As Long As you Are Happy - 87
“أمسكوا بها!”
ركضت إيرينا عبر الأزقة المتعرجة. و كانت أنفاسها تكاد تنقطع، لكنها لم تستطع التوقف.
كانت واثقةً بأنها إن تعثرت ولو بخطوةٍ واحدة، فستُمسَك حتمًا من قِبَل أولئك الذين يطاردونها.
‘كان يجب أن أهرب إلى الطريق الرئيسي.’
استغلت الرجل الملقى على الأرض كعائق لتفلت من بين يدي بِن وأتباعه، ونجحت في الخروج من المنزل.
لكن المشكلة لم تنتهِ عند هذا الحد.
وكأنهم كانوا يعلمون أنها ستحاول الهرب، كان أتباع بِن يقفون في الزقاق الذي كان خاليًا تمامًا.
‘لن يسمح لي بالفرار للمرة الثانية.’
كان بِن قد أخفق في الإمساك بها مرةً من قبل، ودفع ثمناً ذلك غاليًا.
لذلك، هذه المرة لن يتركها تهرب بأي حال من الأحوال.
‘عليّ الهرب.’
عضت إيرينا على شفتيها بإحكام. كل ما عليها فعله هو الوصول إلى الطريق الرئيسي.
إذا اختبأت وسط الناس، فلن يتمكن حتى بِن من ملاحقتها وسط الحشود.
ولكن……
‘إلى أين أذهب؟’
كانت عاصمة الإمبراطورية تحمل تاريخًا عريقًا.
كانت في الأصل قريةً صغيرة نمت تدريجيًا حتى أصبحت مملكة، ثم ابتلعت عدة دول لتتحول إلى إمبراطورية.
وعلى مدار ذلك التاريخ الطويل، لم تتحرك العاصمة أبدًا من مكانها هذا.
بمعنى آخر، توسعت القرية والمنازل بشكلٍ غير منظم.
بُنيت الأزقة كلما دعت الحاجة، وتم توسيعها أو سدها أحيانًا، مما جعلها تتشابك وتتفرع بطريقةٍ معقدة أشبه بخيوط العنكبوت.
حتى السكان الذين عاشوا هنا لفترةٍ طويلة كانوا يتوهون في بعض الأحيان.
وفي هذا المكان كانت إيرينا تركض الآن.
‘عليّ أن أسأل عن الطريق.’
مسحت إيرينا الزقاق الخالي بنظراتها بسرعة.
كان الوقت نهارًا، وبما أن المنازل متجمعة، فمن المفترض أن تجد شخصًا أو اثنين على الأقل.
‘هناك أحدهم!’
ظهر شخصٌ يحمل دلوا وكأنه خرج للتخلص من النفايات، واقفًا أمام باب منزله.
“عذرًا!”
نادته إيرينا بلهفة.
“من فضلك، كيف أصل إلى الطريق الرئيسي-!”
“……!”
لم تستطع أن تكمل جملتها. فبمجرد أن خاطبته، ارتعب الرجل بشكلٍ واضح، وأسقط الدلو وهرب مسرعًا إلى داخل منزله.
طقطقة-!
صوت قفل الباب تبعته حركةُ ستارة تُسدل على نافذة تطل على الزقاق.
كانت إشارةً واضحة وحازمة بعدم تقديم أي مساعدة.
‘حتى الاتجاه لم يرشدني إليه……؟’
عضت إيرينا على شفتيها، وعادت تذوق طعم الدم مرة أخرى.
لكن لم يكن لديها وقت لتندب حظها. فبدأت بالركض مجددًا.
التفت حول عدة زوايا، وتعرضت للرفض مراتٍ عديدة حين طلبت المساعدة.
“…….”
وفي النهاية، توقفت عند طريق مسدود.
نظرت إيرينا بوجهٍ يائس إلى الحائط الذي يسد الطريق. بدا أنه يمكنها تتسلقه إذا وجدت شيئًا تقف عليه.
