As Long As you Are Happy - 73
آمل أن يُعجبَ بها الدوق.
حتى أثناء عودتها إلى قصر وينفريد في العربة، كانت إيرينا تمسك الزهرة بإحكام.
بينما كانت تنظر إلى الزهرة الصفراء، بدت الأمور التي كانت تحزنها منذ قليلٍ وكأنها حدثت منذ زمنٍ بعيد.
‘يجب أن أشكر الأدميرال فريدريك مرة أخرى لاحقًا.’
فهو من حوّل قلقي الذي كنت أريد التخلص منه لأنه لا قيمة له إلى زهرةٍ جميلةٍ كهذه.
ابتسمت إيرينا ابتسامةً مشرقة.
علاوة على ذلك، هذه الزهرة هي زهرةُ ميلاد الدوق. على الأقل، لن يكرهها بالتأكيد.
خوفًا من سقوط البتلات، استنشقت إيرينا برفقٍ عبير الزهرة وهي ترمش بعينيها.
لحظة……
‘إذا كانت هذه الزهرة هي زهرة الميلاد، فمتى يوم ميلاد الدوق؟’
لم تكن إيرينا تعرف حتى اسم هذه الزهرة، وبالطبع لم تكن تعرف إلى أي شهرٍ تنتمي كزهرةِ ميلاد.
متى يمكن أن يكون؟
بينما كانت إيرينا تميل رأسها بتساؤل، بدت الزهرة وكأنها تميل رأسها أيضًا.
“ما الذي تفعلينه؟”
حتى ليتون، الذي كان جالسًا في الجهة المقابلة، مال برأسه بتساؤل.
“آه، السيد ليتون.”
لماذا لا أسأل السيد ليتون؟
ففرسان دوقية وينفريد ظلوا مع الدوق لفترةٍ طويلة.
خصوصًا أن الفرسان الموجودين الآن في العاصمة يُعتبرون بمنزلةِ النخبة من الجنود، أليس كذلك؟
لذا من المؤكد أن السيد ليتون يعرف الإجابة.
“كنت أتساءل عن موعد يوم ميلاد الدوق.”
“تتحدثين عن يوم ميلاد سيدي؟”
كلمة ‘يوم الميلاد’ التي تبدو وكأنها تُستخدم فقط للإمبراطور أو ولي العهد جعلت إيرينا ترمش بعينيها.
لكن كلمات السيد ليتون التالية جعلت إيرينا تشعر بالارتباك.
“يوم ميلاد سيدي هو آخر يومٍ من السنة وأول يومٍ من العام الجديد.”
“ماذا؟”
هل يتحدث الناس عادة عن أيام الميلاد بهذه الطريقة؟
كانت إيرينا قد قرأت في الروايات عبارات مثل: ‘في أواخر الصيف’ أو ‘في أوائل الربيع.’
لكن هذه الطريقة كانت جديدة تمامًا بالنسبة لها.
عندما لاحظ ليتون ارتباكها، قدم توضيحًا إضافيًا.
“يقال إن السيدة الراحلة دخلت في حالة ولادة في آخر يومٍ من العام، لكن عندما استلمت القابلة صاحب السمو، كان ذلك تمامًا عند منتصف الليل.”
“إذاً……”
“نعم، بما أنه لم يكن بالإمكان تحديد ما إذا كان اليوم الأخير أو الأول بدقة، قرروا الاحتفال بكلا اليومين.”
إذاً هذا هو السبب الذي جعل الأدميرال فيدريك يقول إن للدوق زهرتي ميلاد!
‘يبدو أنه حتى يوم ميلاد الدوق مميز.’
أخذت إيرينا تفكر في الأمر بمفردها وشعرت بالبهجة.
وفي هذه الأثناء، واصل ليتون حديثه.
“نظرًا لأن يوم ميلاده يصادف آخر يوم وأول يوم، فقد كان يحتفل به مع بداية العام الجديد.
