As Long As you Are Happy - 62
“…….”
أومأ لوغان برأسه.
و نظرا دلفيا و ريو إلى بعضهما وأومآ برأسيهما قبل أن يخرجا بحذر.
احتل لوغان المكان الذي كانا يجلسان فيه.
رغم أنه لم يبذل جهدًا لتخفيف صوته أو حركته، كانت إيرينا غارقةً في بكائها، غير مدركةٍ لمن أتى.
“لماذا تبكين؟”
مسحت أصابع لوغان خدّ إيرينا، وتجمعت دموعها عند أطراف أصابعه قبل أن تسقط للأسفل.
“سيدة ايرينا، لماذا تبكين، ها؟”
“دوق……؟”
رفعت إيرينا رأسها أخيرًا. و كان وجهها الجميل في حالةٍ يرثى لها.
“دوق!”
اندفعت إيرينا نحو لوغان لتلقي نفسها في أحضانه، وانفجرت في البكاء مجددًا.
“أنا آسفة، آسفة……”
كانت تعتذر مرارًا وتكرارًا بين شهقاتها، وكأنها لا تجد كلماتٍ أخرى لتعبر بها.
“لقد تصرفتُ بغباء……”
أحاط لوغان ذراعيه بها بصمت، وعانقها بقوة، ثم ربت على ظهرها برفق.
كانت لمسته بطيئةً ودافئة، وكأنه يخبرها أن تبكي يقدر ما تشاء وتخرج كل ما في قلبها.
وعندما بدأت دموع إيرينا تهدأ، تحدث لوغان أخيرًا.
“برأيي……”
رفعت إيرينا نظرها نحوه، بينما لا تزال بين ذراعيه، تحدق فيه بصمت.
“أنتِ لم ترتكبي أي خطأ.”
“……ماذا؟”
“سيدة ايرينا، انتِ لم تخطئِ.”
“لكن…”
تحركت شفتا إيرينا بتردد.
“لو لم أحضر الآنسة جايسير، لما حدث أيٌ من هذا اليوم.”
لأول مرة، شهدت ايرينا سكان قصر وينفريد في حالةٍ من الذعر الشديد. ولأول مرة، شعرت ببرودة الأجواء في القصر منذ القبض على جايسير.
ما كان يؤلمها أكثر هو الوجه الحزين لكبير الخدم إرن.
كانت تشعر بالذنب الشديد، الشديد جدًا.
“……لم يجب عليَّ أن أذهب.”
في النهاية، أخذت أفكارها المظلمة مسارًا لم يكن يجب أن تسلكه.
تابعت حديثها دون حتى أن ترمش.
“ما كان يجب أن أحضر حفلة الشاي منذ البداية.”
كيف يمكنني أن أكون جزءًا من شيءٍ مثل حفلة شاي؟
كيف يمكنني أن أكون صديقةً لفتياتٍ نبيلاتٍ في مثل عمري؟
ذهبت هناك و استمعت إلى قصص سناير عن الأحياء الفقيرة، بعد ان اعتقدت للحظة أنها قد اقتربت منهم، ثم رأيت وجوههم الحقيقية.
ليس هذا فقط، بل الشخص الذي ظنت بأنعا بدأت تكن لها بعض الإعجاب والثقة، استغلتها للدخول إلى القصر وحاولت سرقة الوثائق.
ولم أكن أعرف شيئًا عن ذلك.
كانت تبتسم لي بينما كانت تخطط لاستغلالي في داخلها، ولم أدرك ذلك أبدًا.
كنتُ فقط سعيدةً لأنني ظننت بأنني حصلت على صديقةٍ جديدة.
كنت سعيدةً للغاية……
لقد كنتُ متحمسةً جدًا لدرجة أنني ركضت إلى المطبخ وطلبتُ المادلين بنفسي.
“إنها شخص أريدُ أن أكون قريبةً منها. ألا يمكنني فعل شيءٍ آخر؟”
حتى أنني ألححتُ على السيد بيدن، الذي كان يبتسم لي بابتسامةً محرجة بسبب اقتراب وقت العشاء.
