As Long As you Are Happy - 69
“موعد! أنا أغار منكِ، إيرينا!”
قالت هالي ذلك وهي تلوّح بيديها بحماس، فتراقص شعرها البني المجعد مع حركتها.
“آه، أنا أيضًا أريد أن أخرجَ في موعد……”
“هل خطيبكِ مشغولٌ جدًا هذه الأيام؟”
“قليلًا.”
اجابت هالي وهي تتذمر، مستمرةً في رسم دوائر بلا سبب واضحٍ على الطاولة.
“عائلة فيليب تعمل في تجارة الخيول والقطن، وهذه الفترة هي أكثر أوقاتهم ازدحامًا في تجارة القطن. يتم حصاد القطن في الصيف، والآن هم في مرحلة المعالجة.”
قالت هالي ذلك وهي تزم شفتيها.
“أعلم أن فترة الانشغال ستنتهي قريبًا، لكن مع ذلك، أشعر بالضيق! أنا أيضًا أريد أن أخرج في موعد!”
“ستتمكنين من ذلك قريبًا.”
واستها إيرينا بابتسامةٍ خفيفة، لكن رؤية هدوء إيرينا جعل هالي تنظر إليها بعينين متسعتين بغضبٍ مصطنع.
“رائع، إيرينا، يبدو أنكِ مرتاحةٌ الآن؟”
“نعم.”
“آه، كم أنتِ مستفزة!”
قالت هالي ذلك وهي تتظاهر بأنها تعض منديلها بحركة مازحة.
“إيرينا، لكن ما الأمر الذي حدث اليوم في قصر وينفريد؟”
توقفت إيرينا عن شرب الشاي للحظة عند سماع سؤال هالي.
في الحقيقة، كانتا قد اتفقتا منذ فترةٍ طويلة على زيارة قصر الدوق وينفريد اليوم. ولكن فجأة تم إلغاء الموعد، وانتهى بهما الحال للقاء في منطقة التسوق كالعادة.
“كانت هناك بعض الأمور التي يجب القيام بها في القصر.”
“فهمت.”
تساءلت إيرينا عما إذا كانت هالي ستسأل عن السبب، لكنها لم تفعل. و اكتفت هالي بهز رأسها كما لو أنها فهمت الأمر.
“على الأقل اللقاء نفسه لم يُلغَ، وهذا جيد. الأوضاع مضطربةٌ قليلاً هذه الأيام، أليس كذلك؟”
أخذت هالي مكعب السكر الموضوع بجانب فنجانها وأضافته إلى الشاي.
“الحرائق تتكرر واحدةً تلو الأخرى، وفجأة السيدة جايسير قررت بيع قصرها والانتقال إلى الريف. لا أدري ماذا ستفعل في مكانٍ ليس لديها فيه أي معارف.”
كانت هالي تحرك السكر بالملعقة حتى يذوب، لكن ملامحها لم تبدُ مشرقة.
“وأكثر من ذلك، كنت قلقة لأنكِ، إيرينا، بدوتِ شاحبةً في آخر اجتماع.”
كانت تشير إلى ذلك اليوم الذي قابلتا فيه جايسير لأول مرة، اليوم نفسه الذي كان الجميع يسخرون فيه متفقين مع سناير.
“ثم سمعت أنكِ لم توافقي على أي دعوة بعد ذلك……”
قالت هالي ذلك في محاولةٍ لاختبار ردةِ فعل إيرينا بنظرةٍ جانبية.
“لم يحدث شيء، صحيح؟”
“نعم، لم يحدث أي شيء.”
هزّت إيرينا رأسها نفيًا.
“الأمر فقط بأنني كنت مشغولةً جدًا بالدروس مؤخرًا. و لقد أضفتُ دروسًا جديدة إلى جدولي. لكنني تمكنت من الحضور اليوم لأننا خططنا لذلك منذ وقتٍ طويل.”
في الحقيقة، كان للدروس دور، لكن الإرهاق كان السبب الأكبر. فقد أصبحت تكره لقاء الغرباء تدريجيًا.
‘ربما لدي حظٌ سيء……’
فقد كانت حقيقة أنها تعرضت للخيانة والأذى عندما حاولت التقرب من الآخرين تقلقها.