وبفضل ذلك، كانت أعياد ميلاده دائمًا مبهرة، ولهذا نسميه يوم الميلاد*.”
يختلف نطقه بشكل رسمي او لا في العربي مايفرق الا بـ(ال)
بالتأكيد يقصد بعبارة “نسميه” فرسان عائلة وينفريد.
“شكرًا لك على إخباري بذلك، سيد ليتون.”
ابتسمت إيرينا ابتسامةً مشرقة.
“بما أننا نتحدث عن أيام الميلاد……”
رفعت إيرينا نظرها نحو السيد ليتون، الذي سأل بوجه صافٍ تمامًا.
“متى يكون يوم ميلاد السيدة إيرينا؟”
‘آه، انه سؤالٌ لا أستطيع الإجابة عليه.’
لأن إيرينا لم تكن تعرف يوم ميلادها.
“حسنًا……أنا آسفة، سيد ليتون……لا أعرف بالتحديد أيضًا……”
عندما خفضت إيرينا رأسها، أدرك ليتون أخيرًا الخطأ الذي ارتكبه.
“آه! لا، لا، لا بأس! ليس هناك داعٍ لأن تشعري بالأسف!”
بدأ ليتون يلوّح بيديه في ارتباك، ثم بدا وكأنه خطرت له فكرةٌ جيدة وصفّق بيديه.
لكن بدلًا من أن يصدر صوتَ تصفيق، كان الصوت أقرب إلى خشخشة.
“ألا يمكن أن يكون سيدي على علمٍ بيوم ميلاد السيدة إيرينا؟”
“يوم ميلادي؟ هل تعتقد أن والديّ قد تحدثوا مع الدوق عن يوم ميلادي؟”
“ربما فعلوا ذلك، لكنني لا أتذكر بأنني سمعت شيئًا عن ذلك.”
بدأ ليتون يحاول استرجاع ذاكرته، لكنه هزّ رأسه في النهاية.
“ولكن بالتأكيد هناك سجل يوثق يوم ميلاد السيدة إيرينا.”
“صحيح.”
أومأت إيرينا برأسها.
لم يتم التخلي عنها فور ولادتها.
حتى لو لم يكن هناك سجلٌ رسمي، قد يكون هناك سجل داخل العائلة يوثق ذلك.
أو ربما شخصٌ ما قد احتفظ بسجلٍ شخصي أو يتذكر الأمر.
“وأعتقد……”
تحدث السيد ليتون وهو يحك رأسه.
“ألا يبدو أن يوم ميلاد السيدة إيرينا لايزال بعيداً؟”
“حقًا……؟ لما تظن ذلك؟”
“من الصعب التصديق أن سيدي يعرف يوم ميلاد السيدة إيرينا ولم يحتفل به أو يعلن عنه بعد.”
أومأت إيرينا برأسها وكأنها مسحورة. بدا كل ما قاله ليتون منطقيًا تمامًا.
“انتظري وسترين يا سيدة. بالتأكيد عندما يقترب الموعد، سيفعل سيدي شيئًا ما!”
تسللت التوقعات إلى قلبها، وبدأ قلب إيرينا ينبض بحماس.
العائلة، الوالدان، الاسم وتاريخ الميلاد.
وكأنها تكتشف جزءًا من ذاتها الحقيقية التي لم تكن تعرفها، قطعةً قطعة.
ابتسمت إيرينا وهي تمسك الزهرة بإحكام.
“لقد وصلنا!”
دوى صوت السائق يعلن عن وصولهم لقصر وينفريد.
“إذا ذهبتِ بسرعةٍ الآن، فلن تتأخري عن موعد العشاء، هيا يا سيدة!”
غمز ليتون بعينه.
“لقد سلكنا الطريق المختصر.”
“……!”
أضاءت ملامح إيرينا على الفور عند سماع كلمات ليتون.
