As Long As you Are Happy - 88
‘أشعر وكأن قلبي سيقفز خارج صدري.’
بينما كانت إيرينا تسير في الطريق خلف الرجال الذين كانوا يطاردونها لاختطافها، ضغطت على صدرها بإحكام.
كان ذلك محاولةً منها لتهدئة أعصابها ولو قليلاً، و على الرغم من أن ذلك لم يكن يخفي صوت نبضات قلبها العنيفة.
“أيتها الآنسة النبيلة.”
توقف الرجل الذي كان يمشي أمامها.
عندما رفعت رأسها الذي كان متجهاً نحو الأرض، وجدت الرجل الذي سبقها قد عاد إليها. و كان هو الخاطف الذي أُرسل للبحث عن الدوق.
“هل وجدته؟”
“لم أجده.”
حك الرجل رأسه.
“ذلك الرجل ذو الشعر الأسود، وكذلك الرجل الذي تحدثتِ عنه مع القبعة، لم أجد أياً منهما.”
“هذا مستحيل……”
فتحت إيرينا فمها قليلاً من الصدمة.
“هل تأكدتَ تماماً……أعني، هل بحثتَ جيداً؟ شكلهما ليس من النوع الذي يُمكن تكرره.”
“بحثتُ بعنايةٍ في كل مكان. حتى أنني ذهبت إلى مكان بيع المشروبات الذي ذكرتِه. أليس هو المكان الذي تعمل فيه امرأةٌ مع طفلين صغيرين؟”
يبدو أن ما قيل عن كونه الأسرع بين الجميع كان صحيحاً.
“الرجل ذو الشعر الأسود اشترى مشروباً، ولكنه اختفى وسط الحشود فوراً، لذا لم يستطع أحد رؤية أين ذهب. حاولتُ البحث عنه، ولكن في تلك اللحظة، ظهر ‘الضوء الكبير’.”
‘الضوء الكبير؟’
لم تكن تعرف ما المقصود بذلك. لكن كان هناك سؤالٌ أكثر أهمية بالنسبة لها الآن.
“إذن، هل رأيتَ الرجل الذي كان يرتدي قبعة؟ القبعة ذات اللون البني والمزينة بريشةٍ صغيرة؟”
“لم أره أيضاً.”
مرة أخرى، كان الرد محبطاً.
عضّت إيرينا على شفتها السفلى.
‘ماذا أفعل الآن؟ لا أعلم ما الهدف من ظهور بِن المفاجئ أمامي.’
هل هو للانتقام من الدوق؟ أم أنه يريد تفريغ غضبه عليها؟
‘أم ربما يخطط لبيعي لشخصٍ آخر؟’
‘لا يمكنني معرفة أي شيء.’
لكن الشيء الوحيد الذي كانت متأكدةً منه هو أنها إن لم تتعامل مع بِن الآن، فلن تتمكن من التخلص منه أبداً.
‘ليس من السهل مواجهة شخصٍ كهذا، فقد كان حاكماً على حي الفقراء.’
إيرينا كانت تعرف بِن منذ زمن طويل. كان رجلاً ماكراً وخبيثاً للغاية.
لم يكن يكتفي باستخلاص آخر ما يملكه أهل الأحياء الفقيرة من موارد، بل كان ينبش حتى عن العملات المعدنية المخفية بين طيات ملابسهم.
كان هو الشخص الذي انتزع آخر أنفاسهم ليحولها إلى عملاتٍ معدنية.
ورغم ذلك، لم يُصب بِن بطعنةٍ واحدة من خلف ظهره طوال حياته.
كان دائماً يستغل أدنى فرصة ليجعل الآخرين دروعاً بشرية أو قرابين، ليخرج بنفسه سالماً دون أن يتعرض لجرح واحد.
ولكن هذه المرة، كان بِن مصاباً بجروحٍ خطيرة.
فقد كل ما كان يملكه، وجُرح جسده بالكامل.
‘مهما كان ذكياً وماهراً، لم يكن من السهل على بِن أن يفلت من قبضة الدوق.’
لذلك، كانت هذه هي الفرصة الأخيرة.
