As Long As you Are Happy - 61
“……!”
تجمّدت جايسير في مكانها، وارتعدت من شدة الذعر، لكنها لم تستطع التحرك بسهولة.
كانت ترتجف وتبكي فقط.
“إذا كنتِ ستبقين هكذا، فافعلي ما تشائين.”
نظرت إليها كانا بسخرية وهي تزدري حالها.
“سأعود وأخبر آنستي بكل شيء، وهذا يعني أن ما وعدتكِ به آنستي سيتم إلغاؤه، تعلمين ذلك، أليس كذلك؟”
منذ أيام، بدأت سناير تضغط على جايسير باستمرار.
“حياتكِ قد انتهت.”
ضحكت سناير وهي تلوّح بمروحتها التي تبدو رائعة مع فستانها الجميل الذي لا يمكن تخمين مدى تكلفته.
“لم تتمكنِ حتى من إقامة حفل الظهور الاجتماعي الأول بشكلٍ مناسب، وارتبطتِ بخطوبةٍ مع شخصٍ ليس على مستوى جيد، أليس كذلك؟ من سيرغب بأخذ ابنةٍ من عائلة بلا مهر؟ من الجيد أنك لن تموتي عانساً.”
“……إذا كان هذا هو كل ما أردتِ قوله، فبإمكانكِ أن تتوقفي الآن……”
“هل تجرئين على مقاطعتي قبل أن أنتهي من حديثي؟”
ضربت سناير الطاولة بمروحتها، كأنها تحذّرها من قطع حديثها.
“استمعي إلى ما سأطلبهُ منكِ، وسأنقذ أخواتكِ الصغار.”
“أخواتي….ستنقذينهم أنتِ؟”
“نعم، أنتِ تعرفين أن والدتي تهتم بحفلات الظهور الاجتماعي الأول للبنات والأبناء الفقراء، أليس كذلك؟”
“أعرف، لكن هذا عادةً للأسر النبيلة في المناطق الريفية، أليس كذلك؟”
“صحيح، ولكن……”
ابتسمت سناير بلطف.
“إذا طلبتُ منها خصيصاً ذلك، فقد تهتم بأخواتكِ أيضاً.”
“……”
“أما بالنسبة للتعويض الذي يجب دفعه لعائلة الدوق وينفريد، يمكنني المساعدة في ذلك أيضاً.”
“حقاً……؟”
“بالطبع. لأنني سأكون دوقةَ المستقبل.”
خفق قلب جايسير بقوة، كانت كل كلمة قالتها سناير حقيقية.
كان وضع عائلتها منهاراً بسبب دفع التعويضات وإرجاع الأرباح غير المستحقة، ولم يكن لديهم المال لإقامة حفل الظهور الاجتماعي الأول، ناهيك عن تجهيز مهرٍ لزواجها.
لم تتمكن جايسير من إقامة حفل الظهور الأول، والمهر الذي حصلت عليه بالكاد يكفي لملء كيس صغير.
وبالرغم من أنها خُطبت بصعوبة، فإن خطيبها من منطقةٍ نائية، وكانت دائماً في قلق من إمكانية إلغاء الخطبة في أي لحظة.
لكن، إذا قدمت عائلة الكونت فلورنس المساعدة……
‘لن يُحل كل شيء، لكن معظم الأمور ستُحل.’
لو وافقت الكونتيسة فلورنس على أن تكون الوصية وتساعد في تنظيم الحفل، فإن أخواتها الصغار سيتمكنون من الزواج بعائلاتٍ أفضل منها، حتى دون مهر.
عائلة الكونت فلورنس و الدوق وينفريد معروفان بعلاقتهما الوثيقة، علاوة على أن سناير كانت دائماً تتحدث عن أنها ستكون دوقة المستقبل.
وإن تكلمت مع الدوق ليخفّض قليلاً، ولو قليلاً جداً، من التعويض المطلوب، فسيكون في ذلك متنفسٌ لعائلتها.
“……!”