الآن، كل ما كانت تريده هو البقاء في قصر وينفريد، محاطةً بأشخاصٍ طيبين، والراحةِ هناك فقط.
“آه، الدروس!”
لم تكن هالي تدرك ما يدور في ذهن إيرينا، وأخذت تهز رأسها وكأنها تعاني.
“هل تتعلمين أيضًا التطريز، واللغات الأجنبية، وكيفية المشي برقي؟”
“كيفية المشي برقي؟”
رمشت إيرينا بعينيها بدهشة. كانت تتعلم اللغات الأجنبية باستمرار، أما التطريز فلم تكن موهوبةً فيه بما يكفي، وتعلمت منه الأساسيات فقط.
ولكن، المشي برقي؟
صحيح أنها تلقت تدريباتٍ لتصحيح وضعية جسدها من قبل، لكن السيدة هيلبريتن لم تُعلمها أبدًا كيفية المشي برقي.
“ألا تعلمين؟ إنه أسلوب مشيٍ رائج جدًا هذه الأيام في المجتمع الراقي.”
وقفت هالي فجأة كما لو كانت تنوي أن تريها، ورفعت طرف فستانها قليلاً.
“لقد تعلمت قليلاً. عليكِ أن تمشي بخطواتٍ نصفية هكذا……”
ركزت هالي على المشي، وركّزت إيرينا معها.
حتى السير ليتون وفارس الكونت ويلر، الجالسين في الخلف، انضموا للمشاهدةِ باهتمام.
لكن للأسف، لم يكن الوصف “برقي” مناسبًا لما رأوه.
“تبدو هذه المشية……مضحكة!”
“……لا حاجة لأن تقولي ذلك بصراحة، إيرينا.”
تعثرت هالي في اللحظة الخاطئة أثناء محاولتها، وكادت أن تسقط بقوة لولا أن فارس عائلة ويلر أمسك بها في الوقت المناسب.
“لا بأس! السبب هو أنني خطبتُ بالفعل، ولم أكن بحاجة إلى تعلم المزيد.”
قالت هالي ذلك وهي تشتكي، قبل أن تأخذ قضمةً كبيرة من قطعة الكعكةِ أمامها.
“لو تعلمتُ أكثر، لكان أدائي أفضل بالتأكيد.”
“صحيح، صحيح.”
ردت إيرينا بابتسامة، فابتسمت هالي أيضًا.
كانت شخصيةً مشرقة بالفعل.
“إذا أردتِ، يمكنني أن أوصي لكِ بمعلمة لتعليم المشي برقي.”
“أمم، أعتقد أنني لست بحاجةٍ لذلك.”
هزّت إيرينا رأسها وهي تضيف مكعب سكرٍ آخر إلى كوبها.
رغم أن تعلم أمورٍ أخرى بدا مفيدًا في بعض الأحيان، لكنها لم تستطع أن ترى أي فائدة حقيقية من تعلم كيفية المشي برقي.
“إذاً ايرينا، ما هي الدروس التي تتعلمينها؟”
“أتعلم أشياء متنوعة، لكن آخر ما بدأت به هو الرقص، وسأبدأ قريبًا تعلم ركوب الخيل.”
كان من المفترض أن تبدأ تعلم ركوب الخيل منذ فترة، لكن بسبب بعض الظروف تم تأجيل الأمر حتى الآن.
“ركوب الخيل رائع. لكنني شخصيًا أخاف من الخيول قليلاً.”
“أشعر أنني قادرة على القيام بذلك لسببٍ ما.”
ظهرت على إيرينا تلك الثقة الزائدة التي غالبًا ما تراها عند المبتدئين قبل بدء أي شيء، مما جعل هالي تبتسم بلطف.
بعد ذلك، تبادلت الاثنتان بعض الأحاديث الإضافية، و معظمها كان يدور حول الدروس التي تأخذانها.
“إيرينا، هل هناك شيء ترغبين في تعلمه حقاً؟”
“نعم، هناك شيء.”
قالت إيرينا ذلك وهي تلمس فنجان الشاي بهدوء قبل أن تتابع.
“أريد أن أتعلم فن المبارزة.”
