As Long As you Are Happy - 81
معركة فيدان.
ألم تقل دلفيا والسيد ريو من قبل أن والديها قد توفيا في تلك المعركة؟
‘لكن لماذا ظهر هذا الحديث فجأة الآن؟ هل أثارت المناسبه الذكريات السيئة؟’
حبست إيرينا أنفاسها وركزت سمعها لحديثهما.
“لماذا تذكر هذا فجأة؟”
“لا شيء، فقط هكذا بدون سبب.”
كان صوت الأدميرال فريدريك خاليًا من الحيوية إلى حدٍ ما.
“عندما رأيت الآنسة إيرينا تبكي اليوم، شعرت بأن الأمر قد يكون أكثر صدمة مما توقعت عندما تكتشف الحقيقة.”
‘أكثر صدمة مما توقع؟ ما معنى ذلك؟’
شعرت إيرينا بالخوف فجأة.
كلمات الأدميرال فريدريك جعلتها تشعر وكأن هناك أخبارًا أسوأ تنتظرها.
‘لكن هذه كلمات غامضة، لا أفهم معناها.’
وهذا ما جعلها تخاف أكثر. و تشعر برعبٍ أكبر.
‘كيف يمكن أن تكون هناك أخبار سيئة أخرى، خاصة أكثرُ صدمة من وفاة والديها؟’
لا يمكن.
‘هل يمكن أن يكون الخبر هو أنني يجب أن أغادر قصر الدوق وينفريد؟’
عندما فكرت في الأمر، تذكرت أن الوقت الذي يمكنها البقاء فيه في قصر دوق وينفريد كان محدودًا.
‘حتى أكون سعيدة.’
والآن، لقد أصبحت إيرينا سعيدة. لم يعد بإمكانها القول، حتى ولو كذبًا، بأنها ليست سعيدة.
إضافةً إلى ذلك، بما أن البارون و البارونة كيريك قد زارا القصر، ربما يكون السبب هو إرسالها إليهما.
كانت فكرةً غير معقولة. فلم يكن لها أي علاقةٍ بمعركة فيدان التي ذكرها الأدميرال فريدريك منذ البداية.
لكن، بطريقةٍ ما، شعرت وكأنها قد تصبح واقعًا قريبًا، مما جعل إيرينا تعبس دون وعي منها.
“يجب أن تبقى جاهلة.”
خرج صوتهُ عذب لكنه هادئ، مليءٌ بنبرةٍ رقيقة.
امتدت يد لوغان بحذر لتلامس خدها بلطف، ثم ضغطَ على ما بين حاجبيها.
“هل تراودها الكوابيس؟”
“ربما، فقد أغمي عليها أثناء الاستماع إلى الحديث عن الكونت و الكونتيسة ليونيد.”
سمعت إيرينا صوت تنهدٍ خافت من الأدميرال فريدريك، مشحونًا بأسى عميق.
“على أي حال، ما الذي قصدته عندما قلت بأنكَ ستبقيها جاهلة؟”
“قصدتُ ما قلته بالضبط.”
بقيت إيرينا مغمضة العينين كما هي. بل لم تستطع حتى تحريك إصبعً واحد. و كان نظر لوغان ثابتًا عليها.
“سأجعلها جاهلةً بالأمر.”
لمسة يده ُالرقيقة، كعادتها دائمًا، انسابت على وجهها.
“إلى الأبد؟”
ساد الصمتُ لوهلة. و ربما هز لوغان رأسه بالنفي.
“لو كان الأمر بيدي، لوددتُ أن تبقى جاهلةً إلى الأبد. فهي ضعيفةٌ لدرجة أنها بعد ذرفت الدموع انهارت.”
وكأن يده تقول لها ألا تعقد حاجبيها، ضغط برفق بين حاجبيها، ثم انزلقت ببطء عبر أنفها حتى لامس شفتيها.
“لكن أمور البشر لا تسير دائمًا كما نشاء.”
ضغط بإبهامه بخفة على شفتها السفلى. يبدو أن الجرح الذي عضت عليه من قبل قد انفتح مجددًا، مما جعلها تشعر بوخز.
