As Long As you Are Happy - 84
“…….”
رمشت إيرينا وكأنها تحاول فهم الموقف الحالي، ثم استقامت في جلستها.
“هل أنت محرجٌ الآن، يا دوق؟”
“كفى.”
تراجع لوغان بصمتٍ إلى الخلف، وكان وجهه أكثر احمراراً من ذي قبل.
تلألأت عينا إيرينا.
رغم أنها لم تعرف الدوق لفترةٍ طويلة، إلا أن هذه كانت المرة الأولى التي تراه بهذا الشكل.
‘كنت أظن أنه دائمًا إما متجهم أو يتصرف بمكر.’
لكنه لم يكن كذلك. اتضح أن لديه هذا النوع من التعبيرات أيضًا.
ولسببٍ ما، كان من الممتع رؤيته محرجًا بسببها.
‘هل أتمادى قليلاً؟’
تدفقت روح الدعابة لديها فجأة. و تظاهرت إيرينا بعدم معرفة أي شيء وأمالت رأسها بفضول.
“لكن أنت حقًا لطيفٌ للغاية.”
“……توقفي، سيدة إيرينا.”
كلما مالت إيرينا بجسدها نحو لوغان، ازداد ميلهُ للخلف.
“أنا جادة. لدرجة أنني لا أفهم لما لا يلاحظ الآخرون ذلك.”
كانت تتكلم بصدقٍ الآن، لكن رغبتها في الاستمتاع بالأمر هي ما ظهر على السطح.
وعندما اقتربت إيرينا أكثر وأمالت رأسها أكثر، حدق لوغان جانبًا بارتباك، وأطلق تنفساً صغيراً وكأنه في مأزق.
عاد بنظره إليها، لكن عيناه بدتا وكأنهما تحملان شيئًا من الاستياء.
‘لا ينبغي أن أتمادى أكثر.’
كانت متأكدة بأنه إذا استمرت في المزاح، ستتجاوز حتمًا نقطة اللاعودة.
“أنا جادةٰ حقًا……”
بدأت إيرينا تتراجع بجسدها ببطء، لكن لوغان كان أسرع منها.
“……!”
قبل أن تعود إلى وضعها الطبيعي، كان لوغان قد استقام فجأة بجسده، فاصطدم وجهها بجسده الصلب.
قبل أن تفقد توازنها، كانت أصابعه قد انزلقت بين خصلات شعرها.
“قلتُ……”
سُمعَ صوت تنهدٍ طويل فوق رأسها.
“أن تتوقفي.”
بينما كانت إيرينا تسمع دقات قلبه تتردد في أذنيها، تجمدت في مكانها.
“أخبرتكِ بأنكِ قد تعضين لسانكِ.”
‘هل كان صوت الدوق منخفضًا بهذا الشكل دائمًا؟’
كان هذا هو التفكير الوحيد الذي راودها.
بدأت أنفاس إيرينا تصبح أسرع تدريجيًا، بينما كانت دقات قلبه تتردد في أذنيها بطريقةٍ مريحة وممتعة.
بصمت، بدأت إيرينا تعبث بأصابعها.
“إلى أن نصل إلى المنطقة التجارية، ابقي على هذا النحو.”
قال لوغان ذلك وهو يمرر أصابعه عبر شعرها وكأنه يمشطه. و لم يكن أمام إيرينا، التي دفنت وجهها، سوى أن تهز رأسها بالموافقة.
كم من الوقت مر على هذا الحال؟
عندما أوقف لوغان حصانه أمام متجرٍ يبعد قليلاً عن المنطقة التجارية، كان أول من ترجل عن الحصان برشاقة.
ثم مد يده نحو إيرينا التي لا يزال وجهها محمرًا.
حركت إيرينا عينيها للحظة، ثم وضعت يدها بخفة على يده القوية.
أمسكت بيده التي شعرت بأنها لن تهتز أبدًا، ونزلت من الحصان.
“……؟”
من المفترض أن يترك يدها الآن، لكن لوغان استمر في إمساكها.
