As Long As you Are Happy - 89
“أنا أعرف ذلك الشخص جيداً.”
كانت تلك هي كلمات الفتاة الجميلة التي اشترت الزهور الصفراء منه.
“مهما حاولت فعل كل ما يأمرك به، في النهاية سيقتلك أنت ووالدك. كان الأمر دائماً هكذا.”
كان ذلك أمراً يعرفه الطفل أيضاً بشكلٍ غامض. ولكن……
اشتدت قوة اليد الصغيرة الممسكة بحافة الثوب البالي، وامتلأت عينا الطفل بالدموع.
حينها، تحدثت الفتاة التي كانت تنظر إليه بصمت.
“هل تريد أن تعيش؟”
هل كان هناك أي إجابةٍ أخرى يمكن قولها على ذلك السؤال؟
هز الطفل رأسه، والدموع تتساقط بغزارة.
هو يريد بأن يعيش.
يريد أن ينجو ويهرب من هذا المكان مع والده.
بعد سماع الإجابة، كانت العيون الزرقاء تحدق فيه بحنان.
شعر بالاختناق من الصمت، وبدأ الإحساس بالذنب الذي كان يحاول كبحه بالكاد يتصاعد.
“إذاً……إذا كنت تريد أن تعيش، وإذا شعرت ولو قليلاً بالأسف نحوي.”
كانت يد الفتاة التي أمسكت بذراعه دافئةً بشكل غريب.
“خذ هذا.”
قالت ذلك، وناولته فانوساً صغيراً على شكل طائرٍ أزرق وحجرٍ غريب الشكل.
‘ما الذي من المفترض أن أفعله بهما؟’
“اصعد إلى مكانٍ مرتفع وابحث عن شخص يعرف هذه الأشياء.”
رمشت الفتاة ببطء، ولسببٍ ما، بدا وجهها محمراً.
“هذه هي الطريقةُ الوحيد لإنقاذكَ أنت ووالدك. فهمت؟”
“هاه……هاه!”
ركض الطفل عبر الأزقة المتشابكة كخيوط العنكبوت بعدما خرج من نافذةٍ صغيرة جداً كانت مفتوحةً للتهوية.
نظر خلفه عدة مرات، لكنه لم يرَ أحداً يطارده.
وعندما لم يرَ أي شخصٍ خلفه، بدأت المخاوف تتسلل إلى ذهنه بشكل طبيعي.
‘هل سيكون هذا كافياً حقاً؟’
‘ألن يكون من الأفضل استدعاء الحراس؟’
لا.
هز الطفل رأسه.
إذا اكتُشف أنه استدعى الحراس، فإن الرجل صاحب الرداء سيقتل والده والفتاة على الفور ويهرب.
لذلك، ربما من الأفضل لهُ استدعاء الشخص الذي طلبت منه الفتاة إحضاره. و بما أنها من النبلاء، فلا شك أنها تعرف شخصاً قوياً.
أسرع الطفل بخطاه للخروج من الأزقة بسرعة.
كان الشارع الرئيسي، الذي كان يمكنه التحرك فيه بسهولة في العادة، مكتظاً بالناس والفوانيس الضخمة، مما جعل السير فيه صعباً للغاية.
“علي الذهاب إلى البرج……”
وقف الطفل يضرب قدميه بقلق بينما ينظر إلى الحشود التي تملأ الطريق.
عندما سمع عن المكان المرتفع، كان أول ما خطر بباله هو برج الساعة.
حتى لو لم يستطع الوصول إلى قمته، كان بإمكانه الصعود إلى الطوابق الوسطى. لكن في هذه الحالة، سيتم اكتشاف اختفائه قبل أن يصل إلى برج الساعة.
‘ماذا أفعل؟’
قبض الطفل على يده بشدة وأخذ يضرب قدميه.
‘ماذا أفعل؟ كيف يمكنني التصرف؟’
بينما كان يحدق بتوترٍ حوله، لفت انتباهه شيءٌ ما.
‘نعم، يمكنني الذهاب من هناك!’
