As Long As you Are Happy - 74
زهرةٌ اشترتها بنقودٍ نحاسية، وُضعتا في مزهريةٍ اشتراها لوغان بعشرين قطعةٍ ذهبية.
وضع لوغان الزهرة على المكتب في مكتبه الجديد.
نقود نحاسية فقط. يُشترى بها رغيفُ خبز صلب، أو حباتٍ قليلة من الفاكهة القديمة، أو بضعةِ قطع من الحلويات الرخيصة التي تُباع في الشوارع.
هذه هي الأشياء التي يمكن شراؤها بنقود نحاسية.
أموالٌ يمكن حتى للأطفال الصغار إنفاقها. لكن بالنسبة لإيرينا، كانت تلك النقود تعادل كل ما تملكه تقريبًا.
‘لقد أنفقتها من أجلي……إنها من جميلة.’
ارتسمت ابتسامةٌ على شفتي لوغان.
طرق أحدهم الباب.
“أعذرني، يا سيدي. إنه إرن.”
“ادخل.”
عندما أذنه، دخل إرن بحذرٍ و هو يحمل صينيةً فضية.
على الصينية الفضية كانت هناك رسالتان.
كانت الرسالة التي في الأعلى تبدو فاخرةً من النظرة الأولى، ومختومةً بختم العائلة الإمبراطورية.
“إنها رسالةٌ من صاحبة الجلالة الإمبراطورة. لقد جاء شخص للتو وسلمها.”
أضاف إرن بحذر بينما كان يراقب تعابير وجه لوغان.
“يبدو أنها تتعلق بحفل الظهور الأول الخاص بالسيدة ليونيد……”
كان ذلك اليوم الذي استدعى فيه الدوق وينفريد السيدة هيلبريتون وإرن إلى مكتبه.
كانت السيدة هيلبريتون تملك مجرد تخمينٍ غامض، لكن إرن كان واثقًا.
‘سيدي الدوق يرغب في إخراج السيدة ليونيد من هذا القصر بأسرع وقتٍ ممكن.’
بل، أدقّ من ذلك، كان يريد وضعها في مكانٍ لا تراه عيناه.
‘ولهذا السبب أمرني بنشر شائعات لجعل زيارة البارون كيريك وزوجته تبدو طبيعية.’
لقد ذهب أيضاً الى القصر الإمبراطوري بنفسه.
مهما كانت المفاوضات مع لوبرك مهمة ومستعجلة، فليس من المعتاد أن يُحتجز الدوق وينفريد، المسؤول عن إعادة إعمار الشرق، في القصر الإمبراطوري لمدةِ شهر كامل.
كان بإمكان الدوق الاكتفاء بالتحقق من الأمور المهمة وتفويض الباقي للآخرين.
لكن الدوق لم يفعل ذلك. بل دخل بنفسه الى القصر الإمبراطوري ولم يعد لأكثر من شهر.
‘كنت أعتقد أن كل ذلك كان من أجل أن يبتعد عنها عاطفيًا، لكن……’
في لحظةٍ ما، تغيرت الأمور.
‘بدلًا من إبعادها، بدأ يحاول إبقاءها أقرب، بل فعل ذلك بالفعل.’
علاوة على ذلك، ألم تتغير الأجواء بينهما؟
وفي خضم ذلك، ظهر موضوع حفل الظهور الأول……
“ما الذي ينبغي علينا فعله؟”
“يجب عليَّ الرد.”
مدّ الدوق وينفريد يده والتقط رسالة الإمبراطورة. ثم فتحها ببراعة باستخدام سكين ورقي.
“على أي حال، يجب إقامة حفل الظهور الأول.”
أومأ إرن برأسه موافقًا.
“ماذا عن الرسالة الثانية؟”
“إنها رسالة من البارون كيريك موجهة إلى الدوق وينفريد.”
“إليّ أنا، وليس إلى السيدة إيرينا؟”
“نعم، ربما طلبًا لإعادة ترتيب إقامة السيدة ليونيد.”
عند كلمات إرن، ضيّق وينفريد حاجبيه وأخذ الرسالة.
“هل هناك أي أمورٍ أخرى؟”
“لا يوجد شيءٌ مميز بخلاف أمر عائلة الفيكونت جايسير الذي تحدثنا عنه سابقًا. حتى عائلة الكونت فلورنس هادئة.”
توقف إرن للحظة، وكأنه تذكر شيئًا.
“سمعت أن الفيكونت فينترين سيعود إلى العاصمة. ربما يحاول البحث عن مستثمرين لأجل منجم الفضة.”
