As Long As you Are Happy - 58
“لقد وصلنا، سيدة ليونيد.”
فتح السيد راندي باب العربة بلطف.
“إنه منزل عائلة الفيكونت باستن.”
أمسكت إيرينا كتاب الشعر بإحكام وهي تنزل من العربة.
أنا بخير……
‘ألم تقضِ الليلة الماضية في حفظ القصائد؟ يمكنكِ إلقاء قصيدة أو اثنتين بدون توتر……أليس كذلك؟’
“سيدة ليونيد.”
بينما كانت تتصاعد مشاعر التوتر بداخلها، تحدث إليها السيد راندي، السائق.
“سأتوجه إلى السيدة هيلبريترن، هل أنتِ متأكدة من أنك ستكونين بخير؟”
كان من سوء الحظ أن تضطر السيدة و إيرينا لاستخدام العربة في اليوم نفسه.
السيدة كانت بحاجة للذهاب إلى وسط المدينة، بينما كانت إيرينا متوجهةً إلى قصر الفيكونت باستن لإلقاء القصائد.
لذا كان على السيد راندي أن يأخذ إيرينا أولاً إلى قصر الفيكونت، ثم يعود ليأخذ السيدة إلى وسط المدينة.
وبعد أن تنهي السيدة من التسوق، يتوجب عليه أن يوصلها إلى قصر الدوق وينفريد، ثم يعود مجددًا لأخذ إيرينا من قصر الفيكونت باستن، فأصبح جدولهِ مزدحماً للغاية.
“ماذا لو حدث أمر طارئ فجأة؟”
سأل راندي بقلق.
“ألم يحدث شيء مشابه في القصر الامبراطوري من قبل؟”
“لا تقلق كثيرًا.”
ابتسمت إيرينا.
“لن يحدث شيء كهذا كثيرًا. وإن حصل أمرٌ طارئ، فبإمكاني دائمًا أن أستقل عربةَ أُجرة. وإن لم يكن ذلك ممكنًا، سأطلب من الآنسة هالي أن تعطيني توصيلةً في عربتها.”
“آه، هذا يطمئنني إذًا.”
أضاء وجه السيد راندي بعد سماعه لكلمات إيرينا. وهو جالسٌ على مقعد السائق، و خلع قبعته وانحنى مودعًا.
“إذًا، سأعود في الوقت الذي ذكرته لأصطحبكِ، سيدة ليونيد.”
ثم قاد السيد راندي العربة وغادر.
و بعد لحظاتٍ من الانتظار، وصلت عربة تحمل شعار عائلة الكونت ويلر.
“إيرينا!”
كان صوتها مليئًا بالحيوية ويبعث على السعادة.
“آه، آنستي! لا تركضي!”
رغم محاولات السائق لإيقافها، قفزت الآنسة ويلر من العربة وأسرعت نحو إيرينا واحتضنتها بشدة.
“لقد مضى وقتٌ طويل!”
“نعم، مضى وقتٌ طويلٌ جداً.”
بادلتها إيرينا العناق بحرارة.
“حسنًا، فلنذهب لنلتقي بالأشخاص الجدد!”
سحبتها الآنسة هالي بحماس. و أومأت إيرينا برأسها ببطء، وكأنها تشعر ببعض القلق.
قرأت هالي بسرعة مخاوف إيرينا.
“لا تقلقِ كثيرًا. الجميع هنا أصدقائي، ولا يوجد أحد سيقول كلامًا مزعجًا. وإن كان هناك شخص يفعل ذلك!”
“وإن كان هناك؟”
“سأضربه على رأسه!”
صرخت الآنسة هالي وهي تقبض بيدها بحزم.
رغم أنها لن تتمكن من فعل ذلك حقًا، إلا أن إيرينا ابتسمت، شاكرةً إياها على هذه الكلمات.
“إذًا، لندخل.”
أومأت إيرينا برأسها، ودخلت الاثنتان إلى قصر الفيكونت باستن.
“مرحبًا بكن، الآنساتُ في الحديقة.”
اتبعوا الخادمة إلى الحديقة، حيث كان هناك أشخاصٌ يجلسون في جناح سداسي الشكل.
“أوه.”
لوحت لهم إحدى الجالسات بيدها.
