As Long As you Are Happy - 70
“ما الذي تنوينَ فعلهُ هنا؟”
سأل ليتون وهو ينظر حوله بشكلٍ مستمر، وكأنه يرى المكان لأول مرة.
“الماء لا يبدو عميقًا، و لاتوجد مناظرُ جميلةٌ هنا أيضًا.”
كانت كلمات ليتون صحيحة. المكان لم يكن عميقًا بما يكفي للسباحة، كما أن المنظر كان عاديًا مقارنةً بالمناطق المحيطة.
“هذا المكان، يا سيد ليتون، هو مكانٌ جيد لغسل الملابس!”
على الرغم من أن التيار لم يكن سريعًا، كانت هناك صخورٌ متفرقة يمكن للمرء أن يثبِّت نفسه عليها بسهولة.
كان هذا المكان قريبًا من الأحياء السكنية المزدحمة، لذا كان يُستخدم كثيرًا كمغسلةٍ رسمية للمياه في المدينة.
“عندما كنت أعيش في الأحياء الفقيرة، كنت دائمًا أغسل هنا.”
“اوه، فهمت.”
أومأ ليتون برأسه، لكنه سرعان ما انحنى إلى الجانب.
“إذاً، ما الذي أتى بكِ الى هنا؟ هل اتيتِ لغسل الملابس؟ لكن لا توجد لديك ملابس لغسلها. هل أعدُّ لك بعضًا؟”
“لا.”
ابتسمت إيرينا وهزت رأسها.
“اتيتُ لأبحث عن شيء.”
سارت إيرينا ببطء على طول مجرى المياه.
كان الناس يمرون عادةً إلى هذه المنطقة، لذا كانت إيرينا تغسل ملابسها في مكانٍ أدنى قليلًا.
لم تمشِ كثيرًا حتى وصلت إلى الصخرة التي كانت تغسل عليها ملابسها بانتظام.
تفقدت إيرينا المنطقة حول الصخرة.
“دعني أرى، هنا يجب أن يكون هنا.”
‘لم يأخذهُ احدٌ صحيح؟ حتى لو خبأتهُ جيداً، لن يكون آمنًا.’
“آه، وجدته!”
صرخت إيرينا بينما أخرجت شيئًا مخبأً بين شقوق الصخور.
كان شيئًا قديمًا وباليًا، لكنّه حافظ على شكله كصندوقٍ مسطح إلى حدٍ ما.
“ما هذا، سيدة ليونيد؟”
“كنزي.”
“أنتِ، لو أعطيتك المال، ستنفقينه على الفور، ثم تقولين ‘لا أعرف الى اين ذهب!’ هذه هي نوعية شخصيتكِ. هل تعتقدين أنني سأعطيك حتى قرشًا واحدًا؟”
قال بِن ذلك وهو يذكر أنه لن يُعطِ إيرينا المال أبدًا.
لم يكن يدفعُ لها من حسابات المحل، ولا حتى في المهمات البسيطة.
لكن هذا لا يعني أن إيرينا لم تتلقَّ أي مالٍ بين يديها.
لذلك، خلال طفولتها، كانت إيرينا تجمع القروش القليلة التي يسقطها الزبائن، أو الأموال التي كان بِن المخمور يلقيها نحوها، أو القروش التي تحصل عليها سرًا مقابل أداء بعض المهام.
كانت تجمع تلك الأموال وتدخرها بعناية.
كانت تأمل أن تستخدم هذا المال إذا استطاعت يومًا ما مغادرة هذا الحي الفقير.
شراء منزلٍ مناسب، وتذوق طعام شهي، وشراء ملابس جديدة.
كانت تجمع المال بترتيب، وتخبئ معه أحلامها.
ثم في مرة، سُلب منها كل شيء.
لسوء حظها، اكتشف أحد زبائن النزل، أثناء بحثه عن أمواله التي أسقطها، مخبأها. و استولى هذا الزبون على الصندوق بأكمله، وركل إيرينا بقدمه مرة واحدة، ثم بصق واختفى.
‘في ذلك الوقت، كنتُ سعيدةً لأن الأمر انتهى بصفعةٍ واحدة فقط.’
كانت ممتنة لأنه لم يخبر بِن عن ذلك، ربما لأنه نسي بسبب ثمالته.
تذكرت إيرينا ماضيها المؤلم بابتسامةٍ مُرة.
منذ ذلك الحين، كانت تخبئ صندوقها في هذا المكان.
كان هذا المكان مخصصًا للغسيل وكانت تأتي إليه كثيرًا، لذا لم يشك أحد في وجودها هناك.
وهكذا، كانت إيرينا في الماضي تحمل الأمل وهي تجمع المال.
حتى بعد أن فقدت كل الأمل في مغادرة الحي الفقير، استمرت في وضع المال في هذا الصندوق.
لم تكن تريد استخدامه لتغطية نفقات المعيشة هذه المرة، بل لأغراضٍ أخرى.
‘أعلم أنه ليس بالكثير……’
تنهدت إيرينا بابتسامةٍ خفيفة.