“انشر إشاعة مرة أخرى بين الأشخاص الذين قد يكونون مهتمين بالاستثمار.”
نظر الدوق وينفريد إلى إرن بتمعن.
“أخبرهم أن الاستثمار في عائلة الفيكونت فينترين يعني الوقوف ضد دوقية وينفريد.”
كانت دوقية وينفريد تسيطر على الشرق، الذي يُعرف بمنطقة الحبوب، وتمتلك عدة شركاتٍ ضخمة.
صحيح أن الحرب التي استمرت لأكثر من مئةِ عام أثّرت بشكلٍ كبير، لكنها الآن في مرحلة إعادة البناء.
وكان الجميع يتوقعون أن تنهض عائلة الدوق وينفريد مثل طائر يفرد جناحيه ويحلق عاليًا، وكانوا يريدون أن يكونوا جزءًا من هذا التيار.
فمن الذي سيخاطر بالوقوف ضد الدوقية ليستثمر في منجم فضةٍ صغير في أرض نائية؟
خصوصًا أن وجود عروق الفضة هناك لم يُثبت بعد، وأن المشروع قد بدأ بالفعل بشكلٍ متعجل ومفرط.
“يا لهم من مساكين.”
“نعم، يا سيدي. سأتعامل مع الأمر بحزم.”
“لم اكن أقصد رجال عائلة الفيكونت فينترين، بل السكان الذين يعيشون تحت حكمهم.”
“بالمناسبة، يا سيدي، هل يمكننا تجاهل الأمور الأخرى عدا مسألة الاستثمار؟”
في الوقت الحالي، كان الدوق يركز على قطع مصادر تمويل عائلة الفيكونت فينترين فقط.
في البداية، بدا وكأنه يحاول منعهم من الاستيلاء على ممتلكات عائلة الكونت ليونيد، لكن مؤخرًا لم يعد يقوم حتى بذلك.
بالطبع، التمويل هو الأمر الأهم، لكن هناك أشياء أخرى تستحق الانتباه أيضًا.
“سمعت أن الفيكونت يتواصل مع بعض العلاقات القديمة لعائلة الكونت ليونيد. على الرغم من أن هؤلاء قد لا يرفضون بسبب قلة المال، إلا أنه إذا تسببوا في إيذاء السيدة ليونيد لاحقًا……”
“لا تقلق.”
قال لوغان ذلك بحزم قاطع.
“المال هو ما يفتقرون إليه بشدة الآن، لذا حتى لو بحثوا عن العلاقات القديمة، فإن حديثهم سيتعلق بالمال.”
حتى العلاقات القديمة التي لا تهتم كثيرًا بالمال ستبدأ في أخذ مسافة إذا كان الطرف الآخر يستمر في الحديث عن المال.
“وبالإضافة إلى ذلك، أشخاص مثل الفيكونت فينترين لا يموتون بسهولة.”
تحدث لوغان وهو يضرب سطح مكتبه بخفة.
“نقتلهم فيعودون للحياة، ثم نقتلهم مرة أخرى فيعودون من جديد.”
“هذا صحيح.”
أومأ إرن برأسه موافقًا دون تردد.
على الرغم من أنه لم يحمل سيفًا أو يخوض الحرب بنفسه، فقد وقف في خضم المعارك والتقى بعدد كبير من الناس في وقت قصيرٍ جدًا.
“بالتأكيد، هذا النوع من الأشخاص مثيرون للغضب بسبب عنادهم الشديد.”
“صحيح، إرن. هل تعرف ما هو أكثر الطرق فعالية لقتل مثل هؤلاء الأشخاص؟”
فكر إرن لوهلة ثم هز رأسه.
“أن تحرقهم من الداخل.”
كان من الأفضل أن يُحرق داخلهم لدرجة تجعلهم غير قادرين على الانتباه لأي شيء خارجي.
“الآن، فيكونت فينترين يظن أنه إذا تمكن من توفير المال، فإن هذه الأزمة ستتحسن.”
يعتقد أنه وفقًا لخطته، سيتمكن من الاستيلاء على ممتلكات عائلة الكونت ليونيد، وستعود إليه شبكاته القديمة، وكل شيء سيعود إلى طبيعته.
إذا تمكن فقط من إيجاد المال.
“دون أن يدرك أنه مكبل بوهمٍ زائف.”
كان البارون كيريك قد بدأ بالفعل في إيجاد موطئ قدمٍ له داخل ممتلكات عائلة الكونت ليونيد.
