As Long As you Are Happy - 63
“لقد خُدعنا.”
“ماذا؟”
“أعني أننا وقعنا جميعًا في الفخ.”
لوّح الدوق بيده نحو دلفيا، التي اقتربت منه بتعبيرٍ حائرٍ على وجهها.
“كانت هذه الوثائقُ مجرد خدعة.”
قال ذلك وهو يهز الأوراق المتعلقة بالتعويضات التي كانت في يد دلفيا.
“أما الحقيقة، فهي هنا.”
ما حمله الدوق بيده الأخرى كان عقد عبودية.
وبالتحديد، عقد تجارةٍ بالبشر.
في الأصل، كان بيع وشراء البشر من الأفعال المحرمة قانونيًا منذ زمن بعيد. لكن، متى التزم الناس جميعهم بالقانون في حياتهم؟
تحت غطاء القانون، وفي الأماكن التي لا تصل إليها أعين الناس، كانت تجارة البشر تُدار بسرية.
وكان هذا النوع من العقود يُستخدم بشكلٍ رئيسي لهذه العمليات.
عقود تُستَخدم عند اختطافِ سكان الأحياء الفقيرة أو العامة وبيعهم.
بالطبع، رغم كونها عقودًا، إلا أنها كانت بلا أي قيمة قانونية نظرًا لكونها غير شرعية.
لكنها كانت وسيلة مؤكدة لإثبات أن الشخص المعني جاء من حيٍ فقير.
“لماذا هذا هنا……؟”
تساءل الدوق بصوتٍ متردد، بينما اقتربت دلفيا وأمالت رأسها بدهشة.
ثم أشارت إلى ريو، الذي فحص العقد بدوره و عقد جبينه.
“لا يبدو أن هناك شيئًا مميزًا هنا.”
كان ريو و دلفيا و ليتون هم المسؤولون عن تنظيف فوضى الأحياء الفقيرة.
والآن، عقد البيع الموجود أمام أعينهم لم يكن مختلفًا عما يتذكره ديلفيا و ريو.
“لكن هنا مختلف.”
قال الدوق مشيرًا إلى مكان التوقيع.
تحديدًا، المكان الذي كُتب فيه توقيع وكيل البارون بارودون.
“هذا التوقيع قام شخصٌ ما بتقليده.”
“……ماذا؟”
عندما أوضح الدوق الأمر بالتفصيل، فتحت دلفيا عينيها على مصراعيهما فجأة.
“آه! نعم! هذا الجزء هنا. أتذكر أنني اعتقدت أن النهاية الحادة للتوقيع كانت مميزةً للغاية.”
أي شخص قام بالتوقيع بطريقةٍ عشوائية يعلم أن الفرق في سمك الخطوط بين التوقيع دون تركيز والتوقيع مع الانتباه لتفاصيل الخطوط واضحٌ جدًا.
“وأيضًا، نوع الحبر مختلف.”
في العقد الأصلي الذي يتذكره وينفريد، كان هناك توقيعٌ مكتوب بحبرٍ رخيص وسريع التلطيخ، وآخر مكتوب بحبرٍ فاخر وواضح.
أما التوقيع على العقد الحالي، فكلاهما كُتبا بحبرٍ نظيف دون أي تلطيخ، وخطوطه واضحة تمامًا.
“تلك الفتاة خدعتنا بشكلٍ بارعٍ للغاية. لقد أعدّت عقدًا مزيفًا مسبقًا واستبدلته.”
قال ريو ذلك وهو ينقر بلسانه ثم بدأ يركز على العقد الذي تم استبداله.
“كما ذكرت يا سيدي، الحبر المستخدم هنا عالي الجودة. أن يكون بهذه النظافة على ورقً رديء الجودة دون أي تلطيخ، أمر مثيرٌ للإعجاب.”
“ليس هناك الكثير من الأماكن التي تبيع هذا النوع من الحبر. هل يجب أن نبدأ التحقيق؟”
أومأ الدوق برأسه.
“ابدأوا بالتحقيق في الأماكن التي تبيع حبر أرلي.”
“إذا كان الأمر يتعلق بأرلي……فعدد العائلات التي تشتريه محدودٌ جدًا.”
كان حبر أرلي من أفخر أنواع الحبر المعروفة.