عندما رفعت إيرينا رأسها لتنظر إليه ورمشت بعينيها في تساؤل، غطى لوغان وجهها فجأة بعباءته.
‘ما هذا؟’
“مرحبًا.”
سُمع صوتٌ غريب فجأة. قرفعت إيرينا طرف العباءة قليلاً لترى، فإذا بشخص يبدو بأنه صاحب المتجر يخرج من اليهم.
“هل ترغب في ترك الحصان هنا؟”
“نعم، أرجو أن تهتم به حتى المساء.”
“يبدو أنكم تنوون مشاهدة إطلاق المصابيح. ولكن إذا استأجرتم الإسطبل حتى الليل، فقد يكون السعر مرتفعًا قليلاً……”
قال ذلك بينما يلقي نظرةً خفية على الحصان الذي جاء به الاثنان.
‘أي نوع من السلالات هذا الحصان؟ إنه أكبر بمرتين من الحصان العادي.’
ربما لهذا السبب، كان الحصان يبعث شعورًا كبيرًا بالرهبة.
‘بالطبع، إذا كان صاحبه بهذا الحجم، فلا بد أن يكون الحصان كبيرًا ليتحمله.’
حتى أثناء حديثه، كان صاحب المتجر يراقب الرجل بحذر.
رغم أن مظهره يبدو عاديًا……و لم يكن هناك أي شيء ملفت في الملابس التي يرتديها.
لكن بنيته الجسدية، وملامح وجهه……
لم يكن هناك أي جانبٍ يُشعركَ بأنه يمكن الاستخفاف به، كما أكدت خبرة صاحب المتجر التي تمتد لعشرين عامًا في العمل التجاري.
‘عادةً، مثل هؤلاء الأشخاص لا يدفعون المال كما يجب……’
فالثراء غالبًا ما يأتي مع البخل. ألم يكن ذلك الرجل الذي أودع حصانه هنا قبل فترة كذلك؟
لم يترك سوى ثلاث عملاتٍ فضية، مدعيًا أن الإسطبل قديم ولا يستحق أكثر من ذلك.
كم مضى على تركه للحصان؟ بل إنه طلب أيضًا مكانًا خاصًا لعربة إضافية، مما جعل استخدام الفناء الخلفي شبه بمستحيل.
كان غضب صاحب المتجر يتصاعد، فحتى لو دفع قطعتين من الذهب لما كان ذلك كافيًا.
‘أي عائلة تلك التي يحمل حصانهم شعار الأفعى والكتاب؟’
ضغط الرجل على شفتيه ليمنع الغضب من الظهور. كان عليه الآن أن يتعامل مع الزبون الذي أمامه أولاً.
“هل يناسبك ذلك؟ بالإضافة إلى أننا نقدم أيضًا العلف في متجرنا.”
قال ذلك، لكن عينيه انجذبتا إلى شخص آخر. المرأة التي جاءت على نفس الحصان مع الرجل.
رغم أنها كانت ترتدي عباءةً بنية تغطي معظم ملامحها ولم يظهر سوى فمها، إلا أن مظهرها يوحي بأنها جميلةٌ بطريقة ما.
حُجبت رؤيته فجأة، وفي نفس اللحظة انقطع تفكيره تمامًا.
عندما رفع صاحب المتجر رأسه، وجد الرجل يحدق به من الأعلى، مانعًا إياه من النظر إليها.
هل يعني ذلك “لا تنظر”؟
بالطبع، إذا كان الأمر كذلك، فعليه أن يمتنع عن النظر فورًا!
“العلف الذي نقدمه من أفضل الأنواع، نصنعه يوميًا أنا وابنتي بأنفسنا.”
تحدث صاحب المتجر على عجل وهو يثبت نظره على لوغان فقط.
عندها أخرج لوغان كيسًا من جيبه وأخذ منه بضع عملات معدنية.
“امزجوا العلف بالشوفان.”
كانت العملات التي وضعها في يد صاحب المتجر خمس قطع فضية.
شهق الرجل في دهشة. فالرجل الذي فكر به سابقًا لم يدفع سوى ثلاث قطع فضية.
