As Long As you Are Happy - 67
“هل تتحدث عن قداسة المعبد؟”
أومأ ولي العهد برأسه ردًا على كلمات الدوق وينفريد.
“الآن وقد انتهت الحرب، فمن الطبيعي أن نواسي أولئك الذين قاتلوا ورحلوا إلى السماء. كنت أرغب في إقامة القداسة في وقت أبكر، لكن تحديد المعبد للموعد استغرق بعض الوقت.”
واصل ولي العهد كلامه بينما كان يعبث بيديه.
“إنها واحدة من الأمور القليلة التي أستطيع فعلها. لذا يا دوق، هل يمكنكَ حضور الحفل؟”
لوغان وينفريد كان يتجنب المشاركة في معظم الأنشطة الاجتماعية، ولكن في هذه الحالة، لم يستطع إلا أن يُومئ برأسه موافقًا.
“سأحضر.”
“شكرًا لكَ على قول ذلك!”
ابتسم ولي العهد ابتسامةً عريضة.
“بصراحة، كنت خائفًا بعض الشيء من أنك قد ترفض الحضور.”
“لا يمكنني فعل ذلك، خاصة عندما يتعلق الأمر بقداسة المعبد.”
“حقاً؟ يبدو أنني كنت خائفًا أكثر مما ينبغي. ربما لأن الأدميرال فريدريك أرعبني بكلامه.”
عند ذكر اسم صديقه، تجعد جبين الدوق وينفريد قليلاً، مما جعل ولي العهد يبتسم بخفّة.
“في الحقيقة، انا أفكر في جعل هذا الحفل مختلفًا هذه المرة.”
“كيف ذلك، يا سموك؟”
“إن توديع الموتى بسلام أمر مهم، ولكن تهدئة قلوب الأحياء أمر ضروريٌ أيضًا.”
أومأ وينفريد برأسه موافقًا.
“في الليل، أفكر في إقامة مهرجان الفوانيس. سنعلق الفوانيس على المنازل وفي الشوارع لنضيء الطريق، حتى يتمكن الجميع من إيجاد طريقهم.”
نهارًا لتوديع الموتى، وليلاً لمواساة الأحياء.
كان هذا أمرًا ضروريًا لأولئك الذين فقدوا أصدقاءهم أو أحباءهم أو أفراد عائلاتِهم.
“ما رأيك يا دوق؟”
أومأ الدوق وينفريد برأسه ردًا على ابتسامة ولي العهد.
“أعتقد أن هذا مناسب.”
نهض الدوق من مقعده.
“إذا كنتَ بحاجة إلى مساعدة في تنظيم هذا الحفل، فلا تتردد في إخباري. سأساعدُ قدر المستطاع.”
“شكرًا لكَ، ولكن هل تنوي المغادرة الآن، يا دوق؟ لماذا لا تبقى قليلاً؟ موعد الإفطار قريب.”
“لا، شكرًا.”
رفض الدوق وينفريد بلطف محاولة ولي العهد لإبقائه.
“هناك شخصٌ أود رؤيتهُ الآن.”
***
“يبدو أن الحريق كان أكبر مما ظننت.”
قالت السيدة هيلبريتون ذلك، وهي تلف شالاً حول كتفيها، بينما كانت تمسك بفنجان شاي قوي النكهة، مع العبوس وجهها.
“لو لم تهطل الأمطار، لكان الرماد قد غطى السماء.”
“صحيح……”
تمتمت دلفيا وهي تتثاءب بعمق، بينما كان شعرها منفوشًا وغير مرتب.
“لقد كان الحريق كبيرًا حقًا.”
بدأت دلفيا تدهن الزبدة على قطعة خبزٍ مشوية ومقرمشة.
“كنت أحاول المساعدة في إطفاء الحريق، و كنتُ أتجول هنا وهناك، لكن……هاااه! لم ينطفئ الحريق بسهولة أبدًا.”
“هل توصلتم إلى السبب؟”
“لا، لم يتم تحديد السبب الدقيق بعد.”
على العكس من مظهر دلفيا، كان ريو الذي بدا أنيقًا كالعادة، يرتشف الشاي بهدوء.
“لكن هناك افتراضات تشير إلى أن نوعية الفحم المستخدم في المطبخ كانت رديئة.”