إن أفلت بِن هذه المرة، فلن تكون هناك فرصةٌ أخرى للإمساك به.
‘إنه شخص ارتكب أفعالاً لا تصدق و لن يوقفه شيء.’
إيرينا كانت تعلم ما فعله بِن عندما أرسل النساء إلى البارون باردون.
سواء كانت تلك النساء ممن عاملوها بلطف، أو كانوا يكرهونها، أو حتى اللواتي كنّ غير مبالياتٍ بها، فقد شملهن جميعاً عذاب بِن.
وفي النهاية، لقين جميعاً نفس المصير. فقد تحولن إلى جثث وأُلقي بهنّ في النهر.
“…….”
عضّت إيرينا على شفتها السفلى دون أن تدرك أن الدم بدأ يسيل منها.
كان طعم الدم في فمها يزداد قوة.
‘إذا هربتُ وحدي من هنا، فسيذهب بِن بالتأكيد إلى مكانٍ آخر ويفعل نفس الشيء.’
من أجل طمعه، ومن أجل مجده وثروته، سيدفع النساء مرة أخرى إلى الهلاك، ويلقي بجثثهن في النهر.
لم تستطع تحمل رؤية المزيد من هذه المآسي.
‘لهذا يجب أن أقبض عليه بأي ثمن.’
لكن الوقت لم يكن كافياً للبحث عن الدوق. وكل ما كان لديها في هذه اللحظة هو هؤلاء الخاطفون الذين يقفون أمامها.
ومع ذلك، لم تكن تثق بهم تماماً.
باختطاف نبيلةٍ كهذه، إن اكتُشف أمرهم، فإن العقوبة ستكون الإعدام الفوري.
لكن إن لم يُكشفوا؟
يمكنهم قتل أي شخصٍ دون أن يكون لذلك أي عواقب.
وإن مالت الكفة لصالح بِن، فبلا شك، سيغيرون ولاءهم وينضمون إليه كما لو لم يحدث شيء.
“هل يمكنكم التغلب على بِن بالقوة؟”
سألتهم بنبرةٍ تحمل مزيجاً من القلق والتحدي.
“آه، هذا صعب.”
أجاب أحدهم وهو يحك بطنه ببطء.
“ذلك الوغد استأجر رجالاً آخرين بجانبنا.”
“حتى لو حاولنا مواجهتهم، فلن نستطيع التغلب عليهم. إنهم قتلةٌ محترفون.”
ثم قام بحركةٍ وهمية لطعن شخص بسكين، مما أثار ضحكاتِ الآخرين.
“أيتها النبيلة.”
عندما ظلت إيرينا تعض على شفتيها بلا حول ولا قوة، أوقف الرجل ذو الشعر الأحمر ضحكاته فجأة وخاطبها.
“لماذا لا تذهبين فقط عبر الطريق الكبير؟ سيكون ذلك أكثر أماناً لكِ ولأموالنا.”
“……لا يمكنني فعل ذلك.”
أجابت إيرينا وهي تعقد حاجبيها بتصميم.
“يجب أن أقبض على ذلك الوغد.”
نعم، كان لا بد من القبض على بِن. للتخلص من الماضي المؤلم الذي عاشته، ولتهدئة القلق الذي يهدد مستقبلها.
ومن أجل أولئك الذين ماتوا، ولمنع المزيد من الأشخاص من المرور بما مرت به.
“وكيف تخططين للقبض عليه؟ أيتها النبيلة التي نشأت في النعيم.”
قال ذلك بنبرةٍ مليئة بالسخرية. لكن إيرينا لم يكن لديها وقتٌ لتأخذ كلامه على محمل الجد.
كانت هناك طريقة، لا بد من أن هناك وسيلةٌ ما.
يمكنها كسب الوقت والعثور على الدوق للإيقاع بـبِن.
‘يمكن ذلك. نعم، يمكنني فعلها.’
لكن هل ستنجح حقاً؟
هل ستكون قادرةً على تحقيق ذلك؟
“…….”
أغمضت إيرينا عينيها ببطء، ثم فتحتهما مجدداً. و اتخذت قرارها.
