتصف الطريق.
“هناك……هناك……إنها هناك……”
حتى اللحظة التي سبقت فقدانه للوعي، حاول الطفل بكل جهده أن يشير إلى الموقع الدقيق لكنه فشل.
توقفت أصابع الطفل وهي تشير بالكاد إلى أحد الأزقة قبل أن تسقط يده للأسفل.
“لم نكن نعرف حتى الموقع الدقيق.”
“صحيح، ولم يكن بإمكاننا طرق كل تلك الأبواب.”
كان من حسن الحظ أن نطاق البحث قد تقلص إلى زقاقٍ واحد، ولكن لا تزال هناك العديد من الأبواب.
وبما أنه لم يكن هناك وقتٌ للتحقق منها جميعًا، بدأوا يفكرون في الحل لفترةٍ قصيرة.
“عذرًا، هل أنتم أيها النبلاء تبحثون عن شابةٍ شقراء ذات عيون زرقاء؟”
كان الرجال الذين خرجوا للحراسة في الخارج قد اقتربوا.
هؤلاء الرجال لم يخبروهم فقط عن الموقع الدقيق، بل أيضًا عن عدد الأشخاص المتبقين في الداخل، وما الذي كانوا يخططون للقيام به.
وأخيرًا، كشفوا حتى عن طريق الهروب.
عندما نظروا إليهم بريبة، حاول الرجال قدر الإمكان أن يظهروا بمظهرٍ بائس، وانحنوا قليلاً وهم يبررون موقفهم.
“نحن……نحن اتبعنا أوامر الآنسة ليونيد. يمكنكم سؤالها بعد إنقاذها!”
“نعم، نعم. لقد وعدتنا بعدم معاقبتنا، وأيضًا وعدتنا بإعطائنا شيئًا صغيرًا فقط!”
صك ريو على أسنانه وهو يتذكر كلماتهم.
من الواضح أنهم اختطفوا إيرينا بدافع الجشع للمال، لكن عندما شعروا أنهم لن يتمكنوا من السيطرة على الوضع، بدأوا بالتظاهر بالولاء ليوازنوا الأمور.
‘مهما حاولت التعامل مع الأمر، فالسيدة إيرينا لا تزال غير ناضجةٍ بما يكفي للتعامل مع مثل هؤلاء.’
لو لم يظهروا في النهاية، فمن المؤكد أن هؤلاء الرجال كانوا سيخونون إيرينا مجددًا.
صك ريو على أسنانه مجددًا وعقد حاجبيه.
“كنت أتساءل لماذا يعترفون بكل شيءٍ بهذه السهولة، فاتضح أنهم من الأشخاص الذين أقنعتهم السيدة إيرينا.”
“نعم……”
أطلقت دلفيا تنهيدةً قوية وجلست متكئة على حائط الممر.
“سمعتُ أنها ضربت ذلك الوغد الشرير، لذا شعرت بالارتياح قليلاً، حقًا قليلاً جدًا.”
تنهدت دلفيا تنهيدة طويلة بشكل غير عادي.
“لذلك، لم أتوقع أن تفقد وعيها فور عودتنا الى القصر.”
إيرينا، التي عادت مع دلفيا إلى قصر وينفريد، ما إن خطت على العتبة حتى صرخت دلفيا.
“آه!”
“السيدة إيرينا!”
ولكنها سقطت فاقدةً للوعي على الفور، ولم تفتح عينيها منذ ذلك الحين.
كان وجه دلفيا مظلمًا، فحاول ريو أن يقدم لها بعض المواساة بتنهيدةٍ خفيفة.
“وفقًا لقول السيد بارن، إنها مجرد حالةِ إغماء بسبب الإرهاق.”
“لكن……”
ضربت دلفيا رأسها بالحائط بخفةٍ تعبيرًا عن إحباطها.
“الاختطاف نفسه يمكن أن يكون أمرًا مؤلمًا للغاية لشخصٍ عادي. لو كنتُ قد فكرت في هذا الأمر مسبقًا، لكنت تعاملت بحذرٍ أكبرَ متها! كل ما فعلته هو أنني استمعت إليها بسعادةٍ وهي تروي الموقف بدلًا من أن أحاول استيعاب الوضع. ربما لو كنت أحضرت لها الدواء منذ البداية لما أغمي عليها.”
أصبحت ضرباتُ رأس دلفيا على الحائط أسرع وأقوى.
“لقد مرت بالكثير من الأمور السيئة، وكنتُ أريد أن أجعلها تعيش أمورًا جميلةً فقط من الآن. لا أفهم لماذا يحدث هذا؟ لماذا؟”
“توقفي.”
