As Long As you Are Happy - 79
“…….”
ظل الكونت فلورنس وإيرينا ينظران إلى بعضهما البعض دون أن ينطقا بكلمة.
“أتفهم ذلك.”
كان الكونت هو من بادر بالتحرك أولاً، حيث ارتسمت على شفتيه ابتسامةٌ رقيقة.
“لقد وصلتني مشاعر الآنسة ليونيد. آمل فقط ألا تشعرِ بأي عبءٍ بسبب كلماتنا.”
لكن عينيه لم تكن تبتسمان. بل كانتا تحدقان بها بنظرةٍ حادة، وكأنه على وشك افتراسها.
كانت تلك نظرةٌ تبعث شعورًا واضحًا بالضغط على الطرف الآخر.
ومع ذلك، لم يكن لتلك النظرة أي تأثيرٍ على إيرينا.
“لا بأس. لم أشعر بعبءٍ كبير.”
بالطبع، لم يكن ذلك غريبًا، فقد نشأت إيرينا بين أشخاصٍ يحملون نظرات مماثلة.
الأشخاص الذين كانوا يراقبونها باستمرار، يتساءلون متى ستكبر، ومتى سيكون الوقت مناسبًا لتسليمها إلى البارون بارودون، فقط لتخرج من حي الفقراء.
بِن، الذي كان يضايقها دائمًا أثناء مراقبتهِ لها، وبعض الأشخاص في حي الفقراء الذين كانوا يكرهونها، متهمين إياها بالحصول على امتيازاتً خاصة منه.
وأولئك الذين انساقوا مع الكراهية، معتقدين أنه من المقبول مضايقتها لأن الجميع يكرهونها.
لقد عاشت حياتها محاطةً بنظراتٍ مليئة بالكراهية من أشخاص تمنوا لو أنها تختفي، و تكافح بين الحياة والموت.
لذلك، كيف يمكن أن تخشى الآن نظرة الكونت؟
“إذاً، هل يمكننا إنهاء الحديث هنا؟ يبدو أن الإحتفال على وشك أن يبدأ.”
“……”
مع ابتسامةِ إيرينا، اختفت الابتسامة عن شفتي الكونت.
تحولت نظرته قليلاً نحو الآخرين.
من الواضح أن الأشخاص الذين كانوا يتحدثون عن إيرينا قبل قليل، أصبحوا الآن يتحدثون عن سناير.
كانت كلماتٌ تتساءل عما إذا كان قد ارتكبت خطأً كبيرًا يستحق كل تلك الأحاديث.
“……كما تشائين، آنسة ليونيد.”
عاد الكونت للابتسام، لكن هذه المرة كانت ابتسامةً باردة مختلفة عن السابقة.
آمل أن نلتقي مرة أخرى.”
“نعم آملُ ذلك.”
ابتسم كلٌ من إيرينا والكونت، وفي تلك اللحظة، تقدم الكاهن الذي كان يقف بهدوءٍ على الجانب بحذر.
“إذا كان ذلك مناسبًا لكما، يمكنني أن أرتب لكم مكاناً آخر.”
على الرغم من أن أجواء المحادثة لم تكن سيئة، إلا أن البرودة التي شعروا بها في الجو كانت كافية للكاهن القريب لاستيعاب التوتر.
لذلك ربما أعاد تقديم اقتراحه لعائلة الكونت فلورنس لتغيير المكان.
ظنت إيرينا أن عائلة الكونت ستوافق على الانتقال، فمررت يدها على شعرها لتعيد ترتيبه.
“تصادف أن زوجة الماركيز سافينو لم تتمكن من الحضور بسبب مرضٍ مزمن، لذلك أصبح هناك مقعد شاغرٌ في المقدمة.”
قال الكاهن ذلك بينما ينظر إليها.
“ما رأيكِ، آنسة ليونيد الكونتيسة؟”
رمشت إيرينا بعينيها.
“هل تقصدني أنا؟”
“نعم، يبدو أن نقل شخصٍ واحد أفضل من نقل مجموعةٍ بأكملها.”
لكن من الواضح أن الكاهن كان يراقب تعابير الكونت فلورنس منذ البداية. كما كان يراقب نظرات سناير قبل ذلك.