“لدي خطة، فقط عليكم أن تتبعوني.”
مسحت الدم عن شفتيها، ثم نظرت إلى الخاطفين بعزيمةٍ لا تلين.
***
“لماذا كل هذا التأخير؟”
جلس بِن على كرسيٍ خشبي بإهمال، يدفع الأرض بقدمه ثم يتوقف مراراً.
في كل مرة كان يصدر صوت اختناق ضعيف من الأسفل.
“أ….أبي……”
و إلى جانبه صوتُ بكاء طفلٍ مستمر.
“اخرس!”
ضغط بِن بقدمه بقوة، فتوقف صوت الاختناق وكذلك البكاء.
“الآن أصبح المكان هادئاً.”
ابتسم بِن بسخرية. ومع ذلك، لم يستطع تجاهل إحساسه بتأخر الخاطفين.
كان كل تركيزه، و حواسه كلها، متوجهةٌ نحو الباب.
“قلتُ لهم أن يسرعوا، أليس كذلك؟”
بدأ يخدش الضمادة على يده بقوة بأظافره غير الموجودة.
مع كل خدشة، كان القيح الأصفر يخرج ويلطخ الضمادة.
“أسرعوا……أسرعوا……”
كل ما كان يريده هو أن يعيد الزمن إلى الوراء.
إلى بداية الربيع، إلى ذلك اليوم الذي أصيب فيه بهذه الحروق المروعة في جسده بالكامل.
كان الأمر أشبه بوجود حروقٍ داخل جفونه، إذ أن كل مرة يغلق فيها عينيه، كان يتذكر ذلك اليوم.
اليوم الذي ظن بأنه هو يوم جني ثمار جهوده.
‘لولا أريتي لكنتُ ميتاً الآن.’
ذلك السم الذي يُبطئ ضربات القلب، مما يجعل الآخرين يعتقدون أنه ميتٌ تماماً.
لو لم يكن ذلك السم موجوداً، لما نجا من النزل المشتعل الذي التهمته النيران.
“……آه….”
لكنه لم يكن الوحيد الذي نجا في ذلك الوقت.
أحدهم، شخصٌ كان قد أعطاه بعضاً من أريتي سابقاً، كان لا يزال على قيد الحياة أيضاً.
“أ….أخي……ج….جسدي لا يتحرك……”
بالرغم من أنه استفاق بصعوبة، لم يكن واضحاً ما إذا كان السبب هو الطعنة في مكان غير صحيح، أم أن أريتي كان السبب في موته.
كان الرجل واعي ذهنياً، لكنه غير قادر على التحكم في جسده.
“أنا أيضاً……أرجوك أن تتركني لأعيش……”
كان قد وعده بأنه إذا شاركه أريتي ونجا من الأحياء الفقيرة، سيأخذه معه.
كان شخصاً عزيزاً عليه.
نظر بِن حوله. لقد التهمت النيران الجميع، وبقي هو والرجل فقط على قيد الحياة.
عندما اقترب بِن، أضاء وجه الرجل بابتسامة، متأكداً بأنه سيُترك ليعيش.
“إلى اللقاء.”
لكذ ذلك كان مجرد وهمٍ من الرجل.
رفع بِن قطعةً من الخشب وحطم بها رأس الرجل. و مع كل ضربة، كان جسده ينحني ويتدفق منه الدم.
لكن بِن غطى جسده بذلك الدم، ونجح في الخروج من النيران ليبقى على قيد الحياة.
على الرغم من أن الدماء كانت قليلة، مما جعله في هذه الحالة، إلا أنه نجا في النهاية.
ابتسم بِن ابتسامةً ساخرة.
‘في هذا العالم، الفائز هو من ينجو في النهاية.’
حتى بارودون، الذي كان دائماً يتفاخر فوقه، أصبح الآن خاسراً.
والآن جاء دور الدوق وينفريد ليكون هو الخاسر التالي.
“ههح……”
ضحك بِن بصوت خافت، مما جعل المرتزقة الذين كانوا يقفون خلفه يعبسون.