أما الشبكات الاجتماعية المحطمة، فقد أسقطت مصداقية عائلة الفيكونت فينترين أيضًا، مما يجعل استعادتها أمرًا صعبًا.
وفي حين يلهث الفيكونت فينترين وراء أملٍ فارغ، متنقلًا هنا وهناك، ستلتهمه النيران التي اشتعلت بداخله.
“لكن تحسبًا لأي شيء، زد عدد المراقبين حول الفيكونت فنتيرين، خاصة عندما يصعد إلى العاصمة. تأكد من أنه لن يصطدم بالسيدة إيرينا.”
قال لوغان ذلك وهو يمرر يده على ذقنه.
“يجب أن يدفع ثمن الألاعيب التي لعبها مع السيدة إيرينا.”
فمجرد التفكير في أنها مرضت بشدة بسبب ما فعله الفيكونت في القصر الإمبراطوري، لا يزال يثير غضبه.
“كان من الأفضل لو ظهر في ساحة المعركة، لأدفنه هناك تمامًا.”
“اترك الأمر لي، يا سيدي.”
ابتسم إرن بثقة، وكأنه فهم تمامًا نوايا لوغان.
“سأختار فقط الأفضل من بينهم.”
أومأ لوغان برأسه، وانحنى إرن قبل أن يغادر الغرفة.
بقي لوغان وحيدًا في مكتبه.
“…….”
جالت عينا لوغان على سطح المكتب.
رسالةٌ من الإمبراطورة، و رسالة من البارون كيريك،
ثم الزهرة التي أهدتها له إيرينا.
بلمسةٍ خفيفة، نقر لوغان على الزهرة قليلًا قبل أن يلتقط إحدى الرسائل.
كانت رسالة من البارون كيريك.
***
“…….”
رمشت إيرينا بعينيها، كما رمش الحصان بعينيه.
استدارت إيرينا برأسها لتنظر إلى لوغان الذي كان يقف بجانبها بنظرةٍ وكأنها تسأله عما يقصده فجأة بهذا الكلام.
“أتحدث عن حصانكِ، سيدة إيرينا.”
“حصاني؟”
“نعم، حصانكِ.”
‘حصاني……’
بدا الكلام غير واقعي إلى حدٍ ما، لذا استدارت إيرينا مجددًا نحو الحصان.
“بما أن الحر قد خف، أعتقد أنه حان الوقت لتتعلمي ركوب الخيل.”
كان الحصان الذي أحضره الدوق جميلاً.
فراؤه البني كان لامعًا، وبدت لبدته الطويلة أنيقةً بشكلٍ خاص. كما أن عينيه البراقتين أسفل الرموش الطويلة كانتا تبدوان في غاية الجمال.
لكن……
“…….”
أصابع إيرينا ارتعشت قليلاً.
اعتقد لوغان، الذي لاحظ ترددها في لمس الحصان، أن ذلك بسبب خوفها، فابتسم وأومأ برأسه مشجعًا.
“يمكنكِ لمسه، لن يمانع.”
“هل تعتقد أنه لن يكره ذلك؟ أنا أيضًا لا أحب أن يلمسني أحدٌ فجأة.”
“لقد اخترت واحدًا هادئَ الطباع، لذلك لن تكون هناك مشكلة.”
بكلمات لوغان، تشجعت إيرينا ومدّت يدها لتربّت على الحصان.
“أوه……”
تفاجأت قليلًا عند ملامسته لأول مرة، لكنها سرعان ما اعتادت الأمر.
“ربما بسبب قصر فرائه، إنه ناعم ولكنه يلسع قليلًا.”
استمرت إيرينا في التربيت الحصان بحذر. و بدا أنه سعيد، حيث أطلق صوتًا خفيفًا.
“هل أنت سعيد؟”
ارتسمت ابتسامةٌ على شفتي إيرينا. وكأن الحصان يجيب، أطلق صوتًا خفيفًا آخر.
“إنه لطيفٌ جدًا……”
كانت خيول الدوق والفرسان الآخرين ضخمة، مما جعلها تبدو مخيفةً بعض الشيء.
لكن هذا الحصان كان صغيرًا وهادئًا، مما جعله يبدو لطيفًا للغاية.
الآن عندما نظرت إليه، حتى لون فرائه البني كان لطيفًا.
“هل يمكنني أن أجرب هذا؟”
ما قدّمه لوغان من قبل كان مكعبٌ من السكر.
