As Long As you Are Happy - 66
“هل كنتِ تبحثين عني، آنستي؟”
كان وجه كانا مظلمًا، وكأنها تعرف لماذا تبحث عنها سناير.
“ما الذي حدث؟! كيف اشتعلت النيران في قصر البارون بارودون؟!”
صرخت سناير بغضب.
“وماذا عن البارون؟!”
ترددت كانا ولم تستطع الإجابة على الفور، ثم تحدثت في النهاية بتردد.
“يقال بأنه……مات.”
“مات؟”
“نعم…”
شعرت سناير بصدمةً كبيرة.
كانت تعلم بحدوث الحريق، لكنها لم تتوقع أن يصل الأمر إلى موت البارون.
“بحسب الشائعات، يبدو أن البارون كان يحتجز حيواناتً مفترسة في قبو القصر ويربيها هناك. لكن مع اندلاع الحريق، هربت تلك الحيوانات……”
اكملت كانا حديثها وهي تعبث بأصابعها بتوتر.
“ويُقال أنها……أكلته.”
“هااه……”
أطلقت سناير زفرةً طويلة.
‘لماذا الآن و بالذات……؟’
لا يمكن أن يُكتشف ما كانت تقوم به. لذلك، قررت سناير وضع خطة.
أن يكون الشخص الذي يقترب من تلك الفقيرة ويدخل المنزل لاستعادة الوثائق هي جايسير.
أما الشخص الذي سيمسك بالعقد ويثير غضب الدوق بشكلً كبير، فقد اختارت أن يكون البارون بارودون.
“لكن حتى لو كان مقدراً له ان يموت، لماذا يحدث ذلك الآن؟!”
طراخ!
تحطم الكأس على الحائط وتناثرت شظاياهُ في كل مكان.
انكمشت كانا في مكانها بينما كانت سناير تلهث بعنف.
“ولكن، لماذا احترق قصر البارون بارودون؟”
قد يبدو الأمر مجرد حريقٍ عشوائي، لكنه لم يكن كذلك في نظر سناير التي كانت قلقةً مما اقترفت يداها.
“من الذي أشعل النار……؟ لا يمكن أن يكون……”
رفعت سناير رأسها بتوتر.
“جايسير……هل يمكن أنها قد أفشت أمري؟”
“مستحيل!”
ردت كانا فورًا لتنفي الأمر بشدة.
“جايسير؟ تلك الفتاة لا يمكن أن تفشي أي شيءٍ مهما حدث! لقد شددتُ عليها جيدًا!”
“حقًا؟”
“نعم، بالإضافة إلى أنني أفهم جيدًا كيف أتعامل مع أمثالها.”
ابتسمت كانا ابتسامةً ماكرة.
“أشخاص مثل جايسير، طيبون للغاية لدرجة السذاجة. ما إن يرتكبوا خطأ بسيطًا بأيديهم……”
“ماذا؟”
“لن يستطيعوا التحرر من الشعور بالذنب طوال حياتهم. كل ذلك سيتحول إلى كونه خطأهم بالنسبة لهم.”
“وبالفعل كان ذلك خطأ جايسير.”
ردت سناير بحدة.
“لقد دخلت إلى مكتب الدوق وينفريد بنفسها و بحثت فيه عن الوثائق، وتم القبض عليها هناك، أليس كذلك؟”
“صحيح، هذا ما حدث.”
أومأت كانا موافقةً وضحكت بخفة.
“آنستي. وأضيفِ إلى ذلك، لديها شقيقات يمكن استخدامهم كوسيلةٍ للضغط.”
ثم تابعت كانا وهي تبتسم بمكر.
“آه! وبالنسبة للمال الذي أرسلتهِ لها في المرة الماضية، يا آنستي……”
نظرت سناير إليها لتتابع الحديث.
“لقد أنفقَتهُ كله بالفعل.”
“حقًا؟”
“نعم، تأكدتُ من الأمر بنفسي، ووجدت أنها أنفقت كل شيء في نفس اليوم الذي أرسلتِ فيه المال.”
في اليوم الذي وافقت فيه جايسير على الصفقة، أرسلت سناير مبلغًا من المال إلى منزلها بشكلٍ مجهول.
كان لهذا المال معانٍ متعددة؛ فهو دفعةٌ مسبقة، وأجر لكتمان السر، وأيضًا وسيلةٌ لتشعر جايسير بأمل زائف.
“على ما يبدو، كل ما اشترتهُ كان لشقيقاتها فقط. طعامهم المفضل وملابسَ لهم، لا شيء آخر.”
“هممم.”
