As Long As you Are Happy - 68
تنحنحت إيرينا وهي تغلق باب غرفة الجلوس، ثم مسحت دموعها.
كانت لحظةً قصيرة، لكنها كانت كافية لتشعر بألمٍ في قلبها بسبب النهاية التي جمعتها بشخص أعطته جزءًا من قلبها.
ومع ذلك، لم تسمح لنفسها بالوقوف هكذا طويلاً.
‘الأهم الآن، أين الدوق؟’
نظرت إيرينا حولها، حتى وقع بصرها على إرن الذي كان يتفقد الأدوات المستلمة، فتقدمت نحوه بحذر.
“أود شراء المزيد من المواد.”
“المواد الإضافية قد تستغرق بعض الوقت لتكون جاهزة. إذا كتبتَ قائمةً بها، فسأتولى نقلها لكَ من الميناء فور وصولها باستخدام عربة النقل.”
في الظروف العادية، كانت إيرينا ستنتظر حتى ينتهي الحديث مع التاجر، لكنها الآن شعرت ببعض العجلة.
“كبير الخدم إرن.”
تدخلت إيرينا بهدوء في المحادثة.
“سيدة.”
“أوه، تحياتي!”
حياها التاجر الذي كان يتحدث مع إرن وهو يخلع قبعته وينحني باحترام.
أومأت إيرينا برأسها بخفة ردًا على تحيته.
“هل هناك أمرٌ يا سيدة ليونيد؟”
“نعم، هل تعرف أين هو الدوق الآن؟”
“سيدي موجودٌ حاليًا في مكتبهِ بالطابق العلوي.”
المكتب كان اول غرفة في الطابق العلوي.
“شكرًا لكَ.”
صعدت إيرينا الدرج بسرعة وتوجهت إلى المكتب.
عند وصولها أمام الباب، أخذت نفسًا عميقًا لتستعيد هدوءها، ثم عدلت من وقفتها وطرقت الباب.
طرق-طرق-!
ما إن ترددت صوت الطَرْقات في الأرجاء، حتى جاء الرد سريعًا.
“ادخلِ.”
فتحت الباب ودخلت، لتجد الدوق كالعادة يراجع الأوراق أمامه.
“دوق.”
رفع نظره نحوها وكأنه يشير لها أن تتحدث.
ابتلعت إيرينا ريقها، ثم طرحت السؤال الذي كان يثقل على قلبها.
“هل طلبتَ من الآنسة جايسير أن تقدم لي اعتذارًا؟”
“ولماذا تظنينَ ذلك؟”
“لأنها قدمت لي اعتذارًا فجأة……وكلُّ ما قالته يشبه تمامًا ما قلتهُ لكَ.”
توقفت للحظة، وكأنها تحاول شرح الأمر بدقة.
“لقد قالت بأنها قد تكون هناك ظروف لم أفهمها، وإنها في البداية أرادت فعلاً أن تصبح صديقةً لي. كان كلامها يبدو وكأنه موجّهٌ لتهدئة مشاعري، وكأنها تعرف بالضبط ما يجب قوله……”
“سيدة إيرينا”
فتحت إيرينا عينيها على اتساعهما عندما سمعت صوتًا يناديها بهدوء.
كان لوغان يقف أمامها و ينظر إليها بجديةٍ. يبدو أنها غاصت في أفكارها لفترةٍ أطول مما ينبغي.
“……لم أتوقع أن تعتذر بسهولة.”
لماذا؟
لم تستطع إيرينا أن تفصح عن شكوكها بشكلٍ مباشر. لذا قالت شيئًا آخر بدلاً من ذلك.
“رغم أن لديها النية للاعتذار، شعرتُ أنها لم تمتلك الشجاعة لتأتي بنفسها. ظننتُ بأنها ستبقى ساكنةً حتى تهدأ الأمور، لكن فجأة ظهرت بشكلٍ غير متوقع، وهذا ما أدهشني.”
“…….”
“وفوق ذلك، جاءت برفقتكَ.”
نظر الدوق إلى عيني إيرينا للحظة، ثم هز رأسه نافيًا.
“لا.”
“لا؟”
أجاب باختصار، ثم تابع كلامه.
“في طريق عودتي من القصر الإمبراطوري، رأيت الآنسة جايسير وهي تسير نحو القصر.”
بينما كان لوغان يتحدث، مرّر يده برفق على خد إيرينا، ثم لامس زاوية عينها بحنان.