“كان يجب أن أبقى فقط في القصر. لو أنني فعلت ذلك……”
لما شعرتُ بهذا الألم، ولما وضعت الجميع في هذا الموقف الصعب.
“لما حدث أي من هذ-“
لم تكتمل كلمات إيرينا، إذ أمسك لوغان بلطف بوجنتيها وطبع قبلةً على شفتيها.
توقفت كلماتها السلبية، وأفكارها، وحتى بكاؤها.
“التفكير السلبي ممنوع.”
طبع قبلةً أخرى خفيفة على شفتيها.
“توقفي عن البكاء.”
“لكن……”
“هذا ممنوع.”
خفضت إيرينا رأسها بخجل، وقد أُحبطت بعد أن منعها من كل شيء.
عندها، أمسك لوغان بلطف بوجنتيها مجددًا وجعل عينيها تلتقي بعينيه.
“أنتِ لم تفعلي أي شيءٍ خاطئ. السيئة هنا هي تلك الآنسة ابنة الفيكونت جايسير.”
ثم طبع قبلةً خفيفة على زاوية شفتيها.
“فكّري في الأمر. من هو الأسوأ؟ الشخص الذي خدعَ الآخرين أم الشخص الذي خُدع؟”
“……الشخص الذي خدعَ الآخرين؟”
أجابت إيرينا ببطء.
“لكن، أليس الخطأ فيّ أيضًا لأنني خُدعت؟”
“كلا.”
نفى لوغان ذلك وهو يمسح برفق الزاوية الحمراء من عيني إيرينا المنتفختين.
“أنتِ فقط لا تمتلكين مناعةً ضد هذا النوع من الأمور.”
“…….”
“لقد كنتِ متحمسةً قليلًا لأنكِ كوّنتِ صداقةً جديدة.”
“…….”
“أليس كذلك؟”
أومأت إيرينا برأسها ببطء موافقة.
“لكن، دوق……”
بصوتٍ منهكٍ تمامًا، تحدثت إيرينا بصعوبة وهي ما زالت في حضنه.
“أنا غبية حقًا.”
رفعت رأسها من بين ذراعيه لتنظر في عينيه مباشرة.
“فما زلت أريد أن أصدق.”
رمشت ببطء، وفي كل مرة كانت ترمش، تساقطت دموعها التي تجمعت تحت عينيها على وجنتيها.
“ما زلتُ أفكر……ربما كان لدى الآنسة جايسير أسبابٌ تجعلني أستطيع تفهمها و الثقةَ بها.”
ذلك الوجه الذي أظهرته حين تحدثت عن أحياء الفقراء، والقصص التي شاركتها معي في العربة، لا يبدو أنها كانت مجرد أكاذيب تهدفُ إلى كسب تعاطفي.
“ذلك الانطباع الأول عنها……لا يزال عالقًا في ذاكرتي، ولا أستطيع التوقف عن التفكير فيها.”
ضحكت إيرينا بابتسامةٍ باهتة، أشبه بضحكةٍ يائسة.
“أنا غبية حقًا، أليس كذلك؟”
تأمل لوغان عينيها للحظة قبل أن يهز رأسه.
“لست كذلك. بالنسبة لي، السيدة إيرينا……”
همس وهو يربت على ظهرها مجددًا ببطء.
“أعتقد أن الطيبين أقوى من الأشرار.”
رمشت إيرينا بنظرةٍ تدل على أنها لم تفهم كلامه جيدًا.
لو قال أحد هذا الكلام في الأحياء الفقيرة، لكان الجميع قد سخر منه.
“ربما يكون الأُناس الأذكياء أفضل للبقاء على قيد الحياة. ولكن، كما أقول……في الحياة، هنالك لحظة يسقط فيها الجميع.”
سواء كانوا مستعدين أم لا، سواء أرادوا ذلك أم لا.
الجميع يمر بلحظةِ سقوطٍ كبيرة مرة واحدة على الأقل.
“هل تعرفين من الذي ينهضُ في كل مرة بعد السقوط؟”
ظنت إيرينا أنها تعرف الإجابة، لكنها هزت رأسها بالنفي.
