As Long As you Are Happy - 82
‘ماذا أفعل؟’
“……ينا.”
‘ماذا عليّ أن أفعل؟’
“……دة إيرينا!”
‘أي خيارٍ عليّ اتخاذه؟’
“سيدة إيرينا!”
“……!”
رفعت إيرينا رأسها في دهشة. كانوا أمامها دلفيا و السيد ريو، والسيد ليتون، وحتى بقية الفرسان الآخرين.
الجميع في قاعة الطعام تجمعوا وهم ينظرون إليها بعيونٍ قلقة.
“هل أنتِ بخير؟”
كان ريو أول من سأل.
“لقد ناديناكِ مرارًا ولكنكِ لم تردي، نحنُ قلقينَ عليكِ.”
“ألا تفضلين تناول الطعام في غرفتكِ، سيدة إيرينا؟”
تدخلت دلفيا.
“يبدو أن النزول إلى قاعة الطعام كان مرهقًا جدًا بالنسبة لجسدكِ المرهق بالفعل.”
“هذا صحيح.”
أضاف السيد ليتون.
“ألا ترين أنه من الأفضل استدعاء الطبيب الخاص، السيد بارن، لفحص حالتكِ الصحية؟”
“آه……”
مع تدفق القلق كالمطر، أدركت إيرينا أخيرًا حالتها.
قبل يومين، عندما أغميَ عليها من كثرة البكاء، عادت مع الدوق إلى القصر بعد لقائهما بالإمبراطورة.
وفي تلك الليلة، لم يتمكنوا بالطبع من الذهاب إلى المهرجان الذي كان من المفترض أن يخرجوا إليه معًا.
الجميع نصحها بمقابلة السيد بارن، لكنها رفضت في ذلك الوقت لأن رأسها كان ممتلئًا بالأفكار.
أرادت فقط أن ترتب أفكارها بنفسها.
وهكذا، تركت الدروس والتدريبات وكل شيء، وبقيت في غرفتها لأكثر من يوم.
ولكن مهما فكرت، لم يتغير شيء.
لهذا قررت اليوم أن تحاول استعادة حياتها المعتادة، فنزلت إلى قاعة الطعام لتتناول الطعام مع الآخرين.
‘هل كنت متيبسةً بهذا الشكل؟ كم من الوقت مضى؟’
نظرت إيرينا إلى الملعقة التي كانت تمسكها بيدها.
كانت الملعقة ممتلئةً بالحساء، لكنها ظلت غارقةً في التفكير إلى أن انزلق الحساء تمامًا. عندها وضعت الملعقة بسرعة.
“لا، لا بأس.”
نظرت إيرينا إلى الأشخاص الذين تجمعوا حولها بابتسامةٍ مطمئنة.
“أنا بخير الآن! بصراحة، انه أمرٌ محرج لأنني بكيت إلى أن أغمي عليّ.”
“سيدة إيرينا…….”
“لقد أصبحتُ بخيرٍ حقًا الآن.”
بينما كانت تحاول تبرير حالتها بهذه الطريقة.
‘لماذا؟’
كلما تحدثت أكثر، بدا أن نظرات الشفقة في أعين من حولها تزدادُ عمقًا.
“سيدة إيرينا.”
وضع السيد ريو يده على كتفها.
“لا تضغطي على نفسكِ كثيرًا.”
كانت تريد أن تقول بأنها بخيرٍ حقًا، لكنها أغلقت فمها عندما رأت نظراتهم المتوجهة إليها.
“سيدة إيرينا، قد تبدو الأمور بسيطةً بالنسبة لكِ منذ البداية، لكن الحزن الناتج عن فقدان عائلة ليس أمرًا هيناً أبدًا.”
أومأ الفرسان الذين تجمعوا حولها برؤوسهم تأييدًا لكلام ريو.
“صحيح، حتى لو شعرتِ بأنكِ بخير، فإن الحزن يهاجم فجأة، مثل موجاتٍ لا تنتهي. لذا يجب عليكِ زيارة السيد بارن بالتأكيد.”