“الآنسة جايسير جاءت بنفسها. أرادت أن تعتذر لكِ.”
بالطبع، لم يكن ذلك صحيحًا تمامًا.
رغم طيبة قلب جايسير، إلا أنها لم تكن تملك الشجاعة الكافية لمواجهة إيرينا والاعتذار لها.
كانت تحمل شعورًا بالذنب والأسف، لكنها فضّلت البقاء منعزلة في قصرها، ترجوا فقط أن يمر هذا الوقت بسلام.
الشخص الذي أجبر جايسير على الخروج من عزلتها ومواجهة أخطائها كان لوغان وينفريد.
في اجتماع ضم الفيكونت و الفيكونتيسة وابنتهم جايسير، قال لوغان جملةً واحدةً فقط.
“اعتذار صادق سيمنع الأمور من التفاقم.”
كان عليهم مواجهةُ العواقب، ولكن إذا أصبح الوضع فوضويًا، فقد يؤدي ذلك إلى إلغاء خطبتها التي بالكاد تم التوصل إليها.
أومأت جايسير برأسها بصعوبة، مستسلمة للأمر.
“سأذهب غدًا لزيارة قصر وينفريد في العاصمة……”
“اليوم.”
حدّق الدوق وينفريد بنظرةٍ باردة الى الثلاثة.
“لا أريد أن أُطيل هذا الأمر أكثر من ذلك، يا آنسة.”
قال الدوق ذلك وهو ينهض من مكانه.
وفي تلك اللحظة، دفع الفيكونت وزوجته ابنتهما بقسوة، ووجها نظراتٍ غاضبة ممتلئة بالضغط نحوها.
في النهاية، وجدت جايسير نفسها تسير خلف الدوق، حتى وصلت معه إلى قصر وينفريد.
“آه، وبالمناسبة……”
تحدث الدوق فجأة، وكأن الكلمات خطرت في باله فجأة، بينما كانت جايسير تحاول تهدئة ضربات قلبها العنيفة التي تكاد تقتلها.
“يبدو أنكِ على علاقةٍ وثيقة بسناير فلورانس.”
“…..!”
“لدرجة أنكِ استعرتِ أحد خدمها.”
حبست جايسير أنفاسها فجأة، وكأن الهواء أصبح ثقيلاً، وبدت على وشك السقوط من شدة الارتباك.
لكن الدوق، الذي بدا وكأنه تأكد من شيء ما من ردةِ فعلها، تجاوزها بهدوء دون أن يلتفت إليها.
كانت هذه هي الحقيقة.
بعد أن وصلت مع الدوق في نفس العربة، اعتذرت جايسير لإيرينا كما طلب منها لوغان.
لم يكن اعتذارها خالياً تماماً من الصدق، ولهذا لم يكن يبدو غريبًا أو متكلفًا.
لكن أن يلاحظ أحد التفاصيل الدقيقة فيها……كان أمراً أربكها تمامًا.
“فهمتُ الأمر……”
أومأت إيرينا برأسها بتفهم.
“تبدو ملامحكِ أفضل الآن.”
ضحكت إيرينا بخفة على كلماتِ لوغان.
“أشعر أنني محظوظةٌ لأنها ليست شخصًا سيئًا للغاية كما كنت أعتقد.”
ثم ألقت نظرةً خاطفة نحو لوغان بحذر.
“هل أبدو كالحمقاء؟”
“لا بأس.”
كالعادة، في مثل هذه اللحظات، لم تستطع إخفاء توترها.
ابتسم لوغان وأمسك بخصرها بلطف، ثم جلس و رفعها ليجلسها على ركبتيه بسهولة.
“لقد قلتُ بأنني سأكون دائمًا هنا لأساندكِ.”
بدأت عينا إيرينا المستديرتان تبتسمان تدريجيًا، وعكست نظرتها سعادةً خفية.
رغم أنها شعرت بالخجل وتحركت باضطراب خفيف، لم تِظهر أي نية للنزول.
“على أي حال، لماذا تركتِها بهذه السرعة؟ ظننتُ بأنكِ ستحتاجين إلى وقتٍ أطول.”
“لقد اكتفيتُ بالحصول على الاعتذار وغادرتُ فورًا.”
وضعت إيرينا يدها فوق يد لوغان التي كانت تمسح على خدها برفق.
