As Long As you Are Happy - 71
“يا للظرافة.”
أمام إيرينا الآن كانت هناك كعكةٌ على شكل أرنب.
لا أحد يعلم كيف صُنعت، لكنها كانت مستديرةً ومنتفخة، وكأنها أرنبٌ صغير مكتملٌ بآذانه اللطيفة.
بل وحتى كانت هناك جزرةٌ صغيرة تمسكها أقدامه الرقيقة.
هل صُنعت هذه الكعكة لتؤكل؟
بدت لطيفةً جدًا لدرجةٍ يصعب أكلها.
“أليست لطيفة؟”
اسند كارل ذقنه على كفه وابتسم كاشفًا عن أسنانه.
“لكن إذا لم تأكليها بسرعة، ستذوب. إنها مصنوعة من الكريمة.”
عند سماع كلمات كارل، لاحظت إيرينا أن إحدى أذني الأرنب بدأت تفقد شكلها قليلاً.
“آه.”
رفعت الشوكة بسرعة لكنها توقفت فجأة.
تلاقى نظرها مع عيني الأرنب. كانت عيناه اللامعتان تنظران إليها وكأنهما تسألان: “هل ستأكلينني حقًا؟”
قضم-
لكن في النهاية، هذا موضوعٌ مختلف، الطعام يجب أن يُؤكل.
قطعت إيرينا قطعةً صغيرة من كعكة الأرنب ووضعتها في فمها.
‘لذيذة!’
كانت تعتقد أنها جربت الكثير من الطعام اللذيذ مؤخرًا، سواء في قصر وينفريد أو في المطاعم التي تأخذها إليها الآنسة هالي.
لكن كعكة الأرنب كانت الأفضل بينها جميعًا.
“إنها لذيذةٌ جدًا……”
بينما كانت إيرينا تتذوق قطعةً أخرى من الكعكة، انفجر كارل ضاحكًا.
نظرت إليهِ إيرينا بعينين متفاجئتين.
“كنت أعتقد بأنك لن تتمكني من أكلها. فقد كنتِ تنظرين إليها وكأنها لطيفةٌ جدًا لتؤكل.”
مسح كارل دموع الضحك من زاوية عينيه.
“لكن في النهاية، لم تترددي في غرز الشوكة فيها.”
“……الطعام للأكل، والأشياءُ اللطيفة للتأمل.”
ردت إيرينا بلا مبالاة بينما تمسك الشوكة بفمها.
“آه، كلام الآنسة ليونيد صحيح. الطعام للأكل.”
ثم تابع كارل حديثه بابتسامة.
“بما أننا نتحدث عن الطعام، هل سمعتِ من قبل عن سمكةٍ تدعى ريمون*؟”
*السمكة خيالية
هزت إيرينا رأسها نافية.
واصل كارل الشرح.
“إذا أبحرتِ لمدة نصف يوم تقريبًا من ميناء فريدريك، ستصلين إلى منطقة شعابٍ مرجانية. هناك تُصطاد هذه السمكة. ألوانها زاهية وشكلها مستدير، إنها لطيفةٌ جدًا.”
بدأ كارل يرسم بإصبعه على الطاولة، فبدأ بدائرة مستديرة، ثم أضاف شيئًا يشبه أذني الأرنب فوقها.
“وتمتلك ريمو أذنين مثل هذا.”
“سمكةٌ لديها أذنان؟”
سألتهُ إيرينا بدهشة.
“نعم، في الواقع هي زعانف، لكنها تبدو مثل أذني الأرنب للوهلة الأولى. عندما تصادفينها تحت الماء، تتمايل وفقًا لحركة الأمواج.”
“واو……أعتقد أنها تبدو لطيفة.”
“إنها لطيفة.”
بدأ كارل يشرح بهدوء المزيد عن سمكة الريمون. و كانت إيرينا منتبهةً تماماً لشرحه.
‘يا للعجب.’
الأسماك التي رأيتها حتى الآن كلها متشابهةٌ في الشكل.