تقدم أحد الفرسان خطوة إلى الأمام.
“السيد بارن شخصٌ متمكن في هذا المجال، وسيكون بالتأكيد عونًا لكِ.”
“إذا شعرتِ بالحزن فجأة في أي وقتٍ لاحق، فلا تحبسي دموعكِ. البكاء يساعد كثيرًا.”
“بالنسبة لي، شرب شايٍ دافئ كان مفيدًا. على الأقل، عندما يصبح الجسم دافئًا، يتحسن الحال قليلاً.”
“مهما كنتِ مرهقة، البقاء في الغرفة طوال الوقت ليس جيدًا. التعرض لأشعة الشمس والخروج مع الأصدقاء أو الآخرين يمكن أن يكون مفيدًا.”
“حتى إذا لم تشعرِ بالجوع، لا تتوقفِ عن الأكل. إذا فعلتِ ذلك، فإن قلة الطاقة ستزيد من استنزافكِ للحزن لاحقًا. لذا، لا تفوتي وجباتكِ أبدًا.”
“الكحول ليس حلاً جيدًا. أتمنى ألا تلجئي إلى الشرب فقط لأنه يبدو فعالاً.”
بعد أن بدأ أحد الفرسان الحديث، بدأ الجميع يتحدثون عن طرقهم للتغلب على الحزن واحدةً تلو الأخرى.
ورغم أن كل شخص قال جملةً واحدة فقط، كان عدد الحاضرين كبيرًا لدرجة أن الاستماع لكل شيءٍ أصبح صعبًا.
رمشت إيرينا بعينيها في دهشة.
في الواقع، كانت تشعر ببعض الإحراج لأنها فقدت وعيها من البكاء.
لم تكن حقيقةَ فقدان والديها شيئًا اكتشفته لأول مرة أثناء الطقوس، بل كانت تعلم ذلك بالفعل وعانت منه بما فيه الكفاية.
ومع ذلك، شعرت وكأنها لم تستطع التحكم في مشاعرها في ذلك اليوم.
لكن رغم ذلك، كان الجميع يهتمون بها بشكل مفرط، وهو ما جعلها تشعر بالحرج أكثر.
‘آه، صحيح…….’
كلٌ من الحاضرين هنا قد مر بتجربة فقدان شخصٍ عزيز.
كان فرسان دوقية وينفريد، حتى قبل عامٍ واحد فقط، يجوبون ساحات القتال.
بل إن بعضهم شارك في الحرب منذ سنٍ صغيرة، في أوائل مراهقتهم.
لذلك، لا بد أن كل واحدٍ منهم قد فقد شخصًا ما.
فقدوا عائلة، حبيبًا، صديقًا، أو زميلًا، وعانوا من ذلك الألم.
‘لهذا يبدون كل هذا الاهتمام بي.’
لأنهم اختبروا جميعًا الألم الذي شعرت به أثناء الطقوس. هم يفهمون ما يعنيه فقدان الأشخاص.
“……نعم.”
أومأت إيرينا برأسها وابتسمت.
“سأحاول أن أعمل بنصائحكم.”
عند إجابتها، أضاءت وجوه الحاضرين حولها بالارتياح.
“تشجعي!”
“سيدة إيرينا، بإمكانكِ التغلب على هذا!”
“إذا أردتِ توصياتٍ لكتبٍ جيدة، لا تترددي في القدوم إليّ.”
“ولا تنسي زيارة السيد بارن بالتأكيد!”
بعد أن ألقى كل منهم تعليقًا أخيرًا، تفرق الجميع ليعودوا إلى طعامهم.
“أوه.”
ابتسمت دلفيا قليلاً، بينما كانت تضع الملعقة في فمها.
“عادةً، هم ليسوا من النوع الذي يهتم بالأشخاص الشكل، لكن يبدو أنهم قلقون للغاية بشأنكِ، سيدة إيرينا.”
“صحيح.”
أكد السيد ريو على دلفيا كما لو كان ذلك أمرًا بديهيًا، بينما وضع قطعةَ خبز وشريحة لحمٍ إضافية في طبق إيرينا.
