As Long As you Are Happy - 78
“…….”
“آه.”
تصلبت ملامح إيرينا، وتشوهت تعابير وجه سناير.
“أيها الكاهن.”
استدارت سناير فجأة.
“هل يمكننا الحصول على مكانٍ آخر؟”
“أتعنينَ الآن؟”
ظهرت علامات الارتباك على وجه الكاهن الذي بدا ضعيفًا.
“عذرًا، آنستي. لكن توزيع المقاعد قد تم منذ فترةٍ طويلة ولا يمكن تغييره.”
ورغم رفضه، كان الكاهن ينظر بحذرٍ إلى سناير، وكأن ملامحه تعكس قلقه من أن يكون رفضهُ قد أزعجها.
“هل المقعد لا يعجبكِ؟ لقد حرصنا على توفير أفضل مقعدٍ في الوسط تمامًا كما طلبتِ.”
“الأمر ليس كذلك.”
“هل هناك مشكلةٌ ما؟”
تدخل شخص ما في حديثهما. و تحركت نظرات إيرينا تلقائيًا نحوه.
كان رجلاً في منتصف العمر بشعرٍ أسود يتخلله بعض الشيب، مشدودًا إلى الخلف بشكلٍ أنيق.
وقفته، و ملابسه، وحتى اليد التي كان يحمل بها عصاه، كل شيءٍ فيه كان مرتبًا بلا شائبة.
‘هل هذا هو المثال الذي كانت السيدة هيلبريترون تتحدث عنه دائمًا عن النبلاء؟’
“والدي.”
سارعت سناير إلى ترتيب تعابير وجهها. لكن رغم ذلك، ظهر تجعدٌ صغير في جبين الرجل الذي كان ينظر إلى ابنته.
“ما الذي حدث لتضعي الكاهن في موقفٍ محرج خلال هذا الحدث المهم؟”
“لا، الأمر هو……”
حاولت سناير تبرير موقفها وهي تنفخ خديها بطفولية، وكأنها تبحث عن عذر.
“فقط……بدا لي أن المقعد غيرُ مناسب.”
“سناير.”
“عزيزي، توقف من فضلك.”
من أوقف الكونت فلورنس كانت السيدة النبيلة ذات الملامح الهادئة التي كانت تقف خلفه.
“الجميع يراقب.”
“صحيح، يا أبي.”
تقدم شابٌ كان يقف خلفهم إلى الأمام. و أدركت إيرينا فورًا أنه شقيق سناير الأكبر.
“يمكنكَ توبيخها بعد العودة إلى المنزل. إذا وبختها هنا أمام الجميع، فكم سيؤذي ذلك قلبها الرقيق.”
قال ذلك بينما يحمي شقيقته الصغرى، مما أظهر دور الابن الأكبر للكونت فلورنس.
“و سناير فتاةٌ ذكية، لا بد من أنها فهمت كل شيء من هذا الحديث فقط، أليس كذلك يا سناير؟”
أومأت سناير برأسها وهي متعلقةٌ بذراع شقيقها الأكبر، مما جعل مظهرها يبدو لطيفًا.
“هاه……”
تنهد الكونت فلورنس عندما رأى أفراد عائلته يتدخلون للدفاع عن سناير.
هز رأسه كما لو أنه لا يستطيع فعل شيء حيال ذلك.
“لن تضايقي الكاهن أكثر، أليس كذلك؟”
“بالطبع لا، يا أبي.”
ابتسمت سناير ببراءة. ثم استدارت وقدمت اعتذارها للكاهن الذي كان يقف خلفها.
“أعتذر لك، أيها الكاهن. لقد بذلتَ جهدكَ من أجلي، لكنني تجاوزت حدودي قليلاً.”
“أوه، لا بأس، لا بأس.”
قال الكاهن وهو يلوّح بيديه مبتسمًا.
