As Long As you Are Happy - 56
“لم انتظر طويلاً.”
ابتسمت إيرينا بلطف. وبعد أن نظر إليها لوغان للحظة، ابتسم هو الآخر.
“هذا جيد. على أي حال.”
مدّ لوغان، الواقف خلف إيرينا، يده ليمسك بالطاولة.
وفي لحظة، بدت وكأنها بين ذراعيه.
“الطاولة مغطاةٌ تمامًا باللحم.”
“هل هذا مزعجٌ قليلاً؟”
تدحرجت عينا إيرينا وهي تشعر بالدغدغة من الدفء خلفها والصوت الهامس قرب أذنها.
حاولت كبت رغبتها في حك أذنها وفتحت شفتيها ببطء.
“ربما يمكننا أن نطلب من السيد بايدن أن يحضر لنا سلطةً أو حلوى الآن.”
“لا، لا بأس.”
تراجع لوغان إلى الخلف ضاحكاً.
“أعرف بالفعل أن السيدة إيرينا تحب اللحم.”
كان يعبث بخصلات شعرها ويلفها حول أصابعه وهو يضحك.
“فقد صرختِ أمام دلفيا بأنكِ تفضلين تناول قطعة لحمٍ أخرى على أكل السلطة.”
“……هل أخبرتكَ بذلك؟”
فتحت إيرينا فمها بدهشة.
‘دلفيا، هذا غير منصف! وعدتِ بألا تخبرِ أحداً!’
ضحك لوغان مرة أخرى وتراجع إلى الخلف.
عندها، تعثّر لوغان قليلاً وكاد أن يفقد توازنه، فسقطت البطانية التي كانت تغطي كتف إيرينا على الأرض.
“أوه.”
عبس لوغان وهو يلتقط البطانية عن الأرض.
“لقد اتسخت بالتراب.”
“آه……”
“ما رأيك أن تأخذي هذه بدلاً منها؟”
كانت البطانية التي مدّها لوغان هي تلك التي كان يحملها.
“أنا ممتنة، لكن ماذا عنك، دوق؟”
ألم يحضرها ليستخدمها؟
“لا بأس، يمكنني الاستغناء عنها.”
وضع البطانية التي سقطت على الأرض جانباً وجلس مقابلها.
“إذاً، سيدة إيرينا.”
سألها لوغان وهو يقطع الستيك على طبقه.
“ألن تخبريني بما أردتِ قولهُ لي؟”
“حسناً……”
نظرت إيرينا إلى لوغان وقد توقفت عن تقطيع شريحة اللحم وهي تمسك شوكتها.
“علاقتنا……”
“آه، هل لي أن أقول شيئًا أولاً؟”
وبينما لا تلاحظ، استبدل لوغان طبقه المليء بقطع اللحم المقطعة بقطعٍ صغيرة مع طبق إيرينا، و هو يحدق بها.
“أنا أحبكِ، سيدة إيرينا.”
“…….”
“أعتقد أنني نسيتُ قول ذلك بالأمس.”
لم تستطع إيرينا الرد، وبدلاً من ذلك أمسكت طرف فستانها تحت الطاولة بشدة.
“لم أكن أتوقع أن مشاعري ستفيض بهذا الشكل بالأمس.”
“هل……هل شعرتَ بالتوتر أيضاً، دوق؟”
‘هل كنتَ متوترًا وقلقاً… مثلي تماماً؟’
نظر لوغان إلى إيرينا لبرهة، ثم ابتسم برفق.
“انه أمر طبيعي.”
ثم أنزل عينيه قليلاً وأكمل كلامه.
“كنتُ متوتراً بالطبع، وكنتُ خائفاً من أن ترفضيني.”
‘لم أكن أعتقد ذلك….’
بالأمس بدا الدوق هادئاً تماماً، فلم أكن أتخيل أنه كان متوتراً.
‘إذًا، هو أيضاً كان متوتر؟’
احمرّت وجنتا إيرينا وابتسمت بسعادة، لأنها أدركت أن الدوق كان يبادلها الشعور.
“ها؟”
نهضت إيرينا واقتربت من جانب الطاولة حيث كان يجلس لوغان.
ثم قبّلته مباشرة.