لم تستطع معرفة ذلك.
كما لو أنه توقع ردها، مسح لوغان على خدها بابتسامة.
“إنهم الأناس الطيبون.”
واصل حديثه بصوت منخفض، وكأنه يعترف بشيءٍ عميق.
“الأناس الأشرار لم يعيشوا إلا باعتمادهم على ظهور الطيبين، وعندما يسقطون، لم يكن لديهم القوة للنهوض مرة أخرى.”
الأشرار ضعفاء.
أولئك الذين عاشوا عالةً على الآخرين لا يمتلكون حتى القوة للوقوف مجددًا عندما يسقطون.
“لكن الأناس الطيبين ليسوا كذلك.”
من البداية، كانوا واقفين على أقدامهم، و يمتلكون القوة للإيمان بأنفسهم.
لذلك، حتى و إن سقطوا، كانوا ينهضون ويواصلون السير.
وفي النهاية، من يبقى هم الطيبون.
“لذا، لا تدعي الأمرَ يؤلمُ قلبكِ كثيرًا.”
قال لوغان ذلك وهو يمرر يده بلطف على شعر إيرينا.
“لقد تعلمتِ الآن كيف تنهضين. وتعلمتِ كيف تكونين أكثر حذرًا.”
“وماذا لو……لم أستطع النهوض؟”
سألت إيرينا بهدوء.
“ماذا لو سقطتُ بقوةٍ كبيرة لدرجة أنني لم أستطع النهوض؟ ماذا سأفعل حينها؟”
“سأساعدكِ على النهوض.”
ضحك لوغان بخفوت و همس لها.
“هل كنتِ تعتزمين عدم مد يدكِ لي؟ هذا يجعلني أشعر بالألم……”
ثم أظهر تعبيرًا متجهمًا وكأنه حزين. فاتسعت عينا إيرينا فجأة.
“لا، بالطبع لا!”
أجابتهُ بسرعة، وأمسكت بيده بقوة، وكأنها تخشى أن يبعدها عنه.
“سأمسك بك، سأمسكُ بكَ دائمًا.”
ثم دفنت وجهها في كتفه مجددًا.
“إذا سقطتُ يومًا، تعال لمساعدتي على النهوض.”
“بالطبع.”
قال لوغان ذلك وهو يحيط خصرها بذراعه ويهز رأسه موافقًا.
“سأكون دائمًا هنا لمساعدتكِ.”
ثم مرر يده مرة أخرى بلطف على شعرها.
بدا أن إيرينا، بعد كل البكاء، قد غلبها النعاس، إذ رفعت نظرها إليه بعينين نصف مغمضتين.
طبع قبلةً على خدها وهمس بصوتٍ بالكاد يُسمع، حتى لإيرينا نفسها.
“فقط ابقي كما أنتِ، طيبة ونقية.”
أما القذارة، فسأتولى أنا أمرها.
***
“عذرًا……كيف أصبحت الآن؟”
عندما خرج الدوق وينفريد من الغرفة، اقتربت دلفيا منه وكأنها كانت تنتظره وسألته.
“هل نامت؟”
أجاب الدوق وينفريد بحذر وهو يغلق الباب، خوفًا من أن تستيقظَ إيرينا.
“نعم، إنها نائمة. لكن، ماذا حدث مع اللصة؟”
“هي الآنسة من عائلة الفيكونت جايسير، لذا لا يمكننا التصرف معها مباشرة. و قمنا بإعادتها إلى منزلهم.”
على الرغم من أن عائلة الفيكونت جايسير كانت تسير في طريق الانحدار، إلا أنها كانت تعتبر من النبلاء المركزيين ولها تاريخ طويل.
لم يكن من السهل التعامل معهم.
“نظرًا لأن الفيكونت و الفيكونتيسة غير موجودين، لم أتمكن من الحصول على إجابةً منهم، لكنني تركتُ لهم رسالة، لذا يجب أن يأتي الرد قريبًا.”
“حسناً إذاً.”