“ففي النهاية، الجميع يحبون السيدة إيرينا.”
“هذا صحيح، هذا صحيح.”
وافقته دلفيا، وهي تضع شطيرةً خاصة من صنعها في طبق إيرينا، تتكون من مربى ولحمٍ مقدد.
“حتى لو لم يُظهروا ذلك، فهم يهتمون بكِ كثيرًا، سيدة إيرينا.”
بعد ذلك، تبادلا دلفيا والسيد ريو بضع كلماتٍ أخرى.
تحدثا عن كيف أن الجميع، سواء من خارج فرسان الفيلق أو من داخله، بما في ذلك السيدة هيلبريترن، والخادم إرن، وحتى السيد بايدن والعاملين في القصر، كانوا جميعًا قلقين بشأنها.
‘إنه شعور جميل.’
ضحكت إيرينا بخجل، رغم أنها سببت القلق للجميع.
كانت مجرد فكرة أن هناك من يهتم بها تجعلها تشعر بالسعادة.
‘أن يكون الجميع قلقين علي هكذا… إنه شعورٌ لطيفٌ للغاية.’
أرادت أن ترد الجميل لأولئك الذين كانوا يهتمون بها.
“حسنًا!”
قالت إيرينا ذلك بحماسة، وهي تلتقط الشوكة بيدها.
“سأنهي طعامي بالكامل! وسأزور السيد بارن أيضًا!”
“هذا رائع، سيدة إيرينا!”
“بإمكانكِ فعلها!”
“نحنُ نشجعكِ!”
وسط تشجيع الجميع، بدأت إيرينا بجرأة في تناول كل الطعام الذي وُضع في طبقها.
***
“أوه……”
وكما هو متوقع، انتهى بها الأمر بأن تعاني من اضطرابٍ في المعدة.
كانت إيرينا تمسك بطنها بيد، وتغطي فمها باليد الأخرى، ووجهها شاحبٌ تمامًا.
“لقد أصبتِ بعسر الهضم.”
قال السيد بارن وهو يضغط على المنطقة بين إبهامها وسبّابتها برفق، ثم أضاف.
“بل إنه عسر هضمٍ شديد.”
كان السيد بارن، الذي أظهرت كل تجاعيد وجهه خبرته الطويلة، يضغط شفتيه في استياء بينما بدأ بإحضار مجموعة متنوعةٍ من الأعشاب من الخزانة ليعدّ علاجًا لها.
عند رؤية ذلك، تساءلت دلفيا بصوتٍ منخفض.
“هل يجب أن تعد دواءً جديداً؟ عادةً كنت تحضر الدواء بسهولة.”
“بالطبع.”
أجاب السيد بارن بينما كان يزن بتلات الزهور المجففة على الميزان.
“لم يصب أحدٌ في وينفريد بعسر الهضم من قبل، بل أن جميعهم كانوا يأتون وهم يشكون من أنهم لا يشعرون بالشبع رغم الأكل.”
“آه……صحيح. الجميع يقولون أنهم لا يعرفون أين يذهب طعامهم. هل هناك متسولٌ في بطوننا؟”
هزّت دلفيا رأسها وفرقت شفتيها في استياء.
نظر السيد ريو إلى دلفيا بنظرةٍ غريبة، ثم كاد أن يُمسكها من قميصها مجددًا.
بينما كان ذلك يحدث، أنهى السيد بارن تحضير الدواء بسرعة ودقة، ثم قدم لإيرينا كوبًا من الماء والدواء.
“شكرًا لكَ.”
“على الرحب والسعة. بفضل السيدة، صنعت دواءً لم أعدّه منذ فترة.”
“هاها.”
لم تعرف إيرينا كيف تعبر عن مشاعرها. لكنها ابتلعت الدواء والماء الذي كان في يدها فوراً.
“……!”
ثم بدأت الدموع تتجمع في عينيها.
لقد تحول وجهها، الذي كان شاحبًا، إلى اللون الأزرق.
‘طعمهُ مر!’
أمسكت بفمها على عجل وكأنها ستتقيأ، مما جعل السيد بارن يضحك بخفة.
