As Long As you Are Happy - 64
كان الدخول إلى قصر البارون أمرًا بسيطًا. فلم يكن هناك من يعترض الطريق منذ البداية.
أما فرقة المرتزقة التي قيل بأنها استُأجرت لحراسة القصر، فقد فرّت وهي تصرخ بمجرد رؤيتها جثث الحراس.
الخدم، الذين خرجوا مسرعين بملابس النوم بسبب الضجة، لم يهربوا أو يصرخوا.
بل تراجعوا بهدوء وأشاروا بأعينهم فقط إلى غرفة البارون بارودون.
“يا لها من فوضى!”
قال ريو ذلك وهو يعبس بوجهه.
“حتى لو كانوا مجرد خدم، من المفترض أن يتحرك أحدهم على الأقل للدفاع.”
“صحيح!.”
وافقتهُ دلفيا وهي تعقد حاجبيها.
“ها ذلك بسبب معاناتهم منه؟”
كانت وجوههم ونظراتهم تعكس فقط الإرهاق، مما يوضح مدى استنزاف طاقتهم لفترةً طويلة.
“هذا ليس سيئًا بالنسبة لنا.”
رد الدوق الذي كان يقف في المقدمة بخفة.
في تلك الأثناء، وصلوا إلى باب غرفة البارون.
كان هذا الباب هو الأكبر والأكثر فخامة في قصر البارون بارودون.
“ليتون.”
“نعم!”
أخذ ليتون نفسًا عميقًا ثم صرخ بأعلى صوته.
“نحن ندخللللل!”
ثم انطلق ليصدُمَ الباب بقوة.
كان تأثير ضربته يشبه تمامًا القوة التي حطّم بها البوابة الرئيسية قبل قليل. فانقسم الباب إلى نصفين بشكلٍ دقيق.
“أوه……”
ما إن دخلوا الغرفة حتى استقبلهم مزيجٌ مقزز من الروائح، مخدراتٌ غير قانونية، رائحةُ الأجساد المقرفه، الكحول، الدم، وشيءٌ يتعفن……
حتى الفرسان الذين اعتادوا قضاء سنواتٍ في ساحات المعارك لم يتمكنوا من منع أنفسهم من العبوس بسبب هذه الرائحة الكريهة.
وعلى سريرٍ واسع يكفي لخمسة أشخاص، كان البارون بارودون نائمًا بعمق، وكأنه لا يدري عما يحدث حوله.
“ريو.”
أشار الدوق برأسه، فتقدم ريو نحو السرير وحمل البارون المخمور وألقاه على الأرض بقوة.
“هيا، حان وقت الاستيقاظ!”
ثم التقطت دلفيا زجاجة خمر كانت ملقاةً على الأرض وسكبت ما تبقى فيها على البارون، ثم ضربته بجانب رأسه.
“أوغ!”
تحطمت الزجاج بجانب أذنه، ومع الصوت الحاد الذي دوى في الغرفة، استيقظ البارون من غفوته وهو يرتجف وكأنه أصيبَ بنوبة.
“مـ-ما هذا؟! ما الذي يحدث؟!”
بينما كان البارون بارودون يمسح الكحول الذي يسيل من وجهه، ألقيَ ظلٌ ثقيل فوقه.
“البارون بارودون.”
رفع رأسه ليرى رجلًا طويلًا بشكلٍ غير طبيعي، أطول برأسين من معظم الرجال العاديين، يحدق به من الأعلى.
“هل تعرف هذا الشيء؟”
ألقى الرجل بورقةِ عقدٍ أمامه.
نظر البارون إلى العقد بعينين نصف مغلقتين، و كان العقد الذي اعتاد استخدامه لشراء النساء من الأحياء الفقيرة.
“هممم……”
البارون، الذي كان قبل لحظاتٍ ينظر إلى الفرسان بنظراتٍ مليئة بالكراهية، بدأ يتراجع شيئًا فشيئًا.
على الرغم من أنه ظل يستخدم هذه العقود لسنواتٍ وكأنها قانونية، إلا أنها كانت غير شرعية في نهاية المطاف.
“هل جئتم من أجل هذا العقد؟ لماذا لم تقولوا ذلك مسبقًا؟!”
صاح البارون بغضبٍ زائف، ثم وقف وتوجه إلى مكان ما داخل الغرفة.
