As Long As you Are Happy - 57
“أنا عطِشة……”
تثاءبت إيرينا بخفة وهي ترفع جسدها ببطء، و رمشت بعينيها ببطء.
كانت بقايا النعاس لا تزال عالقةً بجفونها، و تشدّها نحو النوم. لذا، كانت إيرينا ترغب في الاستلقاء على السرير والاستمرار في النوم العميق.
لكن العطش كان الأهم.
“أممم.”
مدّت إيرينا ذراعيها بحثًا عن إبريق الماء الصغير الموضوع على الطاولة بجانب السرير.
“آه.”
و بمجرد أن رفعت الإبريق، تجهمت ملامح وجهها.
كان الإبريق خفيفًا جدًا.
“آه، صحيح، لقد شربت الكثير في وقتٍ سابق.”
كان الشيف بيدن قد حضّر طبقًا من سمكٍ أجنبي على العشاء.
لم تكن إيرينا تفضّل أطباق السمك، لكنها وجدت نفسها منجذبة إلى نكهته المالحة، وانتهى بها الأمر بأكل طبقين كاملين.
وها هي حتى هذا الليل المتأخر لا تزال تعاني من العطش.
“هذا غريب.”
رغم أن الطعم كان لذيذًا، إلا أن فمها صار يجفّ باستمرار، وأصبحت تشعر برغبةٍ كبيرة في شرب الماء.
“هممم…”
نظرت إيرينا برفق نحو الحبل المثبت على جانب الغرفة.
إذا سحبت الحبل، ستأتي الخادمة المسؤولة وتملأ كوبها بالماء.
لكن بدا لها الأمر مزعجًا نوعًا ما.
ربما لأنها لم تعتد أبدًا على أن تكون هي من يأمر، بل كانت دومًا من يُأمر.
كانت إيرينا ما تزال تشعر بعدم الارتياح حين يتولى أحدهم قضاء أمرٍ من أجلها.
شعرت بأنها ينبغي أن تكون منشغلة مثل الآخرين الذين يتحركون بنشاط، بدلاً من الجلوس وانتظار أن يُخدمها أحدهم.
علاوة على ذلك، كان الوقت متأخرًا، حيث كانت النجمة الأولى في السماء توشك أن تظهر، ولم ترغب في إيقاظ أحدٍ من أجل كوب ماء.
قررت النزول إلى المطبخ لتملأ الإبريق بنفسها، و تتناول كوبًا من الحليب.
فركت عينيها، ووقفت ببطء، ثم ارتدت شالاً رقيقًا وأمسكت بإبريق الماء.
لكنها ترددت……
كان الأمر مزعجًا. كان من المتعب أن تحمل الإبريق مع شمعةٍ في الوقت ذاته.
نظرت خلفها فرأت أن ضوء القمر كان ساطعًا، فظنت بأن هذا الضوء يكفي.
غادرت إيرينا الغرفة، ووجدت أن الممر لم يكن مظلمًا جدًا بفضل ضوء القمر المتسلل عبر النافذة.
‘هل أسخّن الحليب قبل شربه؟’
ربما أضيف قليلًا من العسل كما فعل الشيف بيدن منذ بضعة أيام.
مجرد التفكير في ذلك جعل فمها يسيل.
‘وإذا تناولتُ قطعة خبزٍ معه، سأكون في غاية السعادة!’
أصبح العطش آخر ما تفكر فيه، وراحت إيرينا تعبر الممر بخيالٍ سعيد.
“هاه؟”
توقفت فجأة، فقد لاحظت ضوءًا يتسلل من خلال فتحة بابٍ مفتوحٍ قليلًا.
“أليس هذا المكان غير مستخدم؟”
كان قصر وينفريد كبيرًا جدًا بحيث كان يُعتبر قصرًا أكثر من كونه مجرد منزلٍ كبير.
لكن مع عددٍ قليل من الأشخاص الذين يعيشون فيه، بقيت العديد من الغرف غير مستخدمة. و معظم الأثاث كان مغطى بالأغطية البيضاء، وبعض الغرف كانت خاليةً تمامًا.
لكن الغرفة التي ينبعث منها الضوء الآن كانت إحدى تلك الغرف الخالية.