كانوا مرتزقةً تم توظيفهم بالمال الذي قدمته سناير.
“أسرعوا، أسرعوا……”
عندما فكر بِن في جعل الدوق، الذي يُعتبر من قمة النبلاء، يتوسل تحت قدميه، لم يستطيع أن يظل في مكانه أكثر.
بدأ جسده يرتعش. وفي تلك اللحظة، فُتح الباب.
“لقد جلبناها!”
دخل الرجال الذين كانوا يتبعون رات، و تقدموا بخطواتٍ سريعة داخل الغرفة.
صاح الرجال الذين كانوا خلف بِن بغضب.
“لماذا تأخرتم هكذا؟!”
“و هل نحن من أردنا أن نتأخر؟!”
بصوت عالٍ، دفع الرجل الذي كان يحمل المرأة على يديه بها بعنف إلى الأرض. و سقط شعرها الذهبي على الغبار.
“ما الذي كان يجب علينا أن فعله ونحن نطارد هذا المرأة في الأزقة؟ كانت عنيدةً جداً حتى تمكنا من جلبها بصعوبة.”
ثم ركل الرجل رات التي سقطت على الأرض، بقدمه.
“ماذا؟ هل فقدت وعيها بسبب ضربةٍ واحدة على رأسه؟ هي! استيقظِ!”
“كفى، كفى.”
منع بِن الرجل الذي كان يهم بالضرب على خدها بقوة.
نهض بِن من مكانه و اقترب.
كان يجب أن يعاقب رات التي خانته، ولكن ليس الآن.
لقد تم التخطيط لاستخدامها كطُعمٍ لجذب الدوق، ثم بيعها إلى نبلاء آخرين من دولةٍ مختلفة.
لذلك، لم يكن هناك مجالٌ لضربها على وجهها.
“هااي!”
ضربها على بطنها، لكن يبدو أن رات فقدت وعيه تماماً حقاً، لأنها لم تفتح عينيها حتى النهاية.
“احبسوها.”
أشار بِن بإصبعه. ثم نظر إلى الطفل و والده، الذي لا يزال ملقى تحت الكرسي، وراقب بكاءه.
“أنت، فلتراقبها.”
“ماذا؟”
اتسعت عينا الطفل بدهشة.
“لكن……”
أصدر الطفل صوتاً ضعيفاً، وكأنه يتساءل إن كان بإمكانه المغادرة الآن.
كان الطفل يريد أن يأخذ والده إلى الطبيب بسرعة، وكان يشعر فقط برغبةٍ في الهروب من تلك السيدة التي كانت السبب فيما جرى.
“قلت لي……إذا جلبتها، سترسلنا……بالتأكيد……”
لم يسمع جواباً، لكنه كان يعلم الجواب.
كان بِن يرفع خنجره فوق رأس والده الملقى على الأرض كما لو كان يلعب.
“سأفعلها!”
في النهاية، بدأ الطفل يبكي وأومأ برأسه مجدداً كما فعل في الشارع سابقاً.
“سأفعلها. من فضلك، أنقذ والدي.”
“همم، من قال بأنه سيموت؟”
ابتسم بِن مظهراً أسنانه.
“إذا قمت بعملكَ بشكل جيد، لن يموت والدك.”
تم حبس الطفل مع رات التي جلبها بالقوة في نفس الغرفة.
كان الطفل يبكي بصمت، وعندما ابتلع دموعه، شعر بشيءٍ يلمس ذراعه بلطف.
“……!”
“ايها الطفل.”
استدار فجأة بدهشة، فوجد الآنسة التي كان يعتقد بأنها فاقدةٌ للوعي تفتح عينيها وتبتسم بصعوبة.
“هل يمكنكَ مساعدتي هذه المرة؟”
__________________________________
ايرينا تحسب انها محاربة العدالة؟ يا ماما خليس انانية لو مرة وحد وهجي تكفيين😭
المهم شكل خطتها حلوه بس وش بتسوين وانت محبوسه؟ مافيه الا ننتظر الدوق🥰
والي راح يدور الدوق ليه مالقاه؟ كله من بن الله ياخذه
Dana