“أنا أعرف جيدًا كم أن الآنسة فلورنس صاحبةُ قلبٍ طيب. أنا من يجب أن يعتذر لعدم تمكني من توفير مقعدٍ أفضل لكِ.”
ابتسمت سناير ابتسامةً مشرقة بعد سماع كلمات الكاهن.
كانت ابتسامتها وكأنها تقول: “أليس كذلك؟” وهي تهز رأسها.
بإدارتها لظهرها، أنهت سناير الحديث. وانتهى النقاش عن الكاهن، الذي اعتذر دون أن يخطأ.
‘هل هذا مقبول؟’
تجعدت ملامح إيرينا قليلاً وهي تنظر إلى سناير.
كان من الواضح أن سناير هي المخطئة، لكن النهاية جاءت باعتذار الكاهن.
‘بالطبع، ما قاله الكاهن كان من باب المجاملة، لذا ليس هناك ما هو غريب.’
ومع ذلك، شعرت بعدم الارتياح.
نظرت إيرينا حولها بخفة، محاولةً لمعرفة ردود أفعال الآخرين.
“هل رأيتَ ذلك؟”
لكن ردود أفعال الآخرين كانت مختلفة تمامًا عما توقعته إيرينا.
“كما هو متوقع، أسرة الكونت فلورنس أسرة متناغمةٌ ومن الممتع مشاهدتهم.”
“صحيح، علاقة الكونت والكونتيسة قويةٌ جدًا، وأيضًا كيف ربّوا ابنهم والآنسة بهذا الشكل الرائع!”
“أليسوا نموذجًا للأسرة المتحابة؟”
“من الجميل رؤية الآنسة وهي تُظهر هذا الاهتمام بالآخرين.”
رغم سماع هذه الكلمات، لم تستطع إيرينا أن تتخلص من التجاعيد التي تكسو جبينها.
‘حقًا؟’
بالنسبة لي، يبدو أن الأمر معاكساً لذلك.
وأثناء تفكيرها، سمعت محادثةً أثارت انتباهها.
“لكن، ما هو وضع خطوبتها من الدوق وينفريد؟”
لم يكن حديثًا يمكنها تجاهله بسهولة.
“ألم يقولوا بأنهن سيقيمون حفل الخطوبة فور انتهاء الحرب؟ لما لا توجد أي أخبارٍ حتى الآن؟”
“صحيح، لا أحد يعرف السبب على الإطلاق.”
عقدت إيرينا حاجبيها.
رغم قولهم بأنهم لا يعرفون السبب، إلا أنها شعرت بنظرات الجميع موجهةً نحوها.
“عذرًا.”
توقفت الأصوات الهامسة فجأة. وعندما رفعت إيرينا رأسها، كان الكونت فلورنس يحدق بها مباشرة.
“الآنسة إيرينا ليونيد، أليس كذلك؟”
“نعم، هذا صحيح……”
نهضت إيرينا من مكانها.
‘أنا الكونت فلورنس.”
قدم الكونت فلورنس نفسه بانحناءةٍ خفيفة. و لم يكن في حركاته أي مبالغة.
“سمعتُ أن ابنتي وضعتكِ في موقف صعب بسبب خطأ منها.”
“……لا بأس.”
أجابت إيرينا بتنهدٍ خفيف ممزوج بكلماتها.
“لقد قدمت اعتذارها بالفعل في المرة السابقة، وكان ذلك كافيًا.”
‘لا، لا يمكن أن يكون كافيًا.”
هز الكونت فلورنس رأسه.
“ما فعلته ابنتي كان تصرفًا غير لائقٍ تمامًا. حتى لو اكتشفت زهرةً غريبة ومميزة، فلا ينبغي أن تؤذي بتلاتها، أليس كذلك؟”
“……؟”
“حتى لو كانت تلك الزهرة نبتت عشوائيًا على جانب الطريق.”
في البداية، لم تفهم إيرينا ما يقصده بكلماته.
