As Long As you Are Happy - 92
“أوه!……”
رمش ليتون بعينيه بسرعه.
كان دائمًا يتبع أوامر سيده بعقلٍ صافٍ وبوضوح، لكن هذه المرة كان مرتبكًا إلى حدٍ كبير.
“سيدي.”
لذلك قرر أن يسأل. فمثل هذه الأمور تستوجب السؤال.
لم يكن ليتون شخصًا مميز الذكاء مثل ريو، لذا لم يكن هناك فائدةٌ من إرهاق نفسه بالتفكير، إذ لن يؤدي ذلك إلا إلى معاناته وحده دون حل أي شيء.
“ألم تُوكِّل لي مهمة التعامل مع هذا الوغد؟”
“ولماذا ظننتَ ذلك؟”
“لأن……”
حك ليتون جانب رأسه.
“لقد أوكلتَ إليَّ مهمة مطاردته، أليس كذلك؟”
كان الدوق، الذي انضم إليهم قبل قليل، قد وزع المهام على الجميع بوضوح.
أُسندت إلى دلفيا مهمة التوغل لحماية إيرينا. وأُعطيت إلى ريو مهمة مراقبة المحيط والتأكد من الوضع العام.
وأخيرًا، أوكلت إليه مهمة مطاردة هذا الوغد الهارب.
في الأحوال العادية، كان من المفترض أن يتولى ليتون مكان دلفيا ويدخل إلى المنزل لحماية إيرينا.
مهما كان الباب مقفلًا، فإنه كان قادرًا على فتحه بسهولةٍ بفضل قوته. لكن هذه المرة، لم يكن الأمر كذلك.
لقد أُسندت إليه مهمة مطاردة الوغد في حال هروبه.
“لذلك ظننتُ بأنك أردت مني تصحيح خطئي بيدي.”
لهذا السبب كان قد تفقد المنطقة مسبقًا. و خطط الى أين سيأخذه، و كيف يقتله، و بأي طريقةٍ يتخلص من الجثة.
كان قد حسب كل ذلك مسبقًا.
لكن من كان يتوقع أن الأمور ستتطور هكذا؟
“ألم يكن ذلك ما قصدته؟”
“تفكيركَ صحيح.”
أجاب لوغان بينما كان يثبت نظره على بِن الملقى ميتًا على جانب الطريق.
“في البداية، كان هذا هو ما فكرت فيه.”
“في البداية؟”
أومأ لوغان برأسه.
“لكن، لقد خطرت لي فكرةٌ أفضل.”
“….؟”
مال ليتون برأسه وكأنه لا يفهم.
“أوه! لدي سؤالٌ آخر.”
“تفضل.”
بمجرد أن حصل على الإذن، تقدم ليتون بخطواتٍ سريعة نحو لوغان بعد أن رفع قدميه عن الأرض، ونظر حوله بحذر.
ثم همس بصوتٍ منخفض جدًا، بالكاد يمكن للوغان سماعه.
“هل من المقبول قتل شخصٍ في مكان كهذا؟ ألا يمكن أن تكون هناك مشكلةٌ إذا رآنا أحد؟”
من البديهي أن قتل شخصٍ تُعد جريمةً خطيرة. فمهما كانت مرتبةُ النبيل، إذا قتل شخصًا، فسيواجه تحقيقًا من العائلة الإمبراطورية وانتقاداتٍ من النبلاء الآخرين.
وهذا الأمر لم يكن استثناءً حتى بالنسبة للدوق وينفريد، الذي كان يُلقب ببطل الحرب.
“أما ذلك……ما اسمه، البارون بارودون أو شيء من هذا القبيل، فقد كان مذنبًا بالكثير، وكان ذلك داخل ممتلكاته، لذا لم تكن هناك مشكلة.”
ثبت ليتون رأسه في مكانه، بينما كانت عيناه تتحركان بخوف في جميع الاتجاهات.
“هذا الرجل……صحيح أنه مذنب، لكن……أليس هذا المكان غير مناسب؟”
بالرغم من أنه كان من الممكن تنفيذ الإعدام الفوري لمحاولته اختطاف نبيل، إلا أن المكان كان مفتوحًا جدًا.