ومع ذلك، كان هذا المال الذي جمعته على مدار عشر سنوات، المال الذي ادخرته في يومٍ من الأيام من أجل الهروب من الحي الفقير، ومعه آمالها.
وضعت إيرينا الصندوق على الصخرة وفتحت الغطاء بحذر.
ثم ابتسمت.
“آه…..”
كان المال الذي جمعته لأكثر من عشر سنوات……
“……ياللبؤس.”
كانت العملات الذهبية هي الأكثر قيمة، تليها الفضية، أما المصنوعة من النحاس فكانت الأقل قيمة.
وبداخل الصندوق، لم يكن هناك سوى عملاتٍ نحاسية مغطاةٍ بالتراب والطين.
أخذت إيرينا، بيدين مرتجفتين، إحدى العملات الملوثة بالتراب والطين.
‘إذًا، لم تكن هذه ذات قيمةٍ حقًا.”
كانت العملات التالفة أقل قيمة، و كان معظم ما تملكه إيرينا هو من تلك العملات التالفة.
عملاتٌ مشوهة، مخترقة بثقوب، مقطوعة إلى نصفين، وحتى متهالكة.
بل كان هناك أيضًا عدد قليل من العملات الأجنبية البعيدة التي لا تُستخدم في الإمبراطورية.
كانت أغلب هذه العملات مما حصلت عليه كأجرٍ مقابل أداء المهام الصغيرة.
ضحكت بسخرية.
‘لأنني لم اكن أعرف شيئًا، لقد خدعوني بكل وضوح.’
العملات التي حصلت عليها بعد غسل الملابس وكسر الجليد، أو العملات التي أخذتها بعد أن خاطت الملابس سرًا عن بِن.
كل شيء كسبته بشق الأنفس كان مجرد قمامةٍ لا قيمة لها.
“…….”
شعرت بألمٍ حارق في صدرها، وضغطت على قلبها بيدها.
أما العملات السليمة إلى حد ما، فكانت تلك التي أسقطها الزبائن دون قصد.
‘لن تكفي حتى لشراء قطعةِ كعك.’
عندما كانت تجمع هذه العملات، كان كل منها يلمع في عينيها وكأنها قطعةٌ ذهبية.
أما الآن، فكل ما تراه أمامها هو عملاتٌ باهتة صدئة وبائسة.
تنهدت إيرينا بعمق.
هذا ما كانت تجمعه طوال العشر سنوات.
عشر سنوات من أجل هذا فقط…….
“…….”
عضت إيرينا على شفتها السفلى بقوة.
في داخلها، كانت ترغب في الصراخ، و البكاء، و إلقاء هذا الصندوق بعيدًا، والتعبير عن هذا الظلم والحزن الذي تشعر به تجاه نفسها في الماضي.
لكنها لم تستطع.
ابتلعت دموعها وغضبها، وشدت قبضتها على الصندوق.
لم يكن بوسعها الانهيار أمام السيد ليتون.
حاولت السيطرة على مشاعرها المضطربة.
“سيدة، هل نعود الآن؟”
ردًا على سؤال السيد ليتون، أومأت إيرينا بصعوبة، بينما كانت لا تزال تحتضن الصندوق بقوة بين ذراعيها.
‘ماذا أفعل……؟’
كان ليتون معروفًا بأنهُ الأقل إدراكًا للمواقف في دوقية وينفريد، وهو شيء تسبب لهُ بالكثير من المشاكل، ولكنهُ أيضًا جلب لحظاتٍ جيدة.
كان دائمًا يتقبل هذا الأمر كجزءٍ من طبيعته و يعيش حياتهُ على هذا الأساس.
‘لكن……من المستحيل ألا ألاحظ هذا الآن.’
رغم أن الطقس بدأ يبرد مع اقتراب الخريف، كان العرق البارد يتصبب منه.
منذ فترة، بدت السيدة إيرينا في حالةٍ غير طبيعية.
كانت مشرقةً عندما قابلت صديقتها، وحتى عندما قالت بأنها تريد الذهاب إلى الجسر.
لكن منذ أن عثرت على “الكنز”، بقيت على هذا الحال.
‘لا، في الحقيقة……كان ذلك منذ أن رأت ما بداخله.’
نظر ليتون بطرف عينه إلى الصندوق الذي كانت إيرينا تحتضنه بين ذراعيها.
كان الصندوق قديمًا ومتهالكًا، و تغطيه الأوساخ هنا وهناك، ومظهره غير نظيف.
أما ما بداخله، فلم يكن سوى عددٍ قليلٍ من العملات النحاسية التي لا تكاد تساوي شيئًا.
كانت عينا إيرينا تزدادان احمرارًا تدريجيًا، وكأنها على وشك الانفجار بالبكاء في أي لحظة.
‘ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟’
أمسك ليتون برأسه بارتباك، محاولًا التفكير في حل.
إذا عاد هكذا، فإن كلًّا من ريو ودلفيا سيسألانه عن السبب.
وفي اللحظة التي يجيب فيها بـ”لا أعرف.”
سيكون الحكمُ عليه بلا شك: “عشرون دورة حول ساحة التدريب!”