شعرت دلفيا بشيءٍ ناعم يلمس مؤخرة رأسها. و قد كانت يد ريو.
“سوف تؤذين نفسكِ.”
قال ريو ذلك وهو يعبس.
نظرت دلفيا إليه وضحكت.
“في النهاية، أنت الوحيد الذي يهتم بي حقًا.”
“الجميع يهتمون بكِ.”
سحب ريو يده عابسًا، ليس لأنه يكره ذلك، بل لأنه شعر بالإحراج.
ابتسمت دلفيا مرة أخرى وهي تلاحظ تعبيره. عندها ألقى ريو تعليقًا سريعًا.
“يبدو أنكِ سعيدةٌ بهذا.”
“بالطبع، ولمَ لا؟”
ضحكت دلفيا مرة أخرى، ثم أعادت إسناد رأسها على الحائط. و كان يبدو على وجهها التعب.
“ما فعلتهِ كان الأفضل.”
قال ريو ذلك دون أن ينظر إليها، وكأنه يوجه كلامه إلى الفراغ.
“بصراحة، كيف كان بإمكانكِ أخذ الدواء في ذلك الموقف؟ السيدة إيرينا هي من أخبرتنا بكل شيءٍ أولًا، وأنتِ فقط استمعتِ لما قالته. أقصد……أعني……”
تنحنح ريو قليلاً قبل أن يضيف.
“الأمر ليس خطأكِ.”
و مع ذلك، لم يكن نظر ريو موجّهًا نحو دلفيا. بدا وكأنه يركز بشكلٍ غريب على شيء ما أمامه مباشرة.
نظرت ديلفيا مطولًا إلى جانب وجه ريو، ثم نهضت فجأة وتعلقت برقبته.
“أنت الأفضل، ريو!”
“ابتعدي!”
“أنت الوحيد الذي يهتم بي بهذا الشكل!”
“قلتُ ابتعدي!”
“أليس من القسوة أن تُبعدني بينما أنا سعيدةٌ بتلقي المواساة من صديقي؟”
“ابتعدي قبل أن أقولها بطريقةٍ سيئة.”
ارتفعت زوايا عيني دلفيا وضحكت حتى ظهرت أسنانها.
“إذاً، عليّ أن أتمسك أكثر!”
“آاك!”
قفزت دلفيا بالكامل ولفت ساقيها حول خصره، ليطلق ريو صرخةً قصيرة ويتجمد في مكانه.
ظهرت قشعريرةٌ واضحة على ذراعيه.
و بدت دلفيا مستمتعةً بذلك وبدأت تضحك بمرح.
“ههههه.”
انطلق صوتُ ضحكةٍ فجأة. و كل من دلفيا، التي كانت معلقةً كحشرةٍ على شجرةٍ قديمة، وريو، وجها أنظارهما نحو مصدر الصوت.
كانت إيرينا، التي فتحت الباب، تنظر إليهما بابتسامةٍ ضعيفةٍ على وجهها.
“من الجميل رؤية مزاحكما معًا.”
“السيدة إيرينا!”
“هل تشعرين بتحسن؟”
قفزت دلفيا من مكانها بسرعة، بينما تحرك ريو، الذي بالكاد استعاد هدوءه، بخطواتٍ سريعة نحوها.
“متى استيقظتِ؟!”
“وجهكِ ما زال شاحبًا. أنتِ بحاجةٍ إلى شيء دافئ لتشربينه.”
أخذ الاثنان يتفحصان إيرينا بقلقٍ شديد، بينما نظرت إليهما إيرينا بابتسامة.
لم تكن ابتسامتها كالمعتاد، إذ بدت ضعيفةً وتظهرُ عليها علامات التعب بوضوح.
“لقد استيقظتُ للتو، ولم أجد أحدًا هنا.”
“يا إلهي! كان عليّ البقاء بجانبكِ طوال الوقت!”
صرخت دلفيا بأسف.
“لا، لا بأس.”
ابتسمت إيرينا وهزت رأسها، لكن حتى ابتسامتها بدت ضعيفة، مما جعل مشاعر الشفقة تتدفق من دون إرادة.
“لنذهب إلى الغرفة أولاً.”
قاد ريو إيرينا إلى الغرفة بعد أن طلب من الخادمة أن تحضر الشاي.
جلست إيرينا على الأريكة، وعندما غطت دلفيا كتفيها بالبطانية، جلست على المقعد المقابل لها.
بينما أحضر ريو الشاي بدلاً من الخادمة، جلس بجانب دلفيا وقدم كوب الشاي لإيرينا.
“رجاءً، اشربيه ببطء.”
نظرت إيرينا إلى كوب الشاي الذي قدمه ريو دون أن تشربه.