‘هل يُعقل؟’
اقتربت بخطواتٍ حذرة بدافع الفضول، لكن فجأة توقفت فجأة.
‘……هل هو لص؟’
ابتلعت إيرينا ريقها.
ماذا أفعل؟
هل أصرخ الآن؟
إذا فعلتُ ذلك، سيأتي فرسان الحراسة الذين يتجولون في المنطقة بلا شك.
لكن ماذا لو أصبح الوضع خطيراً؟
‘لكن، يوجد الكثير من الأشياء المهمة في القصر……’
‘لا يمكنني الانتظار. يجب أن أذهب وأجلب الناس بهدوءٍ الآن.’
بينما كانت تحاول أن تغادر المكان بهدوء، اهتزت شعلة الشمعة.
هل كان اللص يحاول التحرك؟
هل يحاول الهروب؟
“لا!”
لم يكن هناك وقت للتفكير.
اندفعت إيرينا إلى الداخل وهي ممسكة بمقابض إبريق الماء.
إذا لزم الأمر، كانت تفكر في ضربه على رأسه بهذا.
“لا تتحرك……!”
رمشت إيرينا بعينيها بتردد.
“سيدة ايرينا……؟.”
كان لوغان جالسًا على النافذة المعدلة لتكون بمثابة مقعد، و هو يفتح عينيه باتساع.
“ما الذي حدث في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟ لا، قبل ذلك، ما هذا؟”
نظر لوغان إلى إبريق الماء الذي كانت إيرينا ترفعه فجأة.
“هذا……”
ابتسمت إيرينا بخفة وأسقطت الإبريق تدريجيًا، لتخبئهُ خلف ظهرها.
“ماء……إبريق ماء؟”
“هل كنتِ تنوين ضربني بإبريق الماء؟”
“……مستحيل.”
“حقًا؟”
“…….”
عندما حولت إيرينا عينيها الى الجانب، ابتسم لوغان.
تحرك قليلاً وجلس على المقعد. و يبدو أن لوغان كان يشير إلى أن تجلس بجانبه، فجلست إيرينا بجانبه بهدوء.
“هل استيقظت لأن حلقكِ كان جافًا؟”
“نعم.”
مد لوغان يده وبدأ يداعب خصلات شعرها بجانب أذنها.
“العشاء كان مالحًا قليلًا اليوم.”
كانت يده التي تتحرك بجانب أذنها تلفت انتباه إيرينا بشكل مستمر.
“أجل، كان كذلك.”
أومأ لوغان برأسه.
“لقد استخدموا السمك المملح كطبقٍ رئيسي.”
“لكنهُ كان لذيذًا.”
رغم أنها استيقظت في منتصف الليل بسبب تناولها الكثير من الطعام، إلا أنها كانت واثقة بأنها لو طلبت المزيد، كانت ستفرغ طبقين آخرين بكل سهولة.
عندما بلعت إيرينا ريقها، ابتسم لوغان بابتسامة خفيفة.
ثم تحركت أصابعه التي كانت تداعب شعرها بشكل طبيعي حتى لامست حافة أذنها.
انقبض كتفا إيرينا قليلاً.
“لكن، ماذا يفعل الدوق بدلاً من النوم؟”
كان شعورها بالحكة مستمرًا.
وكانت أصابع قدميها داخل النعال الفاخرة تنثني باستمرار.
عبست إيرينا بعينيها و هي تسأله.
“أنا لا أستطيع النوم.”
كانت نبرة صوته منخفضة جدًا، وكأنهُ يهمس.
“كنتُ فقط أنظمُ أفكاري للحظة.”
أصابع يده التي كانت تلمس حافة أذنها تحركت بلطف على طول خط ذقنها.
كانت تتحرك كما لو كانت ترسم لوحة، و تقترب وكأنها ستلمسها، ثم تبتعد قبل أن تصل.
وفي النهاية، وصلت يداه إلى شفتيها الحمراء.
“لدي الكثير من الأمور في رأسي.”
ضغط بإبهامه على شفتيها السفلية. وعُرِضت أسنانها البيضاء خلف شفتيها.
“آه.”