ولكن نظراتُ سناير التي كانت موجهةً نحوها، والهمس الذي وصل إلى أذنيها، جعلها تفهم مايقوله.
“هه.”
سُمعت ضحكةٌ ساخرة.
ضيقا إيرينا عينيها.
الكونت فلورنس يحاول إحراجها الآن، سواء بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة.
“آه، هل تبحثين عن راعٍ؟”
بالتأكيد لم تكن هذه العبارة مختلفةً كثيرًا عن الكلمات التي قالتها سناير عندما رأتها لأول مرة.
“لقد تحدثتُ إلى الدوق وينفريد عن الأمر، ولكن هل يمكنني أن أقدم لكِ العرض مرة أخرى؟”
كانت نبرة حديثه مهذبة، وتعابير وجهه كذلك، تظهر وكأنهُ مفعمٌ باللطف.
“لما لا تقيمين حفل ظهوركِ الأول في المجتمع مع أسرة الكونت فلورنس؟”
لكن كانت كلماتهُ أقرب إلى أمرٍ مباشر.
“صحيح، آنسة ليونيد.”
ابتسمت الكونتيسة فلورنس ابتسامةً ودودة، وأمسكت بيد إيرينا.
“عائلة الدوق وينفريد من العائلات التي لا ينقصها شيء. لكن بما أنه لا يوجد سيدةٌ للقصر، قد يكون من الصعب إقامة حفل الظهور الأول هناك.”
“آه……؟”
“لا تخجلِ، و تعالي إلى قصرنا، يا آنسة ليونيد.”
ازدادت ابتسامةُ الكونتيسة فلورنس اتساعًا، وكانت ابتسامةً صافية وخالية من الشوائب.
“سمعت بأنك نشأتِ بمفردكِ دون دعم، وقد عانيتِ كثيرًا. قد لا أكون مثل الكونتيسة ليونيد، لكنني سأتولى رعاية جوانبكِ الناقصة.”
كانت تعبيراتها وكلماتها تبدو منبعثة من نيةٍ طيبة، وهو ما جعلها أكثر خبثًا.
“سأعاملكِ تمامًا و كأنني أمكِ الحقيقية.”
كانت النظرات التي توجهُ إليها، والهمسات التي تعالت من حولها، تزداد كثافة.
‘هل تفعل هذا عمدًا؟’
فقدت إيرينا القدرة على الكلام، وكان شفتيها تتحركان بلا صوت.
“أ……؟”
“أعتذر على الاستمرار في تقديم العرض، ولكننا نريد حقًا أن نكفر عن خطأ أختي.”
كلما حاولت إيرينا أن تقول شيئًا، كان شخصٌ آخر يقاطعها.
تجعد وجه إيرينا من تلقاء نفسه.
ومع ازدياد المقاطعات……
“هذا غير معقول.”
أصبحت آراء الناس حول إيرينا أكثر قسوة.
“الكونت فلورنس يبذل كل هذا الجهد للاعتذار، لكن انظروا كيف هو العبوس الظاهر على وجهها.”
“إنها تفتقر إلى اللباقة……”
عضّت إيرينا شفتها السفلية بغضب.
“زوجتي، لا تضغطِ على الآنسة ليونيد كثيرًا.”
على ما يبدو، شعر الكونت فلورنس أن ردود الفعل من حوله قد وصلت إلى مبتغاها، فوقف ليوقف زوجته عن الكلام.
“يبدو أن الآنسة في حيرة.”
“حسناً، أنا أيضًا في حيرة.”
ضحكت الكونتيسة فلورنس بهدوء بينما ابتعدت عن إيرينا.
“أعتذر، آنسة ليونيد. لأنني شعرت وكأنكِ ابنتي……هل أسأتُ التصرف؟”
ابتسم الكونت وهو يضع يده بلطفٍ على كتف زوجته.
“قد يكون الأمر كذلك. فالآنسة ليونيد وساينر في نفس العمر تقريبًا.”
“…….”