“على أي حال، هي شخص لن أراه مجددًا، لذلك لم أرغب في إضاعة المزيد من الوقت معها.”
تحركت نظراتها جانبًا قليلاً ثم انخفضت، وكأنها تحاول إخفاء أفكارها.
“قد يكون الأمر محرجًا بعض الشيء إذا التقينا مرة أخرى.”
“لن يحدث ذلك على الأرجح. سمعت أنها ستتزوج قريبًا و تنتقلُ إلى الريف.”
“حقًا؟ لم أسمع عن ذلك. ربما لأنني خرجت في منتصف الأمر.”
بالطبع، لم يكن ذلك هو السبب. ولكن مع قضية التعويض القديمة وما حدث مؤخرًا، لم يعد بإمكان عائلة الفيكونت جايسير، التي عاشت طويلًا في العاصمة، أن تصمد أكثر.
سيتم ترتيب زواج الآنسة جايسير على عجل، وستبيع العائلة قصرها وتنتقل إلى مكانٍ أكثر تواضعًا في الريف.
“رغم أنها كانت سيئةً معي، إلا أنني أتمنى ألا تكون نهايتها مأساوية.”
لكن إيرينا، التي لم تكن على علمٍ بكل هذا، اكتفت بابتسامةٍ حزينة.
“من الصعب التعامل مع السيدة إيرينا ذات القلب الطيب هذا.”
“ألم تقل بأنكَ ستدعمني دائمًا؟”
ردت إيرينا، وهي تبرز شفتيها قليلاً بتعبيرٍ طفولي.
“وأنت الآن تمسك بي بقوة.”
“هذا شيء، وذلك شيءٌ آخر.”
“أنت فقط تريد أن تعبثَ معي.”
برزت شفاه إيرينا أكثر قليلاً بتعبيرٍ متذمر، مما جعل لوغان يضحك.
لكن لسوء حظها، لم يكن مزاحه قد انتهى عند هذا الحد.
“هل يمكنني أن أعض خدكِ مرةً واحدة فقط؟”
“ماذا؟! الا تزالُ منحرفاً يا دوق؟”
“ربما……يبدو أنني أرغب فعلًا في عضه.”
لم ينكر لوغان الاتهام، بل مال بجسده قليلًا وفتح فمه وكأنه على وشك العض.
أغلقت إيرينا عينيها بإحكام مع شعورٍ بالارتباك. ولكن، لم يحدث ما توقعته.
بدلاً من ذلك، شعرت بشيءٍ خفيف يلامس شفتيها ويبتعد فورًا.
فتحت إيرينا عينيها بحذر، لتجد لوغان يبتسم مجددًا.
“كنتُ أمزح فقط.”
استسلمت إيرينا للضحك، وقابلت قبلته التالية بسعادةٍ وابتسامة.
شعرت بالدفء وهو يحتضنها بإحكام، ووجدت نفسها تقدر هذا الشعور بكل حواسها.
‘ربما كنتُ مخطئةً في تفكيري، أليس كذلك؟’
مهما كان البارودون بارودون يراقب الفحم يوميًا، حتى هو قد يغفل عن بعض القطع الرديئة من الفحم.
أما الآنسة جايسير، فقد تزوجت وهاجرت، لذا ربما كانت قد جمعت شجاعتها أخيرًا لتعتذر.
فتحت إيرينا عينيها برفق و تنهدت بعمق.
عند هذه المسافة القريبة، تقابلت عيونها مع عينيه الحمراء، التي كانت كأنها ستبتلعها بالكامل.
على الرغم من أن تلك العيون الحمراء كانت مرعبة، إلا أن إيرينا شعرت بشيءٍ من الدفء أيضًا.
“دوق.”
ابتسمت إيرينا بخفة.
“مع ذلك، هناك شيء واحد لا أستطيع أن أغفره.”
“حقًا؟ هذا مفاجئ، ما هو؟”
سألها لوغان وهو يلامس جبهتها بشفتيه.
“الذين قتلوا والديَّ.”
أمالت إيرينا رأسها على عنق لوغان، وأكملت حديثها بهدوء.
“رغم أنني فكرت في الأمر كثيرًا، لا أعتقد أنني سأستطيع أبدًا أن أغفر لهم.”
بدأ لك منذُ تلك اللحظة التي علمت فيها بوفاة والديها.
بعد أن تعافت من صدمتها، بدأ تفكير إيرينا يدور بشكلٍ طبيعي حول أولئك الذين قتلوا والديها.