“كنت أفكر في ماذا يجب أن أفعل؟”
تنفست بتوتر، وكانت يده لا تزال قريبة جدًا منها.
كانت وجنتاها بيضاء لكن الآن احمرت بشكل واضح.
“لكن، لماذا أنتَ هنا؟”
بسبب ضغط شفتيها، كانت كلماتها مشوشة بعض الشيء. و لم يكن هو ما لفت انتباه لوغان.
ما جذب انتباهه كان اللسان الذي كان يتحرك داخل فمها بين أسنانها البيضاء.
“قولي المزيد.”
“……ماذا؟”
“أي شيء.”
رمشت إيرينا بعينيها بشكلٍ مرتبك، ثم قالت بصوت خافت.
“لماذا، كنتَ هنا تنظم افكارك؟”
مع كل كلمة كانت تقولها، كان اللسان الأحمر يلامس طرف أصابعه ثم يبتعد.
لوغان لم يرمش بعينيه وهو يراقب ذلك.
“…….”
أصبحت عيني إيرينا ضيقتين. ثم فجأة، عضت إصبع لوغان بلطف دون أن تؤلمه.
“أنتَ منحرف.”
“حقاً؟”
ضحك لوغان وهو يحاول سحب يده، لكن قبل أن يفعل ذلك، مدّت إيرينا يدها وأمسكت بمعصمه.
“أفضلُ أن تقبلني.”
حدقت إيرينا في عيني لوغان.
“لا توترتي، افعلها بسرعة.”
كانت الآن تُعجّل به.
ضحك لوغان بصوتٍ عميق، ممسكًا بذقنها، ثم قبلها على شفتيها.
ضاقت عيني لوغان وهو ينظر إلى إيرينا التي كانت تغلق عينيها بإحكام.
ثم فتح فمه قليلاً وأخذ شفتيها الممتلئتين بين شفتيه.
“……!”
في نفس اللحظة، فتحت إيرينا عينيها فجأة، واحتقن وجهها بالاحمرار حتى أصبح وجهها كله محمراً.
تراجعت إيرينا، محدقة في لوغان بوجهٍ مصدوم.
“أنتَ……هل أنتَ حقاً منحرف؟”
رفع لوغان يديه إلى الوراء، مبتعدًا قليلاً.
“لم أكن أعرف ذلك، لكن يبدو بأنني كذلك.”
بدت إيرينا وكأنها تريد قول شيء آخر، لكنها حدقت في لوغان بغضب.
و لكن، حتى هذه النظرة كانت تبدو لطيفة، مما جعل لوغان يضحك مرة أخرى.
بينما كانت إيرينا تحدق به بحذر، فتح لوغان ذراعيه.
كان يعني بذلك أن تعانقه.
نظرت إيرينا إلى لوغان بعيني حذرة، لكنها في النهاية تحركت ببطء وجلست في حضنه.
ثم مال لوغان بجسده قليلاً، مستندًا إلى الجدار، بينما استلقت إيرينا بشكل طبيعي على صدره.
“إذاً، لماذا لم تنم حقًا؟”
“كان لدي الكثير لأفكر فيه.”
أجاب لوغان وهو يداعب خصلات شعر إيرينا الطويلة حول أصبعه، ثم يتركها تنسدل مرة أخرى.
“أحيانًا لا أستطيع النوم.”
رفعت إيرينا رأسها من صدره، وابتسمت بعينيها اللامعتين.
“هل هو بسبب الحرب؟”
أضاءت عينا إيرينا.
“في الواقع، بحثت في بعض الكتب المتعلقة بالأمر. يقولون أن الأرق الناتج عن صدمة الحرب هو أمرٌ شائع.”
“حقًا؟”
“نعم، في الكتاب كان مكتوبًا أنه إذا كنت تفكر كثيرًا لدرجة أنك لا تستطيع النوم، يجب عليك أن تتوقف عن التفكير.”
بدأت إيرينا في التحدث بسرعة، وكانت كل الكلمات التي قالتها مألوفةً جدًا.
كانت نفس الأشياء التي سمعها مئات المرات من أشخاص مختلفين. لكن الآن، بدت كما لو كانت جديدة.
