As Long As you Are Happy - 54
“ماذا؟ الآن؟ و في هذه اللحظة تحديداً؟”
“نعم.”
ارتبك إرن بشكل واضح من كلمات لوغان.
“لكن يا سيدي، الأمور تسير حسب الخطة……”
“لا داعي للقلق لهذه الدرجة.”
خلع لوغان معطفه، وفك أزرار أكمامه، ثم التفت لينظر إلى إرن.
“سأكتفي بتحيةٍ بسيطة بصفتي المضيف، ثم سأخرج.”
“نعم، مفهوم.”
تراجع إرن خطوةً للخلف وأومأ برأسه في النهاية.
“يمكنكم أن تستريحوا الآن. لا حاجة للعمل حتى الغد.”
“نعم، يا سيدي.”
ثم منح لوغان إجازةً لأولئك الذين عادوا معه من القصر الامبراطوري، وتوجهَ مباشرة إلى غرفة الاستقبال في الطابق الأول.
ما إن وضع قدمه في الممر حتى بدأت ضحكاتٌ خافتة كالنسيم تتناثر في الأجواء.
كلما اقترب من باب غرفة الاستقبال البيضاء، زاد صوت الضحك ارتفاعاً.
“وهكذا، هل تعرفون ما فعله الكونت آجين في ذلك الوقت؟ لقد قفز في الماء مباشرة! لم أتوقع أبداً أن يخاطر بالدخول في الماء، لا سيما أنه يخافه، ليكسب الرهان، حتى انا معملهُ ڤول كيريك، تفاجأتُ حقاً!”
أول ما سُمع كان صوتاً مرتفعاً للبارون كيريك.
“في الحقيقة، لقد تفاجأتُ كثيراً حينها.”
ثم جاء صوتُ هادئ من بعده.
لابد أنها البارونة زوجة البارون كيريك.
“بفضل ذلك، لم يخسر، لكنه أصيب بحمى قوية لبضعة أيام عانى منها. ومع ذلك، كان سعيداً جداً بعدم خسارته عليه لدرجة أنني نسيت حتى أن أوبخه.”
كانت أصواتهما مفعمةً بالحيوية و هما يسترجعان ذكرياتٍ سعيدة.
“حقاً؟ هل فعل والدي ذلك؟”
“نعم، هذا صحيح. في طفولته، كان شقياً للغاية.”
“هاها، لا أصدق ذلك. عندما رأيتُ صورته، ظننتهُ شخصاً لطيفاً وهادئاً……”
“شكله الخارجي كان كالملاك حتى في صغره. أما من الداخل، فلم يكن كذلك!”
استمع وينفريد إلى هذا الحديث الدافئ، وشعر بنوعٍ من الحافزِ الغريب.
كانت رغبةً في فتح الباب والدخول لقطع هذه القصة.
قبض وينفريد على يده للحظة ثم وضعها على مقبض الباب ببطء.
“قلةٌ ممن يمكنهم إخباركِ بأشياء كهذه عن والديكِ.”
لكن كلمات البارون كيريك التي تلت ذلك جمدت لوغان في مكانه.
“ما الفائدة من البقاء بالقرب من بعضهم في ساحة المعركة لفترةٍ طويلة؟ في اللحظات التي يكون فيها الموت وشيكًا، لا يرى المرء شيئًا سوى نجاته.”
“……سيدي البارون؟”
“الحرب، على وجه الخصوص، تجعل الناس أكثر قسوةً وجفافًا. لا يمكن اعتبار ما يُظهرهُ الناس في تلك الأوقات على أنها حقيقتهم.”
‘آه.’
كان هذا الحديث موجّهًا لي، وليس لإيرينا داخل الغرفة.
‘لقد سمعتُ بأنه كان فارسًا بارعًا في شبابه. يبدو أن حاسته لم تضعف بعد’
رغم إصابته في ساقه أثناء إنقاذ طفلٍ من وحش واضطراره إلى ترك السيف، إلا أنه الفارس الذي ربّى آجين.
بالتأكيد كان يعرفُ منذ البداية بأنني أقف خارج الباب.
