As Long As you Are Happy - 53
“الى عائلة الكونت ليونيد؟”
“نعم.”
أومأ البارون كيريك برأسه وضرب صدره بخفة بقبضته.
“أنا ڤول كيرك، و رغم أنني أشعر ببعض الحرج، إلا أنني أدير مشروعاً كبيراً. هل سمعتِ عن نسيجٍ يُدعى “رنيك” من قبل؟”
نظرت إيرينا إلى البارون كيريك بتمعن ثم هزت رأسها ببطء.
فضحك بصوت عالٍ.
“هاها! يمكن أن يحدث ذلك، فمن هم بعيدون عن السيوف قد لا يعرفونه. بصراحة، هو نسيج خفيف وناعم جُهز خصيصاً ليُرتدى تحت الدروع السلسلية أو الدروع الحديدية.”
“عزيزي……”
“أوه، نسيت!”
يبدو أن البارون كيريك أدرك، بعد اعتراض زوجته، أن الحديث قد خرج عن مساره الأصلي.
فضحك بصوت عالٍ ليخفي بعض الحرج.
“هاها، أعتذر، آنستي. هذا العجوز ما زال يجد متعةً في عمله. كلما تطرقتُ لهذا الموضوع، أتحمس كثيرًا.”
ثم تابع حديثه بمرحٍ ليغطي على إحراجه.
“على أي حال، آنستي، لقد ازدهرت عائلة البارون كيريك بفضل نجاح تجارتنا، وأصبحت مستقرة نوعًا ما. وبصراحة، حققنا ثروةً كبيرة منه.”
كانت تلك فترةٌ من الحرب، وفي ظل تلك الظروف كانوا يبيعون المستلزمات الضرورية للحرب، لذلك حققوا أرباحاً لا بأس بها.
“أرجوكِ ألا تظنِّ بأنني جشع، فقد كنا نبيع بأسعارٍ معقولة للغاية.”
حرص البارون كيريك على تبرير نفسه قبل أن يكمل حديثه.
“وأيضًا، استقرت الأمور داخليًا. عندما توفي ابني، كانت لدي حفيدة، لكنها كانت صغيرةً وضعيفة و لم يكن الآخرون يقبلون بها كوريثةٍ للعائلة.”
اكمل البارون حديثه، بصوت ينمّ عن استياءه.
“أصبح بإمكان النساء الآن الحصول على الألقاب، ولكن ما زال هناك من يتباطأون في تقبل هذا الواقع، مما جعل الأمور صعبةً قليلاً. لكن مؤخرًا، أصبحت حفيدتي هي وريثتي بشكل رسمي.”
نظر البارون كيريك إلى إيرينا بابتسامةٍ كانت تشعّ دفئًا.
ابتسامةٌ يتمنى المرء أن يتكئ عليها.
“الغاية من كل هذا الكلام هو أننا أصبحنا جاهزين الآن لاستقبالكِ يا آنسة.”
ثم وجه البارون كيريك نظراته الحادة نحو إيرينا.
“و رغم تأخرنا، إلا أننا جئنا اليوم لنفي بوعدنا الذي قطعناه مع الكونت والكونتيسة ليونيد.”
الوعد……
الوعد الذي قطعه والدها ووالدتها معهم.
“لا شك أن قصر الدوق وينفريد جميل بالفعل. الطعام، والنوم، والتعليم……كل شيءً متوفرٌ هنا.”
ثم حدق البارون في إيرينا، التي لم تستطع إلا أن تفتح فمها دون أن تتفوه بكلمة.
“لكن هذا القصر الواسع ليس منزلكِ.”
” ……”
“عودي إلى المنزل، إلى ذلك القصر الذي عاش فيه والدكِ و والدتكِ.”
انحنى البارون كيريك وزوجته برأسهما.
“سنكون هنا لخدمتكِ، آنسة.”
ثم رفعت البارونة كيريك رأسها وتحدثت.
“نحن ندرك أن هذا قرارٌ صعب. لا شك أنه سيكون من الصعب عليكِ مغادرة جانب الدوق وينفريد. لكن، إذا أعطيتنا فرصةً واحدة فقط للتكفير عن ذنوبنا…….”
كانت يدا البارونة المتشابكتان ترتعشان.
“سنخدمكِ بكل إخلاصٍ وصدق.”
لم يكن لدى ايرينا القدرة على تمييز الناس، أو ربما لم يكن لديها بيئةٌ تسمح لها بتطوير هذه القدرة.
لكن الشيء الوحيد الذي كانت متأكدةً منه هو أن هذين الشخصين كانا صادقين، حتى بالنسبة لشخص يفتقر إلى الفطنة مثلها.
“آه.”