“…….”
ظل لوغان متجمداً، و لم يستطع حتى إغماض عينيه. وحين افترقت شفتيها عنه، مسحت إيرينا على وجنته بابتسامة.
“بما أنك كنتَ المبادر بالأمس.”
ترددت عيناها الزرقاوان خجلاً وهي تبتعد بنظراتها قليلاً ثم تعود إليه.
“اليوم أنا من سأفعلُ ذلك.”
قبّلت إيرينا شفتيه برفق مرة أخرى وهمست بهدوء.
“هل نحن الآن بهذا القرب من بعضنا؟”
تلاقت نظراتهما.
كانت عيناها الزرقاوان تفيض خجلاً، ومع ذلك تطلب وتمنحُ الحب بلا حدود.
نظر إليها لوغان مبتسماً.
“حبيبتي لا تعرف الخجل أبداً. لكن، أنا أحب هذا كثيراً.”
ثم همس بلطف وهو يحيط خصرها النحيف بذراعيه. وجذبها قليلاً نحوه حتى استقرّت على جسده.
وبينما كان يحتضن حبيبته الرقيقة والناعمة، واصل تقبيلها.
كان الثمن لإغماض عينيه عن الشعور بالذنب حلواً للغاية.
***
“هل ما كُتب هنا حقيقي؟”
تحدثت سيدتها بصوتٍ مرتجف من الغضب، فخفضت كانا رأسها فوراً.
“نعم، نعم!”
أجابت كانا بعينين خائفتين.
“كل شيء هنا صحيح. الأشخاص الذين تضرروا بسببهم أخبروني بكل شيء.”
“ههههههه!”
ملأ صوت ضحكةٍ ساخرة الغرفة المزينة بشكل جميل.
“إذاً، تلك المرأة كانت حقاً من حي الفقراء؟”
كانت الورقة التي تحملها سناير مليئةً بمعلوماتٍ عن إيرينا.
مثلاً، ما هو الاسم الذي كانت تُعرف به، و تحت إمرة من كانت تعمل، و حتى تفاصيل عن الأشخاص الذين كادت ان تُباع إليهم.
“في النهاية، كانت تحاول حتى بيع جسدها؟”
رغم أن التقرير يشير إلى أنها كادت ان تُباع بالقوة على يد بين، إلا أن سناير كانت تعتقد يأن إيرينا حاولت بيع نفسها طواعية.
أليس سبب وجودِ ذلك في التقرير معناه بأنها فعلت ذلك بالفعل؟
“بعد كل هذه الحياة الدنيسة، تطمع الآن في أن تصبح الدوقة.”
حتى عندما ظنت في البداية بأنها مجرد ممثلة تبحث عن ‘راعٍ’، كيف ردت عليها؟
“حتى كلامها وقحٌ للغاية! عليها أن تتعلم بعض الخجل!”
صدر صوت طحن أسنانها من شدة الغضب.
“يا لها من وقحةٍ مثيرة للاشمئزاز!”
مزق سناير الورقة وألقتها على الأرض، ثم داست عليها وأكملت تمزيقها بشدة.
“كيف لامرأةٍ من حي الفقراء أن تعتقد أنها مساوية للنبلاء……؟”
في نظر سناير، كان سكان حي الفقراء بالكاد يُعتبرون بشراً.
فرغم أن العامة يحرثون الأرض ويربون الماشية ويساهمون في ازدهار التجارة، فإن من في الأحياء الفقيرة لا يقومون بشيء على الإطلاق.
يجوبون الطرقات القذرة بكسل، وحين يحصلون على بضعة أموالٍ بالحظ، فإنهم ينفقونها فوراً على النساء أو الخمر،
أليس هذا ما يفعله سكان الأحياء الفقيرة؟
كانوا لا يختلفون عن القاذورات. كسالى، قذرون، تافهون كالنفايات.
صرّت سناير على أسنانها.
“كيف تجرؤ قذارةٌ كهذه على خداع النبلاء؟”
هل تجرأت قذارةٌ مثيرة للاشمئزاز على هذا؟
ارتجف جسدها من شدة الغضب، وعضت على أصابعها.
“لابد أن أخي لوغان قد خُدع أيضاً.”
