As Long As you Are Happy - 60
“شكرًا على توصيلي.”
على الرغم من وجود بعض الفوضى، قررت إيرينا أن تركب عربة الآنسة جايسير.
“لا داعي للشكر.”
ردت عليها جايسير، التي جلست في الجهة المقابلة من العربة، بابتسامةٍ مشرقة.
“على أي حال، كنت في طريقي……كح كح.”
بدأت تسعلُ قليلاً قبل أن تتابع الحديث.
“وأيضًا، يبدو أن الآنسة ليونيد لا ترغب في ركوب عربة الآنسة باستن.”
ثم نظرت إلى إيرينا خلسة.
“آه.”
أومأت إيرينا برأسها وهي تعبث بشعرها.
“الأمر محرجٌ بعض الشيء بأن أعود في منتصف الجلسة، وأشعر أني سأسبب إزعاجًا كبيرًا إذا استعرتُ عربةً منهم.”
“لا تشغلِ بالكِ كثيرًا. جميع الذين حضروا جلسة قراءة الشعر أشخاصٌ لطفاء، وحالتكِ الصحية ليست جيدة، لذلك لا تقلقي.”
ابتسمت إيرينا وهي تنظر إلى جايسير التي تحدثت برقة.
وبدأت الاثنتان تتبادلان الحديث بصوتٍ خافت.
“إذًا، لديكِ أربعة أشقاء؟”
سعلت جايسير برفق وهي تضم يديها معًا وأومأت برأسها.
“نحن خمس فتيات، وهذا يسبب بعض القلق. فأختي الثانية تقول بأنها تريد أن تتولى منصب الفيكونت……لكني لا أعرف إن كانت ستنجح.”
“أفهم ذلك…….”
“كما تعلمين، يا آنسة ليونيد، من يتصدر الطريق أولًا يتعرض للكثير من العقبات……أتمنى لو أن أختي ستسير في طريق أسهل، نعم، أتمنى ذلك.”
بدا أنها تشعر ببعض الحرج في الحديث مع شخصٍ غريب، فتحدثت بتلعثم بسيط، لكن كان يمكن لإيرينا الشعور بمحبّتها العميقة لأخواتها في كل كلمة.
“كح كح! هدفي هو جمع الكثير من المال حتى أتمكن من تزويج أخواتي من عائلاتٍ جيدة ومرموقة……”
‘تبدو كشخصٍ طيب.’
بصراحة، عندما سمعتُ شائعةً بأنها قدّمت بضاعة رديئة لعائلة الدوق وينفريد، لم أحبها كثيرًا.
لكن عندما تحدثتُ معها، بدت لي الآنسة جايسير كشخصٍ لطيف.
وربما كانت تحاول كسب مودة الدوق وينفريد عبر الحديث معي.
و لم تُبدِ أي تعليقٍ على ما حدث في الأحياء الفقيرة سابقًا.
وهذا وحده جعل إيرينا تشعر ببعض الود تجاه جايسير.
“لقد وصلنا.”
بينما كانتا تتحدثان ببطء، وصلت العربة إلى وجهتها.
“رائع…….”
تمتمت الآنسة جايسير بنبرةِ اندهاش وهي تنظر إلى قصر الدوق وينفريد من خلال نافذة العربة.
“كنتُ أتساءل دائمًا عما بداخل هذا المكان كلما مررتُ به. إنه قصرٌ رائع، لكن لا يبدو أن أحدًا يدخله أو يخرج منه……”
“إذًا، آنسة جايسير، هل تودين الدخول وتناول كوبٍ من الشاي قبل مغادرتكِ؟”
“أنا؟”
اتسعت عينا جايسير بدهشة.
“هل سيكون ذلك مناسبًا….؟.”
“لا بأس، تعالي واشربي كوبًا من الشاي برفقتي.”
“لكن صحتكِ ليست على مايرام، أليس كذلك؟”
“أشعر بتحسنٍ كبيرٍ الآن. أعتقد أنني شعرت بعدم الراحة بسبب التوتر في المكان الغريب.”