“سيساعدكِ ذلك على تدفئة جسدكِ.”
بعد أن شجعها مرة أخرى، أمسكت إيرينا بكوب الشاي بكلتا يديها، ثم شربت رشفةً صغيرة.
“إنه دافئ……”
بدأ بعض الدفء يتداخل مع وجهها الشاحب. وعندما لاحظ الشخصان ذلك، تنفسا بارتياح.
“……دلفيا، سيد ريو……”
شربت إيرينا بعض الرشفات من الشاي ثم وضعت الكوب جانبًا.
“ماذا حدث للطفل……؟”
“هل تعنين الطفل الذي كان يحمل المصباح الأزرق على شكل طائر؟”
أومأت إيرينا برأسها بوجهٍ مليء بالقلق.
“كان يجب أن أسألكم عن ذلك أولًا، لكن……للأسف، أغشي عليّ……”
“ليس هناك ما تشعرين بالأسف تجاهه!”
اعترضت دلفيا على الفور.
“لقد مررتِ بتجربةٍ كبيرة، وهذا أمرٌ طبيعي. وأيضًا، الطفل بخير. و والده أيضًا.”
“حقًا؟”
“نعم، تم إحضار كلاهما إلى القصر، وقد تحقق السيد بارن منهما بعناية. الطفل أغشي عليه، لكنه كان مرهقًا جدًا مثلما حدث معكِ، أما الأب فقد أصيب ببعض الجروح، لكنه سيشفى قريبًا بعد أن يتلقى العلاج.”
“هذا مُطمئن……”
تنهدت إيرينا بارتياح. يبدو أنها كانت قلقةً جدًا بشأن الطفل.
فركت دلفيا رأسها ثم أخرجت شيئًا من جيبها ودفعته باتجاه إيرينا.
“وهذا هو الشيء الذي كان يحمله الطفل.”
كان المصباح الأزرق على شكل طائر والحجر اللامع. كانت الأشياء نفسها التي أعطتها إيرينا للطفل.
لقد كان في حالةٍ سيئة، حيث كان المصباح الأزرق قد تم تجعيده تقريبًا إلى نصفه بسبب الضغط الذي تعرض له.
“…….”
رفعت إيرينا المصباح بحذر.
“على الأرجح، عندما يعود سيدي، سيحدد العقوبة. سواء للطفل أو للرجال الذين تم إغراؤهم.”
“وأين هم هؤلاء الأشخاص؟”
“لقد ارتكبوا جريمةً، لذا تم احتجازهم.”
كان ريو هو من أجاب هذه المرة.
“لقد ساعدوا في إنقاذ السيدة إيرينا، لذلك لن تكون عقوبتهم سوى الاحتجاز في الزنزانة.”
“فهمت.”
أومأت إيرينا برأسها. ثم بدأت تدير فنجان الشاي في يديها قليلاً قبل أن تتحدث بصوتٍ منخفض.
“أ……ألم يعد الدوق بعد؟”
كانت يد إيرينا ترتعش قليلاً، وعينيها تتحركان بتوتر.
“سيعود قريبًا.”
“سأبقى بجانبكِ حتى يعود!”
“لا داعي لذلك.”
ثم ظهر صوتٌ آخر ليقاطعهم.
“أنا هنا.”
ظهر لوغان من خلف إيرينا بهدوء.
“سيدي.”
“متى وصلت؟”
“للتو.”
أجاب لوغان باختصار، ثم نظر إلى إيرينا.
و كان واضحًا بأنه لمجرد رؤيتها له، بدأ توتر عينيها يخف تدريجيًا.
“…….”
فرك لوغان فمه ثم أشار برأسه إلى دلفيا و ريو.
“عليكما الخروج والتحدث مع ليتون حول الوضع الحالي.”
“ليتون؟”
في لحظة، كان من الممكن أن يستفسر الاثنان عن هذا السؤال، لكنهما كبحا أنفسهما وأومآ برأسيهما.
“إذاً، سنغادر الآن.”
أومأ لوغان برأسه.
ثم أُغلق الباب بصوتٍ حاد، ليبقى في الغرفة لوغان وإيرينا فقط.
____________________________
من فصلين اقول ضمها وللحين ماضمها توء توء 🙂↔️
المهم انا موافقه زوجوا دلفيا و ريو يجننووووون 🤏🏻✨
دلفيا يوم تقول انها كانت تسمع شرح ايرينا وهي مستانسه ترا ذاه نوع من الطمأنة انس تبتسمين عشان تقولين لها ترا كل شي زين عشان كذا استوعبي مشاعرس لريو بسرعه 😔
ربط المواضيع عندي رايع😘
Dana