As Long As you Are Happy - 80
‘لماذا أصبحت الأمور على هذا النحو؟’
تزعزعت نظرات سناير.
كانت الأمور تسير على ما يرام بالتأكيد، لكن أنفاسها بدأت تصبح أكثر اضطرابًا.
عندما حوّلت سناير نظرها قليلاً، وقعت عيناها على أفراد عائلتها بوجوهٍ جامدة.
حتى شقيقها الذي كان دائمًا في صفها، ووالدتها اللطيفة، كانت وجوههم قاتمة.
وخصوصًا، كان الشخص الذي تبدو تعابير وجهه الأسوأ….
“……”
كان ذلك هو والدها، الكونت فلورنس. وتحت نظراته، انخفض رأسها تلقائيًا.
بدأ قلبها ينبض بقوةٍ أكبر.
دوم-……دوووم-… دوووم-!
‘لابد أن هذا الجو بسبب ما قاله أخي لوغان قبل قليل، أليس كذلك؟’
بعد ذلك الحديث الذي تمتم به بهدوء……وجه والدها أصبح جامدًا تمامًا فور سماعه.
‘ما الذي قاله؟ هل يُعقل أن اخي لوغان قد أدرك ما قمت به وأخبرهم؟’
‘لا! لا يمكن أن يكون كذلك!’
كان الحديث قصيرًا جدًا. وبالتأكيد لم يلاحظ شيئًا. فقد كنت حذرةً للغاية في كل تحركاتها.
في الحقيقة، كانت سناير تخفي عن عائلتها أنها استغلت جايسير لسرقة بعض الوثائق.
كانت تعرف جيدًا أن ما قامت به تجاوز حدود المزاح ووقع في نطاق الجريمة الخطيرة.
‘كل شيء على ما يرام. لا أحد يعلم.’
كانت يداها المتشابكتان، كما لو أنها تترجا، تغرورقان بالعرق.
‘كل شيءٍ على ما يرام!’
على الرغم من أن وفاة البارون بارودون لم تنتهي بالنتيجة التي أرادتها، إلا أن بقية الأمور سارت وفق خطتها.
أخي لوغان أمسك فقط بالسطح الظاهر، وهي جايسير.
وبما أنه لم يقم بأي تصرف إضافي، يبدو أنه لا يعلم إطلاقًا أنني كنت متورطةً في الأمر.
“…….”
حبست سناير أنفاسها.
منذ قليل، كان ولي العهد يلقي خطبته، والكاهن يؤدي قسمه، لكنها لم تستطع سماع أي شيء.
الشيء الوحيد الذي تردد في أذنيها كان صوت ضربات قلبها.
‘منذ متى أصبح قلبي ينبض بهذه القوة؟’
شددت سناير قبضتها على يديها المشبوكتين.
‘كل شيءٍ على ما يرام!’
امتلأت عينا ساينر بخيوط الدم.
حتى لو اكتُشفت، حتى لو حدث ذلك، أليس لدي بالفعل اثنان مستعدان ليشنقا نفسيهما بدلًا عني؟
لذلك، لن تكون هناك أي مشكلة، أليس كذلك؟
رفعت سناير رأسها عالياً.
وسط الكم الهائل من النظرات المسلطة عليها، لم تنسَ أن تذرف دمعةً لتبدو وكأنها مجرد فتاةٍ صغيرة متألمة.
عندما مسحت دموعها وهي تشهق بخفة، شعرت بلمحةٍ من التسامح في أعين الناس حولها.
“……”
عند نهاية نظرات سناير التي أصبحت ضبابية بفعل الدموع، رأت ظهر إيرينا التي انسدلت خصلات شعرها الذهبي.
رغم ارتدائها لثوبٍ أبيض بسيط مزين بأقل قدرٍ من الحُلي، إلا أن حضورها لم يكن ليتلاشى.
على العكس، كانت كل حركةٍ صغيرة منها بارزة بوضوح.
مجرد إشارة بيدها، و اهتزازُ شعرها، أو حتى فتح عينيها وإغلاقهما، كل ذلك كان كافياً لجذب الأنظار نحوها.
