As Long As you Are Happy - 85
“واو.”
أشتعلت عينا إيرينا، المختلطة بين الحشود، تألقًا.
‘هذا هو المهرجانُ إذاً.’
كانت الشوارع تعج بالناس الذين يبتسمون ابتسامةً مشرقة، وزُينت المنازل بأقمشة ملونة جعلت الشوارع تبدو جميلة بألوانها الزاهية.
بالإضافة إلى ذلك، لفتت الأنظار المصابيح المعلقة على طول الشارع الطويل الممتد.
‘أشكالها متنوعة……’
كانت معظم المصابيح تبدو عادية، لكن كان هناك عدد لا بأس به منها بأشكال مميزة.
من أشكال الزهور، والعملات الذهبية، وحتى أشكال الحيوانات، كلها كانت معلقة.
‘هل قام الناس بصنعها وتعليقها بأنفسهم؟’
يبدو كذلك.
عند النظر عن كثب، كانت هناك فروقٌ في جودة المصابيح المعلقة على كل منزل.
بل وكانت بعض المتاجر تبيع ما صنعته بنفسها.
‘الناس أيضًا يحملون مصابيح فردية.’
رغم أنها لم تكن كبيرة مثل تلك المعلقة في الشوارع، إلا أن إيرينا لاحظت أشخاصًا يحملون مصابيح صغيرة.
‘هناك مصابيح صغيرة كهذه أيضًا!’
اصبحت عينا إيرينا تتحركان بشكل أكثر حيوية.
من الأشخاص الذين يمرون، إلى الزهور الموضوعة كزينة، كل شيء كان يثير الدهشة.
بالنسبة لإيرينا، كان هذا هو مهرجانها الأول.
لم يكن الأمر أن العاصمة لم تشهد مهرجانات من قبل. ولكن حتى عندما كانت بهجة المهرجان تنتشر في جميع أنحاء العاصمة، لم تكن تصل إلى الأحياء الفقيرة.
من خلال الأصوات الصاخبة القادمة من الشوارع، ومن خلال الأضواء الساطعة والضحكات، كان من الواضح أن هناك أشياء ممتعة تجري في الخارج.
ولكن هذا كان كل شيء.
لم يكن لإيرينا الحق في الاستمتاع بها، أو حتى مشاهدتها.
“إنه مدهش……”
كانت إيرينا تدير رأسها يمينًا ويسارًا، مستمتعةً بأول مهرجان لها.
“احذري.”
كادت أن تسقط عدة مرات، ولكن لوغان بجانبها كان يمسك بها في كل مرة.
في الأوقات العادية، ربما كانت ستشعر بالحرج من عثراتها أو تشكره على مساعدته.
لكن إيرينا الآن، كانت ممسكةً بيد لوغان، و منشغلة تمامًا بمشاهدة المصابيح فقط.
“يا لها من……”
ابتلعت إيرينا كلماتها الأخيرة وحرّكت عينيها.
“لو…غان.”
كانت بداية الكلمة “لو” بالكاد تُسمع لصغر صوتها.
‘حسنًا، سأغض الطرف عن هذا.’
هز لوغان كتفيه بخفة.
“ما الآمر؟”
“في الليل سيكون الأمر أجمل، أليس كذلك؟”
“بالطبع.”
أومأ لوغان برأسه.
“إنها مصابيحٌ بعد كل شيء.”
“كما توقعت……”
عادت تنظر حولها بلا توقف. فكل شيء يبدو عاديًا، ولكن يبدو أن عيني إيرينا تراه مميزًا بشكل ما.
كأنّ ذراتٍ من الضوء تتساقط من عينيها.
“يا دو……”
سارعت إيرينا، التي كانت تمسك بطرف ملابس لوغان، إلى تغطية فمها.
ثم نظرت حولها بحذرٍ مرة أخرى وغيرت كلمتها.
“لو…غان.”
مرة أخرى، كانت بداية الكلمة “لو” بالكاد تُسمع لصغر صوتها.
‘ربما كان عليّ أن أجعلها تتمرن على نطق اسمي لبضع مراتٍ إضافية قبل دخولنا للشارع.’