أما الآن، فقد حصل على خمس قطع مقابل استئجار الإسطبل لنصف يوم فقط!
“شكرًا جزيلًا!”
انبثقت كلماتُ الشكر من أعماقه دون وعي.
“سأعتني بالحصان بأقصى ما أستطيع!”
أومأ لوغان برأسه واستدار عائدًا مع إيرينا.
من خلفهم، ظهر صاحب المتجر وهو يسرع نحو المتجر وكأنه يرافق الحصان بعناية، و يتمتم.
“يا لها من قطعةٍ رائعة!”
“دوق.”
سألته إيرينا بهدوء، بينما لا يزال وجهها مغطى جزئيًا بالعباءة.
“هل ستترك الحصان هنا؟”
“لا يمكننا التجول في المهرجان ونحن نسحب الحصان، أليس كذلك؟”
“أجل، هذا صحيح.”
نظرت إيرينا مجددًا نحو المتجر وكأنها متعجبة.
‘بدا وكأنه متجر عادي، لكن هل يوجد شيء مميزٌ فيه؟’
عندما دققت النظر، لاحظت وجود لوحة خشبية تحمل رسمة حصانٍ معلقة أسفل اللافتة.
“هل يترك النبلاء الآخرون خيولهم في أماكن مثل هذه أيضًا؟”
“عادةً، يأخذ الخدم الخيول ويعودون بها إلى القصر، أو يظل الفارس مع الخيول. أما هذه الأماكن، فهي تُستخدم غالبًا من قِبَل المسافرين.”
بعد سماع تفسير لوغان، أمالت إيرينا رأسها قليلاً إلى الجانب.
“سمعت أن الفنادق تقدم خدمة رعاية الخيول أيضًا.”
بالتأكيد، ألم ترَ ذلك في رسالة البارون كيريك؟
“ليس كل النبلاء أثرياء.”
“آه……”
أومأت إيرينا برأسها وكأنها قد فهمت الأمر أخيرًا.
“حسنًا، الآن لا تشغلي بالكِ بالحصان.”
قال لوغان ذلك وهو يسحب إيرينا بلطف نحوه.
“حان الوقت لنستمتع الآن.”
التقت نظراتهما، وأومأت إيرينا برأسها مجددًا، وابتسامةٍ مشرقة ارتسمت على وجهها.
“لكن، ما رأيكِ لو بدأنا بمناداة بعضنا بأسمائنا؟”
“ماذا؟”
اتسعت عينا إيرينا باندهاش أمام كلامه المفاجئ.
كان يتحدث عن الاستمتاع بالمهرجان، ثم فجأة يطلب منادات بعضهما بأسمائهما؟
“بالنسبة لي، لا بأس بأن أناديكِ كما أفعل عادةً، سيدة إيرينا.”
قال لوغان هذا بينما نقر بلطفٍ على أنفها بطرف إصبعه.
“أنتِ تناديني بـ الدوق، أليس كذلك؟ إذا ناديتي عليّ يا دوق وسط المهرجان، سيهرب الجميع.”
“أوه، هذا صحيح.”
بالتأكيد، كانت كلمات الدوق منطقية.
في هذه الإمبراطورية، هناك دوقان آخران، لكن كلاهما ليس من النبلاء المركزيين. بل كانا يركزان أكثر على أراضيهما، متجنبين مراقبة العائلة الامبراطورية.
‘لكن الدوق الوحيد في العاصمة هو الدوق وينفريد، أليس كذلك؟’
حتى أن الشائعات السيئة عن الدوق وينفريد ما زالت منتشرةً في الشوارع.
أي أنه في اللحظة التي تناديه فيها إيرينا بـ دوق، قد يهرب الجميع من الخوف.
“…….”
بينما تخيلت الأشخاص الآخرين يهربون من الرعب، شعرت إيرينا بقليلٍ من الضيق وأعربت عن ذلك بتجاعيد على وجهها.
“يبدو أن اقتراحي لم يعجبكِ، إذًا، دعيني أقدم لكِ بديلاً بسيطًا……”
“لا!”
قاطعت إيرينا اقتراح لوغان على الفور.