تنهدت إيرينا عندما ابتعدت العربة التي كانا يركبانها.
وصلا متأخراً قليلاً، لكنهم قدموا لهم شايًا لم يبرد بعد، وتحدثوا عن والديها.
بفضل ذلك، استطاعت إيرينا سماع قصص عن والديها لم يخبرها أحدٌ بها من قبل.
قال البارون، مبتسمًا، ان والدها كان كثير البكاء منذ صغره، وإن ضحكته كانت تشبه الملاك، بينما كان بكاؤه يجعل الأطفال المشاغبين يعبثون معه عمداً لجعله يبكي.
أما البارونة، فقد تحدثت عن والدتها، و وصفتها بأنها كانت امرأةً رائعة بجرأتها، و قوية، و جميلة للغاية.
أخبرتها أن والديها التقيا في حفل تنصيب الفرسان، وأنها وافقت على الزواج بعد أن تأثرت برؤيته يبكي.
بدت هذه القصة جديدة على البارون الذي أظهر اندهاشًا كبيرًا بجانبها.
“قصر الكونت ليونيد هو المكان الذي يحتفظ بأقوى الذكريات لهما معًا.”
قالت البارونة ذلك و هي تضع فنجان الشاي على الطاولة.
“كما أنه هو المكان الذي ولدتِ فيه، هناك الكثير من الاشخاص الذين ينتظرون عودتكِ إليه.”
“زوجتي على حق. الآن، وعلى الرغم من تفرق الاتباع بسبب البارون فينترين، لكن عند سماعهم خبر نجاتكِ، سيعودون جميعاً إلى قصر الكونت ليونيد، مثلما عدنا نحن.”
“لكنني….”
“لن نطلب منكِ إجابةً فورية الآن.”
تفاجأ البارون كيريك بنظراته نحو زوجته، لكنها اكتفت بالابتسام بهدوء بينما كانت تنظر إلى إيرينا فقط.
“خذِ وقتك في التفكير، آنستي. يمكننا انتظاركِ.”
‘ماذا يجب أن افعل؟’
ببطء، رمشت إيرينا وهي تمسكُ شعرها المتطاير بفعل الرياح.
هل يجب أن تبقى هنا، أم تعود إلى قصر الكونت ليونيد؟
نظرت إيرينا الى خلفها نحو قصر الدوق وينفريد الذي غمره ضوء الغروب.
‘لا أريد الرحيل.’
كانت إيرينا متأكدةً من أنها ستفتقد هذا المكان إن غادرته.
لكنها شعرت بأنه ربما ينبغي عليها الذهاب إذا كان هناك من يحتاج إليها الى هذه الدرجة.
لم يسبق لأحدٍ أن احتاج إليها من قبل، وبدأت في تكوين شعور بالرغبة في تلبية هذا النداء.
ركلت حجرًا صغيرًا كان أمامها.
“هاه، إنه قرار صعب.”
“ليس صعبًا.”
“……!”
فجأة، ظهر صوتٌ مفاجئ جعلها تقفز في مكانها وشعرت بقشعريرة تسري في ظهرها.
التفتت ببطء لترى شخصًا يتكئ على الشجرة.
“الدوق!”
لقد كان الدوق وينفريد.
كان يرتدي التونيك* المريح الذي يفضله في قصره.
*آخر الفصل
يبدو أنه وصل بينما كانت هي تلتقي بالبارون و البارونه في غرفة الاستقبال.
“متى وصلتَ، دوق؟”
ابتسمت إيرينا بوجهٍ مشرق وتقدمت نحوه.
بدلاً من التحية، قال الدوق وينفريد كلامًا غامضًا وهو يخطو للأمام.
“البارون والبارونة كيريك أناسٌ طيبون. لقد حققوا أرباحًا كبيرة من هذه الحرب الأخيرة. ر قاموا بتوريد بضائع عالية الجودة بأسعار ٍعادلة. إنهم أناسٌ شرفاءُ حقاً.”
أسرعت إيرينا في السير بجانبه للحاق بخطواته.
“من حيث الثروة، هم الآن يعادلون النبلاء المركزيين. لكنهم مع ذلك لا يزالون أوفياء لعائلة الكونت ليونيد.”
رغم محاولاتها الجاهدة للحاق به، كانت تجد صعوبةً في مجاراته، وسرعان ما بدأت أنفاسها تتسارع.
“ربما لم تسمعِ بهذا، لكن البارون كيريك كان معلمًا للكونت آجين و أباً روحيًا له.”
أكمل الدوق حديثه، و لم يتغير شيء في تعابير وجهه أو إيقاع تنفسه.
“لو قررتِ الذهاب معهما، ستجدين السعادةَ هناك. فهما سيقومان بدعمكِ في كل مرة تشعرين فيها بالقلق.”