لكن لم يكن هناك أي شيءٍ مناسب حولها.
“أخيرًا أمسكنا بها!”
تردد صوت رجال يلهثون من خلفها.
كانوا مجموعةً جديدة، كل واحدٍ منهم لم تره من قبل.
لم يكونوا أتباع بِن المعتادين، ولا من سكان الأحياء الفقيرة. هذا يعني أن بِن خرج من الأحياء الفقيرة واستأجر هؤلاء الأشخاص.
“…….”
نظرت إيرينا سريعًا إلى الرجال حولها. فأمثالهم كانوا مألوفين جدًا في الأحياء الفقيرة.
انهم أشخاصٌ يتحركون بالمال وليس بالولاء لصاحب العمل.
‘إذاً……’
ربما يمكنها استغلال هذه الفرصة لصالحها.
“كم دفع لكم؟”
حاولت إيرينا تنظيم أنفاسها بأسرع ما يمكن. ثم وقفت مستقيمة، وبذلت جهدًا لجعل صوتها ثابتًا دون ارتعاش.
“سألتكم، كم دفع بِن لكم؟”
كانت تعرف أمثال هؤلاء جيدًا.
يتنمرون على الضعفاء دون رحمة، لكنهم ينهارون تمامًا أمام من هو أقوى منهم.
لذلك، إذا أرادت فتح مجالٍ للكلام أو حتى المساومة، فلا مجال لإظهار الضعف.
“…….”
ضحك الرجال بصوت عالٍ وهم ينظرون إلى بعضهم البعض بعد كلمات إيرينا.
انتشر صوت ضحكاتهم في كل الاتجاهات.
“هاه، لماذا؟ هل ستمنحيننا بعض المصروف، يا آنسة؟”
اقترب أحدهم بخطواتٍ مستهترة، وعلى وجهه تعبيرٌ مليء بالسخرية.
“كم ستعطيننا يا آنسة؟”
“هل تعتقدين أن بضع نقودٍ نحاسية ستكفينا؟”
رفعت إيرينا زاوية شفتيها بالقوة في محاولة لرسم ابتسامة.
‘ارجوا الا تبدو مصطنعة.’
“هل تعرفون من أنا؟”
بدأت ملامح الرجال الذين كانوا يطاردونها تتغير.
يبدو أن بِن لم يخبرهم بشيء واضح عنها.
“هاه……”
تعمدت إيرينا أن تطلق ضحكةً عالية، كانت ضحكةً مصطنعة ومبالغٌ فيها لدرجة أن من يسمعها سيدرك ذلك. لكن كلماتها التالية جعلتهم ينسون غرابة الضحكة.
“أنا الوريثة الوحيدة لعائلة الكونت ليونيد، وتظنون أن قيمتي تعادل بضع نقودٍ نحاسية؟”
“……عائلة الكونت ليونيد؟”
“ماذا؟ هل أنتِ من النبلاء؟!”
صُدموا، ثم تبعت صدمتهم مشاعر ندمٍ وخوف.
اختطاف شخصٍ عادي لشخص آخر عادي يعتبر جريمةً كبرى. ولكن اختطاف شخص عادي لأحد النبلاء؟
تلك جريمة عقوبتها الموت، وستُنَفَّذ علنًا في وسط الساحة.
“هل فالت أنها وريثةٌ لعائلة الكونت؟”
تمتم أحدهم.
لا توجد عائلةٌ يمكن أن تتغاضى عن فقدان وريثها الوحيد.
كانوا يعلمون جيدًا أنهم إذا ألحقوا الضرر بإيرينا، فإن العائلة ستطاردهم حتى النهاية وتجرهم إلى المقصلة.
“…….”
تراجع الرجل الذي كان يتقدم نحوها، وبدأ يتبادل النظرات مع من كان يغلق المدخل.
‘يبدو أنني بحاجة إلى القليل من الضغط الإضافي……’
كانت إيرينا تمسك بردائها بشدة لتخفي ارتجاف جسدها، محاولة الحفاظ على ابتسامتها.