“لقد وضعتُ بعض الأشخاص حول القصر في حال حاولت الاتصال بأحدٍ ما، ولكن……”
“هل ورد تقرير؟”
“لم يحدث شيءٌ غير عادي، هذا ما أبلغونا به، لا أحد يدخل أو يخرج. كما أننا نراقب السماء أيضًا في حال استخدمت طائرًا للرسائل.”
“إذا استخدمت طائرًا صغيرًا، سيكون من السهل تفويته.”
“نعم، و لأننا في العاصمة. إذا أمسكنا بالطائر، فسيكون الأمر خطيرًا.”
ثم تدخل ريو من الجانب.
“لا تقلق، سيدي. لقد اخترنا حراسًا حذرين وقويين.”
أومأ وينفريد برأسه موافقًا، لكنه رفع عينيه وكأن هناك شيئًا مريبًا في ذهنه.
“هناك شيء غير مريح.”
“ماذا؟”
“لقد تم القبض عليها أثناء محاولتها سرقة الوثائق، ومع ذلك لا أحد يقترب منها؟”
هل يعقل ذلك؟
إيرينا لم تكن غبية.
ربما لأنها نشأت وهي تحاول مراقبة كل شيء، كانت لديها نظرةٌ حادة للأشخاص. و لم تكن لتسقط في فخٍ بسهولة إلا إذا كان الشخص يحاول خداعها عن عمد منذُ البداية.
وهذا يعني أن الآنسة جايسير ليست شخصًا شريرًا إلى تلك الدرجة.
“لا يمكن أن يكون هذا الهدوء عادياً. هناك شخصٌ آخر في الخلف يُدير الأمور.”
“ولكن، هي من عائلة الفيكونت جايسير، و كانت هناك غرامات كبيرة لديهم بالفعل.”
كانت عائلة الفيكونت جايسير تقوم بتوريد أكياس النوم. و كانت ذات جودةٍ جيدة وسعرٍ معقول، لذا عقد الدوق السابق اتفاقًا معهم.
في البداية لم تكن هناك مشاكل، ولكن مع مرور الوقت وزيادة فترة الحرب، تزايدت كمية المنتجات الرديئة.
وعندما توفي الدوق السابق، أصبحت الأمور أسوأ.
في إحدى المرات، تم توريد جميع المنتجات بشكلٍ سيء، مما كاد يتسبب في وفاة الجنود أثناء نومهم بسبب سوء الجودة.
غضب وينفريد بشدة من تلك الحادثة، وطالب بتعويضٍ ضخم.
“تم رفض جميع محاولات تأجيل سداد التعويضات، لذلك كان من الطبيعي أن يغضبوا.”
“بالطبع. ربما جاءت لزيارة المكان وكانت غاضبةً جدًا. و ربما كانت تعتقدُ بأنه إذا اختفت الوثائق، فلن يكون عليهم دفع التعويض.”
نعم، هذا هو السبب.
كان لدى الآنسة جايسير سببُ قويُ هكذا.
ولكن لما استخدمت هذه الخطة كفخٍ لإيرينا؟
“لنذهب إلى المكتب أولًا.”
كان مكتب لوغان الفوضوي قد تم ترتيبه. ولكن بما أن الدوق كان بحاجةً لإلقاء نظرة عليه، كانت الكتب التي كانت مبعثرةً في كل مكان قد تم جمعها بعناية في مكانٍ واحد.
“هذه هي الوثائق التي حاولت الآنسة جايسير سرقتها.”
قدمت دلفيا الوثائق.
لكن لوغان نظر إليها للحظة ثم حول نظرهُ وكأنه لا يهتم.
“ههه.”
ثم استمر في فحص الكتب المجمعة وضحك.
“كما توقعت، كانت تحاول خداعنا.”
____________________________________
يجننون 😔🤍
لىغان مررره يجنن هو يحتاج من يواسيه بس مواساته كيوووت😭✨🤏🏻✨✨🤏🏻✨✨
ايرينا بتقعد نقية ولوغان بيروح ينتقم لها 🥰✨✨
بعدها ارجع واخطبها
تمام؟
Dana