“وقبل كل شيء.”
يبدو أن لديه المزيد ليقوله لي، حيث رفع البارون كيريك صوته.
“ما الذي يمكن أن يقوله أولئك المتورطون في وفاة الكونت و الكونتيسة لارا؟”
اشتدت قبضة لوغان على مقبض الباب.
“…….”
عدد قليل جدًا من الناس يعرفون عن أحداث معركة فيدان. فقد نجا القليل منهم، وهذا هو السبب.
لكن يبدو أن البارون كيريك قد سمع القصة بطريقةٍ ما، رغم أن ما وصله لا بد أن يكون مجرد معلوماتٍ سطحية.
“ذكريات الطفولة السعيدة تبقى دائمًا في المنزل الذي نشأ فيه المرء، أليس كذلك يا آنسة؟”
الآن، وصل به الأمر إلى محاولة إبعادي.
لديهٍ ذكريات معه الكونت و الكونتيسة لا يمكنني أن أشاركهم فيها.
ماذا يمكنني أن أقدم لها؟
ذكرياتٌ مؤلمة مع الكونت آجين؟
كان هذا ما يحاول البارون كيريك قوله الآن، كان تحذيرًا واضحًا موجهاً لي بشكلٍ غير مباشر.
و……
“أتفق معكَ تمامًا، سيدي البارون.”
كان لكلماته تأثيرٌ واضح على ايرينا.
“الذكريات تبقى في المكان الذي نشأ فيه المرء وقضى فيه وقتًا طويلًا.”
على الرغم من أنني كنت خارج الغرفة، كانت صورة ما يجري في الداخل واضحةً تمامًا في ذهني.
ايرينا، جالسةٌ بظهرٍ مستقيم كما علمتها السيدة هيلبريتون، تضم يديها وتومئ برأسها، مبتسمةً ابتسامة دافئة.
“بالتأكيد، الذكريات تزداد جمالًا بقدر ما تلقيناه من حب.”
لم أعد أستطع الاستماع أكثر.
شدَدتُ على مقبض الباب للحظة، ثم غادرت.
“لقد ابتعدنا عن الموضوع! في الواقع، أود أن أحدثكِ عن مدى جمال قصر الكونت ليونيد. خاصةً في الصيف، يكون القصر رائعًا حقًا.”
“اوه….”
فجأه، و كأنني شعرتٌ بدفعٍ على ظهري لابعادي عن أصوات المرح الصادرة من الغرفة.
“دوق؟”
حالما خرجتُ من الممر، كان أول من قابلني هو إرن، الذي بدا واقفًا هناك قلقًا من أنني تحركت بخلاف الخطة الموضوعة.
“هل ألقيتَ التحية؟”
هز لوغان رأسه ثم صعد الدرج، لكنه توقف بعد عدة خطوات.
“قبل قليل، قلتَ بأن هناك رسالةٌ تحتاج إلى الرد، أليس كذلك؟”
“نعم، هذا صحيح.”
“سأعالج الأمر الآن. أحضرها إلى مكتبي.”
“عفوًا؟”
ترك لوغان إرن وراءه الذي بدا مذهولًا، وتوجه مباشرةً إلى المكتب.
وبعد أن قام بتغيير ملابسه بسرعة، جلس على مكتبه وبدأ بتحريك القلم.
لقد اهتم كارل بإخراجي، لكن……
‘لم أتوقع أن أعود لحمل القلم مباشرةً بعد وصولي.’
“…….”
عبس لوغان وبدأ بكتابة الرد على الورق الفاخر بعد أن تحقق من الرسالة التي أحضرها إرن.
خشخشة-خشخشة-
لكن صوت القلم الذي يلامس الورق لم يستمر طويلًا.
القى لوغان نظرةً عبر النافذة نحو غرفة الاستقبال، ثم عاد لكتابة الرد، وكرر ذلك مرارًا.
‘لم أدرك أن الوقت يمر بهذه السرعة.’
وأخيرًا، خرج البارون وزوجته من القاعة، وقد غمرت أشعة الغروب الحديقة.