أليس هذا الشارع في قلب العاصمة؟
وعلاوةً على ذلك، كانت العاصمة تعج بالناس وسط أجواء المهرجان.
“ماذا لو رأى الآخرون هذا وحاولوا إثارة المشاكل؟ ألا يمكن أن يكون الأمر مزعجًا؟”
حاليًا، كان الدوق وينفري. هو الشخصية الأكثر شهرةً في العاصمة. فهو دوقٌ شاب شريفٌ وثري، يخطو بخطواتٍ ثابتة نحو المجد بدعم من العائلة الإمبراطورية.
لكن الشهرة تجلب معها الحسد والغيرة بطبيعة الحال.
“ألن يكون هناك بالفعل بعض الأشخاص الغريبين الذين يحاولون إثارة المشاكل في كل مكان هذه الأيام؟”
كانت الشائعات تنتشر بالفعل، واصفةً إياه بالمجنون الذي يفتتن بالدماء أو مهووس الحرب.
ومع إضافة الحسد والغيرة إلى الشائعات، أصبحت الأمور تعرقل سير العمل.
والآن، ماذا لو رأى الناس الدوق المشهور يقتل أحد عامةِ الشعب، خاصةً شخصٌ فقيرٌ ومريض؟
“بغض النظر عن الحقيقة، لا بد أن هناك من سيحاول إثارة المشاكل، أليس كذلك؟”
بالرغم من أن ليتون لم يكن يفهم كثيرًا في أمور السياسة أو القضايا المعقدة، إلا أن سنواته العشر التي قضاها بجانب لوغان أكسبته خبرةً كافية ليُدرك أن ما يحدث الآن سيجلب المتاعب بلا شك.
نظر ليتون إلى سيده بنظراتٍ قلقة، على غير عادته.
“أجل، يبدو أن الأمر كذلك.”
أومأ لوغان برأسه وهو يعقد حاجبيه.
“إذا شاهد أحدٌ هذا المشهد، فسأكون في مأزقٍ كبير. لكن، لا يوجد أحد هنا، أليس كذلك؟”
التفت لوغان متعمدًا ليؤكد كلامه.
و بالفعل، كان الزقاق خاليًا تمامًا. حتى المنازل كانت شبه مهجورةً بسبب المهرجان، وكانت الأعلام المعلقة على النوافذ تعيق الرؤية.
وحتى لو كان هناك أحدٌ في المنازل، فمن المستبعد أن يكون قد تمكن من رؤية هذا المشهد بوضوح.
‘إذاً، هل كنتُ أبالغ في تفكيري؟’
لم يكن ليتون على علاقةٍ وثيقة بكلمة “الإفراط في التفكير” طيلة حياته، لذا حك رأسه مرة أخرى وأماله بتساؤل.
“سيدي.”
تحركت العينان الحمراوان. أزاح لوغان نظره عن بِن ونظر إلى ليتون.
“لا تُفكر بعمقٍ شديد.”
“هاه؟”
“لم تكن النتائج سيئةً عندما نفذتَ ما أمرتكَ به، أليس كذلك؟”
“هذا صحيح.”
أومأ ليتون برأسه.
بالتأكيد، عندما أعاد التفكير في الأمر، وجد أن كل الأوامر التي بدت غريبةً أثناء تنفيذها كانت لها غايةٌ معينة في النهاية.
أشرق وجه ليتون على الفور.
“إذاً لديك خطةٌ هذه المرة أيضًا!”
أومأ لوغان برأسه، فضحك ليتون بخفة.
“لم أكن أعلم بذلك على الإطلاق.”
“هذا وارد، ليتون.”
“نعم، سيدي!”
أجاب ليتون بحيوية، وقد استعاد ابتسامته المعتادة.
“تأكد من اخذ الجثة.”
“حسنًا، سأفعل!”
أومأ ليتون برأسه وتحرك إلى مكانٍ ما، على ما يبدو ذهب للحديث مع الحرس.
أما لوغان، الذي بقيَ وحده في الزقاق، فقد نظر إلى الأعلى قليلاً قبل أن يغادر.
ولكن…….
‘لقد رأيتُ ذلك!’