حاولت إيرينا جاهدةً ألا تعبس دون وعيٍ منها.
“سأجعلها تتكيف تدريجيًا.”
ابتعدت نظرته ولمسته عنها للحظات.
“تتكيف؟”
“نعم.”
سمعت صوت الدوق وهو يفتح شيئًا ما.
“لكي لا تتعرض لصدمةٍ عن علمها. سأساعدها على التكيف مع كل شيءٍ خطوةً بخطوة.”
سرعان ما شعرت بشيءٍ لزج يلامس شفتيها. وقد كان مرهمًا.
“سأحسب كل شيء وأتأكد من أنه في حدود ما تستطيع التكيف معه.”
لامست أصابعه المغطاة بالمرهم شفتيها، ثم انزلقت قليلاً بين شفتيها المفتوحتين قليلاً.
لامس طرف إصبعهِ لسانها، لتشعر بطعم المرهم المرّ.
“وفي النهاية، ستتمكن من تقبل كل شيء.”
تحدث الدوق بصوتٍ خافتٍ قليلًا.
“……إذاً.”
عاد صوت الأدميرال فريدريك، منخفضًا عن مستواهُ العادي هذه المرة.
“ألهذا السبب تحميها بهذا الشكل؟”
“عن ماذا تتحدث؟”
“أقصد السيدة إيرينا.”
سُمع صوت استناد الأدميرال فريدريك إلى شيءٍ ما.
“هي بالكاد تخرج من القصر.”
كان تركيز إيرينا كله منصبًا على كلمات الأدميرال.
“حتى في الأحياء الفقيرة، لم تستطع مغادرة ذلك الزقاق. لكن الآن؟ كل ما في الأمر أن المكان الذي هي محبوسةٌ فيه قد تغير ليصبح قصر وينفري-“
“كارل.”
انقطعت كلمات الأدميرال فيدريك فجأة.
لامس شيءٌ من القماش شفتيها، وكأنه يمسح المرهم الذي خرج عن حدود شفتيها.
“كارل فريدريك.”
ابتعد الصوت مرة أخرى، وسمعت صوت حركةِ جسد.
“أنت شريكي في هذا.”
“…….”
“أليس كذلك؟”
ساد صمتٌ طويل، ثم جاء الرد على السؤال ببطء.
“نعم.”
كان صوت الأدميرال فريدريك يحمل نبرة ًوكأنه قد استسلم.
“أنا في صفكَ يا لوغان.”
عاد الصمت مرة أخرى.
لم يكن لدى إيرينا أي فكرةٍ عما يجري، وشعرت بالإحباط يتصاعد بداخلها.
‘هل أفتح عيني؟ هل أسألهم عن معنى ما قالوه للتو؟’
في العادة، كانت لتفعل ذلك.
على الأقل عندما يتعلق الأمر بأمورٍ تخص الدوق، كانت تجد الشجاعة في نفسها لفعل أي شيء.
لكن لسبب ما……
“…….”
شعرت هذه المرة بأنها يجب أن تبقى صامتة.
“……صحيح.”
لم يخرجُ الرد إلا بعد انتظارٍ طويل.
تنهد الأدميرال فريدريك بعمق قبل أن يتحدث مجددًا.
“لكن، ماذا عن المهرجان؟ لا أعتقد أن السيدة إيرينا ستكون في حالةٍ تسمح لها بالذهاب حتى لو استيقظت.”
بدا صوت الأدميرال وكأنه يحاول تغيير الأجواء، وعاد إلى نبرته المعتادة المشرقة.
“يمكنها الذهاب عندما تتحسن. المهرجان لن ينتهي في يومٍ أو يومين.”
“آه، أنا غيور.”
سُمع صوت الأدميرال فريدريك وهو يتنهد طويلاً.
“لقد تم رفضي مؤخرًا، وليس لدي حتى أحد ليخرج معي.”
“……؟”
“لوغان يا صديقي~”
“لا.”