“هل هو مرٌ جدًا بالنسبة لكِ؟”
“…….”
“أوه، كان يجب عليّ تحضير بعض الحلوى. الجميع هنا يبتلعونها و كأنها طامٌ عادي.”
رأت إيرينا كيف نظر السيد بارن حوله ببطءٍ وبهدوء وكأنه توقع ذلك، بينما كانت هي تؤكد برأسها بشدة.
في تلك الأثناء، بدأت إيرينا تشعر بأن لسانها يصبح خدرًا. فأغمضت عينيها بشدة.
ماذا كانت هذه المكونات التي جعلت الدواء مرًا لدرجة أنها شعرت وكأنها ستفقد وعيها؟
“آه.”
مع الطعم المألوف، فتحت إيرينا شفتيها دون أن تشعر.
وسط مرارة الدواء، دخلت حلاوةٌ لزجة ودافئة، مما خفف عنها قليلاً.
‘ما هذا؟’
بدأت إيرينا تحرك فمها. وكلما فعلت ذلك، انتشرت الحلاوة بشكلٍ أسرع وأعمق.
“……شوكولاتة؟”
“نعم، شوكولاتة.”
عندما سمعت الصوت المألوف، رفعت رأسها. و التقت عيناها مع عيني الدوق، الذي كان يراقبها وهو يعقد ذراعيه.
أخذ نفسًا عميقًا، ثم مد يده إليها.
“هل أصبحتِ أفضل الآن؟ سمعتُ أنكِ قررتِ الخروج لتناول الطعام في قاعة الطعام، ولكن لم أتوقع أن تعانين من عسر الهضم.”
حدقت إيرينا في الدوق.
كانت هذه أول مرة تراه بعد عودتهم من المعبد.
“سيدة إيرينا؟”
كلما طال نظر إيرينا إلى لوغان، بدأ تعبيره يظهر وكأنه لا يفهم لماذا تنظر إليه هكذا.
ثم، بعد لحظةٍ من التفكير، نظر إليها مجددًا ومال بجسده قليلًا للأمام.
“هل ما زلتِ تشعرين بالألم؟”
كان صوته دافئًا.
كان صوته يعود إلى شخصٍ يهتم بها بصدقٍ ويحبها، وكان أيضًا صوتُ الشخص الذي تحبه هي.
كان الصوت أحلى وأشدُّ من الشوكولاتة التي كانت تذوب في فمها، وكان يلامسها بشكل أعمق وأثقل.
“…….”
استمرت إيرينا في النظر إلى لوغان. وكلما طال الوقت، كانت التجاعيد بين حاجبيه تتعمق أكثر.
“يبدو أنهُ شيءٌ لا يمكنها تحمله.”
أخذ لوغان نفسًا عميقًا وأدار جسده بعيدًا.
“سيد بارون، هل يمكنك فحص حالة السيدة ايرينا مرة أخرى؟”
“أنا، بخير.”
تحدثت اخيرا.
“كنت فقط متفاجئةً قليلاً.”
أمسكت إيرينا بذراع لوغان بينما ابتسمت بلطف.
“…….”
لكن، ربما شعر لوغان أن إيرينا غريبةٌ بعض الشيء، فحنى حاجبيه قليلاً وسألها مجددًا.
“أنتِ بخيرٍ حقًا؟”
مع هذا السؤال، أومأت إيرينا برأسها.
“بالطبع.”
كان هو من يخفي تلك الحقيقة التي لم تكن تعرفها حتى الآن. لكن، لن تحتاج إلى معرفتها بعد الآن.
“أنا حقًا بخير.”
لم ترغب إيرينا في فقدان هذه الحلاوة التي كانت تشعر بها بوجوده.
______________________________
الفرسان يجننوووون😭
ايرينا اجعها بطنها من شطيرة دلفيا انا متأكدة🥰
المهم نقدر نقول خلاص؟ ايرينا مب محاوله تكتشف وش السالفه صح؟ يعني مافيه سوء فهم ههههههععههتاااااا
Dana