ضغط الفيكونت فينترين على فمه محاولاً كتم أنفاسه الثقيلة.
‘لقد رأيتُ كل شيء!’
ورغم أن الصوت كان بعيدًا فلم يتمكن من سماعه، إلا أنه كان واثقًا مما رآه.
لقد رأى بوضوحٍ الدوق وينفريد يدفع ظهر ذلك المريض البائس.
ذلك المريض المسكين والمثير للشفقة مات في الحال، بينما غادر الدوق مع فارسه دون أن يكترثا لتنظيف الفوضى أو تصحيح الوضع.
‘إنه فعلٌ يستحق الإدانة!’
ولم يكن الوحيد الذي شاهد ما حدث.
عندما حرك فينترين عينيه خلسة، رأى رجلًا آخر متجمّدًا في مكانه بوجه مصدوم.
لقد كان الكونت ميركيلر، الذي كانت له علاقةٌ معه منذ أيام الأكاديمية.
كان قد توسل إليه مرارًا من أجل هذا اللقاء، على أمل أن يقرضه القليل من المال، ولكن ميركيلر كان قد دعاه إلى الشارع بانزعاج.
من كان يظن أن مثل هذا الحظ سيبتسم له!
كتم فينترين ضحكته بصعوبة.
“اهممم.”
تنحنح فينترين قليلًا قبل أن يغمز بخفةٍ إلى جانب الكونت ميركيلر.
“ه……هل قد رأيتَ ذلك….؟”
سأله متعمدًا بتلعثم، متظاهرًا بالدهشة والصدمة.
حينها بدأ الكونت ميركيلر يمسح وجهه بيديه وكأنه يغسله، في إشارةٍ إلى أنه لا يستطيع تصديق ما رآه لتوّه.
“لقد رأيتُه!”
كان الغضب واضحاً على وجه الكونت ميركيلر، الذي كشف عن مشاعره من تحت يديه.
“لقد رأيتُ ذلك بوضوح! كيف يمكنه قتل مريض، شخصٌ مريضٌ و فقير، بتلك الوحشية ثم يرحل بكل هدوء؟!”
ارتفعت نبرةُ صوت الكونت الغاضب.
“كان يجب على النبلاء أن يكرسوا أنفسهم لخدمة الناس الأدنى منهم وأن يكونوا سخيين معهم……!!”
‘كما كان متوقعًا.’
ابتسم فينترين بخبث.
حتى عندما كانوا في الأكاديمية، كان ميركيلر يرفع صوته دائمًا من أجل القضايا التي لا تعنيه، مثل العامة تماماً.
لو لم تكن عائلة ميركيلر من العائلات النبيلة ذات النفوذ، لكان قد تم طرده منذ وقتٍ طويل.
‘لذلك، من المستحيل أن يصمتَ في مثل هذه القضايا……’
لو كان أي نبيلٍ آخر في مكانه، لكانوا قد تجاهلوا ما حدث خوفًا من العواقب، لكن الآن كان الكونت ميركيلر غاضبًا كما أراد فينترين، و يندفع بكل طاقته.
لكن فينترين لم يكن يخطط للتوقف هنا.
“مع ذلك، ربما……هل تعتقد أن هناك شيئًا ما قد حدث للدوق وينفريد مع ذلك الشخص؟”
“مهما كانت الظروف، فهذا غير مقبول!”
صَكَّ الكونت ميركيلر أسنانه بغضب.
“حتى لو ارتكب هذا الشخص جريمةً فظيعة، يجب أن يُمنح فرصةً للدفاع عن نفسه، و فرصةً لترك وصيته!”
“أجل، هذا صحيح.”
“وأنت أيضًا، ألم ترَ كيف قتل الدوق ذلك الشخص بوحشية؟”
شعر الكونت ميركيلر بقوةٍ في يده التي كانت ممسكة بعصاه.
“إذا كان ذلك الشخص قد ارتكب جريمةً حقًا، لكان قد تم إعدامه بشكل قانوني، وليس بهذه الطريقة!”
“أنت محق.”
كان فينترين يوافق على كلام الكونت ميركيلر فوراً لكنه تمتم بكلماتٍ خفيفة.