قبضت إيرينا يدها بلطف ثم فتحتها مجددًا، وابتسمت.
“لا أرى سببًا يدعوني لتغيير مكاني، أيها الكاهن.”
“عذرًا؟”
نظر الكاهن إلى إيرينا بدهشة، وكأنه توقع منها أن توافق على الفور.
“لا الكونت فلورنس ولا أنا نرى أي داعٍ لتغيير أماكننا، أليس كذلك؟”
“ألن يكون ذلك غير مريح بالنسبة لكِ؟”
“من أي ناحيةٍ تقصد؟”
أمالت إيرينا رأسها وكأنها لا تفهم حقًا ما يعنيه.
“لقد انتهى حديثنا بشكل جيد، أليس كذلك؟”
ثم ابتسمت وهي تنظر إلى أفراد عائلة الكونت.
“أليس كذلك؟”
عند سؤالها مرة أخرى، تصلبت ملامح سناير، وكان نفس الشيء ينطبق على السيد الشاب لعائلة فلورنس.
أما الكونتيسة، فقد أدارت رأسها بعيدًا، بينما كان الكونت ينظر مباشرةً إلى إيرينا.
“نعم. آنسة ليونيد محقة.”
ابتسم الكونت فلورنس.
“لما سنحتاج إلى تغيير المكان؟”
“صحيح.”
ابتسمت إيرينا أيضًا، وابتسم الكونت. لكن الكاهن الذي كان يراقب هذا المشهد شعر في داخله بأن الأمر سيكون أفضل لو تم إبعادهما عن بعضهما بأي طريقة.
“آه، أيها السادة.”
كان الكاهن على وشك اقتراح تغيير الأماكن مجددًا، عندما قاطعه فجأة شخصٌ آخر.
“هل هناك مشكلة؟”
كان كارل فريدريك، بشعره المربوط للخلف ومرتديًا زي البحرية الأبيض الكامل مع القبعة.
“أخي فريدريك!”
اتسعت عينا سناير باندهاش. وعندما رآها كارل، ضاقت عيناه بابتسامةٍ مشرقة.
“أوه، من هذه؟ أليست هذه الآنسة سناير فلورنس؟ كم مضى من الوقت منذ آخر مرة التقينا؟”
“لقد مر وقتٌ طويل. هل أنتَ بخير، أيها أدميرال فريدريك؟”
تدخل السيد الشاب لعائلة فلورنس بين كارل و سناير، محييًا كارل بعد غيابٍ طويل.
نظر كارل إليه مبتسمًا ابتسامةً عريضة.
“نعم، لقد مر وقت طويل. لكن، ماذا كنتم تفعلون جميعًا حول الآنسة ليونيد؟”
“كنا نتحدث مع الآنسة ليونيد عن حفل الظهور الأول، أدميرال.”
تقدمت الكونتيسة للإجابة.
“يبدو أن حضور حفل الظهور الأول دون مرافقة أمرٌ صعب، أليس كذلك؟”
“آه، بالتأكيد.”
أمال كارل رأسه قليلاً، وكانت نظرته موجهة نحو السيد الشاب. وعلى شفتيه ارتسمت تلك الابتسامة المعتادة التي تحمل دائمًا طابعًا مازحًا.
“لكن مع ذلك، أليس من المزعج الاستمرار في عرض شيء قد تم رفضه بالفعل؟”
“…….”
‘أليس كذلك؟”
أطلق كارل ضحكةً مبتهجة وهو يحتفظ بابتسامته الماكرة، بينما حاول السيد الشاب أن يبتسم بشكل متردد ومحرج.
“على أية حال-!”
كان كارل على وشك قول شيءٍ آخر، لكنه تمايل فجأة وكاد أن يسقط.
وعلى الرغم من أنه كاد أن يصرخ بشكلٍ محرج، إلا أنه تمكن بصعوبة من إغلاق فمه في اللحظة الأخيرة.
ضيق كارل عينيه عندما التفت لينظر إلى الشخص الذي جذبه.
“أنتَ.”
“توقف عن الضحك باستخفاف، كارل فريدريك.”