“هل يمكنني إطعامه مكعب السكر؟”
“ليس دائمًا، لكن من حين لآخر كمكافأة، لا بأس بذلك.”
“فهمت.”
التقطت إيرينا مكعب السكر بأصابعها واقتربت به من فم الحصان.
“خطير.”
أوقفها لوغان بسرعة وأمسك بمعصمها ليمنعها.
“قد يأكل أصابعكِ مع السكر.”
أمسك لوغان بمعصمها من الخلف وكأنه يحتضنها، وأخذ مكعب السكر من يدها.
“يجب أن تطعميهِ هكذا.”
ثم بدأ لوغان بفتح أصابع إيرينا المتشنجة واحدةً تلو الأخرى، ووضع مكعب السكر في راحة يدها.
“حسنًا، بهدوء.”
قال ذلك بينما لا يزال ممسكًا بمعصمها بحذر.
ابتلعت إيرينا ريقها مرة، ثم مدّت يدها التي تحمل مكعب السكر ببطء نحو الحصان.
راقبها الحصان البني للحظة كما لو كان يتحقق من الأمر، ثم بسرعة التهم مكعب السكر. و تحركت شفتيه على راحة يدها وكأنهما تمضغان بلطف.
“إنه……يسبب الدغدغة.”
ارتعش جسد إيرينا قليلًا وارتسمت ابتسامةٌ على شفتيها.
بفرر-!
رفع الحصان رأسه بعدما أكل مكعب السكر بسرعة، ثم دفع يدها بخفة كما لو كان يطلب المزيد.
تسببت تلك الحركة بدغدغةٍ أخرى جعلت إيرينا تنفجر ضاحكة.
“هل يمكنني إعطاؤه المزيد؟”
رفعت إيرينا رأسها لتنظر إلى لوغان الذي كان يحتضنها من الخلف وسألته.
“أريد أن أعطيه المزيد.”
“لا.”
كان جوابه الحازم كافيًا لجعل إيرينا تخفض رأسها بحزن، وبدا أن الحصان قد فهم إذ بدا عليه الحزن أيضًا.
في النهاية، أعطت إيرينا الحصان بضع قطعٍ من الجزر بدلاً من السكر، وبعد ذلك تحدث لوغان عن الغرض من زيارته اليوم.
“ما رأيكِ أن تختارِ له اسمًا اليوم؟”
“اسم؟ أنا من سيختاره؟”
أومأ لوغان برأسه.
“بالطبع، فهو الحصان الذي ستركبينه من الآن فصاعدًا. من غيركِ يمكنه أن يختار له اسمًا؟”
ثم طبع قبلةً خفيفة على خدها.
“ما الاسم الذي تريدين اختياره له؟”
“همم……”
بما أن فروه باللون البني……
“بني؟”
“لا.”
“……!”
نظرت إيرينا إلى لوغان بحدة، لكنه اكتفى بابتسامةٍ بريئة كعادته.
“اختاري له اسمًا جيدًا. فالخيول تستطيع تمييز أسمائها.”
“هل تميز الخيول أسماءها؟”
“بالطبع، بل وتعرف الطرق أيضًا. هناك الكثير من الخيول التي يمكنها العودة إلى منزلها حتى لو تُركت وحدها في مكانٍ بعيد.”
تفاجأت إيرينا قليلاً. أن تعرف اسمها، والطريق، وحتى المنزل؟
“إذاً يجب أن أختار اسمًا بعنايةٍ أكبر.”
استغرقت إيرينا وقتًا طويلاً تفكر في اسمٍ مناسب، لكنها لم تستطع العثور على الاسم المثالي.
“دوق.”
في النهاية، طلبت المساعدة من لوغان.
“من أين أتى هذا الحصان؟”
“من جزيرةٍ تُدعى إيرين. جزيرةٌ ذات حقول واسعة ورياح قوية.”
“جزيرة……”
نظرت إيرينا إلى الحصان.
“إذاً، هل يمكن أن أسميه إيرين؟”
“إيرين؟”
أومأت إيرينا برأسها موافقة.
“من باب تذكيره بوطنه. فالوطن مكان يحن إليه القلب……”
ضاقت عينا لوغان قليلاً عند سماعه إجابة إيرينا.
________________________________
إرن يارب مايكون ضد ان ايرينا تصير خطيبة لوغان هو حبيب فبليز لاتخرب 😔
على كذا اسم الحصان بيكون يشبه اسم ايرينا ليه محد لاحظ
لوغان وسط كل ذاه مانسى يبوس خد ايرينا😘
Dana