“آه! أنا أيضًا أشعر بذلك أحيانًا.”
أومأت جايسير برأسها وهي تضم يديها بإحكام.
“مجرد الجلوس في مكانٍ غير مريح يجعلني أشعر بثقلٍ في معدتي.”
“صحيح، هذا ما شعرتُ به.”
ضحكت إيرينا بلطف، وقد شعرت بالسعادة لرؤية شخصٍ يشاركها شعورها.
“وأيضًا، لقد كنتِ تسعلين منذ قليل، وهذا ما أقلقني.”
“آه…..”
لمست الآنسة جايسير رقبتها.
“نعم، حلقي يؤلمني قليلًا. إذاً، معذرةً، سأرتاحُ هنا قليلًا، فقط لدقائق…..”
“حسنًا.”
أومأت إيرينا برأسها.
تقدمت العربة بسلاسة نحو القصر، ومرت عبر الحديقة لتتوقف أمام الباب.
“مرحبًا بكِ، سيدة ليونيد.”
كان كبير الخدم إرن أول من استقبل إيرينا.
“هل الدوق في الخارج؟”
“لقد ذهب لزيارة عائلة الماركيز فريدريك لعملٍ ما. من المتوقع أن يعود في المساء، أو ربما صباح الغد في أبعد تقدير.”
أضاف إرن بعض التوضيحات، واغمض عينيه للحظة.
“و لكن، سيدة ليونيد. كيف علمتِ أن صاحب السمو خرج؟”
فقد كان من غير المعتاد ألا يخرج الدوق لاستقبالها حتى لو كان موجودًا في القصر.
“هاها.”
لكن لم تستطع إيرينا قول الحقيقة كما هي، فاكتفت بالضحك.
نظر إليها إرن باندهاش للحظة، ثم حول بصره إلى الخلف.
“يبدو أن هناك ضيفةً برفقتكِ.”
“إنها الآنسة جايسير، ابنة عائلة الفيكونت جايسير. لقد أوصلتني إلى هنا، وأود دعوتها لتناول كوبٍ من الشاي، هل هذا ممكن؟”
عند كلمات إيرينا، نظر إرن إلى الآنسة جايسير وإلى خادمتها ذات الشعر البني التي كانت تقف خلفها.
“همم.”
ضيّق إرن عينيه، على الأرجح بسبب ماضي عائلة جايسير في التلاعب بمواد الإمداد العسكري.
“حسنًا، سأجهز الشاي.”
لكن كان الشخصُ المخطئ قد عوقب، واضطرت عائلة الفيكونت جايسير لإعادة كل المكاسب غير الشرعية، و لايزالون يدفعون الغرامة بانتظام.
وبدا أن إرن لاحظ أيضًا أن الفتاة الصغيرة، التي بالكاد أصبحت راشدة، كانت تشعر بالحرج بسبب أمرٍ لم ترتكبه هي.
وفوق ذلك كله، كانت هذه أول ضيفةٍ تجلبها إيرينا إلى القصر.
بما أنها أول ضيفة تأتي مع إيرينا، لم يكن بإمكان إرن أن يرفض استقبالها.
“سأرشدكم إلى غرفة الاستقبال.”
توجه الثلاثة إلى أقرب غرفة استقبال، فيما ذهبت خادمة جايسير والسائق إلى غرفةٍ أخرى حيث كان من المقرر أن يتناولا وجبة خفيفة.
“أشكركِ على اهتمامكِ بخادمتي والسائق، آنسة ليونيد.”
“لا شكر على واجب، من الطبيعي أن أهتم بهما.”
سكبت إيرينا الشاي ووضعته أمام الآنسة جايسير.
“طاهينا ماهر جدًا، على الأرجح سيعجبهم الطعام. وأنتِ أيضًا! جربيه بسرعة.”