“ما هو قراركِ؟”
قام سناير برفع رأس جايسير بالقوة باستخدام المروحة، و نظرت إليها بابتسامة.
“قررِ هنا وفي هذه اللحظة. هل ستتبعينني، أم ستستمرين في السقوط ببطءٍ إلى الهاوية؟”
“لذا، ما هو اختياركِ؟”
“…….”
كانت كلمات سناير الأخيرة لا تزال عالقةً في أذن جايسير، فأخذت تحك أذنها بشدة.
“آه، اتخذي قراركِ بسرعة!”
عندما وقفت هناك بلا حركة، شعرت كانا بالضيق ورفعت صوتها.
لكن رغم نبرة كانا الحادة، لم ترد عليها جايسير و لم تتحرك، مما جعل وجه كانا يتجهم.
“حسنًا، إذًا لن ستهربين؟ سأعود الآن. وعليكِ أيضًا أن تعودي إلى-“
“لا.”
أمسكت جايسير بطرف تنورة كانا.
“أ……أستطيع فعلها.”
“……حقًا؟”
“أجل.”
“هل انتِ واثقة؟.”
“نعم……”
مسحت جايسير دموعها ورفعت رأسها.
“سأفعلها.”
تغيّر بريق عينيها، فابتسمت كانا.
“حسنًا، سأراقب المكان لأجلكِ. تعرفين ما الذي يجبُ عليكِ فعله، أليس كذلك؟”
أومأت جايسير برأسها. ثم استدارت، وفتحت باب المكتب هذه المرة بلا تردد.
صرير-
رغم أن الباب لا ينبغي أن يصدر صوتًا، إلا أنها شعرت وكأن صوتًا عالياً يصدرُ منه.
فشعرت بالخوف أكثر.
تسللت جايسير إلى داخل المكتب وهي تجهش ببكاءٍ خافت.
‘لكن يجب أن أفعل ذلك……’
لم تكن تريد أن يعشن أخواتها الصغار نفس الحياة التي عاشتها.
علاوةً على ذلك، كانت قد دخلت المكتب بالفعل. لم يكن بإمكان الضيوف العاديين دخول المكتب، لذا لم يعد بإمكانها التراجع.
ألقت جايسير نظرةً سريعة على المكتب.
أين يمكن أن تكون الوثيقة التي طلبت منها الآنسة فلورنس العثور عليها؟
توجهت أنظار جايسير نحو رف الكتب.
قالت الآنسة فلورنس بأن الدوق يخفي الوثائق الهامة في خزنةٍ خلف الكتب، صحيح؟
كان لكل شخصٍ مكانٌ مختلف لحفظ الأشياء الهامة.
بعض الناس يخبئون الخزنة خلف لوحة، بينما يبني آخرون غرفة سرية خصيصًا لذلك.
خَبَّأَ لوغان الخزنة خلف الكتب.
كانت الخزنة السرية تُفتح بمجرد لمس أحد الكتب.
و كان العديد من الأشخاص يعرفون هذه العادة، لكن القليل منهم نجوا بعد أن قُتلوا واحدًا تلو الآخر.
وبشكل محظوظٍ نسبياً، كانت سناير أحد الذين يعرفون هذه العادة.
سرعان ما بدأ نظر جايسير يتنقل بين الكتب.
كان الأمر محبطًا. فقد كانت زوايا المكتب مليئةً بالرفوف.
‘أين يمكن أن تكون الخزنة السرية وسط كل هذه الكتب؟’
بدأ العرق البارد يتدفق على ظهرها. و شعرت وكأن رؤيتها ضاقت، وكان صوت قلبها ينبض وكأنه يأتي من أذنها.
‘يجب أن أجدها بسرعة.’
مدت يدها وأخرجت أي كتاب كان.
‘لا شيء هنا.’
فجربت كتابًا آخر.
‘لا شيء هنا أيضًا.’
أخرجت آخر، ولم تجد شيئًا.
تحققت، و تحققت، و تحققت،
لكن لا شيء هنا ، و لا هنا، و لا هنا.