كيف يمكن لشيء بسيطٍ مثل مناداة اسمي أن يكون صعبًا إلى هذا الحد؟
‘حسنًا، رغم ذلك، فهي تبدو لطيفة.’
“انظر الى هناك.”
إيرينا، التي كانت تمسك بطرف كم لوغان، أشارت إلى مكانٍ ما دون أن تبالي بما يدور في ذهنه.
“أين؟”
ابتسم لوغان ابتسامةً خفيفة واستدار في الاتجاه الذي أشارت إليه. ولكنه لم يتمكن من تحديد ما كانت تشير إليه على الفور.
يبدو أنها تريد أن تُريه المصابيح ذات الأشكال المختلفة التي أثارت دهشتها.
لكن المكان الذي تشير إليه بإصبعها كان متجرًا يبيع المصابيح.
نظر لوغان إلى المصابيح المتجمعة في مكانٍ واحد، ولم يستطع فهم ما تحاول إيرينا قوله.
“أي واحد تقصدين؟”
سأل لوغان بينما خفض جسده ليناسب مستوى نظرِ إيرينا.
“ذلك هناك.”
يبدو أن إيرينا شعرت بالإحباط، فشدت لوغان أكثر وأشارت بحماسٍ إلى مكان معين.
“ذلك المصباح الموجود تحت مصباح التنين الأحمر.”
“أوه.”
عندها فقط فهم لوغان ما كانت تحاول إيرينا أن تُريه له بكل هذا الإصرار.
أسفل المصباح الضخم الذي يشكل التنين الأحمر، كان هناك مصباحٌ صغير على شكل طائر.
الطائر الأزرق ذو الجناحين المفتوحين كان يشبه إلى حدٍ ما شعار دوقية وينفريد.
رغم أنه يمكن صنع المصابيح على شكل شعارات العائلات، إلا أنه من غير المرجح أن يتكلف أحد عناء صنع واحد كهذا.
على الأرجح، صُنع هذا المصباح بشكلٍ عشوائي وليس عن قصد.
“إنه مثير للاهتمام.”
عندما قال لوغان ذلك، ابتسمت إيرينا أخيرًا بسعادة.
“أليس كذلك؟ إنه حقًا مدهش. أن يكون المصباح صغيرًا بهذا الشكل أمر مدهش، وأيضًا كونه طائرًا أزرق!”
أضاءت عينا إيرينا وأكملت.
“ربما يكون ذلك تقديرًا لدوقية وينفريد!”
“مستحيل.”
رد لوغان بحسم، فتغيرت نظرات إيرينا إلى تعبيرٍ غاضب قليلاً.
“……لكن ربما يكون الأمر هكذا حقاً، ألا تظن ذلك؟”
“لا.”
ازداد انزعاجها، لكن لوغان، الذي كتم ضحكتهُ بهدوء، تحرك للأمام.
“كم ثمن هذا؟”
مد يده وأمسك بالمصباح الأزرق على شكل طائر المعلق تحت سقف المتجر.
“عشرون قطعةً نقدية نحاسية فقط. على الرغم من صغر حجمه، إلا أن صنعه استغرق جهدًا كبيرًا.”
“سأطلب ثلاثة إضافية……”
بدلًا من دفع الثمن فورًا، بدأ لوغان يتبادل الحديث مع البائع.
أومأ صاحب المتجر برأسه، ثم أخذ المصباح الأزرق على شكل الطائر إلى داخل المتجر، لكنه عاد سريعًا.
‘ما الذي كان يفعله بالضبط؟’
أمالت إيرينا رأسها بحيرة. لكنها كانت متأكدةً من شيء واحد، المصباح الذي يحمله الدوق الآن هو هديةٌ لها.
خفضت إيرينا نظرتها إلى الأرض.
رغم يقينها بذلك، شعرت أنه من الأفضل التظاهر بعدم معرفة الأمر حتى يتم تقديمه لها.
حتى لو عُرض عليها، ظنت بأنها يجب أن ترفضه مرة واحدة على الأقل بدافع الأدب.
“……؟”
لكن، حتى بعد مرور وقتٍ طويل، لم يتم إعطاؤها المصباح.