دفعت إيرينا بصحنٍ مليء بكعك المادلين نحو الآنسة جايسير.
مدّت جايسير يدها بحذر وأخذت قطعةً و وضعتها في فمها.
“لذيذةٌ جدًا.”
اتسعت عيناها بعد اول قضمه.
“إنه لذيذٌ حقًا…”
نظرت الآنسة جايسير إلى قطعة المادلين غير مصدقة، واحمرت وجنتاها المنمشتان قليلاً.
“أعتقد أنني لم أتذوق شيئًا بهذا المذاق اللذيذ من قبل.”
“حقاً؟”
شعرت إيرينا بالفخر، كما لو أن الخبز الذي أُثني عليه كان من صنعها.
في الآونة الأخيرة، كان السيد بيدن يولي اهتمامًا خاصًا بصنع الحلويات.
و قال بينما قدّم قطعة مادلين طازجة لإيرينا.
“بصراحة، لم أفكر أبدًا في صنع الحلويات من قبل. سيدي الدوق، وكذلك الفرسان، لم يكونوا مهتمين كثيرًا بالحلويات. حتى الذين يهتمون كانوا يفضلون الكمية على الجودة……ذات مرة صنعت لهم مافن، وتناولوه كما لو كانوا يشربون الماء.”
“آه.”
“طلبتُ منهم إعطائي رأيهم، لكن الإجابة كانت دائمًا أنها ‘لذيذة’، لا غير. حتى انني في مرة وضعت الملح بالخطأ، وقالوا بأنها لذيذة كذلك……”
بدا السيد بيدن محبطًا قليلاً وهو يهز رأسه.
“لكن مؤخرًا، لأن السيدة ليونيد تستمتع بالطعام الذي أعدّه بكل هذا الحماس، أشعر بالسعادة! من الآن فصاعدًا، سأبذل جهدي، بل وسأبذل المزيد من الجهد لأجل السيدة ليونيد!”
“أنا ادعمك سيد بيدن!.”
“هاها.”
تذكرت إيرينا ذلك الموقف فضحكت بخفة.
أمالت جايسير برأسها مستغربة، لأنها لم تعرف سبب ضحك إيرينا.
“آنسـة ليونيد……”
تحدثت جايسير بخجل، مترددةً بعض الشيء.
“هل يمكنني أخذ القليل من هذه الحلوى معي……؟”
كان السؤال حذرًا، لأنها أدركت أنه من غير المعتاد لنبيلةً أن تأخذ طعامًا من قصر نبيلٍ آخر، وقد يكون محرجًا لها بعض الشيء.
“بالطبع يمكنكِ ذلك!”
أجابتها إيرينا بنبرةٍ مشرقة بينما أومأت برأسها.
“انتظري هنا قليلاً بينما تتناولين بعض الحلوى، آنسة جايسير.”
نهضت إيرينا عن مقعدها بسرعه.
“سأذهب وأطلب من السيد بيدن أن يصنع المزيد من المادلين!”
كانت ايرينا تنوي طلب بعض الحلويات الأخرى أيضًا.
فمع أربعة إخوة، سيكون من المؤكد أن هناك الكثير من الطعام الذي سيحتاجونه.
“انتظري لحظة فقط!”
“آ……آنسة ليونيد؟”
قبل أن تمسك بها، خرجت إيرينا بسرعة من غرفة الاستقبال.
تُركَت جايسير بمفردها، فحركت عينيها ببطء.
مضغت المادلين بكل هدوء، لكنها كانت تشعر بالتوتر، فنظرت الى المكان حولها بحذر.
حركت يديها بقلق، ثم عضّت شفتيها، وأغمضت عينيها قبل أن تفتحها وتتنهّد بشدة.
“……لا أحد هنا، أليس كذلك؟”
تحدثت بهدوء و تنهدت مجددًا. ثم نهضت عن مقعدها.
صرير-
فُتح باب غرفة الاستقبال، وسارت جايسير ببطء في الممر.