خرجت الكلمات منها دون تفكير، لكنها لم تكن إجابةً متسرعة. فمنذ أن عرفت أن والدتها كانت فارسةً تحمل السيف، بدأت تفكر في الأمر شيئًا فشيئًا.
ومع كل مرة ترى فيها فرسان عائلة وينفريد يتدربون في ساحة القتال، كان هذا الشعور يكبر في داخلها.
عندما رفعت رأسها، وجدت هالي تحدق بها بدهشة.
رغم أن الوقت كان يشهد ظهور النساء الفارسات وبدأت العلاقات الحرة تأخذ مكانها تدريجيًا، إلا أن العاصمة كانت لا تزال محافظةٍ في كثير من جوانبها.
هالي نفسها كانت خير مثال، حيث تتعلم مهاراتٍ مثل “المشي برقي”، التي تعد أقرب إلى أساليب المجتمع الراقي.
شعرت إيرينا بالحرج وبدأت تبرر كلامها بسرعة.
“بالطبع، أعلم أن المبارزة تحتاج إلى التعلم منذ الصغر، وتتطلب الكثير من الموهبة أيضًا……”
“رائع!”
خرج رد فعل هالي على عكس ما كانت تخشاه إيرينا تمامًا.
“أعتقد أن رغبتكِ في تعلم المبارزة لها علاقة بكون الكونتيسة ليونيد كانت فارسة، أليس كذلك؟”
“نعم، نعم.”
“هذا مذهل! أن تسيري على خطى والديكِ.”
تحدثت هالي ذلك بحماس، وأحكمت قبضتها وكأنها تعبر عن إعجابها الشديد.
“ألستِ مندهشة؟”
“لما؟ في الواقع، أنا أيضًا أردت تعلم المبارزة. لأن أخي الأكبر يتعلمها.”
فهمت إيرينا أنها تأثرت كما تأثرت هي، فأومأت برأسها متأثرة.
“كنتُ أريد أن أتعلمها كي أهزمه وألقنه درسًا.”
لكن تأثرها سرعان ما تبدد. كان سبب رغبة هالي في تعلم المبارزة بسيطًا.
و هو أن تهزم أخاها.
“على أي حال، كنت أرغب في ذلك عندما كنت صغيرة، وما زال يثير اهتمامي حتى الآن. لكن أن يمنعوني من حتى مشاهدتها فقط لأنني فتاة، فهذا أمر يثير غضبي بشدة.”
“آنسة، يجب أن تعدلي جلستكِ.”
“نعم، نعم.”
علّق الفارس من الخلف عندما لاحظ أن وضعية هالي أصبحت مائلةً بسبب تذمرها المتواصل.
ردت هالي بكسل وعدّلت جلستها قبل أن تلتفت بحذرٍ نحو الفارس الجالس خلفها. ثم أشارت بيدها إلى إيرينا لتقترب منها.
مالت إيرينا بجسدها قليلاً، فاقتربت هالي منها وهمست في أذنها.
“خطيبي وعدني بأنه سيخصص لي مدربًا بعد الزواج. انتظري فقط، صحيح أنني كبرتُ الآن، لكن رغبتي في الانتقام لا تزال موجودة!”
ضحكت إيرينا بصوتٍ عالٍ في النهاية، وضحكت معها هالي أيضًا.
“آه، كان اليوم ممتعًا.”
قالت هالي ذلك وهي تمسك بذراع إيرينا.
“إيرينا، هل لديكِ بعض الوقت الآن؟ لدي شيء أريد شراءه. هلا ترافقيني؟”
“بالطبع.”
بدأ الأربعة بالسير نحو منطقة المحلات التجارية. و المكان الذي دخلته هالي كان متجرًا لبيع الإكسسوارات.
“هل ستشترين بعض الإكسسوارات؟”
“نعم، لكنها في الحقيقة لأخي. يوم ميلادهِ قريب، وإذا لم أعطه شيئًا سيغضب.”
تقدمت هالي نحو قسم الإكسسوارات الرجالية، وتوقفت أمام علبةٍ مليئة بالإكسسوارات، غارقةً في التفكير.