‘ماذا أفعل إن لاحظوا ارتجافي؟ ماذا لو اكتشفوا أنني أضعف منهم؟’
“سأمنحكم حق الاختيار.”
‘لا بأس، إنهم يترددون الآن.’
عدّلت إيرينا وقفتها. و قوّمت ظهرها الذي كان منحنياً وأخفت ملامح الخوف التي ارتسمت على وجهها تحت قناعٍ من الهدوء.
بدأت بتطبيق كل ما تعلمته على مدار الأشهر في قصر وينفريد من السيدة هيلبريتون، خطوةً بخطوة.
“أولاً، يمكنكم أن تأخذوني كما أمركم بِن. والعاقبة بعد ذلك……أعتقد أنكم تعرفونها جيداً دون حاجةٍ لشرحي.”
‘ما أقوله ليس كذباً، لذا لا داعي للارتعاش. تحدثي بثقة، كما يتحدث النبلاء.’
حاولت إيرينا التحدث مثلما يفعل لوغان تماماً.
“الخيار الثاني هو أن تأخذوني إلى منزلي.”
عندما تذكرت إيرينا حبيبها الذي لم يتزعزع في أي موقف، شعرت بأن قلقها ومخاوفها تتلاشى تدريجياً، لتحل محلها حالةٌ من السكينة.
ابتسمت إيرينا بثقة.
كانت ابتسامةً هادئة وثابتة، تخلو من أي ارتجاف.
“وفي هذه الحالة، سأكافئكم بما يكفي وأكثر.”
تبادل الخاطفون النظرات فيما بينهم بوتيرةٍ أسرع بعد سماع كلماتها.
كانوا يختبرون القرار الأخير، هل يتبعون من استأجرهم أم يتبعون مصدر المال الجديد؟
“……حسنًا.”
تحدث الرجل الذي اقترب منها نيابةً عن البقية.
“هل يمكنكِ إثبات أنكِ من النبلاء؟”
كان صوته خشناً، لكنه اكتسب نبرةَ احترامٍ خفية.
‘نجحت.’
تنفست إيرينا الصعداء داخليًا.
“عادةً، يحمل النبلاء معهم شيئًا يحمل شعارًا أو ختمًا. أيمكنكِ أن ترينا شيئًا من هذا القبيل؟”
“للأسف، جئتُ فقط للاستمتاع بالمهرجان، ولم أحمل معي شيئًا كهذا.”
تنهدت إيرينا بصوتٍ عالٍ وكأنها محبطة.
“لكن يمكنني أن أريكم هذا.”
قالت ذلك وهي تخرج من جيبها المصباح الأزرق على شكل طائر، الذي منحها إياه الدوق سابقًا.
“وما هذا……؟”
توقفت كلمات الخاطفين فجأة، وكأنهم ابتلعوا الشتائم التي كانوا على وشك قولها.
ابتسمت إيرينا مرة أخرى، وهي ترفع زوايا شفتيها، ثم أخرجت الحجر المضيء من داخل الطائر الأزرق.
“يبدو أنه شيءٌ لم تروه من قبل.”
‘هل يجب أن أعتبر هذا حظاً؟’
كان الزقاق مظلماً إلى حد ما بسبب المنازل المحيطةِ بهم، لذا لم يكن هناك حاجة لإضافة الظلام إليها كما كان الحال سابقًا.
“بالطبع لم تروه. هذا شيء ثمينٌ لا يُمنح إلا لبعض الفرسان.”
في الحقيقة، لم تكن متأكدةً من ذلك، لكن بما أن هذا الشيء كان في حوزة الدوق، وكان قد منحه لها كما لو كان شيئًا ثمينًا للغاية، فإن هذا النوع من المبالغة لن يكون مُلاحظًا.
‘يبدو أن هذا يكفي.’
ابتسمت إيرينا وهي تحمل الحجر. وكان الضوء المنبعث من الحجر يعكس بريقَ عينيها الزرقاوين.