لم يكن ممكناً أن تكون هناك طفلةُ نبيل في مكانٍ قذر كهذا.
ولو كانت هناك، لكانت قد اكتُشفت فوراً.
فحتى لو كانت هناك الكثير من الأحجار، فستظهر الجوهرة فوراً إذا اختلطت بها.
“إيرينا ليونيد الحقيقية لابد أنها ماتت بالفعل.”
ايرينا تلك مجرد قذارة تتظاهر بأنها نبيلة لتحل مكان إيرينا ليونيد.
“و ربما قتلتها بنفسها.”
ثم تذكرت سناير فجأة لقاءها بها في قصر الدوق وبدأت تشعر بالغثيان.
‘لقد اعتذرتُ لذلك الشيء المقرف’
“آه!”
“سيدتي!”
أسرعت كانا بإحضار وعاءٍ في حالة طارئة، لكن سناير أشارت إليه بيدها كي تبتعد.
“أحضِر لي ماءً فقط.”
“حاضر، سيدتي.”
أحضرت كانا فوراً كوباً من الماء البارد مع شرائح رقيقة من الليمون الحامض، وناولتهُ لها.
ارتشفت سناير الماء قليلاً لترطيب شفتيها.
“هاه.”
وعندما شربت ثلث الكوب تقريباً، تنفست بعمق وكأنها بدأت تشعر بالتحسن.
“هل أنتِ بخير، سيدتي؟ هل أحضر لكِ الطبيب الآن؟”
“لا، لا حاجة لذلك.”
أشارت سناير بيدها وهي جالسةٌ على الكرسي.
“فقط……مجرد التفكير بأنني تحدثت و وضعتُ نفسي في نفس المكان مع تلك القذارة……يجعلني أشعر بالغثيان.”
كانت سناير تعني ذلك بصدق.
كان من الصعب على سناير أن تتحمل ذكرى الضحك مع تلك الزائفة، بل واعتذارها لها، حتى أنها رغبت في تمزيق تلك الذكريات قطعًا.
“على أي حال، كيف سأتعامل مع أخي لوغان الذي تم خداعه تماماً؟”
إذا استمر الوضع على هذا الحال، كان من الواضح أن لوغان سيتأثر بتلك القذارة أيضًا.
ألم يدفعها بعيداً ببرودة عن محاولتها التحدثَ اليه في المرة السابقة؟
“ماذا أفعل……”
“سيدتي.”
تدخل فجأة صوت غريب.
صوتٌ فظ يبدو وكأنه الأظافر تقشط الأرض.
في زاوية الغرفة، في أبعد مكان، كان هناك شخصٌ ما.
كان يرتدي رداءً بني، وجميع أجزائه المكشوفة كانت مغطاةً برباطات بيضاء.
كان هو نفس الشخص الذي تحدثت عنه كانا.
و كانت جميع المعلومات التي بحوزة سناير قد قدمها هذا الشخص.
وقد تبين يأنه قد توسّل ليُسمح له بالظهور مقابل إعطائها هذه المعلومات.
‘ذلك الشخص أيضاً مقرف.’
ضيقت سناير عينيها.
مع ذلك، لم يكن هذا الشخص مثل تلك الزائفة التي كانت تحاول خداع الآخرين.
فقد كانت تصرفاته كمن يعرف مكانته، وهذا ما جعلها تشعر ببعض الراحة.
وأكثر من ذلك، كان هو من قد كشف لها هذه المعلومات التي تم تدميرها في الحريق.
أصبح مزاج سناير أكثر تسامحًا قليلًا.
“هل لديكَ أي فكرة جيدة؟”
“نعم، لدي فكرةٌ جيدة.”
انحنى الشخص ذو الرداء البني بعمق.
“ألم يُذكر في التقرير بأنها كادت ان تُباع في النهاية؟”
“نعم.”
ضحك الشخص ذو الرداء البني بشكلٍ خافت.
“الذي كان ينوي شراءها لم يكن سوى البارون بارودون.”
“……”
سمعت سناير عن البارون بارودون من قبل.
كان له ميولٌ مقرفة، وكان لديه معدةٌ قوية لدرجة أنه كان يشتري نساءً من الأحياء الفقيرة، ثم يقتلهن بعد عامٍ ويرميهن.