رغم أن الشركة كانت تبيع أنواعًا عادية من الحبر، إلا أن المنتج الأكثر شهرة لديهم كان الحبر المصنوع من طحن اللؤلؤ، مما يجعله يضيءُ بهدوء.
ومع ذلك، كان الحبر مادةً استهلاكية. فحتى النبلاء لم يكونوا يشترون هذا النوع الفاخر باستمرار بسبب تكلفته الباهظة.
“لكن هذا الحبر لا يبدو من نوع حبر أرلي.”
قالت دلفيا ذلك وهي تتفحص العقد تحت الضوء من زوايا مختلفة.
بغض النظر عن الطريقة التي تنظر بها، التوقيع لم يكن يلمع.
“في أرلي، يبيعون أيضًا حبرًا عاديًا. إذا كان هناك شخصٌ يشتري الحبر فقط من هناك، فسيشترون الحبر العادي أيضًا من نفس المكان، أليس كذلك؟”
قال الدوق ذلك، مما جعل وجهَي الفارسين يظهر عليهما التوتر.
لأنهما كانا يعرفان مكانًا واحدًا فقط يتعامل مع حبر أرلي.
تقدم ريو وسأل.
“هل، سيدي، تشك في عائلة الكونت فلورنس؟”
أومأ الدوق برأسه موافقًا.
“بالضبط، أنا أشك في سناير فلورنس.”
في تلك اللحظة، أصبح وجه دلفيا أكثر كآبة.
فقد اعتقدت بأن هذا كان خطأها هي التي لم يكن بإمكانها منع لقاء الاثنتين في ساحة المدينة.
“أعتذر، سيدي الدوق.”
“لقد انتهى الأمر بالفعل.”
رد ببرود وهو يحدق في العقد المزيف المتقن.
“من كان يمكنه أن يتخيل بأنه في المكان الذي التقت فيه إيرينا و سناير، ستلتقي ايرينا بشخصٍ من الأحياء الفقيرة أيضًا؟”
“…….”
“مع ذلك، من الأفضل أن يكون التعامل مع الأمور بشكلً أكثر دقة. أليس كذلك، دلفيا؟”
“نعم، سيدي.”
“لدينا ما يكفي من الأدلة للتحضير.”
نهض الدوق من على المكتب الذي كان جالسًا عليه.
“لنذهب لإزالة المخاطر.”
***
طق-، طق-، طق-!
“هل من أحدٍ هنا!”
طق-، طق-، طق-!
“إنه أمرٌ عاجل!!”
صوت الطرق العالي الذي كان يأتي من الخارج جعل حراس بارودون، الذين كانوا يغطون في النوم، يفركون أعينهم ويستيقظون.
“من الذي جاء في هذا الوقت المتأخر من الليل؟”
حارس الأمن الذي كان يتثاقل في نومه، فتح نافذةً صغيرة في الباب.
كانت النافذة مخصصةً للتحقق من الزوار.
“من؟”
“مرحبًا.”
ابتسم شخصٌ ذو شعرٍ أزرق، لا يمكن تحديد ما إذا كان رجلًا أم امرأة، ابتسامةً رقيقة.
“جلبتُ توصيلًا.”
“في هذا الوقت من الفجر؟”
عبس الحارس وهو يحدق في الزائر.
كان الوقت متأخرًا جدًا، والظلام قد حلّ منذُ وقتٍ طويل، بالإضافة إلى المطر الذي كان يتساقط بغزارة، ثم هناك عاملُ توصيل رغم هذه الظروف؟
حتى انه لم يسمع أي إخطارٍ عن وصول شيءٍ ما.
“آه، هذا بسبب أن الزبون طلب التوصيل بسرعة.”
كان الأمر مشبوهًا. مشبوهًا جدًا.
لكن لم يكن بإمكانه طرده فورًا.
فمالك القصر الذي يعمل فيه، البارون بارودون، كان شخصًا غريب الأطوار يحب شراء الأشياء الغريبة بشكلٍ عشوائي.
من الوحوش إلى البشر، وحتى الوحوش المفترسة التي تأكل البشر، كان قد اشترى جميعها وأطلقها في قبو القصر.
و إذا حدث خطأ ما أو إذا ظهر شخصٌ يزعجه، يرسله فورًا إلى القبو.