“مررت بالمكان وتظاهرت بأنني خادمةٌ هناك، و رأيتهم يلعبون في الحديقة. الفتياتُ كن سعيداتً للغاية بثيابهن الجديدة، بينما هي كانت تبدو وكأنها تحمل عبئًا ثقيلًا.”
ارتسمت ابتسامةٌ على شفتي سناير.
“جايسير المسكينة. أعطيتها مبلغًا كبيرًا، لكنها أنفقتهُ كله في نفس اليوم. يا ترى كم كانت تعاني من الفقر؟”
عندها فقط شعرت سناير بالراحة.
هكذا، لن تجرؤ جايسير على إفشاء أي شيءٍ عنها.
“إذاً، لماذا احترق قصر البارون بارودون؟”
“ما زال السبب مجهولًا. و يبدو أن لكل خادمً روايةٌ مختلفة.”
انكمشت كانا في مكانها.
“حاولتُ معرفة المزيد، لكن فرسان القصر الإمبراطوري ظهروا فجأة.”
“تسك.”
نقرت ساينر بلسانها وعبست بوجهها.
لم تدم لحظات الراحة طويلًا، إذ بدأت موجةٌ جديدة من القلق تغمرها.
‘هل من الممكن أن يكتشفَ أنني وراء ذلك؟’
جايسير لن تتحدث، والبارون بارودون لم يكن له علاقةٌ واضحة بها.
ألم يمت بنفسه قبل أن تتمكن من فعل أي شيء؟
ومع ذلك، كازالت تشعر بعدم الراحة.
كان الأمر أشبه بتوقع أن يظهر لوغان فجأة، ويسألها مباشرة.”هل أنتِ من فعلتِ ذلك؟”
ماذا لو حدث ذلك؟
ماذا لو اكتشف الناس أنها كانت وراء كل هذه الأفعال الدنيئة؟
‘……لن أتمكن من أن أصبح دوقةً أبدًا.’
لا، هذا أمر غير ممكن.
نهضت سناير فجأة وبدأت تتجول في الغرفة.
‘صحيح، لأكون صريحة……كنتُ أخاف من اخي لوغان في الماضي.’
لوغان وينفريد كان دائمًا أكبر من عمرهِ منذ صغره، بجسدٍ ضخم لا يناسب سنه.
بالإضافة إلى وجهه الصارم وعينيه الحمراوين، كان من الطبيعي أن تخافه طفلةٌ صغيرة.
لكن الآن، الأمر مختلفٌ تمامًا.
سناير كانت تحبه بشدة.
لكن في الحقيقة، لم يكن حبها موجهًا بالكامل نحو لوغان وينفريد، بل نحو ما يأتي خلفه.
‘إذا أصبحت الدوقة، لن أضطر إلى الانحناء لأي شخصٍ بسهولة.’
في الإمبراطورية، كان هناك ثلاث عائلات دوقية. لكن الأقوى بينهم بلا منازع كانت دوقية وينفريد.
لذا، إذا أصبحت ‘سناير وينفريد’، فإن المرأة الوحيدة التي ستكون فوقها هي الإمبراطورة فقط.
وحتى إذا وجدَ ولي العهد شريكةً له في المستقبل، فإن وجودها لن يزعجها كثيرًا؛ فهذا أمر يمكنها تحمله.
إضافةً إلى ذلك، الحقول الواسعة من حقول القمح، والضرائب التي يدفعها سكان الإقطاعية، والأرباح الفلكية التي تحققها القوافل التجارية، والتي تتدفق يوميًا وليس شهريًا فقط.
كيف يمكن ألا أقع في حب هذا كله؟
كيف يمكن ألا أحبه؟
‘علاوة على ذلك، الجميع بالفعل يراني الدوقة المستقبلية.’
لكن، ماذا لو فشلتُ في الزواج؟
“…….”
مجرد التفكير في ذلك كان مرعبًا.
في كل مكان أذهبُ إليه، سيرافق اسمي السخرية، وسيبدأ أولئك الذين يكرهونني في التهجم علي.
وفي النهاية، لن يكون لدي خيارٌ سوى الزواج من شخص عادي وأنا أبكي.
وسيكون كل من أمي، وأخي، وحتى أبي، خائبين فيّ.
‘لا، لا أريد ذلك!’
أبدًا!
‘لن أسمح بحدوث ذلك مهما كان الثمن!’
لكن، ماذا يجب أن أفعل؟ كيف يمكنني حل ذلك؟
صحيح أنني حصلت على العقد الذي يثبت أن إيرينا ليونيد من أصولٍ فقيرة، لكنني لا أعرف ماذا أفعل به.