“آه، لماذا؟ لقد قلتُ قبل قليل بأنني في صفكَ، أليس كذلك؟ وأعلنت ذلك بطريقةٍ رائعة جداً.”
“لكن هذا لا يعني أنني سأخرجُ معك. لا أريدُ ذلك.”
“آه! هذا قاسٍ حقًا، يا رجل.”
سُمع صوت الأدميرال فريدريك وهو يتذمر.
“ربما يجب أن أبحث عن حبيبةٍ أيضاً.”
“ستجدها سريعاً فأنتَ محتالٌ لعوب.”
“..أنتَ……”
أصبح الصوت خشنًا بعض الشيء، لكن الأجواء بدت أكثر لطفًا وكأنه مجرد مزاح.
“آه، كفى. سأذهبُ الآن.”
سُمع صوت الأدميرال وهو ينهض من مكانه.
“عندما تستيقظ السيدة إيرينا، أبلغها تحياتي.”
“حسنًا.”
أُغلقَ الباب، تاركًا الغرفة فارغة للوغان وإيرينا.
لامست يده وجهها مرة أخرى.
لمِس خدها، وجسر أنفها، وزاوية عينيها.
كانت لمسته بالكاد تُحَس، لكنها استمرت لوقتٍ طويل.
“إيرينا.”
انخفض صوته أكثر.
“إيرينا ليونيد.”
اقتربت أنفاسه منها، و كانت حرارتهُ واضحةً بما يكفي لتشعر بها.
“حبيبتي.”
بدا أن نظرته تخترقها بعناد وإصرارٍ لا يتزحزح.
“هل أنتِ مستيقظةٌ الآن؟”
شعرت إيرينا بعرقٍ بارد يسري على ظهرها.
‘هل يجب أن أخبرهُ بأنني مستيقظة؟ أم يجب أن أقول أنني استيقظت لكنني بالكاد أستطيع سماع ما قيل؟’
كما لو أن مئات الأفكار انفجرت وانتشرت مثل النار ثم اختفت فجأة.
“……ربما لا.”
ابتعدت أنفاسه.
طق-، طق-
سُمع صوت طرقٍ على الباب، ثم تبعهُ صوت صريرٍ وكأن الدوق نهض.
“أعتذر للمقاطعة، سيدي. جئت للاطمئنان على حالة السيدة ليونيد.”
“يبدو أنها تحسنت كثيرًا، ولكنها ما زالت غير واعية.”
“أوه، لا داعي للقلق كثيرًا. إنهُ فقط بسبب البكاء الشديد. إذا استيقظت، تأكد من إعطائها بعض الماء.”
“كم كوباً من الماء ستحتاج؟”
“كوبٌ واحد سيكون كافيًا. لأنها عطشة، ربما ستشرب بمفردها، ولكن إذا لم ترغب في الشرب، يجب أن يكون هناك من يساعدها.”
فجأة، بدا أن الزائر الذي لا تعلمُ بعد إذا كان طبيبًا أم كاهنًا، تذكر شيئًا فلوح بأصابعه.
“بالمناسبة، قبل قليل، كانت الإمبراطورة تبحث عن الدوق وينفريد.”
“الإمبراطورة؟”
“نعم، قالت بأنها ترغب في التحدث عن شيءٍ يتعلق بحفلٍ ما.”
“إذاً، دعنا نذهب الآن. أين هي الإمبراطورة؟”
“ما زالت في قاعة الانتظار الكبرى. كانت تتحدث مع كل شخص لتقديم تعازيها.”
“سأستعد وأذهب.”
سُمع صوت إغلاق الباب. ثم، سُمِعت أصواتٌ خفيفة وكأنها حركة ملابس لوغان.
ثم تلى ذلك صوت صبٍّ الماء، وبعد ذلك صوت قلمٍ على الورق.
بعد فترةٍ قصيرة، توقفت خطواتٌ سريعة أمامها.
“سيدة إيرينا.”
أكمل الحديث بصوتٍ خافت، وكأنهُ كان يخشى أن تستيقظ.
“سأذهب للقاء بالإمبراطورة. لقد وضعتُ الماء على الطاولة، اشربيه ببطء.”