“هاه!”
أخذ الطفل نفساً عميقاً ثم اندفع بسرعةٍ بين الناس ليشق طريقه.
توقفت خطواته و كان أمام فانوسٍ ضخم منصوبٍ في وسط الطريق.
قيل بأن هذا المهرجان تم ترتيبه بعناية من القصر الإمبراطوري احتفالاً بانتهاء الحرب. لذا كان هذا الفانوس أكبر بكثير مما كان يُنصب عادةً، وقد احتل مكانه بوضوح.
‘عليّ أن أصعد إلى هناك!’
كان الفانوس كبيراً لدرجة أن هناك دعامةٌ خشبية بجانبه تحسباً لأي طارئ. وكان هدف الطفل هو تلك الدعامة الخشبية.
“يا إلهي، أيها الفتى! انزل من هناك!”
صرخ الناس الذين كانوا يراقبون المنطقة بفزع، محاولين إيقافه، لكن الطفل، الذي تمسك بالدعامة الخشبية بإحكام، بدأ يتسلقها بسرعة.
ثم صرخ بصوت عالٍ.
“هذا!”
كان صوته مرتفعاً لدرجةٍ لم يسبق له أن صرخ بمثل هذه القوة من قبل.
“هل هناك من يعرف ما هذا؟”
كان هذا الفانوس هو الأكبر بين جميع الفوانيس المنصوبة في هذه المنطقة.
وعندما بدأ الطفل يصرخ بأعلى صوته فوق ذلك الفانوس، تركزت أنظار كل من في الشارع عليه تلقائياً.
“هل هناك من يعرف هذا؟!”
فتح الطفل ذراعيه بالكامل وراح يلوح بالمصباح و الحجر بشدة.
“هذا! الحجر و هذا المصباح!”
كان يأمل أن يظهر بسرعةٍ شخصٌ يعرف ما يعنيه ذلك، حتى يتمكن هو ووالده، وكذلك الفتاة الطيبة التي حاولت مساعدته من البداية إلى النهاية، من النجاة جميعاً.
“هل هناك من يعرف هذا؟!”
استمر الطفل في تكرار نفس الكلمات، ودموعه تنهمر بغزارة.
لكن، على عكس أمنيته، بدأت الأنظار تتلاشى واحدةً تلو الأخرى.
“هل هذا عرضٌ ما؟”
“في هذه الأيام، هل يروجون لعروضهم بهذه الطريقة؟ إنه أمر غريب.”
كان ذلك خلال المهرجان، حيث يمكن بسهولة أن تخلط بين أي تصرفات غريبة بين ضجيج الاحتفالات.
في نهاية المطاف، لم يعد يلتفت للطفل سوى عددٍ قليل من الأشخاص المسؤولين عن إدارة الفانوس.
وبدا أن المدير المسؤول لم يتمكن من ترك الطفل على حاله، إذ بدأ يستعير سلّماً من متجر قريب.
‘لا……هذا لا يمكن أن يحدث.’
“أرجوكم هل تعرفون هذا!”
‘أرجوكَ، أظهر بسرعة!’
“هل هناك من يعرف هذا؟!”
صرخ الطفل بأعلى صوته، وهو يغلق عينيه بإحكام ويكتم بكاءه، حتى كاد صوته يتقطع من شدة الصراخ.
وفجأة……
“اوه!”
هبت ريحٌ قوية من خلفه. و تأرجح جسد الطفل، الذي كان بالكاد معلقاً بالدعامة، بشكل عنيف.
في الأحوال العادية، لكان هذا الموقف عادياً بالنسبة له. لكن ليس اليوم.
فقدت ساقا الطفل قوتهما، وسقط جسده نحو الأسفل.
‘يجب ألا يتحطم المصباح!’
حتى في لحظة سقوطه، رفع الطفل ذراعيه عالياً لحماية الطائر الأزرق من التحطم. ثم أغلق عينيه بإحكام.
لكنه، مهما انتظر، لم يشعر بأي ألم. بل شعر بأن جسده قد عُلّق على شيء ما.