إن كنتُ سأكشف الأمر بنفسي، فسيكون ذلك خطيرًا للغاية، ولهذا حاولت استخدام البارون بارودون.
‘الا توجد طريقةٌ اخرى؟’
بدأت سناير تقضم أصابعها حتى بدأت تنزف.
‘عليّ أن أجد طريقة……’
يجب أن أجد أي وسيلة لحماية مكاني.
تدفق الدم ببطء ولطّخ شفتيها.
***
“لقد بذلتَ مجهودًا مبالغًا فيه هذه المرة.”
قال ذلك الرجل ذو الشعر البني الذي كان مرتّبًا بعناية إلى الخلف، وهو يضع تقريرًا على الطاولة بقوة.
“حريق؟”
حرك وينفريد عينيه فقط ليتأكد مما ورد في التقرير أمامه.
“لم يكن هناك خيارٌ آخر.”
تحركت نظراته الحمراء واستقرت على الكأس أمامه.
“حرق الأشياء القذرة هي الطريقة الأنظف للتعامل معها.”
“ههه”
ضحك ولي العهد مستندًا بجسده إلى ظهر الكرسي بعد إجابة دوق وينفريد.
في الليلة الماضية، قُتل البارون بارودون واحترق قصره بالكامل.
على الرغم من أن المطر كان يهطل، إلا أن النيران ابتلعت القصر بالكامل.
ولحسن الحظ، كان القصر بعيدًا عن المناطق السكنية، لذا لم تحدث أي أضرارٍ إضافية.
ومع ذلك، لم يكن بالإمكان تجاهل الحادث، لذا كان من المقرر إرسال فريق تحقيقٍ امبراطوري في وقتٍ مبكر من الصباح.
لكن الدوق وينفريد جاء بنفسه. معترفًا بجريمته، وملتمسًا أن يتم التستر على القضية.
‘لماذا، يا تُرى، جاء بنفسه لطلب هذا؟’
لا يمكنني فهم الأمر على الإطلاق.
بعد التحقق، تبيّن أن البارون بارودون ارتكب جرائم كثيرةٍ لدرجة أن إعدامه الفوري لم يكن ليُعتبر غريبًا.
ومع ذلك، لماذا عُولج الأمر بهذه الطريقة؟
كان بإمكان الدوق، لو أراد، أن يعالج الأمور بطريقةٍ أنظف وأكثر دقة.
وجه ولي العهد نظراته نحو الدوق وينفريد، الذي لطالما وُصف بأرقى العبارات وأكثرها بريقًا.
رغم العمل معه في نفس المكان لأكثر من شهر، إلا أن أفكاره كانت غامضة وغير مفهومة حتى الآن.
“لم أكن أعلم أنك شخصٌ عنيف إلى هذا الحد. ما عرفته عنك في القصر الامبراطوري كان دائمًا أنك رزین ومتزن.”
“المشكلات الناجمة عن قراءة المستندات بسرعة يمكن غالبًا تصحيحها. ولكن……”
تحركت نظراته الحمراء لتستقر على ولي العهد.
“إذا ترددت في السرعة أثناء استخدام السيف، فإن ما يعود إليك هو الموت، أليس كذلك؟”
ارتعش جسد ولي العهد تحت نظراته، وارتسمت على وجهه ابتسامةٌ محرجة.
“لا تنظر إليّ هكذا! إذا نظرت إليّ بتلك الطريقة، فإن قلبي الضعيف سينهار تمامًا!”
بينما كان ولي العهد يلوّح بيده مبتسمًا، عادت عيناه إلى المستندات أمامه.
“على أية حال، سأتعامل مع هذا بنفسي. يبدو أن البارون بارودون ارتكب حقًا أفعالًا شنيعة لا تغتفر……”
امتزجت كلماته الأخيرة بتنهيدةٍ طويلة.
نظرات الدوق وينفريد، التي كانت تراقب ولي العهد، انخفضت إلى الأسفل، لكنها سرعان ما عادت إليه.
“آه، بالمناسبة دوق وينفريد……”
ابتسم ولي العهد.
“أريد أن أوضح لك مقدمًا، لن تطلب منكَ العائلة الامبراطورية أي شيء بسبب هذه القضية.”
“….؟”
حتى لو كانت هناك أدلة كثيرة تدين جرائم البارون بارودون، فإن قتله بتلك الطريقة لا يخلو من المشاكل.
لو كان البارون قد افتعل شجارًا مع الدوق، لكان يمكن التماس بعض الأعذار، لكن ذلك لم يحدث.