عندما عضّت إيرينا شفتيها خلال حديث الكاهن وأظهرت ملامح الألم، انطلقت أصوات التنهدات من كل مكان.
وعندما بدأت في الشهيق بخفة وهي تذرف دموعها، أمسك لوغان، الذي كان جالساً بجانبها، بيدها.
“…….”
كانت سناير، التي كانت تراقب هذا المشهد بعينيها، تشعر وكأن أحشاءها تلتف وتشتعل.
ما كان قبل لحظاتٍ شعورًا بالتوتر والقلق تحول الآن إلى إحساسٍ بالظلم والغضب.
‘من المفترض أن يكون ذلك مكاني.’
كانت هي المرشحة الأكثر جذبًا للأنظار كعروسٍ في المجتمع الأرستقراطي.
كانت حديث الجميع، ولم تكن الإمبراطورة نفسها استثناءً من ذلك.
“يا للعجب، كيف يمكن أن تكون بهذا الجمال؟”
ألم تقل الإمبراطورة هذه الكلمات يوم ظهورها الأول؟
“ها هي جوهرة الإمبراطورية. يمكن للكونت فلورنس أن يفتخر بتنشئة ابنةٍ بهذا القدر من الجمال.”
في تلك اللحظة التي سمعت فيها تلك الكلمات، شعرت وكأنها امتلكت العالم بأسره.
عروس المستقبل التي اعترفت بها الإمبراطورة بنفسها……بتلك الجملة فقط، تضاعفت قيمتها مراتٍ عديدة.
كان الناس يتوافدون يوميًا إلى منزل الكونت فلورنس فقط لرؤيتها. وكانت تتلقى دعواتٍ من كل حفلة، تطلب حضورها شخصيًا.
أينما ذهبت، كانت كل الأنظار والثناءات موجهةً نحوها.
لكن من كان يظن أن ينتهي بها الحال بهذه البؤس في لحظةٍ واحدة؟
‘ما حدث لي كله بسببها.’
حتى وقوعها في هذه الأفعال السيئة، وحتى كره أخيها لوغان لها، وحتى توقف الناس عن مدحها والإشادة بها……
كل ذلك، كل شيء، كان بسبب إيرينا ليونيد.
‘بما أنها نشأت في الأحياء الفقيرة، فلا شك في أنها أغرت أخي بجسدها الوضيع.’
شددت سناير قبضتها حتى أصبحت أطراف أصابعها بيضاء.
‘يجب التخلص منها. بأي طريقة كانت، يجب أن أتخلص منها.’
لكن……كيف؟
منذ وفاة البارون بارودون وحتى الآن، حاولت سناير جاهدةً التفكير بحل، لكن دون جدوى.
لم تستطع إيذاءها بشكلٍ مباشر لأن فرسان وينفريد كانوا دائمًا بالقرب منها، ولم يكن من السهل إلحاق الضرر بها بأي طريقةٍ أخرى أيضًا.
الشيء الوحيد الذي يمكنها فعله هو السخرية منها في حفلات الشاي أو المجتمع الراقي، ولكن……
‘حتى هذا لم يعد يجدي نفعًا على ما يبدو.’
ألم تعامل أفراد عائلتها منذ قليلٍ بوقاحة وجرأة؟
كيف يمكن أن أفقدها كل احترامها في غضون أيامٍ قليلة فقط؟
‘الورقة الوحيدة التي أملكها ضدها هي أنها من الأحياء الفقيرة.’
لكن حتى هذا لم يكن مدعومًا بأدلةٍ قوية، فقط عقدٌ بيع مكتوب عليه اسم “رات”.
عقدٌ واحد فقط لم يكن كافيًا ليكون دليلًا دامغًا.
‘ثم هناك ذلك الشخص ذو الرداء البني الذي جلبته كانا، لكنه لم يعد ينطق بكلمةٍ واحدة منذُ وفاة البارون.’
ما الذي يفكر فيه؟
ربما الخطأ من البداية كان في وثوقها بشخصٍ ظهر فجأة في الشارع.