‘بالإضافة إلى ذلك، في الآونة الأخيرة، أصبح مزاجه سيئًا للغاية.’
في الربيع الماضي، احترقت بعض البضائع التي كان يجب أن يحصل عليها بسبب حريقٍ في الأحياء الفقيرة، وقد توفي الأشخاص الذين كانوا يجب أن يحصل عليهم.
أما المسؤول عن ذلك فقد هرب.
“الل&نة، ماذا قلت؟ تلك المرأة؟”
في اليوم الذي سمع فيه أنه فقد المرأة التي كان ينتظرها طويلاً، دخل خمسة أشخاص إلى القبو.
بل إن البارون كان يزداد جنونًا لأنه لم يتمكن حتى الآن من العثور على بديلٍ مناسب للبضائع التي احترقت.
‘لا يمكنني أن أكون مثلهم.’
ابتلع الحارس ريقه.
“ماذا، ما هو هذا الشيء الذي يتم توصيله؟”
“لا يمكنني قول ذلك……”
ابتسم الشخص ذو الشعر الأزرق وهو ينظر إلى الوراء بشكلٍ سريع.
“هو أمرٌ غريب قليلاً، نعم. بما أنه ذوق الزبون، كما يبدو…….”
“…….”
ربما اشترى شيئًا غريبًا آخر. أو ربما يكون من الوحوش مرة أخرى.
‘ماذا أفعل الآن؟’
تردد الحارس قليلاً. هل يجب أن يفتح الباب أم لا؟
أشياءٌ مشبوهة، و أشخاصٌ مشبوهون.
على الأقل يحتاج إلى تأكيدٍ بسيط، لكن……
‘ربما البارون لا يزالُ نائمًا.’
إذا أزعجته، ستكون نهايتي في القبو.
‘لكن إذا كانوا متسللين، سيكون الأمر نفسه في القبو.’
نظر الحارس خلف الشخص ذو الشعر الأزرق.
وراءه كان هناك ثلاثةٌ آخرون واقفون.
“إذاً عددكم أربعة؟”
“نعم، صحيح!”
“انتظر اذاً!”
قال الحارس ذلك بحدة، ثم أغلق النافذة الصغيرة.
بعد ذلك، ذهب إلى مقر إقامة الحراس وقرر إيقاظ بعضهم وإحضارهم.
“آسف، في المرة القادمة سأشتري لك الشراب.”
“فهمت، فهمت……”
وقف سبعةُ رجالٍ أمام الباب.
‘جيد.’
بهذا العدد، حتى لو قام الأربعة بالتمرد، لن تكون هناك مشكلةٌ في قمعهم.
خصوصًا الشخص الذي كان يصر على شراء الشراب منذ البداية، كان واحدًا من الحراس الذين كانوا متدربين لفترةٍ طويلة.
‘هذا مطمئن.’
ابتسم الحارس وهو يعيد فتح النافذة.
“انتظر، سأفتح الباب قريبًا.”
“نعم!”
على الرغم من أنهم كانوا واقفين في المطر لفترةٍ طويلة، إلا أن الإجابة التي جاءت كانت مشرقة.
“أيها الأحمق البطيء.”
ضحك الحارس وهو يفك القفل على الباب.
ثم فتح الباب الثقيل على مصراعيه.
“ضع الأشياء في الداخل. أما الثمن، فسيتحقق منه البارون غدًا ويعطيكَ إياه.”
“نعم، نعم. هل ندخلُ من هنا؟”
دخل الشخص ذو الشعر الأزرق ببطء، وتبعه الثلاثة الآخرون.
‘ماذا؟ إنه كبير جدًا!’
كان أحدهم أكبر مما كان يتوقعه، وكان يبعثُ إحساسًا بالرهبة.
“كُح؟”
فجأة خرج شيء من فم الحارس. وعندما بصق عن غير قصد في يده، كان الدم.
تدفقت الدماء الحمراء تحت المطر الغزير واختفت في الوحل.
“ماذا، لماذا……؟”
كانت تلك كلماتِ الوداع.
سقط جسد الحارس على الجانب، ودمه الأحمر بدأ يتدفق من جسده على الأرض الموحلة تحت المطر.
“…….”
تجمد الجميع في مكانهم. و كان ما يحدث يتأخر قليلاً في الوصول إلى عقولهم.
“آآآآخ!”