لم يكن واضحًا متى قد وصل، لكن الدوق وينفريد كان يقف خلف الأدميرال فريدريك.
‘واو.’
تألقت عينا إيرينا باندهاش، ولم تكن الوحيدة؛ فالجميع كانوا كذلك.
‘هذه أول مرة أراه يرتدي الزي الرسمي……’
كان الدوق وينفريد يرتدي زيًا أسود رسميًا.
كانوا يحدقون بشدة في قامته الطويلة وجسده المتناسق، مع الزي الذي يناسبه بلا أدنى خطأ، ومع الرداء الداخلي الأحمر الذي كان يتدلى عليه.
‘حتى عندما كان يرتدي الزي العادي، كنتُ أعلم أن بنيته قوية……’
حتى في الملابس الفضفاضة أو القمصان، كانت عضلاته المتناسقة واضحة.
ولكن الآن، مع زين الرسمي، وفوق ذلك باللون الأسود، كان المشهد مختلفًا تمامًا.
رمشت إيرينا ببطء وهي تحدق، فلاحظها لوغان، ثم أطلق ضحكةً خفيفة.
انحنى قليلاً وهمس في أذنها.
“احذري، سيسيل لعابكِ، سيدة إيرينا.”
“……!”
“الآن، هل أنتِ هي المنحرفة؟.”
سرعان ما مسحت إيرينا فمها بقلق، لكنها لم تجد سوى لون الشفاه الذي وضعته الخادمة بعناية في الصباح.
ضاقت عيناها بحدة، بينما ازدادت ابتسامةُ لوغان اتساعًا.
عيناه الحمراوان كانتا تضيقان بابتسامةٍ مليئة بالمرح.
“توقف عن……!”
كادت أن ترفع نبرةُ صوتها، لكنها اقتربت بخطوةٍ ونظرت إليه بحدة وهمست.
“لم يسِل شيء.”
“حقًا؟”
“نعم، تمامًا.”
“لكن، عيناكِ تقولان شيئًا آخر……”
رفع لوغان يده بخفة نحو صدره، وتبعته عينا إيرينا بشكلٍ طبيعي ثم توقفت هناك.
عندما لاحظ لوغان المكان الذي توقفت عنده نظراتها، ضحك بخفة.
“كما توقعت، أنتِ منحرفة.”
“…….”
أحمر وجه إيرينا بشدة، وعندما نظرت إليه مرة أخرى بنظرةٍ حادة، رفع لوغان يديه كما لو أنه استسلم.
بدا أنه أدرك بشكل غريزي بأنه إذا استمر في إزعاجها أكثر، فلن يكون هناك فائدة.
“على أي حال……”
ثم امسك لوغان يد إيرينا وسحبها برفق تجاهه.
“من الأفضل أن نغير أماكننا.”
“دوق وينفريد.”
خطا الكونت الذي كان يحمل عصا الى الأمام.
“لقد التقينا في القصر الإمبراطوري منذُ فترة، صحيح؟”
“نعم، كيف حالكَ أيها الكونت فلورنس.”
“أنا بخير، شكرًا لكَ. لكن، دوق وينفريد……”
توجهت أنظار الكونت فلورنس نحو إيرينا. فخبأها لوغان خلفه بشكلٍ طبيعي.
شعر الكونت بصدمةٍ خفيفة عندما لاحظ ذلك.
“ما العلاقة بينكَ وبين الآنسة ليونيد؟”
أجاب لوغان على السؤال المباشر.
“ربما لم تكون تعلم.”
كان صوته أعلى قليلاً هذه المرة، بعد أن كان قد خفضه في السابق وكأنه يحاول ألا يلفت الانتباه.
“الكونت ليونيد وزوجته هما من أنقذوا حياتي.”
قال ذلك وكأن الجميع يجب أن يسمع.
“و أنا أسدد دينهم.”
ظهرت علامات الاستياء حول عيني الكونت، وتقدم خطوةً للأمام.
“لن تنسى وعد الأجداد، أليس كذلك؟”
ابتسم الدوق وينفريد كما لو أنه يشعر بالملل من تهديد الكونت، وهمس بصوتٍ منخفض.
“حتى وإن حذرتني، لن أستمع.”