‘قيل أيضًا يقتلهن بطريقةٍ مروعة.’
“لماذا تذكرُ البارون بارودون؟”
كانت هذه إشاعات قذرة.
لم يكن من المفيد أن تعرف ذلك، لذا تظاهرت سناير بأنها لم تسمع شيئًا.
“ما فائدة هذا الرجل؟”
“لقد انتظر البارون بارودون وقتاً طويلاً ليحصل عليها.”
استمر الشخص ذو الرداء البني في حديثه بينما كان يفرك يديه معًا.
“فالبارون بارودون لا يترك أبدًا ما يقع في يديه.”
“……إذًا؟”
“بالتأكيد، سيكون بحوزته عقدٌ يتعلق بذلك.”
كان الناس في الأحياء الفقيرة غالبًا ما يُخطفون ويُباعون. وبما أنهم كانوا يُعاملون كأشياء وليس كأشخاص، كانت هناك العديد من الأماكن التي تحتفظ بعقود لتوثيق تلك الصفقات.
“إذاً……”
كح! كح!
استمر الرجل في السعال كما لو كان حلقه مسدودًا، لكنه استمر في حديثه.
“سأبحث عن العقد، و ابحث عن الدليل الذي يثبت بأن إيرينا ليونيد هي تلك المرأة الفقيرة، ثم سأسلمها إلى البارون بارودون.”
فُتح فمه العريض، وظهرت أسنانهُ الصفراء المكسورة بين شفتيه المتشققه.
“البارون سيتكفل بالباقي.”
أمالت سناير رأسها.
في الواقع، كان يُقال إن أسلاف البارون بارودون كانوا من البرابرة.
إضافة إلى أنه كان مرتبطًا بالعالم السفلي في السوق السوداء.
هؤلاء الأشخاص عندما يقررون شيئًا، لا يوجد أمرُ لا يمكنهم تحقيقه.
“هل تعرف أين العقد؟”
“نعم.”
أومأ الشخص ذو الرداء البني برأسه.
“هو في قصر الدوق وينفريد.”
“آه.”
أخيرًا، ارتسمت ابتسامةٌ راضية على شفتي سناير.
“خُذ.”
رمت ساينر حقيبةً امام كانا والشخص ذو الرداء البني بحركةٍ باردة.
“هذه حصتك.”
“شكرًا لكِ، سيدتي!”
“……شكرًا.”
“أخرجا.”
خرج الشخصان حاملين الحقيبة، وعندما أُغلِق الباب وبقي الاثنان في الممر، حدقت كانا في الرجل بعينيها اللامعتين.
“لماذا كنت تحتفظُ بهذه المعلومات المهمة وحدك؟!”
“لأنها معلوماتٌ مهمة.”
ضحك الشخص ذو الرداء البني بصوتٍ مرعب وهو يسحب الحقيبة.
كانت مليئةً بالعملات الذهبية. فابتلعت كانا ريقها.
“لو لم أكن هنا، لما دخلتَ إلى هنا. لذلك، أعطني نصف المال!”
“اصمتي!”
دفع الشخص ذو الرداء البني كانا بعنف. و كان واضحًا أنه كان مصابًا في جسده و لا يستطيع استخدام قوته بشكل جيد.
جلست كانا مرتبكةً على الأرض، ثم نظرت إلى صاحب الرداء البني بغضب.
“ماذا تقول؟”
أظهر صاحب الرداء البني أسنانه مرة أخرى وهو يضغط على حقيبة الذهب.
“هذا لي، أفهمتِ؟”
_____________________________
سناير غبية فطرة ولا اجتهاد شخصي؟
تحليلاتها يبي لها رياكشن تحريات كلب ✨
ماعلينا من سناير المهم شفتوا الي شفته؟
لوغان بشحمه ولحمه اعترف اول! قال لإيرينا حبيبتي! ما اصدققق ياناس احسني في الفصول الاخيره فيه غش 😭
وناسه صدق وطبعا لا ننسى نشكر ابو دميعه كارل لو انه ماطرد لوغان ماشفنا هالربيع الي يخليني اصرخ اسبوعين قدام✨✨✨✨✨✨✨
Dana