“ربما تركوا الزيت بالقرب من الفرن!”
تنهدت السيدة هيلبريتون وهي تهز رأسها.
“لهذا السبب لا يجب وضع الزيت بالقرب من النار. حتى شرارةٌ صغيرة قد تصل إلى الزيت وتشعل حريقًا كبيرًا يصعب إطفاؤه. لكن هناك دائمًا أشخاص يفضلون راحتهم ولا يلتزمون بالقواعد.”
“نعم، هناك أشخاص كسالى في كل مكان.”
قالت دلفيا ذلك وهي تلعق شفتيها بينما كانت تضع شرائح من لحم البيكون بعناية فوق قطعة الخبز المدهونة بالزبدة.
“لكننا كنا محظوظين لأننا اكتشفنا الأمر في الوقت المناسب، لذا لم يكن هناك الكثير من الضحايا.”
أضافت فوق البيكون بيضةً مقلية تكاد تكون محمّصة بالكامل.
“لكن البارون بارودون لم ينجُ. سمعت أن جرائمه لا تُعد ولا تُحصى.”
ثم وضعت فوقها عدةَ شرائح من الجبن.
“لم يكن يكتفي بحجز رواتب خدمه فقط، بل كان يضربهم باستمرار. والأسوأ من ذلك، قام بتهريب القمح!”
“يا للجشع!”
تفاجأت السيدة هيلبريتون، وكاد برج الخبز الذي أعدته دلفيا بعناية أن ينهار، لكنه نجا بفضل سرعتها في الإمساك به.
“لقد تم حظر تصدير القمح منذُ زمن! يا له من شخص سيئ!”
“صحيح.”
ردّت دلفيا وهي تنشر مربى الفراولة فوق الجبن.
“على أي حال، سمعت أنه حتى لو كان حيًا، فما كان سيواجهه هو الحكم بالإعدام فورًا.”
وكانت اللمسة الأخيرة هي العسل.
“تم إخماد حريق القصر، ومات ذلك الوغد الشرير، لذا كل شيء انتهى على خير!”
استخدمت دلفيا الملعقة الخاصة بالعسل لتنشره بعناية فوق التوست، ثم ضغطت عليه بقوة لتطويه إلى نصفين.
وقبل أن تأخذ قضمة……
“……!”
تلاقت عيناها مع ريو، الذي كان ينظر إليها بنظرة اشمئزازٍ واضحة.
خفضت نظرتها بتردد، فرأت طبق ريو الذي يحتوي على القليل من السلطة، وشرائح قليلةٍ من الللحم، وقطعةٍ واحدة من الخبز.
ثم حولت نظرتها إلى طبقها الخاص، لترى شطيرتها الخاصة التي كانت تغرق في مزيج من العسل والمربى والزبدة، مع صفار البيض المقلي ودهن الللحم الذي كان ينساب من الأطراف.
ابتسمت دلفيا بخبث.
“ريو!”
“أبعديها.”
حاول ريو الهروب سريعًا بعدما أدرك ما تنوي ديلفيا فعله، لكنه أُمسك به في النهاية.
ففي مثل هذه المواقف، دائمًا ما تكون دلفيا أسرع منه بخطوة.
“فقط قضمة واحدة، حسناّ؟ هذه الشطيرة لذيذةٌ جدًا، صدقني! لقد بذلت جهدًا بالأمس، لذلك تحتاج إلى تعويض الطاقة!”
“قلتُ لا……”
“قضمةٌ واحدة فقط! افتح فمك وقل ‘آه’! سأطعمك بنفسي، آآآه!”
“توقفـي!”
نظرت السيدة هيلبريتون إلى الاثنين بنظرة دافئة وهي تفكر: ‘العلاقة بينهما وثيقةٌ حقاً’
ولكن فجأة، أدركت أن إيرينا كانت هادئة على غير المعتاد.
عادةً ما كانت تضحك بمرح عندما ترى الاثنين يتشاجران بهذا الشكل.
“السيدة ليونيد؟”
“هاه؟ نعم……”
رفعت إيرينا رأسها بارتباكٍ كما لو أنها فوجئت.
“ما الأمر……؟”
“أنتِ هادئة، هل تشعرين بالتعب أو أن هناك خطبًا ما بكِ؟”
هزّت إيرينا رأسها بسرعة.