وبينما كان الصوت يُسمع، كانت الكتب قد تراكمت حولها.
طق-! طق-!
كانت تلك إشارةٌ من كانا بأن شخصًا ما قادم.
ثم ابتعدت خطواتها، وكأنها كانت تهرب، وبدأت الأصواتُ من حولها تبتعد تدريجيًا.
‘ماذا أفعل؟’
ماذا يجب أن أفعل؟
ظلَّت جايسير جالسةً كما هي، وهي ترمشُ بعينيها في توتر.
هل يجب عليَّ الهروب الآن؟
لكن هناك باب واحد فقط……والكتب مبعثرة، ولا أعلم متى سيأتي الشخص؟
ربما يكون قد اقترب جدًا الآن؟
ولكن إذا اكتشفوا ذلك، ستكون حياتي……
“أختي!”
“……!”
سمعت جايسير صوت أختها الصغرى، الذي كان يثير قلقها بشكل غير عادي.
كان الصوت وهمًا في رأسها، لكن جايسير أغلقت عينيها بشدة ومدت يدها إلى الكتب.
لا شيء، لا شيء، لا شيء، لا شيء، لا شيء، لا شيء.
‘وجدتها!’
“ماذا تفعلين هناك الآن؟!”
تم القبض عليها.
شعرت جايسير وكأن أنفاسها قد انحبست.
لكن، رغم ذلك.
‘اخواتي الصغار سيكونون بأمان……’
انفتح مخرجٌ آخر للحياة في معنى مختلف.
***
“…….”
“سيدة ايرينا……”
تم القبض على جايسير وهي تسرق الأوراق من مكتب الدوق.
لقد كانت هي التي جلبتها إيرينا بثقة، لكن اصبح الآن واضحاً بأنها دخلت من البداية الى القصر لهذا الغرض.
“…….”
أغلقت إيرينا شفتيها بإحكام. وكانت الدموع تتساقط من عينيها، واحدةً تلو الأخرى.
“لا تحزنِ كثيرًا.”
حاولت دلفيا تهدئة إيرينا بلطف.
“في النهاية، أنتِ من ألقيت القبض عليها.”
كانت هذه حقيقةً جزئيةً فقط.
بعد محادثةٍ قصيرة، وعدها السيد بيدن بأنهِ سيقوم بتحضير بعض المادلين في وقت قريب.
وعندما وصلت إيرينا حاملةً المادلين، اكتشفت أن غرفة الاستقبال كانت خاليةً تمامًا.
بدأت تنظر حولها، ولاحظت أحد الحراس الذي كان في الخدمة.
قال لها إن الضيفة سألت عن دورة المياه قبل قليل، ثم ذهبت الى هناك، لكنها لم تكن موجودة.
هل ربما ضاعت في الطريق؟
بدأت إيرينا تشعر بالقلق.
كان قصر وينفريد كبيرًا بما فيه الكفاية بحيث يمكن لأي شخصً يزور المكان لأول مرة أن يضيع فيه بسهولة.
في الحقيقة، كانت هي نفسها قد ضاعت عدة مراتٍ من قبل.
بدأت هي والحارس في البحث عنها. ومع مرور الوقت، لم يتمكنوا من العثور عليها.
كان عدد الأشخاص الذين يبحثون عن الآنسة جايسير يزداد واحدًا تلو الآخر.
“ماذا تفعلين هناك؟!”
لكن، تم العثور على جايسير في مكانٍ لا ينبغي البحث فيهِ عنها.
“……أنا غبية.”
كان صوت إيرينا منخفضًا جدًا، وكأنها كانت تنطق بكلماتٍ ثقيلة على نفسها.
و كان صوتها مليئًا بالدموع.
“كنتُ غبيةً حقاً.”
تم القبض على جايسير وهي تسرق الوثائق المتعلقة بالتعويضات.
“أنا غبيةٰ جدًا، فقد وثقتُ بالناس بسهولة……”
كانت كلمات إيرينا التي نطقتها قد آلمتها وأغرقتها في اليأس.