“للأسف، كنت أتمنى لو استطعنا الحديث أكثر.”
رغم طول الحديث، بدا أن الذكريات لم تكتمل بعد، حيث استمر الاثنان في الالتفات للخلف.
قال البارون وهو يسلم إيرينا ورقةً صغيرة.
“نحن ننوي البقاء في العاصمة لبعض الوقت بسبب أمور العمل. هذا عنوان الفندق الذي نقيم فيه، وسنبقى حتى بداية العام المقبل، لذا زورينا في أي وقت.”
صمت قليلاً ثم امسك بيد ايرينا.
“سواء كان للحديث حول قرار كبير، أو لطلب النصيحة، أو حتى لجلسةِ شاي، فنحن في انتظارك.”
أخيرًا، أوشكت مراسم الوداع الطويلة على نهايتها.
نهض لوغان من مكتبه وتوجه نحو الحديقة.
“سيدي، لقد أحضرت ما طلبته. سيدي!”
أوقفه أحد الفرسان وهو يناديه بسرعة، لكنه لم يكن لديه وقت للالتفات.
و لم تترك كلماته أي أثر في أذنه.
الفكرة الوحيدة التي كانت تدور في ذهنه كانت.
‘الم تكن هذه هي الخطة الأصلية؟.’
كانت مشاعره معقدة للغاية ولا تزال مشوشة.
في الحقيقة، كان الشخص الذي سرب خبر بقاء إيرينا على قيد الحياة للبارون وزوجته هو لوغان نفسه.
كان السبب في ذلك أمرين.
أولهما، أنه كان يسعى لعرقلة محاولة البارون فينترين لابتلاع عائلة ليوينيد حتى عودة إيرينا إلى منزل عائلتها.
والثاني، كان لتسهيل أخذ إيرينا تحت رعاية عائلتهم الكبرى.
لقد تلقى حباً كبيرًا من والدَي إيرينا.
و أنقذاهُ من العديد من المخاطر منذ صغره، وتعلم منهم معرفةً وتجارب لا يمكن شراؤها بالمال، وبفضل تضحياتهما تمكن هو من النجاة في لحظاتٍ حاسمة.
نتيجة لذلك، ماتا هنا و عاش هو.
لقد سرقهم من إيرينا وأخذ منها مستقبلها السعيد.
“…….”
لذا، في البداية كان كل ما في الأمر هو رغبته في أن يجعلها سعيدةً فقط.
على الرغم من أنه تأخر، إلا أنه كان يريد أن يعيد لها جزءًا من تلك السعادة التي كان يجب أن تعيشها، لو أنه لم يكن موجودًا.
وعندما تصبحُ سعيدةً تمامًا، وتلتقي بشخصٍ جيد، و تحلمُ بمستقبلٍ رائع. كان يخطط للتراجع و تركها.
‘لكن……لماذا تزداد رغباتي؟’
كانت اصواتها تتكرر في ذهنه، و نظراتهُ تتجه نحوها، وكلما رآها كان يريد أن يمسك بها ويبقيها بالقرب منه.
حتى بعد رؤيتها لفترةٍ قصيرة، كان يشعر برغبةٍ قوية في رؤيتها مجددًا.
أصبح لديه رغبةُ بأن يكون هو فقط من تنعكسُ صورته في عينيها الزرقاوتين الكبيرتين.
“……..”
كانت البذرة الصغيرة التي نبتت على شعور الذنب الذي كان يظن أنه سيموت بسببها، قد نمت الآن.
أزهرت وأصبحت حقلًا جميلًا مليئًا بالأزهار.
كانت تلك الأزهار تغطي تمامًا قلبه القذر والمشوه.
عضَّ لوغان على شفتيه بإحكام. و أصبحت خطواته أسرع وكأنه يركض.
عندما خرج إلى الحديقة، رآى تلك الصورة التي تعكس الشعور بالندم على وجهها.
كانت تشعر بالأسى، بينما كانت تنظم شعرها الذي يتطاير مع الرياح، ولكن عيونها كانت مثبتة على العربة التي كانت تغادر بعيدًا.
“هاه، الأمر صعب.”