“تفضلا! لقد جهزنا مكانًا لكما.”
عندما أومأت لها وكأنها تطلب منهما الإسراع، نظرت هالي إلى إيرينا وأومأت برأسها، ثم سارعت إلى الجلوس في المكان المخصص لها.
“لقد تجمعنا جميعًا! إذاً، بما أن لدينا ضيفةً جديدة، فلنتعرف على بعضنا!”
قالت ذلك الفتاة ذات الشعر الفضي وهي تبتسم.
“سأبدأ أنا أولاً. مرحبًا! أنا كيسي باستن، منظِّمة جلسة قراءة الشعر لهذا اليوم.”
بعد أن بدأت الآنسة باستن بالتعريف بنفسها، تبادل الجميع التحيات واحدًا تلو الآخر. وكان آخرهم إيرينا.
“مرحبًا.”
ابتسمت إيرينا بلطف.
“أنا إيرينا ليونيد، من عائلة الكونت ليونيد.”
“أهلًا وسهلًا بكِ!”
وبمجرد أن أنهت إيرينا التعريف بنفسها، صفق الجميع بحرارة، وخاصة هالي التي بدت في غاية الحماس وصفقت بشكل صاخب.
بعد ذلك، استمرت جلسة قراءة الشعر مع تقديم المأكولات.
تبادل الجميع إلقاء القصائد المفضلة لديهم، وأبدوا آراءهم حول الأبيات التي لامست مشاعرهم.
“الجميع لطفاء، أليس كذلك؟”
سألتها السيدة هالي التي كانت تجلس بجوارها.
أومأت إيرينا برأسها موافقة.
“نعم، الجميع عاملني بلطفٍ شديد، أنا ممتنة لذلك.”
كان هذا حقيقيًا. فهذه أول مرة تتواجد فيها بين أشخاص في مثل عمرها، وشعرت ببعض التوتر.
لكن حتى عندما كانت تتلعثم أثناء إلقاء الشعر، كانوا يطمئنونها ويدخلون السرور على نفسها بأحاديثهم الممتعة، مما ساعدها على الاسترخاء.
‘يبدو أن الجميع هنا طيبون……’
فكرت إيرينا، مستغربة كيف كانت قلقةً قبل قدومها.
“نحن نعرف بعضنا منذ الطفولة. الجميع هنا ودودون.”
ابتسمت هالي.
“وإذا كنتِ ممتنة، فنأمل أن تواظبين على الحضور. في الواقع، يقل عدد الحاضرين شيئًا فشيئًا وهذا أمرٌ مقلق.”
“حقًا؟”
“نعم، في البداية، كنا ثمانية أشخاص.”
تدخل صوتٌ آخر فجأة.
كانت الآنسة باستن، منظِّمةُ الجلسة.
“لكن، شخصًا تلو الآخر انقطعوا عن الحضور و بدأ العدد يتناقص.”
تنهدت الآنسة باستن بعمق.
“أحداهن اضطرت للعودة إلى مقاطعتها، واخرى، حسنًا، ابتعدت عن المجموعة تدريجيًا.”
كان في نبرة كلامها بعض الاستياء.
“أما آخر شخص، فقد أرسلتُ لها دعوة اليوم، لكنني لست متأكدة إن كانت ستحضر.”
قالت الآنسة باستن ذلك وهي تميل رأسها متأملة.
عندها، تدخل الآخرون الذين كانوا يتحدثون بموضوعٍ مختلف.
“أعتقد أنها لن تأتي، أليس كذلك؟”
“نعم، لا ينبغي أن تأتي، خصوصًا بوجود الآنسة ليونيد هنا.”
“لكن، الأمر ليس خطأ الآنسة جايسير، وهذا ما يجعلني أشعر بالأسف.”
فجأة، سمعت إيرينا ذكر اسمها، ولم تفهم الوضع تمامًا، فرمشت بعينيها بتردد.
“الأمر هو……”
بدأت السيدة هالي تهمس بصوتٍ منخفض.
“في الحقيقة، عائلة الفيكونت جايسير قامت بخداع الدوق وينفريد عبر توريد سلعٍ ذات جودةٍ سيئة له، وتم كشفهم.”