“لكن لم أكن أتصور وجود سمكة مختلفة تمامًا بهذا الشكل.’
انحنت إيرينا قليلاً لرؤية إيماءات كارل بشكل أوضح. فانسدل شعرها على وجهها ليحجب رؤيتها.
“وأخيرًا، الشيء المميز بشأن هذه الريمون هو……”
ابتسم كارل بثقة على وجهه.
“أنها لذيذةٌ جدًا.”
“…..!”
“لدرجة أن الطهاة المميزين يرغبون في الحصول عليها كمكونٍ لطهيهم.”
“هل لذيذةٌ حقاً؟”
سألت إيرينا وهي تدفع شعرها للخلف بشكل عشوائي.
“همم……”
مد كارل كلمته قليلاً وأشاح بنظره جانبًا.
“إذا قلتُ بأن هناك جيشًا من لوبرك استسلم بعد أن أكلها، فهل يمكنكِ تخيل مدى لذتها؟”
“واو، الى هذا الحد؟”
وسعت ايرينا عينيها.
لم تستطع حتى تخيل ذلك.
كيف يمكن أن تصل لذاذتها لدرجة تجعلهم يستسلمون؟
بدأت عيناها الزرقاوان تتلألآن بحماسٍ وفضول.
نظر كارل إلى عيني إيرينا وضحك بخفة.
“يا آنسة ليونيد.”
مد يده ودفع خصلة شعرها الذهبي التي كانت تحجب رؤيتها إلى الخلف.
وراء الرؤية الواضحة الآن، رأت وجه كارل يبتسم ابتسامةً مشرقة.
“يبدو أن مزاجك قد تحسن الآن، وهذا أمرٌ جيد.”
“آه……”
قبل لحظاتٍ فقط كانت تشعر بحزنٍ وألم شديدين،
لكن الآن أصبحت مشاعرها صافية كما لو أن ذلك لم يحدث أبدًا.
“من تجربتي الشخصية.”
تحدث كارل وهو يسكب كوبًا من الشاي ويضعه أمام إيرينا.
“عندما يكون المزاج سيئًا، فإن الأشياء الجميلة، والأطعمة الحلوة، وشيءٌ يشغل تركيزكِ يمكن أن تساعدكِ على تجاوز الأمر بسهولة.”
“…….”
“جربِ هذا. أحيانًا يكون المشروب الدافئ مواسةً كبيرة.”
“شكرًا لكَ.”
أعربت إيرينا عن شكرها وهي ترفع كوب الشاي.
عندما ارتشفت رشفة من الشاي الدافئ، شعرت وكأنها عادت للحياة.
“هذا جيد.”
ابتسم كارل مجددًا.
“ولكن، يا آنسة ليونيد.”
فجأة، انحنى بجسده إلى الأمام.
“لقد رفضتِ اللحاق بي في العربة سابقًا، أليس كذلك؟”
كان كلام كارل صحيحًا.
عندما قال كاي في العربة: “دعينا نخرج في موعدٍ سرًا دون أن يعلم لوغان”، حاولت إيرينا في البداية رفض الفكرة.
فهي لم تكن في مزاجٍ يسمح لها بالحديث مع أي أحد.
لكن إصرار كارل عدة مرات جعلها ترافقه في النهاية.
“نعم.”
أومأت إيرينا برأسها وهي تمسك بفنجان الشاي بإحكام.
“لكن لم يكن السبب هو أنكَ وغدٌ أو لعوب أو شيءٌ من هذا القبيل……”
“……بقولكِ لهذا، يبدو وكأنهُ هو السبب بالفعل.”
“…….”
“هاه……”
عندما لم تُجب إيرينا، بدأ كارل يتظاهر بأنه يشعر بالحزن وكأنهُ مصدوم.
“انتِ تجرحينني. لقد أتيت فقط لأنني أردت أن أرفع من معنوياتكِ يا آنسة ليونيد!”
انحنى كارل على الطاولة فجأة، وأخفى وجهه بذراعيه وبدأ في التظاهر بمسح دموعه.
