As Long As you Are Happy - 77
“يمكنكِ الدخول من هذا الاتجاه، آنسة.”
قال ذلك الكاهن الذي كان يقف أمام الباب بلطف.
“إذا واصلتِ السير في الممر، ستجدين غرفة الانتظار. إنها أكبر باب، لذا لن تخطئيها.”
ابتلعت إيرينا ريقها مرة واحدة، ثم دخلت إلى داخل المعبد متبعةً كلام الكاهن.
‘إذاً هكذا تبدو المعابد التي يرتادها النبلاء.”
كان المعبد المبني من الرخام الأبيض النقي مزخرفًا بشكلٍ مذهل لدرجة أنها لم تعرف أين يجب أن تنظر.
كان يوجد على السقف لوحةٌ فنية تمتد من بداية الممر إلى نهايته، وفي أنحاء المعبد كانت هناك منحوتاتٌ متقنة ومزخرفة تستعرض جمالها.
لعدم معرفتها أين يجب أن تنظر، كانت إيرينا تحرك عينيها بسرعة في كل مكان.
“دلفيا.”
همست إيرينا إلى دلفيا، التي كانت ترافقها كحارسٍ شخصي.
“هل المعابد دائمًا ما تكون بهذه الفخامة؟”
“لا، الأمر ليس كذلك.”
أجابتها دلفيا بصوتٍ منخفض.
“عادةً، تحتوي على بعض التماثيل فقط، لكن يبدو أن هذا المكان فخمٌ لأنه معبد العاصمة. كما أن أفراد العائلة الإمبراطورية والنبلاء يأتون إليه كثيرًا. وهذا يعني ببساطة……”
غمزت دلفيا بعينٍ واحدة وأشارت بإصبعيها الإبهام والسبابة ليشكل دائرة.
“أن الأموال تأتي بكثرة إلى هنا.”
“آه، فهمت.”
أومأت إيرينا برأسها.
‘لقد قالوا إن المعابد تُدار في الغالب من خلال التبرعات.’
“قيلَ انهم أصبحوا هكذا منذ أن خسرت العائلة الامبراطورية الصراع على السلطة قبل زمنٍ طويل.”
كانت إيرينا تفكر بشرود وهي تتذكر ما تعلمته من السيدة هيلبريتون، لكنها فجأة وكأنها أدركت شيئًا، استدارت بسرعة وبلهفة.
“دلفيا.”
كان صوتها خافتًا للغاية خشيةَ أن يسمعها أحد.
“أنا……لم أحضر أي تبرعات. ألا بأس بذلك؟”
“آه، لا تقلقي. لقد قام سيدي الدوق بتدبير كل شيءٍ مسبقًا.”
بدا أن الدوق، الذي قد وصل قبلهم، قد قدم التبرعات باسمها.
“آه، يا للراحة.”
تنفست إيرينا الصعداء بعدما سمعت كلمات دلفيا.
‘لكن مع ذلك……’
مال رأس إيرينا إلى الجانب.
‘أشعر أنني أتلقى الكثير من الدوق.’
لم تكن هذه الفكرة قد خطرت على بالها للتو.
منذ ذلك الوقت الذي رغبت فيه بشراء هديةٍ للدوق من مالها الخاص، لم تفارقها هذه الفكرة.
وبمجرد أن أدركت ذلك، بدأت ترى كل شيء من حولها بشكلٍ مختلف.
الملابس التي ترتديها، الطعام الذي تأكله، الغرفة التي تنام فيها، وحتى التبرعات التي تُقدّم، جميعها كانت تعتمد فيها على الدوق.
حتى عندما حصلت على “إيرين”، شعرت بنفس الإحساس.
‘لا يمكن أن يستمر هذا.’
بالرغم من أنها تعلمت الكثير منذ أن كانت تعيش في الأحياء الفقيرة، وأصبحت قادرةً على فعل العديد من الأمور، إلا أنها شعرت وكأنها فقدت قدرتها على الاعتماد على نفسها.
‘لا، هذا ليس صحيحًا.’
هزّت إيرينا رأسها. كان هذا التفكير مبالغًا فيه للغاية.
‘ليس من الضروري أن أكسب المال، لكن سيكون من الجيد أن أجد شيئًا أستطيع تحقيقه بنفسي.’
عادت إيرينا إلى حيرتها، وظهرت تجاعيدُ خفيفة على جبينها.