“……؟”
“الذي قطع الوعد لم يكن أنا.”
عاد صوت لوغان إلى طبيعته.
“إذا كان الوعد هو المشكلة، فربما كان يجب أن ينظما حفل زفافً روحي بين الشخصين اللذين قطعا الوعد.”
“……ماذا؟”
“في الواقع، كانا شخصين تربطهما صداقةٌ عميقة، أليس من الأفضل أن يتزوجا هما الاثنان؟”
تجاهل الدوق وينفريد محاولة الكونت للتحدث واستدار ليغادر.
تبعته إيرينا بشكلٍ طبيعي.
وفي تلك اللحظة، كان من ظهرت أمام نظرهما هي سناير، التي كانت تحدق فيهما بنظرةٍ كادت أن تكون مليئةً بالدموع، لكنها الآن كانت تنظر إليهما بغضب.
و كانت تعبيراتها في نظر إيرينا متألمةً للغاية.
“…….”
أدارت إيرينا رأسها بعيدًا. في النهاية، لم يكن هناك شيء يمكنها فعله.
“دوق.”
نادته إيرينا بهدوء، فاستدار لوغان على الفور ليجيبها.
“هل يجب أن أذهب وأجلس في مكانٍ آخر؟ لأن الكاهن قال بأن كل الأماكن قد تم تحديدها.”
إذا كان من السهل تغيير الأمر بهذه الطريقة، لما لم يقم الكاهن بتغييره منذُ البداية؟
‘آه، هل سأجلس في مكان زوجة الماركيز التي ذُكرت سابقًا؟’
“هناك.”
أشار لوغان بإصبعه إلى المقعد الثاني، الذي كان خلف مقاعد العائلة الإمبراطورية مباشرة.
اتسعت عينا إيرينا بدهشة.
“هل يجب أن أجلس هناك؟”
أومأ لوغان برأسه.
“وأيضًا، هناك شخص سأقدمه لكِ.”
‘هل سيتم تقديمي للشخص هنا؟ من سيكون؟’
لم تدم تساؤلات إيرينا طويلًا.
“أنتِ الآنسة إيرينا ليونيد، أليس كذلك؟”
كانت أول من تحدث إلى إيرينا هي الإمبراطورة، التي دخلت غرفة الانتظار مع ولي العهد.
“سمعتِ الكثير عنكِ من الدوق وينفريد.”
ابتسمت الإمبراطورة، لكن إيرينا شعرت كما لو أن عقلها توقف عن العمل تمامًا.
لم يكن شخصًا عاديًا، بل الإمبراطورة نفسها، هي التي قابلتها.
كان الجميع يعلم أن السلطة في الإمبراطورية تدور حول الإمبراطورة بسبب تدهور صحة الإمبراطور، وكانت إيرينا تعرف ذلك أيضًا.
ومع ذلك، شخص مثلها هس التي قدمها لوغان لها.
“يشرفني أن ألتقي بكِ، سمو الإمبراطورة.”
رغم أن عقلها تجمد من الصدمة، إلا أن ما تدربت عليه مع السيدة هيلبريتون طوال الوقت أخذ مجراه.
“أنا إيرينا ليونيد من عائلة الكونت ليونيد.”
وبدلاً من أن يبقى عقلها مشوشًا، تحرك جسدها بشكلٍ تلقائي.
“أنتِ حقًا لطيفةٌ جدًا. و جميلةٌ أيضًا.”
ابتسمت الإمبراطورة ابتسامةً صغيرة، ربما لأنها لاحظت توتر إيرينا.
“أنا متحمسة لرؤية ظهوركِ الأول حقاً.”
___________________________
اشوا خلصنا من سناير وأهلها بس وضعهم مايطمن🌝
المهم لوغان ليه ماقال ان ايرينا مميزة او انها حبيبته او خطيبته اي شي ليه يقول انها دين ضاقت الكلمات😭
شسمه الإمبراطوره مره تجنن🤏🏻
بس خل اقولها من الحين ترا ايرينا للوغان مب لولدس لو فكرتِ بس 😘
تخيلوا يصير ولي العهد طرف ثالث هاهاهااعا
Dana