كانت تعتقد أنها تأخرت، ولكن الأمر لم يكن كذلك.
كان هناك احتمالٌ أن تتناول العشاء مع الدوق.
“يمكنني اللحاق بكِ لاحقًا ببطء يا سيدة. لذا اذهبِ أنتِ أولًا!”
أومأت إيرينا برأسها وقفزت من العربة بخفة قبل أن تبدأ بالجري.
‘ظننتُ بأنني سأعود مبكراً عند افتراقي عن الآنسة هالي مبكرًا!’
بعد أن ذهبت إلى الجدول الصغير في أطراف العاصمة، ثم التقت بالأدميرال فريدريك، أصبح الوقت حرجًا للغاية.
لو تأخرت إيرينا تمامًا، لربما استسلمت وسارت ببطء، ولكنها شعرت بأنها إذا ركضت، فقد تتمكن من الوصول في الوقت المناسب.
ازداد توتر إيرينا، وزادت سرعتها تبعًا لذلك.
وكما يحدث دائمًا، القلق المتعجل يسبب الحوادث.
“آه!”
أثناء صعودها السريع على الدرج، أخطأت إيرينا واصطدمت بذراعها في الدرابزين. فسقطت الزهرة التي كانت تحملها من يدها.
لم يكن من المفترض أن تسقط.
فزعت إيرينا ولم تجد وقتًا للتفكير في أي شيء آخر، فاستدارت بسرعة ومدت يدها نحو الزهرة.
“أمسكتُ بها.”
ولكن هذه المرة، مال جسدها نحو الأسفل.
“أوه، السيدة إيرينا!”
رأت إيرينا من بعيد ليتون يركض نحوها. فقبضت على الزهرة بشدة وأغمضت عينيها بإحكام.
“احترسي.”
ثم أمسكَ بها شخصٌ ما.
شعرت بلمسةٍ دافئة تمسك خصرها، وعندما فتحت عينيها، وجدت نفسها متوقفةً وهي في وضعٍ مائل.
“عليكِ أن تكوني حذرة، سيدة إيرينا.”
عندما ألقت نظرةً سريعة على الوضع، رأت جسدها في وضعٍ غير مستقر.
“…….”
كانت متأكدةً من أنها ستتدحرج للأسفل.
‘هذا محرج.’
سرعان ما اعتدلت إيرينا في وقفتها.
وفي تلك اللحظة، وصل ليتون إلى أسفل الدرج وتنهد بارتياح.
“عليكِ أن تكوني أكثر حذرًا يا سيدة. لقد أقلقتني.”
“آسفة……”
التفتت إيرينا ببطء إلى الخلف. وكما توقعت، من أنقذها كان الدوق.
كان يقف على درجة ٍأعلى، و ينظر إلى إيرينا بنظرةٍ غير راضية.
“كِدتِ ان تسقطِ لو حدث أي خطأ بسيط.”
“آسفة، سأكون أكثر حذرًا في المستقبل.”
قالت إيرينا ذلك وهي تراقب ملامح لوغان بحذر، ثم أضافت عذراً.
“كنتُ قلقة من أن أتأخر على موعد العشاء.”
“لا بأس إن تأخرتِ…..”
تنهد لوغان وأكمل.
“لا بأس إن تأخرتِ، لكن لا تؤذِ نفسكِ.”
“حاضر!”
ابتسمت إيرينا ابتسامةً مشرقة عندما شعرت بالعاطفة الواضحة في كلماته.
و بسبب ابتسامتها، بدا أنه لم يعد يستطيع توبيخها، حيث خفتت حدة نظرته.
ولكن، وكأنه لم يرغب في ترك الأمر يمر بسهولة، نقر بخفةٍ على جبينها.
“آه!”
عندما عبست إيرينا من الألم الخفيف، ضحك لوغان.
“لم أضربكِ بقوة.”
“لكني تفاجأت.”
“أنتِ تدّعين الألم فحسب.”