‘وإن كان ذلك في اتجاهٍ يساعد الدوق، فسيكون أفضل بكثير.’
‘لكن ما الذي يمكن أن يكون؟’
كانت إيرينا تفكر بينما تمشي ببطء عبر ممر المعبد الذي غمره ضوء الشمس.
في نهاية الممر الطويل، كما قال الكاهن، كانت هناك أبوابٌ مزدوجة كبيرة.
“يبدو أننا قد وصلنا.”
قالت دلفيا ذلك، فأومأت إيرينا برأسها موافقة.
كان الاحتفال الذي أقامهُ ولي العهد. لذا، كان من المؤكد أن الداخل يعج بالنبلاء، بعضهم من الذين تعرفهم، والبعض الآخر لا تعرفهم.
“……”
قبضت إيرينا يدها بخفة ثم فتحتها مجددًا، وقد لاحظت دلفيا.
“هل تشعرين بالتوتر؟ أتريدين ان نأخذ استراحةً قصيرة قبل الدخول؟ لا يزال هناك متسعٌ من الوقت.”
هزت إيرينا رأسها رافضةً اقتراحها.
“لنَدخل.”
فُتحت أبواب غرفة الانتظار، ودخلت إيرينا. ثم شعرت بكل الأنظار تتجه نحوها.
“من هذه؟”
“يبدو أنها شخص لم نره من قبل……”
“أنا أعرفها.”
همساتٌ من كل مكان.
“إنها الآنسة إيرينا ليونيد. سمعت شائعاتٍ عنها من قبل.”
“هل كان لعائلة الكونت ليونيد ابنة؟”
“سمعت أن الجميع قد ماتوا. ولهذا تولى البارون فينترين أمر العائلة.”
“يقولون أن كل ذلك كان كذبًا.”
“همم……إذًا هذا هو حدث عودة الوريثة الحقيقية، أليس كذلك؟”
“مهما كان الأمر، يبدو أن البارون فينترين أضاع جهده بلا طائل.”
تزايدَ الفضول.
“ولكن لماذا هي برفقة أحد فرسان عائلة الدوق وينفريد؟”
“ما علاقتها بالدوق؟”
“سمعت أنها تعيش في قصر الدوق.”
“……رجلٌ وامرأة غير متزوجين يقيمان معًا تحت سقف واحد؟”
‘على الرغم من أنني لا اعرف من يتحدث، إلا أنني توقعت سماع ذلك.’
كانت الأحاديث تافهة.
تجاهلت إيرينا كل ذلك واستمرت في السير نحو الداخل.
“كيف يجرؤون؟”
تغير تعبير دلفيا فجأة إلى الغضب، وخاصةً عندما نظرت إلى الرجل الذي همس بالكلمات الأخيرة، فأظهرت أسنانها له.
“م-ماذا؟”
تراجع الرجل في خوف، لكن دلفيا لم تتوقف عند ذلك، بل كانت تهم باللحاق به، فامسكت إيرينا بمعصمها.
“لا بأس، دلفيا”
ابتسمت إيرينا.
“على أي حال، هؤلاء النبلاء لا يعرفون عني شيئًا، لذا لا داعي للقلق.”
“سيدة إيرينا……”
“لذا، دلفيا، لا تشغلِ بالكِ.”
استمرت إيرينا في الابتسام بينما استدارت ومضت قدمًا.
من خلفها، بدا أن دلفيا تأثرت.
“متى أصبحت صغيرتنا إيرينا بهذا النضج……؟”
مع صوتها الذي كان يبدو وكأنها على وشك البكاء.
‘بصراحة، الأمر ليس أنني لا أهتم على الإطلاق.’
عندما كان العشرات من الأشخاص يهمسون حولها، حتى وإن كانت قد استعدت لهذا الموقف، لم تستطع إلا أن تلتفت إلى تلك الأصوات مرارًا.
لكن لم يكن هناك سببٌ لأن تشعر بالرهبة أو تراقب نظرات الآخرين كما كانت تفعل في السابق.
‘أنا إيرينا ليونيد.’
لقد ورثَت دماء عائلة الكونت ليونيد، وعلى الرغم من أنها لا تزال بحاجةٍ إلى المزيد من الخبرة، فقد اكتسبت المعرفة والثقافة التي تتناسب مع موقعها ومكانتها.
‘وفوق كل شيء، هناك شخصٌ يثق بي بشدة.’
‘لم أعد رات من الأحياء الفقيرة.’