بدأ الخاطفون يحدقون في الحجر بتوتر.
“هو م……مجرد حجرٌ يضيء قليلاً، فماذا في ذلك……؟”
“أه، يبدو أنكَ رأيت هذا من قبل، أليس كذلك؟”
سألت إيرينا الخاطف وهي تدفع الحجر أمامهم.
“أين، ومتى رأيتَ هذا؟”
“لا، لم أره بالضبط……”
“إذاً لا يوجد سبب لعدم تصديقكم لذلك.”
كانت هذه الجرأة المعروفة لدلفيا.
“أليس كذلك؟”
كلما ضغطت إيرينا للحصول على إجابة، كلما صمت الخاطفون أكثر.
بدَو وكأنهم يعرفون أن هناك شيئًا غير صحيح، لكنهم لم يستطيعوا إيجاد كلمةٍ للرد.
“إذاً……”
هذه المرة، كان أحدٌ آخر هو من تحدث.
“إذا أوصلناكِ إلى منزلكِ بأمان، فكم سنتقاضى؟”
‘أخيرًا!’
تنفست إيرينا الصعداء داخليًا.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يطرحون فيها عرضًا حقيقيًا. أي انهم صدقوا أنها من النبلاء، وأصبحوا مستعدين لخيانة بِن.
لكنها كانت تعلم أنه لا يمكنها إظهار سعادتها الآن. فوضعها يمكن أن ينقلب في أي لحظة.
ربما يمكنهم تركها بأمان، لكن في نفس الوقت قد يطالبون بمبالغَ ضخمة كفدية.
‘لذا، يجب ألا أوفر المال هنا.’
“أيًا كان المبلغ، سأدفع ثلاث مرات ما عرضه بِن.”
“……!”
ظهرت ابتسامةٌ على وجوه الخاطفين.
“المبلغ الذي عرضه بِن علينا هو عشرون قطعةً ذهبية لكل شخص.”
كان هذا المبلغ يكفي لأسرةٍ مكونة من أربعة أفراد للعيش لمدة شهر، وكان يكفي فقط لليوم حوالي قطعتين فضية.
‘ولكن عشرون قطعةً ذهبية لكل شخص؟’
“هل هذا ممكن؟”
‘حتى أن هناك خمسةَ أشخاصٍ الآن، ألم يكن هناك آخرون أيضًا؟’
حتى بِن الذي كان يحكم الأحياء الفقيرة لم يكن ليستطيع إنفاق هذا المبلغ.
‘رغم أنني كنت مستعدة لذلك، لكن هذا المبلغ مرتفعٌ جدًا.’
لكنها تذكرت بأنه ربما يكون الأمر جيدًا الآن. فحتى تدفع المال لهم، لن يتعرضوا لها بالأذى.
“رائع، سأدفع أكثر من ذلك.”
ابتسمت إيرينا، فابتسم الخاطفون معها.
“إذاً.”
مد أحدهم يده نحو إيرينا.
كان هو نفسه الذي كان يحدق في الحجر اللامع من قبل ويبتلع ريقه.
“هذه ستكون دفعةً مقدمة……”
“لا.”
أخفت إيرينا الحجر، وضيقت عينيها.
“إذاً، كيف سنصدقكِ؟”
“أعتقد أنني قد منحتكم الثقة بالفعل.”
“…….”
‘إذا كان يريد حقًا هذا الحجر……’
ابتسمت إيرينا مرة أخرى وأظهرت الحجر.
“اتباع ما أطلبه هو ما يجب عليكم فعله أولاً.”
________________________________
اشواااا ايرينا بنيتي ذكية يزينها 🤏🏻🤏🏻🤏🏻
الصدق كنت خايفه انها تقعد تتعذب لين يجي الدوق بس اشوا بنتي ذكيه ماعندها غباء البطلات🙂↔️✨
باقي لرغان يجي ويفقع بِن الملفوف ذاه ويقول حركات حبيبتي ذكيه 😘
Dana