“إذا لم تتمكن من النوم مرة أخرى، يمكنك البقاء معي. يقولون إنه إذا كان هناك شخص ينام بجانبك، ستتمكن من النوم أيضًا.”
سواء كانت تعرف ذلك أم لا، استمرت إيرينا في التحدث حتى رفعت رأسها مرة أخرى.
“صحيح، كنتُ أفكر في الذهاب إلى المطبخ لشرب الحليب الدافئ. هل تود أن تأتي لتشاركني؟”
“لما؟”
“يقولون بأن الحليب الدافئ جيد عندما لا تستطيع النوم. وقال لي السيد بيدن ذلك في المرة الماضية. عندما أضاف العسل لي، وكان حلوًا ولذيذًا.”
“هل يجب علينا ان نفعل ذلك؟”
عند إجابة لوغان، بدأت إيرينا في النهوض، لكن قبل أن تفعل، لف ذراعه حول خصرها وجذبها نحوه وهمس بصوت منخفض.
“قبل ذلك، دعيني أبقى هكذا قليلًا.”
نظرت إيرينا إلى لوغان للحظة، ثم أومأت برأسها ووضعت وجهها على كتفه.
“صحيح، دوق، كنت أريد أن أخبرك بأمرٍ ما.”
“ماهو؟”
“هل يمكنكَ أن تكون شريكي الرقص؟”
بدا لوغان وكأنه يحتاج إلى مزيد من التوضيح، فرفع رأسه وركز نظرهُ عليها.
“حتى الآن كنت أتدرب مع السيدة هيلبيرتون، لكنها قالت بأننا بحاجة إلى شخصٍ أطول قليلاً.”
كانت السيدة هيلبرتون أقصر قليلاً من إيرينا، لذا كان من الصعب مواصلة التدرب معها في الرقص.
“قالت بأنها ستطلب من الفرسان، لكن هل يمكنكَ أنتَ أن تكون شريكي؟”
“بالطبع، يجب علي أنا أن أفعل ذلك.”
لوغان مرر يده على رأس إيرينا وهو يومئ برأسه.
“لا تطلبِ ذلك من أي أحد آخر. متى سيكون الدرس؟”
“سأذهب إلى أمسية الشعرِ غدًا، لذا سيكون بعد غد.”
“سأوفرُ وقتًا لذلك.”
“رائع.”
ابتسمت إيرينا، ثم استقرت في حضن لوغان مرة أخرى، و هي تشعر بيده تداعبها بلطف.
“آه، وأريد شراء عربةٍ أخرى.”
“عربة؟”
أومأ لوغان برأسه.
“قال البارون لارك إنه عادةً ما يمتلك أصحاب القصور اثنين أو ثلاثة من العربات.”
في منزل وينفريد، كان هناك عربةٌ واحدة فقط.
و كان الدوق لوغان وينفريد وغيرهم يفضلون ركوب الخيول عادةً.
لكن الآن كانت إيرينا هنا أيضًا، والسيدة هيلبيرتون.
في الواقع، كان من المقرر أن يتداخل مسار الاثنين غدًا، وكان السائق، السيد ريندي، سيواجه صعوبة.
“لذا سيكون من الجيد أن يكون هناك واحدةٌ إضافية. خاصةً لكِ، سيدة إيرينا.”
ابتسم لوغان وهو يلتقي بعينيها.
“هل نذهب معًا إلى السوق في المرة القادمة؟”
“……!”
تألقت عينا إيرينا بلمعانٍ من الفرح عند سماع وعدٍ بموعد.
“أحب ذلك! سأذهب معكَ بالتأكيد.”
كان يومًا آخر حيث تردد صدى صوت ضحكاتها البريئة في اذنيه.
_____________________________
واو
واوااااااات
يجننون😭😭😭😭🤏🏻
لوغان بكره بيتوعد الفرسان الي يرقص مع ايرينا بياكل اصابع الندم😘
المهم لو يستمر رتم الفصول على كذا ونفتك من سناير ونضحك على كارل و نستانس على ايرينا ولوغان بكون راضيه بعدد الفصول 😔✨
الفصول الرئيسية 149 و الجانبية 11 والمجموع 160 ✨
Dana