‘في حي الفقراء، لم يكن الأمر هكذا.’
في الأحياء الفقيرة، كانت دائمًا حريصة. و لم تكن تترك حذرها لحظةً واحدة.
لم يكن بإمكانها أن تضع ثقتي في الغرباء، ولا حتى في الأشخاص الذين تراهم يوميًا.
كان كل يومٍ أشبه بالمشي على الجليد الرفيع.
لكن بعد تلك الأيام، عندما خرجت من الحي الفقير، قابلت أناسًا طيبين.
أناسا احبوها، و اعادوا لتا كرامتها.
بالطبع، كان هناك أشخاصٌ سيئون، لكن قوة الأشخاص الطيبين كانت أكبر، فتركزت إيرينا على ذلك وتخلت عن توترها بشكلٍ طبيعي.
لكن اليوم، كان عليها أن تدفع ثمن ذلك.
‘ليس كل من اقابلهم سيكو شخصاً طيباً.’
‘كنتُ غبيةً جدًا وساذجة…….’
“……”
في زاوية رؤيتها، لاحظت أكياس المادلين المكدسة بعناية.
كانت تلك الأكياس التي قامت بتغليفها بنفسها لتقديمها للآنسة جايسير و أخواتها.
وفجأة، انفجرت دموعها من جديد.
رغم أنها بكت طوال اليوم، لم تستطع أن تفهم من أين تأتي كل هذه الدموع.
“سيدة ايرينا.”
كانت دلفيا تتحرك حولها بتوتر، و تداعب ظهرها بلطف من حينٍ لآخر.
و كان ريو أيضًا عابسًا و ممسكًا بكأسٍ من الماء منذ فترة.
“لا توبخِ نفسكِ كثيرًا. قد يحدث ذلك لكل الأشخاص. بالإضافة إلى أنهُ تم القبض عليها في الموقع مباشرة، والوثائق لاتزال آمنة.”
“آه…..”
“وأيضًا، هي شخصٌ ذو وجه بريء جدًا، كان من الصعب ألا تثقي بها. حتى أنها شرحت لكِ امرَ اخواتها للحصول على تعاطفكِ.”
“من فضلكِ، فقط اشربِ قليلًا من الماء. إن استمريتِ هكذا، ستصابين بالجفاف وستسقطين.”
رغم محاولات دلفيا وريو لتهدئتها، لم تتوقف دموع إيرينا بسهولة.
رغم انها كانت تعلم بأنهما كانا في حالة من الإحراج الشديد بسببها.
‘البكاء ليس شيئًا يجب عليَّ فعله.’
ربما كان يجب أن يكونا هما من يبكيان بسبب اضطرارهما لإصلاح الفوضى التي تسببتُ فيها أنا.
‘كيف هي نظرتهم لي الآن؟ أنا فقط أبكي بعد أن تسببتُ بكل هذا الخراب.’
يجب أن أتوقف عن البكاء.
‘لكن الدموع لا تتوقف……’
“…….”
نظر ريو وديلفيا إلى بعضهما البعض بوجوه مليئةٍ بالقلق
إذا استمر الحال على هذا النحو، شعروا بأن إيرينا قد تنهار.
فقد كانت تبكي لساعاتٍ دون أن تشرب رشفةً من الماء.
‘هل يجب أن أجبرها على النوم؟’
‘إذا لم يكن هناك حل آخر، ربما يجب أن نفعل ذلك……’
بينما كانا يفكرانِ بحلٍ ما، سُمع صوت طرقاتٍ على الباب.
وكان الدوق وينفريد يقف هناك.
______________________________
جا الدوق الله يرحم جايسير 😭😭😭😭🥰
ايرينا مسكينه شكلها اول مره تحس بالخيانه من بعد ماجت هنا في قصر الدوق بس يا ماما مايستاهل كل ذا البكي
بس بدمعه وحده منس الدوق بيقلب بيتهم وان كانه زاد يمسك خدامة سناير الحماره الي واضح انها طقت ويدري بكل شي✨
Dana