عقلها كان يدور في فوضى، وبينما كانت تغرق في أفكارها، بدأت مراسم الحفل تقترب من نهايتها.
“لقد عانيتم جميعًا كثيرًا خلال الحرب.”
ملأت كلمات ولي العهد، التي كانت تبدو ضعيفةً ولكن ذات قوة داخلية، قاعة المعبد الهادئة.
“لن تنسى عائلتنا الإمبراطورية تضحياتكم أبدًا.”
عند كلمات ولي العهد، أطلق الجميع العنان لدموعهم التي كانوا يكتمونها بصعوبة.
كل الجالسين في المقدمة كانوا ممن فقدوا عائلاتهم، و أحباءهم، أو أصدقاءهم.
انتشرت أصوات البكاء التي تشبه الصراخ في أرجاء القاعة. و كان ولي العهد يمسك أيديهم واحدًا تلو الآخر ليواسيهم.
“…….”
نظرت سناير حولها بخفة قبل أن تخفض رأسها. وعندما رفعت رأسها مجددًا، كانت الدموع تنهمر على خديها.
“……فيزي، أخي العزيز.”
بدأت تبكي وهي تذكر اسم قريبٍ بالكاد كانت تربطها به علاقةٌ وثيقة أو تواصل يذكر.
الجالسون في الأمام كانوا غارقين في مشاعرهم، بينما من يجلسون في الخلف كانوا أكثر وعيًا بما يجري.
لذلك، كان من المؤكد أنهم يراقبون بدقة من يبكي ومن لا يفعل.
‘آه، لا أريد أن أبكي.’
فالبكاء يجعل وجهي يصبح في حالةِ فوضى، لهذا، كنت أرغب في تجنبه قدر الإمكان.
لكن، كان يجب أن أستعيد سمعتي التي تضررت بسبب ما حدث قبل قليل.
“فيزي، أخي العزيز……!”
عندما تعثرت سناير، أمسك بها السيد فلورنس الذي كان جالسًا بجانبها.
“سناير!”
“لا بأس عليكِ، سناير.”
“أختي الصغيرة كانت مفزوعة جدًا.”
كانت الكونتيسة والسيد فلورنس يحاولان تهدئة سناير التي كانت تبكي كما لو كانت طفلةً صغيرة.
“يا إلهي، يبدو أن الآنسة فلورنس كانت قريبة جدًا من فيزي بيرفيل.”
كانت تبكي بشكلٍ مؤلم جدًا. حتى أن ولي العهد توقف عن خطواته وعاد نحوها.
“نعم، بالفعل……”
أومأ الكونت فلورنس برأسه بحزنٍ عميق وهو ينظر إليها.
“ابنتي كانت تحب فيزي كثيرًا.”
“يا إلهي……”
نظر الكونت إلى سناير بنظرةٍ أصبحت أكثر ليونة.
‘لحسن الحظ، لقد نجحت.’
لقد ساعدت في تحسين سمعة العائلة، وبالإضافة إلى ذلك، بما أن ولي العهد أصبح قريبًا، فربما أصبح النبلاء أكثر تسامحًا.
تنهدت ساينر بارتياح في سرها.
الآن، كانت تخطط للانتظار حتى تجد اللحظة المناسبة لتسقط بشكلٍ دراماتيكي……
“الآنسة ليونيد!”
توجهت الأنظار بشكلٍ تلقائي نحو الضجة.
كانت الإمبراطورة تقف هناك بوجهٍ مذهول، بينما بدا وجه لوغان مرتبكًا، حيث أصبح الخط المستقيم لملامحه ضبابيًا.
وفي ذراعيه……
“أحضِروا الطبيب! الآنسة ليونيد فقدت وعيها!”
كانت إيرينا فاقدةً للوعي في أحضانه. و بدا ما حول عينيها محمرًا، وكأنها قد بكت كثيرًا.
توجهت الأنظار تلقائيًا إلى هناك. بينما كانت سناير تطحن أسنانها في أحضان أخيها.
لقد كانت تكره ذلك الشيء حقًا.