“مات……لقد مات!”
ثم بدأوا بالصراخ والهروب.
“أخبروا الجميع، أيقظوا الجميع!”
كان عليهم أن يبلغوا الجميع بسرعة.
البارون كان يمارس الأعمال غير القانونية بشكلٍ متكرر، لدرجة أنه كان يحتفظ بفريقً من المرتزقة يعيش في القصر.
وبوجودهم، كان من السهل عليهم هزيمة هؤلاء الأربعة دون أي مشاكل.
كان عليهم فقط إيقاظهم.
“آااك……”
وفي النهاية، سقط الجميع، حتى الشخص الذي كان يفتخر بتدريبه كفارسٍ سابق.
بينما تخطى الجثث، ابتسم ليتون ابتسامةً عريضة.
“واو، كم من الوقت مرَّ منذ آخر مهمة؟ العاصمة جميلة، ولكن ربما لأن الأمور كانت هادئة جدًا، كانت مملة ورتيبة.”
“أجل!”
وافقت دلفيا على كلامه بسرعة.
“لقد مرَّ وقتٌ طويل! إنها المرة الأولى منذ تصفية الأحياء الفقيرة……”
لكن وجه ديلفيا لم يبدو جيدًا. و كانت حتى تتنفس بصعوبة.
“دلفيا.”
أمسك ريو برفق بيد دلفيا.
“آه.”
بدت دلفيا وكأنها فهمت الوضع أخيرًا، فأغلقت عينيها ببطء ثم فتحتهما.
“أنا بخير!”
“أغ!”
ضربت ديلفيا ظهر ريو بقوة، ثم ابتسمت ابتسامةً عريضة.
“جئت إلى هنا وأخذت الدواء من بارن، أليس هذا كافياً؟”
غمزت دلفيا بعين واحدة، ثم هتفت بحيوية.
“هل نبدأ بالإمساك بالبارون أولاً؟ سأنتقم للسيدة إيرينا!”
في تلك اللحظة، فتح الدوق فمه.
“من يستسلم دون مقاومة لا حاجة لقتله.”
رفع قطعة القماش التي كانت تغطي وجهه وأصدر أمرًا بصوتٍ منخفض.
“أما البقية، فلتقتلوهم جميعًا.”
“نعم!”
“مفهوم، سيدي.”
“حاضر!”
ابتسم ريو و ليتون و دلفيا وأومأوا برؤوسهم.
يبدو أن صوت المطر كان يبتلع الصرخات، فقد كان باب القصر ما زال مغلقًا بإحكام.
“انتظر لحظة، سيدي.”
ضحك ليتون وهو يلوح بيديه الكبيرة التي كانت تتحرك بحماس.
“سأفتح الباب.”
بعد أن حرك ذراعيه عدةَ مرات وكأنه يمدد جسده، امسك معصمه ثم اندفع مباشرة نحو الباب.
“هاااه!”
لو كان شخصًا عاديًا، لما تحركت حتى شعرة.
لكن لم يكن هناك أي أمل لبقاء الباب على حاله عن اندفاع جسد ليتون اليه بهذه الطريقة.
سقط الباب مباشرةً إلى الوراء.
بوووم-!
هذه المرة كان الصوت عالياً لدرجة أن صوت المطر لم يتمكن من ابتلاعه، وملأ الصمت القصر بأسره.
“لنذهب، سيدي.”
فتح ليتون الباب وأشار بيديه بأدب وأناقة مثل خادمٍ متمرس، ثم اقتحم المكان في الداخل، وتدافع البقية بسرعة وراءه.
“من هناك!”
“انهم دخلاء!”
بينما كان الأعداء يصرخون، دخل الدوق وينفريد بثقة بين صفوفهم.
______________________________
ونااااسه عرف على طول انها سناير انفدا الاذكياء يانااااااااس🤏🏻✨✨✨✨✨
دلفيا مسكينه تو فيها خوف من الحرب بس عادي رايحه تنتقم عشان ايرينا🤏🏻
ليتون حبيته زود هو نفسه الي قاطع ايرينا ولوغان بعد اول بوسه بس يجنن طلع معضال بعد 😭🤏🏻
لوغان يبي ينتقم لإيرينا :
ينتقم من سناير❎
ينتقم من السبب الي خلا سناير تدري✅
Dana