ابتسمت إيرينا ابتسامةً واسعة.
“عذرًا على الإزعاج.”
اقترب منها كاهنٌ كان يجهز شيئًا أمام باب غرفة الانتظار.
كان يحمل كتابًا يشبه دفتر الزوار.
“هل يمكنكِ كتابةُ اسم عائلتك واسمكِ هنا؟”
أومأت إيرينا برأسها، وأخذت قلمًا من كاهنٍ آخر وكتبت اسمها ولقبها في السجل.
“ومن هو الشخص الذي يقف خلفكِ؟ هل هي حارستكِ؟”
كانت عيون الكاهن تركز على السيف المتدلي من خصر دلفيا، وكان يطلب توضيحًا.
“هي حارستي الشخصية.”
تقدمت دلفيا إلى الأمام.
“أنا دلفيا باراتون، فارسةٌ من عائلة الدوق وينفريد.”
“آه، إذًا أنتِ فارسةٌ من دوقية وينفريد.”
ابتسم وجه الكاهن أخيرًا. ثم مد السجل بيده.
“أرجو منكِ أيضًا أن تكتبِ اسمكِ هنا.”
أخذت دلفيا القلم من إيرينا وكتبت اسمها في السجل.
“سيدة إيرينا……”
همست دلفيا بينما كانت تعيد القلم إلى الكاهن.
“سأصعد إلى الطابق الثاني الآن.”
عندما تبعت إيرينا نظرات دلفيا، رأت الطابق الثاني الذي لم تلاحظه.
“عادةً، عندما يأتي أفراد العائلة المالكة، يجب على الحراس أن يخلعوا أسلحتهم إلا إذا كانوا من فرسان العائلة الملكية، لكن هذه المرة حصلنا على تصريح خاص بحمل الأسلحة.”
قالت دلفيا ذلك وهي تضرب سيفها الذي كان متدليًا من خصرها.
كان من المفترض أن يكون هذا أمرًا غير مسموحٍ به، لكن بسبب الانتصارات الهائلة التي حققتها دوقية وينفريد في الحرب الأخيرة، وبناءً على طلب متواصلٍ من الدوق، تم منحهم هذا الامتياز.
“ولكن بما أن الوضع ليس خطرًا، قررنا البقاء في الطابق الثاني.”
أومأت إيرينا برأسها وهي تستمع إلى دلفيا.
كانت قد سمعت هذا من قبل قبل أن تأتي إلى المعبد. لكن مع ذلك، شعرت بشيءٍ غريبٍ في قلبها عندما فكرت في البقاء وحدها.
منذ أن خرجت من الأحياء الفقيرة، لم تُترك بمفردها أبدًا.
“لا تشعرِ بالقلق.”
كما لو أنها قرأت أفكار إيرينا، همست دلفيا بلطف.
“إذا حدث أي شيء، سأقفز إليكِ من الأعلى.”
ثم غمزت بعينها بشكلٍ هزلي، لكن إيرينا لم تستطع أن تضحك، لأن الأمر بدا وكأن دلفيا يمكن أن تفعل ذلك حقًا.
“آه، الدوق والأدميرال فيدريك سيصلان قريبًا.”
كان الدوق وينفريد و الأدميرال فيدريك قد وصلا بالفعل بناءً على دعوة ولي العهد.
أومأت إيرينا برأسها بحزم. وقد أصبح قلبها أكثر اطمئنانًا.
ابتسمت دلفيا ابتسامةً واسعة وكانت على وشك المغادرة، لكنها عادت فجأة.
“أعتقد أنني أعاني من قلق الانفصال، أنا حقًا قلقة عليكِ.”
نظرت دلفيا إلى إيرينا بوجهٍ جاد، لكن إيرينا انفجرت ضاحكة.
“لا داعي للقلق، دلفيا.”
ثم همست بصوتٍ منخفض.
“على الرغم من مظهري، الا انني قمتُ بالتحضير جيدًا.”
“تحضير؟ تحضير ماذا؟”
قبل أن تتمكن ديلفيا من سؤالها، سحبتها يد فرسانٍ آخرين من عائلة الدوق وينفريد، واختفت إلى الطابق الثاني.
بعد مغادرتها، اقترب الكاهن الذي كان ينتظر في الخلف من ايرينا.
“هل يمكنني أن أرشدكِ إلى مكانكِ الآن؟”
“آه! نعم، من فضلك.”
في العادة، كانت إيرينا تجلسُ في أي مكان، لكن اليوم كان الأمر مختلفًا.