***
‘لا أشعر بالراحة’
شعرت بشيءٍ باردٍ على جبينها، وكأن هناك شيءٌ ما يرتفع.
رغبت في مد يدها ولمس جبينها، لكن حتى تحريك أصابعها كان أمرًا صعبًا.
كانت تشعر كما لو أنها مستلقيةٌ منذُ وقتٍ طويل في مكانٍ ما. وكان النسيم الخفيف الذي يلامس وجهها باردًا.
‘آه، صحيح.’
لقد فقدتُ الوعي قبل قليل.
كانت كل كلمةٍ قالها ولي العهد تبدو وكأنها كانت تتحدث عن حياتها.
من البداية حتى النهاية، لم تفعل سوى البكاء بلا جدوى.
‘مع ذلك، لم أكن أعتقد أنني سأفقد الوعي.’
‘في الماضي، حتى عندما كنتُ لا أتناول الطعام بشكل كافٍ ولا أنام جيدًا، لم أفقد الوعي أبدًا.’
لكن الآن، بينما تأكل جيدًا و تنامُ جيدًا، شعرت وكأنها تضعف بشكلٍ متزايد.
أطلقت إيرينا صوتًا يشبه الأنين وهي تحاول فتح عينيها المغمضتين بصعوبة. لكن، كما لو أن شخصًا ما كان يضغط على محيط عينيها، لم تتمكن من فتحهما.
بعد أن بذلت جهدًا لبضع دقائق، استسلمت إيرينا في النهاية.
‘ربما لا أستطيع بسبب التوتر والبكاء.’
لقد قابلت الإمبراطورة والولي العهد في حالةٍ من التوتر، وبكيت لساعات، لذلك كان لا بد أن يحدث هذا.
‘لا مفر من ذلك.’
أغمضت عينيها لبضع لحظات.
ولكنها لم تكن نائمة. بل كانت تغلق عينيها وهي مستيقظة.
ومع حجب الرؤية، أصبح سمعها أكثر حساسية. و فجأة، سمعت صوت الباب يفتح.
‘من الذي يدخل؟ هل هو الدوق؟ هناك صوتان.’
ركزت إيرينا على أذنها للاستماع. و أصبح الصوت الخافت أكثر وضوحًا.
“……يبدو أنها لم تستفق بعد.”
“لندعها ترتاح قليلاً……”
كان الصوت يعود إلى الدوق والأدميرال فيدريك.
و الآن أصبح الحوار أكثر وضوحًا.
‘آه.’
شعرت بشيءٍ عند حافة السرير، كما لو أن هناك شخاصاً جلسَ عليه.
‘هل يجب أن انهض؟’
في نفس الوقت، شعرت بيد تمشط شعرها.
“لوغان، لا داعي للقلق كثيرًا. ستستيقظ قريبًا. كما قال الطبيب الامبراطوري، أليس كذلك؟”
“……نعم.”
كانت نبرة صوت الدوق منخفضة، كما لو أنه كان في حالةِ صدمة بسبب سقوط إيرينا المفاجئ.
كانت ترغب في أن تخبرهم بأنها استفاقت، لكن لم يكن لديها القوة حتى لرفع جفن واحد.
مر وقتٌ طويل حتى شعرت أنه حان الوقت لفتح عينيها.
“لكن، في الحقيقة، يا لوغان……”
فتح الأدميرال فيدريك فمه فجأه.
“معركة فيدان.”
‘معركة فيدان؟’
كان عقلها المربك من كثرة البكاء لا يستطيع تذكرها فورًا.
“هل السيدة إيرينا لا تعرفُ شيئاً عنها بعد؟”
‘آه، تذكرت الآن.’
كانت تلك المعركة التي توفي فيها والديها.
__________________________
يمه لا تكفون لاتقولون شي الا سوء الفهم مابيه😭
ترا تكفى تهز الرجاجيل!
ياخوفي كارل متعمد يقول شي لأنه لاحظ ان ايرينا واعيه؟ عشانه حبها يبيها؟ لا بليز وش ذا الفكره الخايسه
المهم سناير تستس بمرتبة الحمار😘
Dana