بدلًا من ذلك، اقتحم الدوق، مع فرسانه، قصر البارون وقتله وهو نائم.
لذلك، كان من الواضح أن العائلة الامبراطورية قد تستغل هذه القضية كورقةِ ضغط لطلب شيء ما، كما فعلت الإمبراطورة سابقًا.
“أتعلم، يا دوق وينفريد……”
بدا أن ولي العهد قد التقط ما يدور في ذهن لوغان، فنظر إليه مباشرة.
“أشعر دائمًا وكأنني مدينٌ لك.”
“مدينٌ لي؟ سموك؟”
أومأ ولي العهد برأسه.
“بعض الأمور التي تحملتها على عاتقك الآن كان ينبغي في الأصل أن أكون أنا من يقوم بها.”
مهما كانت الحرب محدودة في المنطقة الشرقية، فهي في النهاية حرب نشبت داخل الإمبراطورية.
وكان من المفترض أن تدعم العائلة الامبراطورية دوقية وينفريد في هذا الصراع.
بل وكان من المتوقع أن يشارك ولي العهد، ولو بشكلٍ اقل، في الحرب للضغط المستمر على العدو.
“لكنني لم أفعل ذلك. وها نحن الآن، في هذه المسألة أيضًا، وضعتَ كرسيًا وجلست عليه بالنيابة عني.”
حك ولي العهد عنقه بارتباك.
“لطالما شعرت بالخجل من ذلك……”
تقابلت نظراتهما، وابتسم ولي العهد مرة أخرى.
“لا تقلق، يا دوق. لن أبقى معتمدًا عليكَ إلى الأبد. لذا، دعنا نعتبر هذه القضية وسيلةً لتخفيف بعض الدين الذي أحمله في قلبي!”
ضيق لوغان وينفريد عينيه وهو ينظر إلى ولي العهد.
للحظه، بدا و كأنه……يشبهها قليلًا.
“سمو ولي العهد. هل تسمح لي بإعطائكَ بعض النصائح البسيطة؟”
“تحدث.”
“سموك يفتقر إلى العيون والآذان.”
“هاه؟”
ارتبك ولي العهد للحظة ولم يفهم المقصود، ولم يَظهر عليه سوى رمشةٍ متفاجئة.
“اوه، تعني أنني أفتقر إلى الرجال المخلصين؟”
أومأ لوغان برأسه.
“أفعال البارون بارودون الشريرة لم تبدأ بالأمس أو اليوم. ومع ذلك، لم تكن العائلة الامبراطورية تعلم شيئًا عنها حتى أبلغتكم أنا بذلك، أليس كذلك؟”
نقر لوغان وينفريد بإصبعه على التقرير أمامه.
“لا شك أن التقارير وردت في البداية. ولكن شخصًا ما قام بإخفائها. ومع استمرار ذلك، ودون معاقبةِ ذلك الشخص، بدأ مرؤوسوه يتصرفون بالطريقة ذاتها.”
ألم يكن البارون بارودون يظن نفسه أشبه بقائدِ شرطةٍ محلي؟
“ابحث عن النقطة التي توقفت عندها التقارير. و من المؤكد أن المسؤولين عن ذلك ليسوا بقلة.”
كان ولي العهد يصغي بجدية واضحة إلى كلمات الدوق.
“لتجنب تكرار هذا الأمر، يجب ان يكون لديك أعينًا وآذانًا في كل مكان، سموك.”
“فهمت.”
أومأ ولي العهد برأسه بثقل.
“حان الوقت لأن أفعل شيئًا بنفسي. لا يمكنني دائمًا الاعتماد عليكَ أنت ووالدتي.”
ابتلع ولي العهد ريقه بتوتر واضح.
ثم، وكأنه أراد تغيير الأجواء، طرح موضوعًا أخف.
“دوق وينفريد، ما رأيك أن نقيم احتفالًا برعاية المعبد هذه المرة؟”
_______________________________
سناير مجنونه وكانا اكثر شلون اجتمعوا سوا ذول
المهم الحين تأكدت ان سناير ماتحب لوغان يعني ماباقي الا ان لوغان يخطب ايرينا ونشوف سناير تضرب راسها في الجدار😘
ولس العهد ذاه طلع فلاوي بس مستهتر والحين توه يفوق اشوا الصدق حسبته غثيث 😂
ايه صح تدرون ان سناير ذي تخوف؟ يعني هي مب مرتبكة عشان واحد ما.ت لا البنت مرتبكة عشان الي كانت تبي تستغله فطس ولابعد فكرت في احد بداله 💀
Dana