شعرت إيرينا وكأن حلقها جف تمامًا.
كانت هي من يجب أن تكون في مركز الحديث، ومع ذلك لا تستطيع الكلام.
وفي وسط هذا، كان وجه سناير التي تبتسم تجاهها مزعجًا.
“…..!”
بينما كانت تنظر إلى الأعلى بسبب بعض الضوضاء، رأت دلفيا وهي على وشك القفز عبر الحافة.
كانت تعلوها نظرةٌ مليئة بالغضب في عينيها وهي تنظر إلى عائلة فلورنس.
“……هذا خطِر!”
“آه، سيدة!”
كانت للحظةٍ قصيرة فقط. و لم يكن من الممكن فعلاً أن تقفز من على حافة المعبد.
تم إيقاف دلفيا من قبل الآخرين واختفت أسفل الحافة.
“أرجو أن تأخذِ هذا في الاعتبار بشكلٍ جيد، آنسة ليونيد.”
بعد قول هذه الكلمات، جلس الكونت فلورنس. لا، كان على وشك الجلوس.
“هل يمكنني أن أجيب الآن، كونت فلورنس؟”
“……هل ستجيبين على الفور؟”
توقف الكونت فلورنس عن الجلوس ونظر إلى إيرينا.
“نعم، تعلمت أنهُ من غير المهذب تأخير الإجابة.”
ابتسمت إيرينا ابتسامةً صغيرة.
“أنا أرفض عرض الكونت.”
“يا لها من مفاجأة.”
تنهد الكونت بخفة.
“ألم تفكري حتى في الأمر؟”
“إنه أمرٌ محرج، لكن……”
كانت نبرة صوتها قوية.
عبس الكونت. فمنذ لحظةٍ فقط كانت مرتبكة، لكنها الآن……
“إذا كنتُ سأقيم حفل ظهوري الأول في عائلة فلورنس، فسيكون ذلك عبئًا كبيرًا.”
خفضت إيرينا نظرها. و كانت عيونها الزرقاء، التي كانت محاطةً برموشها طويلة، مليئةً بالدموع.
“بالطبع، هذا لأن الإهانة التي وجهتها لي الآنسة فلورنس شكلت جرحًا عميقًا. ففي الواقع، لم أسمع كلماتٍ مثل تلك من قبل في حياتي.”
أغلقت إيرينا فمها بإحكام للحظة ثم حاولت الابتسام.
“ولم أستطِع نسيانها حتى الآن.”
“…..!”
تجعد وجه سناير.
بالطبع، كان الجميع سيفسرون تلك اللحظة القصيرة من الصمت كما يشاءون. وبالإضافة إلى ذلك، كان وجهها الجميل يساعد في تعزيز الشفقة عليها.
‘لا يمكنني جعلها تستمرُ هكذا!’
قبل أن تتمكن سناير من قول شيء، ابتسمت إيرينا.
“لكن، الكونت، لقد بذلتَ قصاري جهدكَ للاعتذار، صحيح؟”
كلمة “بذل قصاري الجهد للاعتذار” تداخلت مع الصمت السابق، مما أثار سوء فهمٍ أعمق.
“لذا أرجو منك أن تتقبل رفضي حتى لا أتسبب في مزيدٍ من الإزعاج.”
ابتسمت إيرينا ابتسامةً مشرقة وهي تنظر إلى أفراد عائلة الكونت فلورنس الذين كانوا يراقبونها بوجهٍ جامد.
___________________________
أشوا حسبتها بتقعد ساكته ضعيفه لين يجي الدوق بس ردت عليهم زي اسلوبهم😭😭😭
العائلة كلها يستاهلون الأوسكار على ذا التمثيليه كيف مخلين كل الناس يشوفونهم انيقين مثاليين وهم من ورا صراصير
ودلفيا كان صدق تبي تقمز 😭😭🤏🏻
الموهم وين لوغان يشوف حبيبته كبرت😘
Dana