“خذ هذا.”
ألقى البارون بشيء أصاب أطراف أقدام الدوق.
كان كيسًا صغيرًا، وانسكبت منه بعضُ العملات الذهبية من فتحة صغيرة في الأعلى.
“أظن أن هذا يكفي، أليس كذلك؟ الآن، دع هذا العقد واذهب.”
لوّح البارون بارودون بيده بلا مبالاة.
“آه، كل هذا العناء بسبب حثالة الأحياء الفقيرة.”
يبدو أنه اعتبر الأربعة مجرد فرقةِ حراسةٍ صغيرة. وبما أنه رمى لهم المال، فمن الواضح أن هذا لم يكن المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.
‘هل يُعقل أن تكون العاصمة بهذا الحال المزري؟’
حتى لو كانت الحرب الأخيرة شديدةً لدرجة أن الأنظار كلها كانت موجهة إليها، فكيف يمكن أن تكون العاصمة بهذا الفوضى في الأمن؟
نقر الدوق بلسانه مستاءً، ثم تقدم نحو البارون.
“ماذا الآن؟ أما زال لديكَ عملٌ معي؟ لا أستطيع إعطاءكَ اكثرَ من ذلك!. لقد أخذت ما يكفي في المرة السابقة، أليس كذلك؟”
وفي نفس اللحظة، ضغط على ركبة البارون بقدمه.
“آآآه!”
صرخ البارون صرخةَ ألمٍ حادة بينما سقط جسده إلى الأمام.
“أيها البارون.”
طرح السؤال للمرة الثانية.
“سألتكَ إن كنتَ قد رأيتَ هذا مؤخرًا.”
“آخ……”
بدا أن تأثير الكحول الذي كان يملأه قبل قليل قد بدأ يتلاشى أخيرًا. فاتسعت عينا البارون فجأة.
“هذا……هذا…..”
ألقى البارون نظرةً خاطفة نحو الباب المفتوح على مصراعيه. يبدو أنه كان ينتظر قدوم أحدٍ لإنقاذه.
“لقد كان شيئًا كنتُ أستخدمه كثيرًا في الماضي……لكن……عليّ أن أفكر قليلاً، أاااخغ!”
ضغط الحذاء الثقيل على صدره بقوة، وسُمع صوتُ اختناقٍ يخرج منه.
احمرّ وجه البارون بشدة وكأنه سينفجر، وبدأ يلوّح بذراعيه وساقيه بشكلٍ عشوائي.
أمسكت يداه بالساق التي تضغط عليه، لكن القوة لم تخفّ، بل ازدادت.
وعندما تحول لون وجهه إلى الأحمر الداكن وبدأت عيناه تتقلبان جزئيًا، خف الضغط قليلاً للحظة.
“لم أستعمل ذلك منذُ زمن!”
اعترف البارون بارودون أخيرًا.
عندما رفع الدوق قدمه بالكامل، أخذ البارون نفسًا عميقًا وهو يزحف على الأرض.
“في الآونة الأخيرة، لم……لم أستعمله. لقد تخلينا عن ذلك المكان بسبب المشاكل التي ظهرت هناك.”
أمسك لوغان بشعر البارون وهو يرفعه من الأرض.
“بالتحديد؟”
“أهخ…!”
بدأ البارون يقلب عينيه سريعًا وكأنه يبحث في ذاكرته، بينما كان العرق البارد يتصبب من جبينه.
ثم فجأة، اتسعت عيناه.
“في الربيع! كان ذلك في ربيع هذا العام بالضبط!”
كلما اشتدت القوة المطبقة عليه، زادت سرعة كلامه.
“آه، هل سمعت عن ذلك؟ في ربيع هذا العام، اندلع حريقٌ كبير في حي الفقراء، ومنذ ذلك الحين لم أستخدم هذا الشيء أبدًا!”
حريق كبير في حي الفقراء.
بالطبع، كان أفراد دوقية وينفريد على علمٍ بذلك، فقد كانوا هم من تسببوا فيه.
عندما عاد لوغان إلى قصر وينفريد في المدينة حاملًا إيرينا التي كانت فاقدةً للوعي، تولى كلٌ من دلفيا، و ريو، و ليتون أمر التخلص من الموجودين في المكان.