للدوق؟
اتسعت عينا إيرينا دهشة.
“لذا، عائلة جايسير الآن في وضع……حسنًا، هذا ماحصل.”
همست هالي، ولكن من خلال كلماتها، استطاعت إيرينا أن تتخيل أن وضعهم ليس جيدًا.
“لكن، الآنسة جايسير حقًا طيبة. دائمًا ما تعتني بأخيها ولم تضر بأحد أبدًا……لكن أحد أقاربها تسبب في مشكلةٍ باستخدام اسم عائلة جايسير.”
أصدرت هالي صوتًا وكأنها تتنهد بحزن.
“حسنًا، حسنًا!”
فجأة، وكأنها شعرت أن الجو أصبح ثقيلًا، صَفَّقت الآنسة باستن لجذب الانتباه.
“بما اننا هنا لن نتوقف، أليس كذلك؟”
بدأت عيون الجميع تتلألأ عند كلمات الآنسة باستن.
حتى عيون إيرينا أصبحت لامعة.
“أخيرًا، سنلتقي بعرافةٍ تكشف عن موعد اعتراف هالي في حفل التقديم!”
قالت هالي وهي متحمسة.
“على الرغم من أنها قبِلت دعوتنا بصعوبة، إلا أنها قالت بأنها لن تستطيع الإجابة على كل شيء. لذا، من فضلكم، قللوا من عدد الأسئلة.”
بعد كلمات الآنسة باستن اصبح الجميع يتفكرون بجدية، وبعضهم كانوا يظهرون الحزن لكنهم كانوا يختارون بعناية ما سيرغبون في سؤاله.
وكانت إيرينا مثلهم تمامًا.
‘عن ماذا يجب أن أسأل؟’
لو كانت هذه المحادثة قبل أيام قليلة، لكانت إيرينا قد اختارت سؤالًا واحدًا على الفور، لكن ذلك قد تحقق بالفعل.
فكرت إيرينا في لوغان، الذي قضت معه هذا الصباح، ثم ابتسمت برفق.
‘أنا لا أعرف عن ماذا أسأل. كنت أنوي أن أسأل على الأقل خمسة أشياءٍ، لكن……’
من ناحية أخرى، بدا أن هالي كانت في حيرة من أمرها.
“يجب أن أسأل متى سيكون الطقس جيدًا لإقامة حفل الزفاف، وأيضًا يجب أن أسأل عن الزهور التي يجب أن أستخدمها لجلب الحظ في المستقبل.”
كانت تمسك بشعرها الذي تم تصفيفه بعناية وكأنها لم تنتبه إلى أنه بدأ يتلف.
“هالي، هل تودين أن تسألي سؤالًا بدلًا مني؟”
“نعم؟ هل يمكنني فعل ذلك؟”
“نعم.”
أومأت إيرينا برأسها وأخبرتها همسًا.
“في الواقع، لقد تم الأمر بالفعل.”
“……!”
أمسكت هالي بفمها بسرعة، لكن عينيها وفمها كانا يبتسمان من خلف يديها.
“مباركٌ لكِ!”
تمكنت هالي بصعوبة من كبح صوتها المرتفع، ثم أمسكت بيد إيرينا بقوة.
“من اعترفَ أولًا؟”
“آه…… ”
تفاجأت إيرينا بظهور السؤال فترددت في الاكابه.
‘كيف سأجيب على ذلك؟’
في اليوم التالي قال لها الدوق بأنه يحبها، لكن لم يكن لديها الشجاعة لتقول بأن الدوق هو من اعترف أولًا.
“على أي حال، كنتُ أنا من أحببته أولًا.”
“أوه، إذاً أنتِ من بدأ أولًا.”
ابتسمت هالي ابتسامةً واسعة لدرجة أن خديها ارتفعا، ثم أومأت برأسها.
“ما رأيكِ ان تخبريني بكل شيء عن ما حدث لاحقًا؟”
ابتسمت إيرينا وأومأت برأسها، لكن يبدو أن ذلك لم يكن كافيًا.
“لا بد أن تخبريني بكل شيء. أنا حقًا فضولية. هذا وعد!”
“حسنًا، سنلتقي في المرة القادمة ونتحدث كثيرًا.”