همهم لوغان بصوته.
“سأعود قريبًا، لذا نامي بهدوء.”
شعرت إيرينا بشيءٍ ناعم يلمس جبينها ثم يبتعد. و بعدها سُمِعَت خطواته مبتعدة و أُغلق الباب بعده.
انتظرت حتى ابتعدت خطواته بما فيه الكفاية.
“هاه……”
نهضت إيرينا، وأخذت نظرةً سريعة حول المكان الذي كانت ممددة فيه.
كان المكان صغيرًا.
يبدو أنه كان غرفةً مخصصة للزوار الذين يبيتون في المعبد.
“الطاولة……”
توجه نظر إيرينا إلى الطاولة، وبالتحديد إلى ما كان موضوعًا عليها.
على الطاولة الدائرية، كان هناك كوبٌ من الماء وملاحظةٌ مكتوبة.
اقتربت أكثر، ثم لاحظت شيئًا لم تكن قد رأتهُ من قبل.
على طبق أبيض، كان هناك بعض البسكويت موضوعٌ بشكل غير مرتب.
نهضت إيرينا واقتربت من الطاولة لتمسك بالملاحظة.
صحيح أنها كانت عطشى، لكن كان من المهم أن تبدأ بهذا أولًا.
[سأذهب لألتقي بالإمبراطورة. سأعود قريبًا، لذا تأكدي من شرب الماء وتناول الوجبة الخفيفة وانتظريني هنا. لكن، إن كان من الصعب عليكِ الانتظار، يمكنكِ القدوم إلى قاعة الانتظار.]
كانت هذه هي الملاحظة التي تركت منه، بجانب كوب الماء.
وأيضًا البسكويت.
‘البسكويت؟’
مدت إيرينا يدها وعضت قطعةً من البسكويت.
كما توقعت، كان هذا من صنع السيد بايدن، طاهي قصر وينفريد.
عندما اكتشف أنها تحب أن تتناول المكسرات مثل اللوز والفول السوداني، بدأ بايدن في إضافة المكسرات بشكلٍ كبير إلى البسكويت.
‘هل أحضر هذا من القصر؟’
ربما علم بأن إيرينا كانت تبكي كثيرًا، لذلك من المحتمل أن السيد بايدن جلب هذه الأشياء معهُ عمدًا.
ابتسمت ايرينا بامتنان، ثم مدت يدها لتأخذ رشفةً من الماء، ولكن في اللحظة الأخيرة، لفت نظرها آخر جزءٍ من الملاحظة مكتوبٌ في الأسفل.
[أتمنى ألا تبكي كثيرًا، إيرينا.]
لقد بدا أن الحبر قد انتشر بشكلٍ دائري، كما لو أنه كان يحاول التفكير طويلًا في ما يجب كتابته أو كيف يعبر عن كلامه.
“…….”
‘ماذا يجب أن أفعل؟’
تذبذبت عيون إيرينا.
لم يكن هذا الشعور غريبًا بالنسبة لها. من المؤكد أن هناك شيئًا ما يخفيه الدوق عنها.
شعرت بأنها إذا بدأت في كشف ذلك، ستفقد هذا اللطف إلى الأبد.
_________________________
ايه عشان كذا اسمعي كلامه واجلسي جاهله وتكيفي لين يعلمس بلييييز لاتسوين شي 😭
يعني المجنون لوغان يحبس ويعشقس وشوي شوي بيخطبس على ضمانتي عشان كذا تكفييين اهجدي 😘
ادري انه لازم تعرف لأنه عن أهلها بس المشكله لوغان الغبي بيشرح لها الموضوع وكأنه هو الغلطان وانه هو الي قتلهم والصدق لا!
يعني هو فجأه شال فوق كتوفه الجيش المحاصر وكان لازم يفوز يعني مب ذنبه بس الغبي حاط ان الذنب ذنبه وجعاعع
ودي شي واحد بس ، ان ايرينا اذا درت تقول له مب ذنبك وتنتهي السالفه😔
Dana