بعد إنهاء مهمتهم، أشعلوا النار في النزل.
كان هناك العديد من الشهود، لكن لم يقلق أيٌّ من الثلاثة حيال ذلك.
رغم أنهم لم يعيشوا هنا، إلا أنهم مروا بتجارب مشابهه في أماكن شبيهة.
في حي الفقراء، كان الأمر الأهم بالنسبة للسكان هو البقاء على قيد الحياة ليومٍ آخر، والأمر الثاني هو إيجاد وسيلةٍ للهروب من هذه الحياة.
وفي خضم كل ذلك، مات الشخص الذي كان يسيطر على الحي.
مقتل بِن وأتباعه كان بمثابة تحذيرٍ للشهود، مهما كانوا قد رأوا، إذا أفشوا ما شاهدوه، فسيلاقون نفس المصير.
وفي الوقت نفسه، كانت تلك فرصةٌ لهم.
كان بِن هو الشخص الأكثر احتمالًا للفرار من حي الفقراء، والأكثر امتلاكًا للموارد فيه.
بعد أن اختفى مثل هذا الشخص……
“هذا ملكي!”
“ما هذا الهراء؟!”
كان من الطبيعي أن تحدث الفوضى.
كان الجميع سيهتمون فقط بالتركيز على أخذ مكان بِن وكل ما كان يملكه.
رغم أنهم راجعوا المكان عدة مرات بعد ذلك، لم تكن هناك أي مشاكل.
“أقسم لك، هذه هي الحقيقة!”
كان البارون بارودون يتحرك بشكلٍ محموم، وكأنّه يحاول الهروب من قبضة لوغان.
“منذ الربيع لم أوقع على ذلك العقد. وقد تعاملتُ مع الوكيل بشكلٍ نهائي! أنا لم أعد مرتبطًا بهذا الأمر.”
صوته كان قريباً للبكاء، كما لو أنه يتوسل للحياة.
“إذا كانت هناك أي معلوماتٍ تحتاجها، فأنا مستعد لأن أعطيك كل ما اعرفه……”
كانت حدقة البارون تتحرك بلا توقف وهو ينظر إلى الأعلى.
بينما كان الدوق يراقب البارون بارودون بصمت.
“…….”
أخيرًا، سقط البارون من يد الدوق،
‘هل نجوت؟’
تجاهل البارون كل آداب النبلاء وبدأ يزحف على الأرض.
مع كل حركة كان العرق البارد يسقطِ منه، مبللًا الأرض من حوله.
‘سأنتقم منكم.’
‘لا أعرف من أنتَ حقاً، لكن هناك جهاز مخفي على جانب الجدار يمكنه استدعاء فرقة المرتزقة.’
‘إذا كان بإمكاني تفعيل ذلك الجهاز، إذا استطعتُ فقط تفعيله!’
‘سأنتقمُ منكم بضعفِ هذا العار!’
بينما كان يزحف ببطءٍ نحو الجهاز، ارتفع صوتٌ من خلفه.
“تخلص منه.”
‘ماذا؟’
عندما كان البارون في منتصف حركته، شعَر بظلالٍ قاتمة تأتي من خلفه.
كان طرف السيف الملطخ بالدماء موجهًا نحوه.
“لحظة! ت-توقف!”
لكن السيف لم يتوقف.
و بينما كان البارون يراقب السيف الذي يتحرك برشاقة، أغلق عينيه بشدة وصرخ.
“انهُ بِن!”
“…….”
لم يحدث شيء.
عندما فتح عينيه بصعوبة، كانت حافة السيف على بعد بضعِ سنتيمترات من وجهه.
‘آغ!’
لم يكن هناك وقتٌ للخوف مجددًا.
إذا لم يصرح بمعلوماتٍ قد تثير اهتمامهم، فهذه المرة سيكون السيف هو الذي يخترق قلبه.
“يبدو أنكم مهتمون بتجارة البشر في حي الفقراء! هناكٌ شخص أعرفهُ يُدعى بن!”
استمر البارون في الحديث بينما لم يكن يدرك حتى أنه تبول في سرواله.
“كان شخصًا يسيطر على تجارة البشر في حي الفقراء لفترةٍ طويلة. ولكن بعد الحريق الأخير، فقدت الأشياء التي كان من المفترض أن يسلمها لي، فهرب.”