هل أمسك به أحد؟
فتح الطفل عينيه قليلاً، ثم حبس أنفاسه.
“من أين حصلتَ على هذا؟”
تألقت عينا الشخص الحمراء في الضوء المعاكس.
***
“آااه.”
كانت أصوات بكاء الطفل وهو يمسح دموعه تخرج من الغرفة المهجورة، وكانت تصل إلى الخارج.
“هييك، آااه.”
وفي نفس الوقت، كان الرجل الذي يُعتقد أنه والد الطفل ملقى على الأرض، يئن ويتنفس بصعوبة وهو في آخر لحظاته.
أصواتُ البكاء وأنفاسه المتقطعة. لم تكن أصواتاً مريحة. وقد فقد الرجل الجالس على الكرسي صبره وهو يشرب الخمر.
“اسكت! من أين يأتي هذا البكاء والضجيج؟! يالكَ من مزعج!”
الرجل ذو اللحية الكثيفة رمى كأسه، الذي كان يشرب منه، باتجاه غرفة المستودع.
سقط الكأس الخشبي على الأرض بعد أن اصطدم بالباب، مُحدثاً صوتاً مدوياً.
و على الرغم من أن الأنين كان قوياً، إلا أن هذا لم يكن يهمه.
“أصبح هادئاً الآن.”
“اتركه. يجب أن يبكي بما أنه يستطيع البكاء الآن.”
قال ذلك الرجل الذي كان جالساً على الكرسي المقابل وهو يضحك بخفة.
“في صباح الغد، سيُباع إلى الخارج، لذلك عليه أن يبكي، حتى لو كان بسبب تعاسةِ حياته.”
“هل سيُباع الطفل أيضاً؟”
نظر الرجل ذو اللحية بعينٍ متفحصة إلى صاحب العمل الذي كان ملقى على الأرض كما لو أنه غارق في النوم.
“بالطبع.”
أجاب الرجل الجالس أمامه وهو يملأ الكأس الفارغ بالشراب ضاحكاً.
“البقية خرجوا للبحث عن العربة المخفية، أليس كذلك؟”
الآن، بقي في المنزل فقط صاحب العمل الذي بالكاد يستطيع المشي، و الرجال الثلاثة، بالطبع باستثناء المرأة التي ستصبح جثةً والذين سيتم بيعهم.
همس الرجل الجالس على الجهة المقابلة وهو يغمغم بصوتٍ عميق.
“قال بأن المال من بيع الطفل سيكون لنا. حتى انه اخبرنا بأن نوزعه كما نريد.”
ابتسم الرجل ذو اللحية بابتسامةٍ أوسع عند سماع تلك الكلمات.
“يا له من حظ!”
عندما قام الرجل المصاب بالحروق الشديدة بتوظيفهم باستخدام عملات ذهبية مشبوهة، كان الأمر مريباً.
لكن الآن، بعد أن ضربوا مؤخرة رأس والد طفل، وكانوا يراقبون المرأة والطفل، بدا أن المكافأة ستكون سخية.
ربما يمكنهم قضاء شهر أو شهرين من الراحة.
وعندما يتخلصون من هؤلاء الذين لا فائدةَ منهم، سيكون بإمكانهم العيش لفترةٍ أطول.
كان الرجل الجالس في الجهة المقابلة يشارك نفس الفكرة.
بينما كانوا يضحكون ويرتشفون كؤوسهم معاً، سأل أحدهم.
“……أليس الطفل هادئاً جداً؟”
ظن الجميع أن بِن كان نائماً، لكنه رفع جسده فجأة.
“صحيح، لماذا، لما لا يوجد أي صوت؟”
تحركت عينيه بين الضمادات الضاغطة على وجهه. وكان المظهر المرعب يجبر الرجلين على حبس أنفاسهما.
“حسناً، لأننا رميّنا الكأس……”
“لا، لا، لا أصد هذا.”
هز بن رأسه باستمرار.
كانت حركاته غير متناسقة، كما لو أنه لا يعرف كيف يُحرك جسده.