توصّلت إيرينا إلى أنها لن تستطيع أبدًا أن تغفر لأولئك الجنود من لوبرك الذين قتلوهما.
“أبدًا.”
ظل لوجان صامتًا وهو يستمع إلى كلماتها.
كان الصمت طويلًا لدرجة أنه عندما رفعت إيرينا رأسها أخيرًا، جاءت كلماته من فوق رأسها.
“لقد ماتوا في الحرب.”
كانت نبرتهُ هادئة، وكأنما يحاول طمأنتها.
“لقد كانت حربًا طويلة و شاقة.”
“ذلك صحيح…..”
أومأت إيرينا برأسها.
على الرغم من أنها كانت تفكر في الأمر بهذه الطريقة، إلا أن سماع كلمات الدوق جعلها تشعر بالاطمئنان أكثر.
فليس من الضروري أن تفكر بعمق في أمر الموتى.
غالبًا ما ستتذكرهم إيرينا، سواء كانت تريد ذلك أم لا. فالذكريات ستعود حتمًا أثناء حياتها. ومع ذلك، قررت أن تتركهم يذهبون، سواء تذكرتهم أو نسيتهم.
كرههم كان مرهقًا أيضًا.
طالما أنهم لن يعودوا بشكلٍ مفاجئ أمامها، قررت إيرينا ألا تعيرهم أي اهتمام.
“سيدة إيرينا.”
سمعت صوتًا من فوق رأسها. و كانت ترغب في رفع رأسها، لكن لوغان كان يضع ذقنه على رأسها ولم يتحرك.
“ما إن تنتهي الأمور في العاصمة، هل نذهبُ معًا إلى دوقية وينفريد؟ لزيارة والديكِ.”
“هل سيكون ذلك ممكنًا؟”
سألت إيرينا عن ذلك في إشارة إلى ما أخبرها به دوق في وقت سابق، أن والديها مدفونان في المقبرة التي تديرها دوقية وينفريد.
لقد ذكر أنه تم دفنهما جنبًا إلى جنب.
“عندما تُحل الأمور في العاصمة، ستكون فوضى الأراضي هناكَ قد هدأت قليلاً.”
“حسنًا.”
ابتسمت إيرينا. لكن حديث لوغان لم ينتهِ هناك.
“و هذه المرة، قال ولي العهد بأنه سيقيم حفل قداسة.”
“حفل قداسة؟”
“إنها مناسبةٰ لإرسال الأرواح الراحلة. بعد انتهائها، سيتم إضاءة المصابيح في أنحاء المدينة ويُقام احتفالٌ صغير. سيستمر لمدة أربعةٍ أيام، وفي اليوم الأخير، سيطلقون المصابيح في السماء.”
حدقت إيرينا بعينين متسائلتين.
أليس من المفترض أن تكون مثل هذه المراسم جادة، من أجل أرواح الموتى؟
كيف يمكن أن يستمر الاحتفال بعد ذلك؟
“الاحتفال من أجل الأحياء، يجب أن يظلوا أحياءً.”
كما لو كان يقرأ أفكار إيرينا، أضاف لوغان شرحًا.
“نرسل الراحلين بشكلٍ لائق، أما الأحياء فيجب أن يعيشوا، لذا ننهيها بفرح.”
“فهمتُ الآن…..”
رفع لوغان رأس إيرينا وجعلها تلتقي بنظرته.
“ماذا عن أن نذهب معًا الى الحفل؟ الجميع سيكون مشغولًا بمراقبة المصابيح، ولن يعرفوا من نحن.”
كان ذلك يعني الخروج في موعد.
أضاء وجه إيرينا بابتسامةٍ واسعة.
“نعم، سأكون سعيدةً بذلك !”
__________________________________
ايرينا يوم قالت اني منب غافرة للي قىٌلوا اهلي حسبت لوغان بيبدا يتجنبها لأني عارفه ذا الحركات بس لا لوغان بطل غييير😭😭
محدد الحين معها موعدين موعد الحفل وموعد في الدوقيه وش ذا الوناسه✨🤏🏻🤏🏻
وايرينا ماغير تتبوسم تجنن بعد هي شلون درت ان ابتسامتها نقطة ضعفه🤏🏻
ايرينا بكبرها نقطة ضعفه عشان كذا اخطبها ياخي 😔
Dana