“على أي حال، هذا مخيب للآمال……كنت أعتقد أن الدوق وينفريد شخصٌ جيد. أليس هو من تبرع بعدة لوحاتٍ ثمينة في حفل التبرعات الذي أقامه البارون بيرسي؟”
“…….”
“كنت أعتقد أن الشائعات التي تتداول عنه كلها كاذبة……”
كانت هذه الخطوة تهدف إلى هدفين.
أحدهما كان غرس فكرةِ أن الشائعات عنه هي مجرد أكاذيبٍ في ذهن الكونت. على الرغم من كونه شخصًا بعيدًا عن الشائعات، إلا أنه لا بد أنه قد سمع شيئًا عنه.
“عندما تتحالفُ مع الفيكونت فينترين، ستواجه مشاكل مع دوقية وينفريد.”
“لقد ارتكب الفيكونت فينترين خطأً كبيرًا مع الدوق.”
كانت الشائعات تنتشر بشكل لا يمكن السيطرة عليه. ولهذا السبب، كانت محاولات الحصول على قرضٍ من عائلات غير مرتبطة بعائلة الدوق تتعثر.
لكن ماذا لو زرع الشك في تلك الشائعات؟
‘عندها و بالطبع، الكونت ميركيلر سيخرج أمواله!’
ألم يكن هو من قد استمع طويلًا لحديث شخصٍ يحلم بمثالية غير واقعية؟
لذلك، من الطبيعي أن يفتح أمواله من أجله.
ابتسم فينترين بينما كان يراقب ميركيلر في حالةٍ من الارتباك.
‘يبدو أن الأمور لن تسير كما كنت أظن.’
وكان السبب الثاني الذي دفعه لقول هذا هو،
“……يجب أن نُخبر جلالة الإمبراطور عن هذا الأمر.”
كان هذا هو الهدف.
‘نعم! افعل ذلك!’
إذا أخبرَ الإمبراطور، سيصبح الأمر معروفًا على نطاقٍ واسع. وفي هذه الحالة، ستُقيَّد يدَي وينفريد لفترةٍ مؤقتة.
‘وهذا كافٍ!’
إذا أُعطيت لفينترين لحظةٌ قصيرة فقط، فسيعود كل شيء كما كان.
‘أنا في الأعلى، والدوق في ساحة المعركة!’
“في الواقع، لقد قررتُ أن ألتقي بالإمبراطور بعد بضعة أيام.”
ولكن سواء كان ميركيلر يعلم ما يدور في ذهن فينترين أم لا، فقد كان مليئًا بمشاعر الغضب.
“في ذلك الوقت، سأكشف لكل شيءٍ عما فعله الدوق.”
عندئذ، ابتسم فينترين أخيرًا.
“هذا هو، أنتَ دائمًا عادل كما عهدتكَ. سأدعمكَ من جانبي.”
أومأ فينترين برأسه.
“إذا كنتَ بحاجةٍ الى أي شيء، سأدعمك. نعم! ماذا عن أن أكون شاهدًا عندما تكشف عن جرائم الدوق؟ بذلك ستكتسب كلماتكَ قوةً أكبر، أليس كذلك؟”
كان فينترين فقط يترقب الفرصة للقاء الإمبراطور.
“أنت……”
ولكن ميركيلر، الذي لم يكن يعلم ما في قلب فينترين، نظر إليه بتأثر.
“لقد أسأتُ فهمكَ طوال الوقت. لم أكن أعلم أنكَ ستشارك في مثل هذا الأمر. كاعتذارٍ مني، سأقرضك المال الذي ذكرتَه سابقًا.”
‘لقد تم كل شيء!’
كان على فيننترين أن يضغط على نفسه لكي لا ينفجر من الضحك.
أخيرًا، كل شيءً سيعود إلى ما كان عليه!
________________________________
الله ياخذ ابو كرش فينترين ذاه جعلك الفلس ياحمار
يعني مالكم دخل هذي مشاكل خاصة ويقدر لوغان ياخذ الخاطفين والبزر وابوه ويخليهم شاهدين الا ان كان الكاتبه غبيه
ليتون غباءه يجنن يعجبني 😭
حط كل اعصابه في عضلات ونسا عقله✨
Dana