“لا، أنا بخير. في الحقيقة، لم أستيقظ تمامًا بعد.”
قالت ذلك بابتسامةٍ مشرقة، مما جعل السيدة هيلبريتون تطمئن وتُومئ برأسها.
ثم قدمت لها كوبًا من الشاي المركز قائلةً بأنه قد يساعدها على الاستيقاظ.
ولكن على عكس كلماتها، كانت إيرينا تشعر بدوارٍ في رأسها.
‘مات البارون بارودون؟’
كانت هذه أخبارًا جيدة. فهو من كان سيأخذها كدمية للعب بها، ثم يقتلها لاحقًا.
مثل هذا الرجل يستحق الموت مراتٍ و مرات. ومع ذلك، كان هناك شيءٌ يثير قلقها.
‘لا يمكن أن يكون الفحم الذي يستخدمه البارون من النوع الرديء.’
إذا كان الفحم يحتوي على شوائب رديئة، فإن النار لن تكون مستقرة. لذا ستتطاير الشرارات في كل مكان، مما يؤدي إلى نشوب حرائق متعددة.
ولكن……
‘أنا متأكدة أن البارون كان يطلب من رجاله فحص الفحم واختيار القطع الجيدة فقط.’
عندما كان البارون صغيرًا، قيل إنه تعرض لحريقٍ مشابه.
على أي حال، كان البارون يخشى حدوث حريقً مشابهٍ مرة أخرى، لذا عندما تصل شحنةُ الفحم، كان يأمر العمال بفحص القطع واحدة تلو الأخرى لاكتشاف أي قطعٍ تالفة.
كان يصر على إزالة أي قطعة يشك في جودتها دون تردد.
‘بن كان دائمًا يسرق تلك القطع التالفة من الفحم.’
كان يستخدمها لتشغيل موقد النزل، وأحيانًا لتدفئة المكان في فصل الشتاء.
بالطبع، كانت هناك مشاكل وأعطالٌ كثيرة، ولكن بالنسبة له، كان الفحم المجاني يستحق العناء. لذا، استمر بن في أخذ الفحم الذي تخلص منه البارون.
ومع ذلك، نشب حريقٌ بسبب الفحم التالف؟
تجعد جبين إيرينا من الحيرة. وظلت شكوكها تراودها حتى فترةِ ما بعد الظهر.
حينها، عاد الدوق إلى القصر بعد أن ذهب إلى القصر الإمبراطوري لمناقشة أضرار حريق قصر البارون بارودون، ولكنه لم يعد بمفرده.
“أعتذر، آنسة ليونيد.”
كانت الضيفة التي اتت مع الدوق هي الآنسة جايسير.
“لقد جئتُ لأعتذر على استغلالي لكِ.”
لم تمر سوى أيامٍ قليلة، لكن وجه جايسير كان في حالةٍ يُرثى لها.
يبدو أنها لم تنم طوال الليل، فقد كانت عيناها متورمتين، وشفتيها متشققتين، وخدّاها غائرين.
“أنا……لم أعتذر لكِ بشكل صحيح في ذلك الوقت……”
جايسير، بعد أن أُمسكَ بها في مكتب الدوق، أُغلقَ عليها في غرفةٍ غير مستخدمة لبعض الوقت.
و من ثم صودرت الأوراق التي سرقتها، واعترفت بجريمتها قبل أن تُعاد إلى منزلها في عربة الدوقية.
وبطبيعة الحال، لم تستطع رؤية إيرينا طوال تلك المدة.
“هذا الأمر……ظل يؤرقني، لذلك……طلبتُ من الدوق وينفريد أن يمنحني فرصةً للاعتذار.”
بدأت الدموع تتجمع في عيني جايسير.
“أنا آسفة، لا أعرف ما إذا كنتِ ستصدقينني……لكنني لم أكن أنوي فعل ذلك منذ البداية.”
تزايدت الدموع وبدأت تنهمر أكثر.
“لا أعرف ما إذا كنتِ ستصدقينني…..”
بصوت بطيء، وكأنها تحاول جاهدة ألا تتلعثم، تابعت جايسير اعتذارها.
“في البداية… كنت فقط أريد بصدق أن أصبح صديقةً لكِ.”
“…….”