رفعت إيرينا بصرها بحذرٍ لتنظر إلى لوغان، الذي كان يسير بارتياحٍ في الشارع، مظهرًا وجهًا يوحي بعدم معرفته بأي شيء.
في النهاية، لم تستطع كبح نفسها وسألته أولاً.
“ذلك المصباح الذي تمسكه……أليس لي؟”
“بلى.”
“إذًا أعطني إياه.”
“هممم، هل علي ذلك؟”
نظر لوغان إلى المصباح في يده مرة، ثم إلى إيرينا مرة أخرى، وأشار بيده و كأنه يطلب منها الاقتراب.
عندما اقتربت إيرينا بتردد، قادها فجأة إلى زقاقٍ مظلم، ثم مد يديه أمامها.
“هنا.”
عندما رمشت إيرينا بعينيها في حيرة، شكّل لوغان مساحةً دائرية بين يديه وأشار لها مجددًا و كأنه يقول لها أن تنظر.
عندما مالت برأسها بحذرٍ لتنظر الى داخل الدائرة، كان الطائر الأزرق يتوهج.
بالطبع، لا شيء غريب في أن المصباح يضيء، ولكن……
“أليس هذا المصباح بلا شمعة؟”
“نعم.”
فتح لوغان يديه و كأنه يطلب منها أن تنظر بشكلٍ مريح أكثر.
رغم أن الظلام اختفى وأصبحت الإضاءة أقل سطوعًا مما كانت عليه قبل قليل، إلا أن الطائر لا يزال يشع بضوءٍ خافت وهادئ.
“كيف يضيء إذاً؟”
رفعت إيرينا الطائر الأزرق بيدها. إذا كان هناك شمعةٌ بداخله، يجب أن يكون هناك شعورٌ بالتذبذب في الضوء.
لكن الطائر الأزرق كان ينبعث منه ضوءٌ ثابت دون أي تذبذب.
“لقد وضعَ حجرٌ مضيئٌ بداخله.”
“حجرٌ مضيء؟”
أومأ لوغان برأسه.
“انه حجرٌ يمتص الضوء خلال النهار ثم يضيء في الظلام، وكان مفيداً جدًا في الحرب.”
بينما كان لوغان يتحدث، كان هناك شيء مرير في عينيه.
“في ساحة المعركة، الضوء الذي لا يصدر دخانًا كان ثمينًا.”
مد يده وأصاب الطائر الأزرق الذي كان على يدي إيرينا، ليجعله يتحرك قليلاً.
“الآن، سأعطيكِ إياه.”
“…….”
“لن أحتاجهُ بعد الآن.”
وأضاف بصوتٍ خافت وكأن كلماتها على وشك الاختفاء.
لكن كلمات لوغان لم تكن خافتةً لدرجة أن إيرينا لم تسمعها.
“إذاً، استخدمتهُ في الحرب.”
كانت إيرينا قد قرأت في الروايات أن العدو كان يتم تحديد موقعه باستخدام دخان النيران.
إذاً، كان الدوق قد استخدم هذا الحجر باهتمامٍ كبير.
“حسناً.”
أومأت إيرينا برأسها بينما كانت تمسك بالطائر الأزرق بحذر.
“سأحتفظ به بعناية.”
ابتسمت إيرينا وهي تحمل الطائر الأزرق. كان حقًا هديةً أحبتها من كل قلبها.
طائرٌ أزرق يمثل دوقية وينفريد وحجرٌ يضيء من تلقاء نفسه، لا شيء كان يبدو غريبًا أو عاديًا.
عندما رأى أن إيرينا تحب هديتها أكثر مما كان متوقعًا، مسح لوغان مؤخرة عنقه بخجل.
ثم مد يده وأمسك بيد إيرينا.
“إذاً، هل نكمل التجوال؟ قد لا نتمكن من تناول الطعام، لكن المشروبات ستكون ممكنة.”
“هل يمكنني أن أشرب؟”
ارتفعت نبرة إيرينا بسعادة. فقد كانت تشعر بالتعب بسبب الصيام المفاجئ الذي فُرض عليها منذ وقت سابق.
كانت الشوارع مليئةً بروائح الطعام اللذيذ، وكان كل متجرٍ يعرض الكعك والمشروبات المصنوعة يدويًا لبيعها.