“لا يوجد شيءٌ صعب.”
ومع ذلك، كان يعتقد أنه يجب عليه أن يمنحها الفرصة الأخيرة.
أخفى راحة يده المبللة بالعرق وراءه وبدأ يتحدث بطريقةٍ عشوائية.
كانت تلك فرصةً أخيرة يمنحها لها.
إذا قالت الآن بأنها ستغادر، فسيتركها تذهب.
في الواقع، كانت هذه آخر فرصةٌ له لكي يسمح لها بالرحيل.
لكن في داخله، كان لا يريد ان يسمح لها بالذهاب.
لن يدرك أبدًا ما الذي جعله يفكرُ بهذه الطريقة.
حتى لو عاش حياته و هو تحمل شعورهُ بالذنب بجانبها، و يتعذب بسبب ذلك، سيكون الأمر مقبولًا.
فقط هذه المرة.
هذه المرة فقط، دعيني أغلق عينيّ وأمسك بكِ.
“هل ستغادرين؟”
كشف لوغان عن جانبه الضعيف و هو يتوسل، غير قادرٍ على كبح مشاعره.
“هل ستتركينني وتغادرين، سيدة إيرينا؟”
لم ترد إيرينا.
كانت بضع ثوانٍ فقط، لكنهُ شعر وكأن أحدهم كان يخنقهُ بشدة.
“لن أذهب!”
بكلمةٍ واحدة منها، استطاع التقاط انفاسه.
“لن أذهب.”
بدون خوف، اقتربت منهُ وأمسكت بيده.
كم من الوقت مر منذ أن لمس يديها؟
ومع مجرد هذه اللمسة، تدفقت المشاعر مثل الأمواج.
“يبدو أنهما كانا بحاجةٍ إلي، فكنت أفكر قليلاً، لكن……”
نظرت إليه، ووعدتهُ بشجاعه.
“سأبقى بجانبكَ، دوق.”
“حقاً؟”
“نعم، حقاً.”
سأل لكنه تلقى نفس الإجابة.
كان يرغب في إنهاء الحديث وإدخالها إلى الداخل، لكن……
“إيرينا ليونيد،”
ظهرت صورُ كل من الكونتيسة لارا التي طلبت إنقاذ زوجها، و الكونت آجين الذي أراد العودة إلى ابنته، الذين لم يستطع أن يخرجهما من ذهنه.
“هذه هي فرصتكِ الأخيرة.”
“أيّاً كان ما قمتُ به، هل ستبقين بجانبي حقاً؟”
رفعت إيرينا عينيها ببطء وغمزت بعينيها كأنها فهمت ما يعنيه، ثم أومأت برأسها.
“في الواقع، أعرف. كنتَ خائفاً بسبب الحرب في بعض الأحيان، كما حدث في البحيرة. وأيضاً حدث أمرٌ مشابه لدلفيا في الساحة.”
لكن هذا لم يكن ما كان يود قوله.
“سأكون هنا لأحميكَ من الخوف مجدداً.”
ابتسامتها وهي تقول بأتعا ستظل تحميه كانت جميلة جدًا لدرجة جعله……
“حسنًا.”
جعلتهُ يبتسم اخيرا.
“ابقي بجانبي، احميني.”
بينما كانا يمسكان بأيدي بعضهما، خفض لوغان رأسه الى رأسها.
تمامًا كما قال كارل.
‘أنا لست حتى إنسانًا.’
كانت أول قبلةً له حلوةٌ لدرجة أنه شعر و كأنها حلم.
وفي نفس الوقت كانت مريرةً لدرجة أنه كان يشعر وكأنه سيستيقظُ من هذه الحلم ليواجهَ واقعهُ المرير.
_______________________________
اااااااااا؟
قبلة؟ مسرع شوي توني استوعب طيب😭😭
يجنننون مره بليز لايصير شي يخلي لوغان يرجع عن ذا القرار
يارب سناير تبلع حلقها وتسكت اذا درت
ولا اقول؟ اخطب ايرينا وخل الدنيا تولع ❤️🔥❤️🔥
Dana