كانت المقاعد المخصصة للأشخاص الذين تلقوا دعواتٍ مقدمة إلى الأمام، بينما كان أولئك الذين دخلوا دون دعوة يمكنهم الجلوس بحرية في المقاعد الخلفية.
كانت الصفوف الأمامية مخصصةً للأمير و الإمبراطورة، اللذين كانا يشاركان في إقامة احتفال اليوم.
‘المقاعد مرتبة حسب المرتبة في القوة، كما قيل.’
كانت هناك العديد من العوامل التي تؤخذ في الاعتبار مثل الفصائل والعلاقات العائلية، لكن أهم شيء كان قوة العائلة وسمعتها.
‘قالت هالي بأنها ستجلس في المقاعد الخلفية.’
نظرت إيرينا سريعًا إلى المقاعد الخلفية. لكن كان هناك الكثير من الأشخاص الذين قد استقروا بالفعل في تلك المنطقة.
لم تشارك عائلة ويلر مباشرةً في الحرب، لذلك لم يتلقوا دعوة، وقد أخبرت إيرينا بذلك مسبقًا عبر رسالة.
‘إنه شيء مؤسف.’
لو كان بإمكان هالي الجلوس بالقرب، لكان ذلك أفضل.
ضغطت إيرينا شفتيها معًا وخفضت نظرها إلى الأرض.
‘لكن، على الأقل لم تتعرض عائلة ويلر لأي ضرر……’
مع هذه الأفكار، تابعت إيرينا الكاهن.
كان المقعد الذي أرشدها إليه الكاهن في مكان متقدمٍ أكثر نوعًا ما.
“يمكنكِ الجلوس هنا.”
“شكرًا لك، أيها الكاهن.”
أومأ الكاهن برأسه وعاد إلى مكانه بعد أن تلقى شكر إيرينا.
على الرغم من أن إيرينا لم تكن من الأوائل الذين وصلوا، كان المكان الذي جلست فيه خاليًا تقريبًا من الأشخاص.
“هممم…..”
بينما كانت إيرينا تنظر حولها، توقفت عيونها عند تمثال المعبد الذي كان موضوعًا في المقدمة.
……قالوا إن الأموات يعودون إلى السماء؟
عندما أخبرت إيرينا السيدة هيلبريتون بأنها لم تزر المعبد قط، علمتها بعض الآداب الأساسية التي يجب اتباعها في المعبد، ومن بينها ما يتعلق بالأرواحِ في السماء.
‘كنتُ أعتقد أن الموت يعني النهاية.’
فجأة، أغمضت إيرينا عينيها ببطء.
في تلك اللحظة، تسللت أشعة الضوء التي تتدفق من الزجاج الملون إلى عينيها، مُشعةً صورة التمثال في ذهنها.
‘إذاً، هل والدتي ووالدي أيضًا في السماء؟’
‘هل يشعران بالراحة هناك؟ هل يستمتعان بالراحة بعيدًا عن ضوضاء الحياة؟’
‘أتمنى أن يكونا مرتاحين.’
‘لقد كبرت بهذا القدر، وأنا الآن سعيدة، لذلك أتمنى لهما أن يرتاحا بسلام دون أي قلق.’
“…….”
هل الأمنياتُ الصادقة تصل إلى الأرواح؟
‘إذا كانت هناك كلمة واحدة فقط تصل إلى جانبهم، وإذا كان بإمكان والديّ سماعها، أردت أن أقول لهم ألا يقلقوا.’
و إن كانت، حقًا، هناك فرصة لقول كلمةٍ أخرى.
‘……أنا أفتقدكما.’
‘إذا كنت أستطيع رؤيتكما مرة واحدة فقط، فلن يكون لدي أي ندم.’
حقًا، مرة واحدة فقط.
“…….”
عضت إيرينا شفتها السفلى. فلم تستطع البكاء الآن.
حاولت إيرينا تهدئة نفسها وأخذت نفسًا عميقًا لتهدئة مشاعرها المضطربة.
في تلك اللحظة، شعرت بشخصٍ ما يجلس بجانبها.
أدارت رأسها بشكل طبيعي……
“…….”
“……هاه.”
تلاقت أعينها مع سناير فلورنس.
________________________________
جات الغثيثه 🥰
المهم دلفيا تجنن وش قلق الانفصال ذاه😭
لوغان له فصلين ماطلع 😔
Dana