“م-مهلًا، دوق، أيمكنك التمهل قليلاً……”
“لن تكون هناك أي مشاكلَ مالية، وسيكون وجودكِ مع البارون والبارونة أسهل بكثير عندما تتولين لقب الكونتيسة ليونيد مستقبلاً.”
لم يكن لوغان متعبًا على الإطلاق، بينما كانت إيرينا هي الوحيدة التي تتنفس بصعوبة.
“هل ستذهبين معهم؟”
توقف لوغان فجأة، فتوقفت إيرينا ورفعت بصرها إليه وهو ينظر إليها.
“هل ستتركينني وتذهبين معهم، سيدة إيرينا؟”
كانت هي الوحيدة التي تلتفطُ انفاسها من التعب، ومع ذلك بدا أن الغروب جعل ملامح لوغان تبدو أكثر ألمًا وصعوبة.
“لن أذهب!”
صاحت إيرينا بصوتٍ مرتفع.
“لن أذهب معهم.”
اختصرت المسافة القليلة التي كانت تفصل بينهما بخطواتً مسرعة وأمسكت بيده.
“كنت أفكر قليلاً لأنهما كانا يبدوانِ وكأنهما بحاجةٍ إلي.”
بينما كانت تنظر إليه، وعدته إيرينا.
“سأبقى بجانبكَ، دوق.”
“حقاً؟”
“نعم، حقا!”
شدّت إيرينا قبضتها على يده.
كانت هذه أول مرة تمسك بيده العارية منذ وقتٍ طويل، ولم ترد أن تتركها ابداً.
“إيرينا ليونيد.”
ربما بسبب الغروب، بدت عيناه الحمراء أكثر احمراراً، وأكثر قتامة.
“هذه فرصتكِ الأخيرة.”
انحنى نحوها، حتى شعرت بأنفاسه عند أذنها.
“مهما كان ما قمتُ به.”
استطاعت أن تشعر بنظراته المركزة عليها وحدها.
“هل ستبقين بجانبي حقاً؟”
***
“…….”
كانت هناك عربةٌ غريبة متوقفة أمام قصر وينفريد، الذي عاد إليه بعد فترةً طويلة.
كان عليها شعاراً يظهرُ فيه أسدٌ ودرع، وهو شعار لم يره من قبل لكنهُ كان يعرفه جيدًا.
“مرحبًا بك، دوق.”
عندما دخل، استقبله إرن كما لو كان ينتظره.
“احسنتَ عملاً.”
هز لوجان رأسه تقديرًا لكلمات إرن، بينما كانت عيناه تتجولان في المكان.
كما هو متوقع، لم يكن هناك أحد.
“لذا، على الرغم من أنني اوصلت اليكَ برقية، إلا أنه يجب عليكَ التحقق منه بسرعة.”
بدأ إرن في إبلاغه بتقريرٍ كان قد أرسلهُ له، لكن لوعان لم يسمع ما قاله لأن نظرته كانت متوجهة نحو جهةٍ معينة منذ لحظة.
بالضبط، كان ينظر إلى جانب الممر حيث تتواجدُ غرفة الاستقبال في الطابق الأول.
“دوق؟”
بعد فترةٍ من الكلام، بدا أن إرن أدرك أن سيدهُ لم يكن يستمعُ الى لتقرير.
“يبدو أن هناك ضيوفًا في القصر.”
“نعم.”
أومأ إرن برأسه وخفض صوته.
“كما ذكرتُ في البرقية، عندما نُشرت اخبار عودة السيدة ليونيد، جاءوا على الفور. إنهم البارون والبارونة كيريك.”
“……”
“لقد ألقيتّ نظرة على الأجواء أثناء أخذ الشاي، ولم تبدو سيئة. و كانت السيدة ليونيد مبتسمةً أيضًا.”
“لحظة.”
فتح لوغان فمه دون أن يغير نظره.
“يجب أن أذهب لأحيي الضيوف.”
____________________________
التونيك: القمصان او الثياب الطويله التي يصل طولها الى الارداف او الكاحل.
ما لقيت صوره محدده لعصر الروايه بس شوفوا هذا اقرب مثال بس بدون الحزام😘
هلهااهاعاعاه؟؟؟ اقدر اقول ربيعهم قرب؟ ابي اصرخخخخخ اااااااااا😭✨✨✨✨
كحم لوغان يجنن وايرينا اكثر متى العرس بسرعه
زعلت على البارون كيريك ومرته بس لوء لوغان اولى منكم😘
اخر شي هو قال انه بيروح يسلم بس ماجا؟ ليه؟ وين مواجيب الضيوف؟ ماهقيتها يا لوغان🙂↔️
Dana