و بينما كان اللحم المتعفن يقطر من بين الشاشات التي كانت تغطي وجهه.
“أغ!”
شعر الرجل ذو اللحية و كأن الكحول الذي ابتلعه قبل لحظات عاد إلى حلقه.
قبل بضعة أشهر، عندما جاء لرؤيتهم لأول مرة، كان لا يزال بإمكانه التصرف بشكل طبيعي إلى حد ما.
لكن حالته كانت تزداد سوءاً بشكل ملحوظ.
“لماذا……لا يوجد أي صوت، لماذا؟”
“سأتحقق بنفسي.”
تنهد الرجل ذو اللحية ثم نهض من مكانه. و اقترب ببطء من باب المستودع، وركل الباب بقدمه فجأة دون أن يفتحه.
“هي! أجبني أيها الوغد!”
“هيك….آااه……”
بين البكاء، خرج صوتٌ غير واضح، يبدو وكأنه كلامٌ أو مجرد صراخ.
“ألم أخبرك؟”
هز الرجل ذو اللحية رأسه بفخر، لكن بِن استمر في تحريك رأسه.
“لا.”
كان رأسه يهوي للأسفل ثم يعود للأعلى بشكلٍ متكرر، كما لو كان يشعر بثقلٍ في رأسه.
في النهاية، توقف نظره و ثبت.
“لا هناك…….”
“ماذا؟”
في لحظة، اقترب بِن بسرعة وركل باب المستودع بعنف. عندما انفصلت مفصلةُ الباب القديمة، فتح الباب على مصراعيه.
وما رآه الثلاثة كان……
“هيك…….”
كانت إيرينا، بملامح وجهها الخالية من أي أثرٍ للبكاء، تنظر إليهم وتقلدُ بكاء الطفل.
“أوه.”
خرج صوتٌ مشوه من بين أسنانها المضمومة بإحكام.
“تباً.”
كانت عينا بِن مليئةً بالدماء، ووجه نظراته نحو إيرينا.
“رات أيتها الل&ينة!، هل كنتِ تخدعينني؟!”
سحب بِن، الذي كان بجانب الرجل ذو اللحية، سيفه ووجهه نحو إيرينا.
كواجيك-!
شقت الشفرة فضية اللون مكاناً بجانب إيرينا التي كانت جالسة.
لكن إيرينا لم تبتعد عن السيف، ولم تُظهر أي علاماتٍ على التفاجؤ.
كانت تراقبهُ ببساطة كما لو أنها كانت تعرف أن السيف لن يتمكن من إصابتها.
“……! الآن لم تعودي تخافين مني حتى!.”
“لماذا يجب أن أخاف منك؟”
حدقت إيرينا في بِن بعينيها الثابتتين.
“بينما أنتَ صغيرٌ وقبيح إلى هذا الحد.”
“……ماذا؟”
تشوه وجه بِن من الغضب.
كان هناك اشمئزازٌ واضح في عيون إيرينا.
‘هل كانت رات تُظهر هذا النوع من الوجوه؟’
“أنتِ، هل تتحديني الآن؟”
أشار بِن بإصبعه الملفوف بالضماد بينه وبين إيرينا وهو يبتسم ابتسامةً ساخرة.
“هل تتحديني؟ أنتِ؟”
كانت تلك ابتسامةَ بِن التي يظهرها فقط عندما يكون في غاية الغضب.
و بتلك الابتسامة، قُتل العديد من الناس.
“نعم.”
لكن إيرينا لم تتراجع. بل أمسكت بعصا خشبية كانت ملقاةً بجانبها.
“الآن، سأواجهك.”
____________________________________
لا استني لوغان في الطريق وقف تصويرر😭
الطفل يحزن وهو يصرخ ويبكي محد عطاه وجه؟😔 احزان
ايرينا ذكيه بس جريىه بزياده وانا اختس ذولا ثلاث رجاجيل معافين وبِن الزفت معه سيف وانت عصا؟ اهجدي عني طلبتس😭
Dana