“فقط كأسٌ واحد.”
كما لو كان لوغان يفهم مشاعر إيرينا، أومأ برأسه وهو يخرج من الزقاق.
“همم.”
انطلقت عيون إيرينا بسرعة وهي تمسك بالفرصة الوحيدة المتاحة لها.
“إذاً، أريد أن أجرب ذلك.”
كانت إيرينا تشير إلى زجاجةٍ كبيرة مليئة بالنبيذ.
كان مشروبًا يحتوي على نبيذٍ أحمر مُنكّه بأنواع مختلفة من الفواكه.
كانت ترغب في تذوقه منذ اللحظة التي دخلت فيها الزقاق.
“هل تعنين ذلك حقاً؟”
تقلصت عيون لوغان وكأنه كان يفكر في الأمر.
“هل سبق لك أن شربتِ النبيذ؟”
هزت إيرينا رأسها.
“لكن دلفيا قالت لي من قبل بأن طعمه لذيذ.”
‘قالت إن طعمه حلوٌ ومحتوى الكحول فيه ضعيف لدرجة أنه يشبه مشروبًا عاديًا، أليس كذلك؟’
كانت دلفيا دائمًا ما تذكر ذلك.
بلعت إيرينا ريقها وجمعت يديها معًا بتوسل، فاستسلم لوغان في النهاية.
تنهد وهو يومئ برأسه.
“تحبين الطعم الحلو، أليس كذلك؟”
“نعم!”
“إذاً يجب أن نجد مكانًا يستخدم الكثير من الفواكه.”
“هل الطعم يختلفُ من مكان لآخر؟”
“نعم، كل متجرٍ يصنعه بطريقةٍ مختلفة.”
بينما كان يجيب، بدأ لوغان ينقل نظره بسرعة، وعينيه توقفت عند مكانٍ بعيد قليلاً حيث كانت سيدة مسنّة تبيع مع الأطفال.
كان السعر أغلى قليلًا مقارنةً بالأماكن الأخرى، لكن الزجاجات كانت مليئةً بالفواكه بشكل وفير.
“هل نشتريه من هنا-“
“سأنتظرك!”
رفعت إيرينا صوتها بحماس، فابتسم لوغان بخفة وسار نحو الزحام.
‘ما هو طعمه يا ترى؟’
بينما كانت إيرينا تنتظر ممسكةً بمصباح الطائر الأزرق، شعرت بشخصٍ يربت على ظهرها.
“……؟”
‘من هذا؟’
التفتت لتتحقق من الشخص الذي لمسها، وابتسم وجه إيرينا عندما رأته.
“مرحبًا.”
“م-مرحبًا.”
ابتسم الطفلُ بوجهٍ شاحبٍ قليلاً، كان هو نفسه الذي باع بإيرينا الزهرة التي اهدتها للوغان.
عندما رأته في المرة السابقة، بدا الطفل مرحًا، لكن اليوم كان هناك شيءٌ غريب فيه.
كان يحاول تجنب التواصل البصري، وكانت نظرته تتحرك بتوتر، ووجهه كان شاحبًا.
“هل تشعر بألمٍ في مكان ما؟”
“…….”
هز الطفل رأسه بصمت. وكانت نظرته ما تزال موجهةً إلى الأرض.
كان هناك شيءٌ غير طبيعي.
“هل……؟”
همست إيرينا بحذر.
“هل تحتاج إلى مساعدة؟”
نظر الطفل إلى إيرينا للحظة ثم أغلق عينيه بإحكام و أومأ برأسه بالإيجاب.
“أرجوكِ، أرجوكِ ساعديني مرة واحدة فقط……”
كانت كلمات الطفل، التي حملت طلب مساعدةٍ يائسة، تصل إلى أذن إيرينا بشكلٍ أوضح.
______________________________
اثاري عندهم طاقة شمسية حركات يالتطور 😂
لوغان ندمان انه ماخلا ايرينا تنطق اسه من قبل ها عسا قلت لك اخطبها بس انت ماتسمع🙂↔️
المهم البزر ذاه اذا معه مصايب ينقلع شوي تو ماخلص الموعد
Dana