“ولكن……بعد دخولي قصر الدوق وينفريد، و بقائي لوحدي……بدأت أفكارٌ سيئة تتسلل إليَّ.”
واصلت جايسير مسح دموعها وهي تتابع حديثها.
“مجرد ورقةٍ واحدة فقط، لو لم تكن موجودة. حينها، لن ينتهي هذا العناء، ولكن……”
على الأقل قد يظهر بصيصٌ من النهاية.
ربما حينها سأرى نهايةً لهذا العناء الذي يجعلني أتساءل إلى متى سأعيش هكذا.
“ربما يدخل شعاعٌ من الضوء الى حياتي، ولو كان بسيطًا.”
وإذا أعطيتُ هذا الشعاع، الذي لا يكفي أن اجمعه بيدي، لأخواتي، فربما سيعيشون حياةً أفضل مني.
“هذا ما شعرت به……”
انفجرت جايسير بالبكاء بعد أن حاولت بصعوبة كبت دموعها.
كانت تبكي بحرقة وهي تواصل انحناءها أمام إيرينا.
“أنا آسفة، آسفة يا آنسة. ليس لدي ما أبرر به لنفسي، لكنني لم أقصد ذلك منذ البداية. أنا آسفة، آسفةٌ جدًا. أنا المخطئة هنا، لذا أرجوكِ، أتمنى ألا تسبب فعلتي الألم لكِ.”
“…….”
نظرت إيرينا إلى جايسير التي كانت أمامها، فاقدةً للكلمات.
كانت تدرك ذلك أيضًا.
كانت تعلم جيدًا كم هو ثقيلٌ تحمل ذلك الألم الذي يكفي مجرد أن تلمحَ له نهايةً بسيطة يصبحُ أخف على الشخص، وكم هو مريرٌ وموجع في ذات الوقت.
وبرغم الخجل، كانت تعرف هذا الشعور لأنها هي الأخرى سبق وأن مدت يدها لما ليس لها.
فقد أخذت خفيةً بعض الخبز من نزلاء الفندق لتأكله، وسرقت بعض قصاصات القماش المتبقية لتصنع منها بطانية.
لكنها مع ذلك لم تتسبب يومًا في معاناةٍ بهذا القدر لأي شخص.
فالخبز المتبقي وقصاصات القماش كانت أشياء لا تفرق كثيرًا لدى أصحابها سواء كانت موجودة أو مفقودة.
لقد كنتُ أعيش على هذا النحو حتى عندما كنت على وشك الموت جوعًا.
‘أما أنتِ، فلماذا؟’
أغمضت إيرينا عينيها ببطء ثم فتحتهما مجددًا.
“لديكِ أخواتٍ صغار؟”
كان ذلك نوعًا من الألم الذي لم تختبره من قبل، ودرجةٌ أخرى من اليأس.
قررت إيرينا أن تتفهم ذلك.
فهي الآن تعلم أخيرًا الظروف التي دفعت جايسير إلى هذا الحد، و تلك هي الظروف التي كانت تريد أن تعرفها بشدة.
“حسنًا.”
أومأت إيرينا برأسها ببطء.
“سأقبل اعتذاركِ، يا آنسة جايسير.”
“……آنسة ليونيد؟”
“لكن.”
رفعت إيرينا نظرها لتواجه جايسير.
“عليكِ أن تدفعي ثمن ما فعلتِه. مسامحتي لا تعني إعفاءكِ من العقاب.”
كلمات إيرينا جعلت جايسير تقبض يديها المشدودتين فوق ركبتيها بقوة.
كانت على ما يبدو تأمل أن تعني مسامحتها لها عدم معاقبتها.
“وأيضًا……”
نهضت إيرينا من مكانها.
“أتمنى ألا أراكِ مجددًا يا آنسة جايسير…….وداعًا.”
بهذه الكلمات، أغلقت إيرينا باب غرفة الاستقبال.
____________________________
دلفيا😭😭😭! حاطه زبدت ولحم وجبن مشيناها تحطين عليهم مربى و عسل ليه؟😭😭😭😭
ريو مسكييين واضح يتعرض للتنمر 😭
لوغان يقول في شخص بروح اشوفه؟ ايرينا صح😘؟
ايرينا في الاخير كفووو ايه يابنتي انتهى عصر الكياته ✨✨
Dana