“بالطبع! آه؟”
كانت هالي تبتسم بشكل واسع، ثم فجأة ميلت رأسها في تساؤل. بعد أن انغمست في الحديث، لم تلاحظ أن الجو أصبح هادئًا من حولهم.
قبل قليل، كان الجميع يتحدثون حول الأسئلة التي سيرغبون في طرحها على العرافة، لكن الآن أصبح المكان هادئًا.
“ما الذي يحدث، لماذا الجميع هادئون هكذا؟”
أشارت الآنسة التي كانت جالسة بجانبهم إلى مكان معين برفع يدها.
التفتت إيرينا وهالي معًا، وتجمدت نظراتهم.
كان الشخصان يقتربان من الجلسة برفقة الخادمة.
كانت المرأة ذات القوام الممتلئة والشعر البرتقالي المربوط في شكل ذيل حصان غريبةً على ايرينا.
لكن المرأة التي كانت تبتسم وهي رضم ذراعيها كانت شخصًا معروفًا.
“……إنها الآنسة فلورنس.”
“هل تعرفينها؟”
أومأت إيرينا برأسها عند سؤال هالي.
“هل كانت الآنسة فلورنس هي التي ابتعدت من تلقاء نفسها كما قلتم؟”
“نعم، إنها هي.”
عبست هالي.
“بالاصح، لم ابتعدت من تلقاء نفسها، بل هي التي بدأت تتجاهلنا وتلعب مع الآخرين، وهذا كان سبب عدم مجيئها.”
سمعت ايرينا صوتاً منزعجاً من هالي.
“أما الشخص الذي بجانبها فهي الآنسة جايسير، لماذا هما هنا معًا؟”
عندما صعدت سناير إلى الجلسة، كانت تمرر يدها على شعرها ليعود إلى الوراء، ثم ابتسمت.
“مرحبًا، يبدو أننا اجتمعنا جميعًا هنا بعد وقت طويل!”
أخذت سناير ينظر إلى وجوه الجميع قبل أن تثبت نظرها على إيرينا.
“هل أنا الوحيدة التي تشعر بالسعادة؟”
“ماذا تفعلسن هنا؟”
عبرت الآنسة باستن عن نظرةٍ حادة تجاه سينر بينما كانت متقاطعة الذراعين.
“أعتقدت أنهُ في آخر اجتماع، قلتِ بأنكِ لا ترغبين في العودة إلى أماكن كهذه.”
“نعم، لكنني أردت العودة في النهاية.”
“هههه.”
انفجرت الآنسة باستن في ضحكة، بينما بدت علامات الاستياء على وجوه الآخرين.
“اذاً، ماذا يجب ان افعل؟ لا توجد مقاعد هنا.”
كان هناك كرسيٌ واحد فقط في مخصصًا للعرافة، ولم يكن هناك مكان آخر للجلوس.
“إذا لم يكن لديكِ دعوة، فلا يمكنكِ الدخول هنا، لذا أتمنى أن تتركينا.”
“آنسة باستن.”
ابتسمت سناير بينما لا تزال متقاطعة الذراعين.
“هل أعمال النسيج التي يملكها الفيكونت باستن تسير على ما يرام؟”
“……!”
“أعتقد أنه قد حان الوقت لنقل الأقمشة إلى الشرق. أتذكر كل مرة وأنتم تمرون بأراضينا.”
بينما كانت سناير تلمس شعرها، ابتسمت بخبث.
“لكن، ماذا لو حدثت مشكلةٌ مفاجئة في شحنة النقل؟”
تغير وجه الآنسة باستن إلى تعبيرٍ مظلم.
“لكن حقًا، لا توجد مقاعد……”
يبدو أن الآنسة باستن كانت تكافح للحفاظ على كبريائها، وصوتها كان يرتجف.
“حقًا؟”
ابتسمت سناير وهي تركز نظرها على إيرينا.
“حسنا، إن كان هناك شخصٌ ليس ببشري، فربما يمكنه أن يتخلى عن مكانه.”
______________________________
وجعععع!
سناير في آخر جمله تقصد بنتي؟ ياحماره وخري لا اجيس واعلمس من المقرف
قلته اول ودي لوغان يخطب ايرينا وبعدها اتحدى الي يقول شي 😔
Dana