“ماذا أشتري له كي لا يغضب؟ أزرار الأكمام ستكون خيارًا آمنًا، لكنني أهديتها له العام الماضي.”
“إذن، ما رأيكِ بهذا؟”
عرض عليها البائع دبوسَ قميصٍ مزينٍ بحجر من الألماس.
“انه غالٍ جدًا.”
لم تكن هالي تفكر في البذخ عندما يتعلق الأمر بهدايا عائلتها. وبحسمها المعتاد، رفضت، مما جعل البائع يبتسم ويخرج شيئًا آخر.
“حسنًا، ربما يعجبكِ هذا. إنه من أكثر التصاميم رواجًا حاليًا.”
كانت إيرينا تقف بجانبها، تتفحص الإكسسوارات معها. و في النهاية، اختارت هالي أزرار أكمامٍ أخرى، و وضُعَت الهدية في علبة صغيرة جميلة و مزينة بشريطٍ أنيق.
“بالتأكيد سيحبها الشخص الذي سيستلمها.”
قال البائع هذه الكلمات وهو يناول الهدية لهالي، لكنها لسبب ما علقت في ذهن إيرينا.
‘هدية؟’
أصبحت إيرينا ترغب في شراء هديةٍ للدوق أيضًا. لكنها لم تكن تملك المال.
بعد أن ودعت هالي، عبست إيرينا قليلاً.
منذ أن انتقلت إلى قصر وينفريد، لم تفكر في المال.
كان كل شيءٍ هناك يلبي احتياجاتها، وكان من الصعب حتى رؤية القطع المعدنية أثناء أوقاتِ فراغها، مما يعني أنها لم تهتم كثيرًا بالأمر.
‘إذا قلتُ بأنني أرغب في شراء شيءٍ ما، فسيعطونني المال، لكن……’
هل من المقبول أن تشتري هدية للدوق باستخدام أمواله؟
بدا الأمر غريبًا بعض الشيء.
كما أنها لم تكن قادرةً على طلب المال من الآخرين.
‘هل يجب أن أبدأ في كسب المال؟’
الآن كانت تعرف الكثير من الأشياء. يمكنها القراءة والكتابة، لذلك قد يكون من المناسب أن تقرأ للآخرين وتكتب رسائل لهم نيابةً عنهم.
أو ربما يمكنها نسخ الكتب وبيعها.
‘لقد مدحتني السيدة هيلفريتن على خط يدي الجميل، ربما يمكنني بيعها بثمن جيد أكثر من المتوقع.’
لكنني أرغب في تقديم الهدية الآن.
كلما فكرت في الأمر، كلما زاد حماس إيرينا.
‘ماذا أفعل؟ كيف أجني……؟’
ثم تذكرت فجأة.
‘آه، لماذا نسيت ذلك؟!’
“سيد ليتون!”
“نعم؟”
أجاب ليتون فورًا وهو يضع قطعةَ خبزٍ في فمه، وقد تطاير بعض الفتات منه.
“هل يمكنني الذهاب إلى مكانٍ آخر؟”
“بما أن الوقت لا يزال متاحًا، يمكننا الذهاب.”
ابتلع ليتون الخبز بسرعة وأومأ برأسه.
“إلى أين تودين الذهاب إذاً يا سيدة؟”
“أريد الذهاب إلى الجدول الذي يقع على أطراف المدينة!”
كان ذلك الجدول في أطراف العاصمة، وكان المكان الذي كانت تذهب إليه إيرينا كثيرًا لغسل الملابس عندما كانت تعيش في حي الفقراء.
وكان أيضًا مكانًا أخفت فيه مبلغًا صغيرًا من المال منذ وقتٍ طويل.
اليوم كانت إيرينا تخطط لاستخدام تلك الأموال المخفية لشراء الهدية.
______________________________
هالي تجنن ودي اشوف خطيبها شلون يحبها 😂
اذا ماكان رومانسي بأرفع شكوى ونروح نصفقه✨
ياحظ لوغان بتجيه هديه هههعههه
من سعيد الحظ الي بياخذ هدية من ايرينا؟ اكيد لوغان😘
بس كان عادي يعني خذي منه فلوس واشتري بها هدية له في النهاية هو بيستانس عشانس عطيتيه وانا اختس
Dana