‘أليس هذا هو الوقت المناسب؟ حان الوقت لي أيضًا لأناديهُ باسمه كحبيبة الدوق.’
“إذاً، دعني أسمع منك أولًا.”
بالطبع، حتى لو كان الوقت مناسبًا، لم تكن تملك الشجاعةَ لذلك.
كانت إيرينا تحاول كسب الوقت بتوجيه الطلب إلى الدوق نفسه.
‘حتى لو كنتِ تنادينني عادةً بـ سيدة إيرينا، أعتقد أن الأمر سيأخذ بعض الوقت بالنسبة له، أليس كذلك؟’
وفي هذا الوقت، يمكنها أن تتمرن في ذهنها وتكون جاهزةً عندما يحين دورها.
‘حسنًا، دعينا نتمرن……إذا ناديتُه فجأة من البداية، فسيؤثر ذلك على قلبي، لذلك يجب أن أتمرن قليلاً……دوق وينفريد، سيدي الدوق، لوغان……’
“إيرينا.”
رفعت إيرينا رأسها وأخذت تنظر إلى لوغان متفاجئة. بينما كان هو يبتسم برقة.
“إيرينا.”
لقد كان مجرد نطقه لاسمها، فكيف يمكن لذلك أن يجعل قلبها ينبض هكذا؟
كان الأمر غير معقول.
لكن إيرينا كانت تشعر بقلبها ينبضُ بشدة.
“إيرينا.”
عندما ناداها مجددًا، لم تستطع التحمل أكثر. فخفضت إيرينا رأسها.
عندها، أمسك لوغان ذقنها بحذر، ثم جعلها تدير وجهها نحوه.
“ألن تنطقِ باسمي؟”
لم تستطع إيرينا النظر إلى وجهه، و لأنه كان يقف بالقرب منها، حولت عينيها إلى الجانب، حتى وإن كانت تشعر بجانب وجهها الآخر مضغوطًا بنظراته.
“حقًا؟، لن تنطقِ به؟”
كان يجب أن تقول اسمع، عليها أن تناديه باسمه.
لكن شفتيها لم تتحرك كما تريد. كانت تخرج أنفاسًا بصعوبة، ثم تغلق فمها مجددًا.
رآها لوغان فضحك قليلًا، ثم أمسك خديها بكفيه بلطف. وكان نظره مثبتٌ بشكل طبيعي عليها.
“أشعر بالاحباط.”
قال ذلك بوجهٍ لا يبدو عليه الاحباط على الإطلاق.
“الا يمكن أن تناديني باسمي؟”
“…….”
عبست إيرينا وكأنها في ورطة، ثم أمالت رأسها مجددًا. لكن عينيها عادتا للنظر إلى لوغان.
نظر إليها لوغان مباشرةً وتحدث بصوتٍ منخفض.
“ناديني باسمي.”
“…….”
بدأت إيرينا تحرك شفتيها، ثم بلعت ريقها وأغلقت فمها بإحكام قبل أن تستطيع التحدث.
“لو……لوغان.”
كانت عيونها ترمش بسرعة، وفي النهاية قالت الاسم مرة أخرى جيداً.
“لوغان.”
كانت هذه المرة أكثر وضوحًا. و لم يتمكن لوغان من تحمل الأمر، فابتسم بخفة وقبل شفتيها للحظة.
“هل يسعدكَ الأمر لأنني ناديتكَ باسمك فقط؟”
كأنها تطلب منه أن يتركها أخيرًا، تحركت إيرينا وسألته، وكان صوتها مليئًا بالخجل وكأنها ستبقى على هذا الحال حتى تموت.
“نعم، أنا سعيد.”
ابتسم لوغان.
“لقد أعجبني حقاً، إيرينا.”
_______________________________
يجننون مجانيني😭😭😭😭😭 لوغان لحاله مجنون بس يهبل 😘
يعني راعي المتجر واضح كبير تخش ايرينا عنه يالغيران ليه؟ امووت عالغيور ياناااااس🤏🏻
اذا مشى ذا الموعد بدون مشاكل انا راضيه بال11 فصل الجانبيه
Dana