“هاه……”
ابتسم البارون وأظهر بعض أسنانه المفقودة.
“لكنني متأكد من أنهُ لا يزال على قيد الحياة.”
توقف الشخص الذي كان يخبئ وجهه بقطعة قماش عند سماع كلمات البارون بارودون.
“كيف تكون متأكدًا أن ذلك الرجل ما زال على قيد الحياة؟”
“لأنه يحمل معه الأريتا!”
عند سماع اسم الأريتا، عبس وجه الأربعة.
كان الأريتا هو دواءٌ يجعل القلب يتباطأ ويوقف التنفس كما لو أن الشخص قد مات، وكان اللون يتحول إلى الأسود حتى يظن الجميع أنه قد توفي بسبب التوقف المفاجئ للقلب.
لكن مكونات هذا الدواء، الأريتا، كانت نادرةً للغاية، وكان موطنه الأصلي في الشرق، مما جعل الحصول عليه في الوقت الحالي أمرًا صعبًا للغاية.
ومع ذلك، كان أحد سكان حي الفقراء يحمل هذا الدواء دائمًا معه.
“ذلك الرجل نجا بفضل هذا الدواء عدة مرات. بل إنه نجا ذات مرة من حبل المشنقة بعد أن تناول الدواء أثناء اقتياده للإعدام.”
تألقت عيون البارون.
بعد كل هذه المعلومات، كان متأكدًا من أنهم لن يقتلوه الآن.
بالتأكيد، لديهم المزيد من الأسئلة عن بن.
‘لقد نجوت!’
“لذا، هذا يعني أنهُ في هذه المرة أيضًا-“
ثم، قبل أن ينتهي من كلامه، طار رأس البارون بارودون وسقط جسده بلا حياةٍ على الأرض.
“من تأكد من تنفس بِن؟”
“أنا، سيدي.”
تقدم ليتون بثبات، وهو يجيب.
“كنت متأكدًا أن التنفس قد توقف، ولكن بعد سماع تلك المعلومات، أصبحت لدي بعض الشكوك.”
“كيف تأكدت من ذلك لدرجة أنك غير متأكدٍ الآن؟”
“ذلك بسبب……”
تردد ليتون قليلاً.
“بينما كنتُ أتأكد، نظرت إلى عيون طفل صغير، ولهذا لم أستخدم السيف، بل فقط تحققت بيدي…….”
“إذاً ربما لا يزال على قيد الحياة.”
“سيدي.”
اقترب ريو وهو يمسح الدم بقطعةِ قماش.
“إذاً، هل الشخص الذي تواصلت معه الآنسة فلورنس ليس البارون بارودون، بل ذلك الرجل؟”
لم يكن هناك سوى طريقةٍ واحدة تستطيع بها سناير التي لم يترَ عقد البيع قط أن تصنع نسخة مزيفةً منه.
يجب أن تكون قد تواصلت مع شخصٍ سبق له كتابة عقود البيع.
‘بما أن الشخص المسمى بِن قد مات، كنت أظن أن البارون أو وكيله هو من قام بذلك.’
“لم أكن أتوقع أن ذلك الشخص ما زال على قيد الحياة.”
همس الدوق باستياء.
في الواقع، كان الأريتِا أقرب إلى السم منه إلى الدواء.
سمٌ قوي، وإذا تم تناوله بشكلٍ خاطئ للهروب من الخطر، فإنه يمكن أن يقتل فعلاً.
ورغم أنه تناول ذلك السم عدة مرات، إلا أنه ما زال على قيد الحياة.
“…….”
عبس الدوق بشدة.
“لنقم بتنظيف الأمور.”
ثم دار بوجهه نحو الثلاثة الذين كانوا معه.
“هذه المرة، يجب أن نتأكد تمامًا من موته.”
عند سماع كلماتِ الدوق، أومأ الثلاثة برؤوسهم بوجوهٍ عازمة.
و في تلك الليلة، اجتاحت النيران قصر البارون بارودون.
______________________________
باي باي بارودون كنت مخنز و لا لك فايده الا الضحك😘
كنت شاكه ان الي عند سناير كان بِن اه تعدى القطاوه حتى ماعادهب سبع ارواح وجع💀
كل ذاه صار في الليلة الي بكت فيها ايرينا ياويلهم😭😭😭😭
Dana