هذا بالإضافة إلى توبيخهم المستمر له، وهو ما لا يمكنه تحمله.
‘لا! ، يجب أن أتجنب ذلك بأي ثمن!’
فكر! فكر!
كان عليه أن يهدئ إيرينا، خطيبة الدوق المستقبلية، ويعرف السبب وراء حالتها.
ركز ليتون كل تفكيره عليها، وبحث بجدية عن الإجابة.
والنتيجة……
‘لا شيء!؟’
فقد اعتاد العيش بدون تفكيرٍ عميق، فلماذا كام يتوقع بأن يأتيه الحل فجأةً في لحظةٍ حرجة كهذه؟
بسبب الجهد الذي بذله أكثر من المعتاد، لمس ليتون جبينه الذي بدأت حرارته ترتفع.
“سيدة ليونيد.”
ثم قرر أن يفعل الشيء الذي يجيده.
“لا أعرف ما الذي يحدث! لكنني آمل ألا تحزنِ كثيرًا.”
نظرت إيرينا إلى ليتون. الذي أشار إلى الصندوق الذي كانت تحمله.
“تلك أشياء من الماضي، أليس كذلك؟”
هزت إيرينا رأسها بالموافقة.
حسنًا، الآن عليه فقط أن يتحدث بطريقةٍ رائعة مثل ريُو.
“الحاضر هو الحاضر! الحاضر لن يصبح مثل الماضي، لذا لا أعتقد أنه من الضروري أن تحزنِ على الماضي الآن.”
نظرت إيرينا إلى ليتون و رمشت بعينيها ببطء.
كانت ملامحها تعبر عن أنها لم تفهم ما الذي كان يحاول قوله.
وكان ليتون نفسه يشعر بنفس الشيء.
“أوه، أعني……”
استعاد ليتون وعيه وقبض يديه بقوة.
“الماضي هو الماضي، والحاضر هو الحاضر! هذا ما أعنيه!”
نعم!
كان عليه أن يقول ذلك منذ البداية. كاد يعض لسانه عبثًا حين حاول تقليد ريو.
حين اختصر حديثه، فهمت إيرينا ما كان يحاول قوله مباشرة.
“كلامكَ صحيح.”
وضعت إيرينا الصندوق الذي كانت تحمله بلا حيلة.
“بما أنه أصبح من الماضي، فمن الصواب أن أتركه.”
لكن رغم كلماتها، بدا أن عينيها لا تزالان متعلقتين بالماضي.
حك ليتون رأسه بشدة.
ثم حينها.
طرق-طرق-!
طرق أحدهم باب العربة التي توقفت للحظة.
دون أن يقول شيئًا، فتح ليتون النافذة فورًا. فقد كان فضوليًا لمعرفة من الطارق.
أليس الفعل أحيانًا أسرع طريقة لإشباع الفضول من الكلام؟
“أوه.”
قابلته عينان ذهبيتان مصدومتان قليلاً، و بشرةٌ ما زالت داكنة، كان كارل فريدريك.
“أوه، الأدميرال فريدريك! مضى وقت طويل منذ آخر لقاء.”
“رأيت عربة وينفريد النادرة متوقفة، فقررت أن أطرق الباب لأرى من بالداخل. و تبين أنه أنتَ، ليتون.”
ثم ألقى كارل نظرةً خفيفة داخل العربة.
“هل لوغان هنا؟ لقد وعدني بشراء مشروب فاخرٍ في آخر مرة، لكنه لم يتواصل معي منذ ذلك الوقت……يا له من بخيل.”
تلاقت نظرة كارل مع إيرينا، فمسحت عينيها بسرعة.
“مضى وقت طويل، أدميرال.”
كان صوتها وهي تلقي التحية خاليًا من الحماس بشكلٍ واضح.
نظر كارل إلى إيرينا، ثم انحنى وهمس في أذن ليتون.
“ما الذي أصاب الآنسة؟”
“لا أعلم ماحدث بالضبط، لكنها تبدو حزينة للغايةِ هكذا منذُ فترة.”
“حقًا؟”
أصدر كارل صوت تأمل قصير، ثم دارت عيناه بخفة. وظهرت على شفتيه ابتسامةٌ توحي بأنه وجد الأمر ممتعًا.
“الآنسة ليونيد.”
نظرت إيرينا إلى كارل عندما سمعت صوتهُ يناديها.
“إذا لم يكن لديكِ أي مانع، هل يمكنكِ تخصيص بعض الوقت لي؟”
ابتسم كارل كاشفًا عن أسنانه.
“لنخرج في موعدٍ سري دون علم لوغان، ما رأيكِ؟”
___________________________
موعد؟ بدون مايدري لوغان؟ ياشيييخ؟؟ ياويلك من لوغان😭😭😭😭😭
ليتون يضحك كيف معتوف انه ماتعود يفكر 😭 يجنن
وسمعتوا وش قال؟ قال خطيبة الدوق المستقبلية!✨✨✨✨
ههههههااااععههععااعههااا
والحين جا كارل يعني الفصل الجاي ضحك✨
و لوغان مايدري 🌝
Dana