“حتى هذا المكان، كان متجري السري……يا له من أمرٍ محزن……”
سُمع صوت بكاءه المصطنع.
هل يبكي حقًا؟
قبل لحظاتٍ فقط، بدا و كأنه يمزح، لكن صوت بكائه بدا حقيقيًا إلى حدٍ ما.
‘إنه الشخص الذي اشترى لي طعامًا لذيذًا وواساني……’
بدأت عينا إيرينا تدوران بارتباك.
“حسنًا……لم أقصد ذلك، أيها الأدميرال. لم أتعمد التفكير بهذه الطريقة، ولكن……”
كانت تحاول جاهدة تهدئته وهي تشعر بقلقٍ شديد.
“…….”
لكن، من خلال خصلات شعره المتساقطة، التقت عيناها بنظرات كارل، التي كانت ممتلئةً بالمرح وكأن الأمر يروق له.
بسرعة، غطى كارل وجهه بذراعيه مجددًا، لكن الأوان كان قد فات.
“أيها الأدميرال……أنت تضحكُ الآن، أليس كذلك؟”
كان صوت إيرينا باردًا.
يبدو أن كارل أدرك أن المزاح لن ينفع بعد الآن، فأسقط ذراعيه عن وجهه.
“ههه.”
تلألأت عيناه الذهبيتان المفعمتان بالمرح، وانحنت شفتيه مبتسمةً لتكشف عن أسنانه البيضاء.
“لقد اكتشفتِ الأمر.”
نظرت إليه إيرينا بنظرةٍ غاضبة، لكنه ضحك وكأن غضبها ممتعٌ بالنسبة له.
“لكن يا آنسة ليونيد، هل يمكنني أن أسألك عن سبب حزنك الشديد سابقاً؟”
نظرت إليه إيرينا بعينين مليئتين بالشك. فرفع كارل يديه مستسلمًا.
“لست أمزحُ الآن، أريد فقط أن أستمع إلى مشاكلكِ، إن كان لديكِ أي شيء يشغل بالكِ فسأستمع.”
غمز كارل بعينه وقال مبتسمًا.
“صدقيني، لا أحد يجيد الاستماع إلى هموم السيدات مثلي!”
رغم أن شكوكها تراجعت قليلًا، إلا أن حذرها ازداد.
تراجعت إيرينا بجسدها إلى الخلف قدر الإمكان بحذرٍ واضح.
لكن، بعيدًا عن ذلك، كانت ترغب بشدة في التحدث مع أحد ما ولو لمرة واحدة.
أرادت بطريقةٍ ما التخفيف من هذا الشعور الخانق والمكتوم داخلها.
في العادة، كانت ستتحدث إلى الدوق أو السيدة هيلبريتون أو دلفيا أو السيد ريو.
‘لكن لا يمكنني مناقشة مثل هذه الأمور مع أفراد دوقية وينفريد.’
ترددت إيرينا للحظة، لكنها في النهاية فتحت فمها لتتحدث.
“ليس أمرًا كبيرًا……فقط، أردتُ شراء هديةٍ للدوق……”
تحركت شفتاها بتردد.
“لكنني لا أملك الكثير من المال.”
رغم أنها جمعت المال شيئًا فشيئًا أثناء عيشها في الأحياء الفقيرة، إلا أنها ظنت أن التوفير لعشر سنوات قد يكون كافيًا.
كانت تعتقد أنها ستستطيع شراء قطعةٍ صغيرة من الاكسسوارات، حتى لو لم تكن مرصعةً بالأحجار الكريمة.
لكنها صُدمت عندما أدركت أن ما تملكه، باستثناء العملات عديمة القيمة، لا يكفي حتى لشراء كعكة.
“هممم.”
أدار كارل عينيه بتفكير.
“معذرةً، لكن كم المبلغ الذي تملكينه تقريبًا؟”
“……بضعةُ عملاتٍ نحاسية فقط.”
خرج صوت إيرينا بالكاد، وعاد وجهها ليكسوه الحزن.