رأت حارسًا عند نهاية الممر.
و قبل أن يتم اكتشافها، اقتربت منه.
“عذرًا، هل تعرف أين يمكنني العثور على دورة المياه……؟”
“آه، إن التففتِ عند الزاوية هناك، ستجدين السلم المؤدي إلى الأعلى.”
“شكرًا جزيلًا.”
توجهت جايسير ببطء نحو الزاوية وبدأت في صعود السلم.
‘في الطابق الثاني، أليس كذلك؟’
نعم، كان الطابق الثاني.
كلما مر الخدم أو الخادمات، كانت تجلس وتتوتر، ثم تواصل سيرها بحذر، مختبئةً هنا وهناك، و تسير ببطء في الممر.
في النهاية، وصلت إلى مكتب الدوق وينفريد.
“…….”
بلعت جايسير ريقها بصوتٍ مسموع، وكان وجهها مشوهًا بالذنب.
أغمضت عينيها بإحكام، ومدت يدها لتمسك مقبض الباب.
‘إذا ضغطتُ بقوةٍ قليلاً، سيفتح الباب. فقط قليلاً……فقط قليلاً……’
لكنها لم تستطع.
سحبت يدها بسرعة كما لو أنها أمسكت بشيءٍ حار. وبدأت دموعها تتساقط من عينيها.
‘كما توقعت، لا أستطيع فعل هذا……’
أدركت جايسير بشكلٍ غريزي أن هذه هي النقطة التي يجب أن تتوقف عندها.
إذا نزلت الآن إلى غرفة الاستقبال، يمكنها ببساطة أن تقول بأنها ضاعت و طلبت من الخادمة أن توجهها.
وبذلك ستعود إلى روتينها اليومي دون أن يحدث أي شيء.
“هل تفكرين في العودة؟”
سمعت جايسير صوتًا خنقًا، وكأنه ينقبضُ حول جسدها.
ارتعشت من الخوف، وأبطأت في تحريك رأسها الى الخلف.
كانت هناك امرأة تقفُ خلفها، خادمةُ جايسير التي جاءت معها.
“هل كنتِ تحاولين الهرب الآن؟”
“آه، لا. أنا فقط!”
“اصمتِ.”
قالت الخادمة ذلك بغضب، وغطت فم جايسير.
كانت تنظر إليها بنظرةٍ حادة.
“حتى وإن كان المكان الآن هادئ، الا ان هناك دائمًا شخصُ أو اثنان يقفون في الممر.”
أومأت جايسير برأسها، والدموع تتساقط من عينيها.
عندها فقط سحبت الخادمة يدها، وهي تهز يديها كما لو أنها كانت تتجنب لمس شيءٍ قذر.
“حسنًا، إذا كنتِ تريدين الهروب، فاهربي.”
قالت الخادمة ذلك بصوتٍ غاضب، وهي تمسح يديها.
“لكنني سأخبرُ آنستي بكل شيء.”
ظهرت ابتسامةٌ ساخرة على وجهها. و امتلأت عيونها بشعورٍ بغيض من الرضا، وهي تنظر إلى جايسير التي كانت في حالةٍ من التوتر.
“وبهربكِ، ستسدين طريق أخواتكِ، حسنا؟”
كانت الخادمة التي أخفت شعرها الوردي تحت باروكةِ شعر بني، هي الخادمة التي تُدعى كانا.
“سيكون من الممتع أن أراهم يعيشون حياتهم في عذابٍ طوال حياتهم.”
_____________________________
ايرينا على نياتها رايحه تجيب المادلين وماتدري وش صاير🥲
على طاري المادلين الي ماتعرفه هذا هو له طرق واجده بس الاصل هذا الشكل:
معليه اثاري ذي كانا يعني خادمه سناير يعني سناير موصيتها بس ليه؟
مب ان سناير تبي تصير دوقه ليه تسرق الدوق عسا ماشر يالتفكير المنفصم
Dana