ازدادت ابتسامةُ لوغان عمقًا وهو ينظر إلى أسفل.
“لكن كنت أريد أن أسألكِ منذ قليل، ما هذه الزهرة؟ بالنظر إلى تغليفها الورقي، يبدو أنها ليست من الأزهار التي قُطفت من الحديقة.”
“هذه؟”
ابتسمت إيرينا بإشراقٍ أكثر.
“اشتريتها لأهديها للدوق.”
توقف لوغان للحظة، وكأنه مصدوم.
“هذه……لي أنا؟”
تلعثم بكلماته على نحوٍ غير معتاد.
أومأت إيرينا برأسها وهي تبتسم.
“في الواقع، وجدت اليوم المال الذي كنت أدخره في الحي الفقير.”
في الصباح الباكر، وفي وقتٍ متأخر من الليل، في حرارة الصيف الحارقة، وفي برد الشتاء القارس.
كانت تدخر المال سرًا، وتخفيه في مكانٍ آمن، وقد استعادته اليوم.
“لكن لم يكن المبلغ كبيرًا. كانت القطا كثيرة، لكنها كانت مجرد عملاتٍ نحاسية تالفة لا قيمة لها.”
كانت العملة متضررة، وبعضها مقطوعٌ إلى نصفين، وحتى أن بعضها كان عملاتٍ مزيفة يستخدمها الأطفال للعب.
بعد أن فرزتها جميعًا، لم يتبق سوى عددٍ قليل من العملات التي يمكن استخدامها فعليًا.
“كنت أرغب في إحضار هدية للدوق، لذلك بحثت عن هذه القطع.”
تنهدت إيرينا بعمق وابتسمت ابتسامةً حزينة.
لكنها سرعان ما استعادت ابتسامتها.
“ولكنني التقيت بالصدفة بالأدميرال فيدريك في الطريق، وقد ساعدني في اختيار الهدية.”
“حقًا؟”
“نعم، قال بأن هذه الزهرة هي زهرة ميلاد الدوق، و أنها الزهرة التي تحبها.”
نظرت إيرينا إلى الزهرة للحظة، ثم رفعت عينيها لتقابل نظرات لوغان.
“هل أعجبتك؟”
سألته بحذر، مع أملٍ واضح في أن تكون الهدية قد نالت إعجابه.
“نعم.”
ارتسمت ابتسامةٌ على شفتي لوغان.
“أعجبتني كثيرًا.”
أضاء وجه إيرينا وتنهدت بارتياح.
على الرغم من أن الأدميرال فيدريك قد ضمن لها ذلك، إلا أن هناك بعض القلق الذي بقي في داخلها.
لكن بكلمةٍ واحدةٍ منه، تبدد ذلك القلق تمامًا.
“يبدو أنني يجب أن أفكر في شيء مقابل هذه الزهرة.”
“إنها مجرد زهرة واحدة.”
قالت إيرينا ذلك وهي تحرك أصابعها بتوتر.
‘وهي أيضًا زهرة برية تنبت في الحقول……”
“بالنسبة لكِ، تساوي قيمة قطعتين نحاسيتين، لكنها ثمينةٌ بالنسبة لي.”
قال لوغان ذلك وهو يلمس وجنتها بلطف.
“شكرًا لكِ.”
‘لأنكِ تعتمدين عليّ أكثر فأكثر.’
لأنكِ تعتمدين عليّ وتعطينني كل شيء، أصبح الشعور بالذنب تجاه ذلك يتلاشى أكثر فأكثر.
أنا حقًا……
“سعيد.”
عند كلمات لوغان، ابتسمت إيرينا ببراءة و هي تنظرُ اليه.
____________________
يجننوووووووننن احب المؤلفة جابت ردة فعله مابلعتها
ولوغان كأنه صار متملك✨ ععععهععاا
ايه تكفون كملوا على ذا الرتم لين العرس
Dana