لم يكن بالإمكان شراء أي شيء فعليًا ببضعة عملاتٍ نحاسية.
ربما يمكنها شراء رغيف خبز أو بضع ثمرات فاكهةٍ على الأكثر.
لكن حتى لو اشترت شيئًا كهذا وقدمته للدوق، فلن يكون سعيدًا به.
فهو يمتلك بالفعل أشياء أفضل بكثير.
بينما كانت مشاعر إيرينا تغرق مجددًا نحو القاع، نهض كارل فجأة من مكانه.
“آنستي، انهضي أيضًا.”
مد يده نحوها. فنظرت إليه إيرينا بوجهٍ يعكس الحيرة وعدم الفهم.
“أنا أعرف شيئًا رائعًا يمكن شراؤه ببضعة عملاتٍ نحاسية فقط.”
“هل هناك حقًا شيء كهذا؟”
“بالطبع.”
أومأ كارل برأسه بثقة.
“حتى لوغان سيعجبه ذلك. أؤكد لكِ ذلك كصديقٍ قديم له.”
بدا كارل واثقًا للغاية، حتى أن إيرينا أمسكت بيده دون أن تدرك، وكأنها قد سُحرت.
عندما غادر الاثنان المتجر، التقط السيد ليتون، الذي كان يتناول مختلف الحلويات والسندويشات في المقهى، حركتهما على الفور.
“الأدميرال، سيدة، إلى أين أنتما ذاهبان؟”
“لدينا شيءٌ لشرائه في الجوار. أما أنت……هل ستتناول المزيد؟”
“إن كنت ستشتريه لي، فلا مانع لدي!”
“حسنًا، استمتع بوجبتكَ. سنعود سريعًا.”
“نعم!”
هل هذا مناسبٌ حقًا؟
نظرت إيرينا بقلقٍ طفيف إلى ليتون، الذي بدا سعيدًا وهو يتلقى قائمةَ الطعام مجددًا.
“لا بأس.”
همس كارل بصوتٍ منخفض.
“إنه يتصرف هكذا لأنه يعلم أن لوغان لن يعترض طالما كنتُ أنا برفقتكِ. فبعد كل شيء، نحن صديقان نجونا معًا من الحرب.”
غمز كارل بعينه مجددًا قبل أن يخرج مع إيرينا إلى الشارع.
كان الوقت مساءً، والشارع مزدحمٌ بالناس العائدين إلى منازلهم.
بينما كانت إيرينا تمشي بينهم غارقة في التفكير.
“سيدي الأميرال، ما الذي يمكن شراؤه ببضع عملاتٍ نحاسية؟”
لا يمكن أن يكون خبزًا، ولا حتى فاكهة.
ربما قطعةُ قماش ملونة؟
إذا تم خياطتها، قد تتحول إلى قماشٍ جيد نوعًا ما.
‘لكن لا يبدو أن ذلك يناسب الدوق.’
“لا أعرف حقاً ما الذي يمكنني شراؤه……”
أثناء حديثها، كادت إيرينا ان تصطدم بشخصٍ آخر، لكن كارل أمسك بكتفها وجذبها نحوه.
“الآنسة ليونيد تعرف ذلك جيداً.”
“أنا أعرفه؟”
تقلّص حاجبا إيرينا وهي تفكر، بينما كان كارل يتلفت حوله، و كأنه يبحث عن شيءٍ محددٍ باستمرار.
“آه، إنه هناك.”
توجه كارل مع إيرينا نحو مكانٍ ما. لم يكن حتى متجراً.
توقف كارل في زقاقٍ بين متجرين وابتسم.
“هذه هي الهدية التي يمكن شراؤها ببضع عملاتٍ نحاسية، يا آنسة ليونيد.”
_______________________________
المؤلفه تحب النرفزه طيب خليه يقول الهديه وخلصي الفصل 😭
ماعلينا المهن كارل لايصير طرف ثالث بلييييييز
ليتون : بطني همي ! يحيا الاكل!
Dana