As Long As you Are Happy - 52
“ضيفٌ لي؟”
“نعم، هناك أشخاصٌ جاؤوا لزيارة السيدة إيرينا ليونيد.”
الضيف جاء للبحث عنها هيَ خصيصاً.
شعرت إيرينا بأن قلبها ينبض بقوة عند سماع هذه الكلمات.
و ليس ذلك غريباً، فلا يوجد سوى شخصٍ واحد يمكن أن يأتي لزيارتها.
وهو عمها، البارون فينترين.
“……”
لماذا جاء؟
‘هل جاء ليستغل ضربي له في المرة السابقة ليطالب بشيءٍ من الدوق؟ أم أنه ما زال يحاول إجباري على العودة إلى قصره؟ أم أنه سيبدأ في إلقاء الأكاذيب مجددًا؟ ‘
“……”
عندما استمعت إلى أكاذيبه في المرة السابقة، لم تستطع تجاوزها بسهولة، وانتهى بها الأمر مريضةً لأيام، بينما ظل السيد ريو أو ينحني اليها بأسف. رغم ان ماحدث لم تكن غلطته.
لكن ما كان أكثر إزعاجًا من كل هذا هو أنها كادت ان تسيء فهم الدوق وأشخاصٍ آخرين بسببه.
‘كيف لي أن أشك في صدقهم، وهم الذين يقدرونني في هذا القصر؟’
مجرد التفكير في ذلك يجعلني أحتقر نفسي اكثر.
“حسنًا.”
رفعت إيرينا رأسها بشموخ.
على أي حال، لن يتمكن البارون فينترين من إلحاق أي ضرر بها.
فهذا المكان هو قصرٌ مليئٌ بأشخاص من دوقية وينفريد، لذا لا يستطيع البارون فينترين فعل شيء سوى محاولة التأثير عليّ بكلماته الجوفاء كالمرة السابقة.
لهذا شعرت أنني يجب أن أواجهه ببعض الكلمات الحادة.
“سأذهب الآن. أين هو؟”
“لقد تم توجيههم إلى غرفة الاستقبال في الطابق الأول.”
غرفة الاستقبال في الطابق الأول لم تكن بعيدةً عن مكانها.
“سيدة ليونيد!”
لم تسمع إيرينا حتى نداء الخادم إرن، وهرعت نحو غرفة الاستقبال.
وعندما فتحت الباب، رأت شيئًا غير متوقع.
‘ماذا؟’
لم يكن البارون فينترين.
بل كان هناك زوجان مسنان يجلسان في غرفة الاستقبال.
أول ما لفت انتباهها كان الرجل المسن الذي كان ينظر إلى الحديقة.
كان الرجل المسن، الذي اختلط شعره الأسود بالشيب، يتمتع بجسدٍ قوي وكبير لا يتناسب مع عمره. وعلى الأريكة جلست سيدة مسنة أيضاً، تحمل نظرةً حادة.
التقت أعينهما مع إيرينا في نفس اللحظة.
‘من هؤلاء؟’
أقسمت في نفسها بأنها لم ترَ هذين الشخصين من قبل. و لا تتذكر وجههما من أي لقاءٍ سابق، حتى عندما كانت تتجول في حي الفقراء، حيث نادرًا ما يظهر أشخاصٌ يرتدون مثل هذه الملابس النظيفة.
لو كانت قد رأتهما من قبل، لتذكرتهما بالتأكيد.
لكن بينما كانت إيرينا تبدو مرتبكة، كانت ردة فعل الزوجين مختلفةً تمامًا.
“آنسة…….”
وقف الرجل، الذي بدا أنه زوج السيدة، وتمايل بضع خطوات نحو إيرينا.
بدا وكأن نظراته الحادة أصبحت أكثر لطفًا، وامتلأت عيناه بالدموع.
“الآنسة إيرينا……”
يدٌ متجعدة أمسكت بيد إيرينا بقوة، كما لو أنها لن تدعها تفلت مجددًا.
كانت حركةً يائسة.
“أعتذر على قدومي المتأخر……”
لكن من يكون هؤلاءِ حقاً؟
نظرت إيرينا بدهشة إلى من أمسك بها.
وعندما رفعت رأسها، التقت عيناها بعينَي امرأة بدت جميلة حتى في كبر سنها. و كان طرف عيني السيدة مبتلًّا أيضًا، ومالت برأسها قليلًا لتحييها.
“سيدة ليونيد، أرجوكِ تمهلي….هاه.”
عندها دخل إرن الغرفة لاهثًا، وهو يتنفس بصعوبة.
“اوه، لقد التقيتم بالفعل.”
أخذ إرن، كبير الخدم، بضع أنفاس عميقة ليهدئ من نفسه، ثم أعاد ترتيب شعره الفوضوي للخلف.
“السيدة ليونيد، هؤلاء هم البارون و البارونة كيريك، اللذان قدما للبحث عنكِ.”
بارون كيريك وزوجته……
لم تكن تعرفهما بالطبع.
نظرت إيرينا إلى كبير الخدم، في إشارة لتطلب منه تقديم المزيد من المعلومات.
“دعينا نقدم أنفسنا، آنستي.”
قاطعت السيدة كبير الخدم إرن، ورفعت نظارتها وهي تلقي التحية بنبرةٍ رسمية، وكانت تربط شعرها الأبيض بإحكامٍ دون أن تتدلى منه شعرةٌ واحدة.
“مرحبًا، الآنسة إيرينا. أنا مارينا كيريك، وهذا زوجي، ڤول كيريك.”
بعد تحية السيدة، انحنى الرجل المسن الذي عُرّف باسم ڤول كيريك، بينما كان يمسح دموعه التي غمرت وجهه.
“عائلة كيريك هي إحدى العائلات التي خدمت الكونت ليونيد منذ زمنٍ طويل. كما أن……”
توقفت السيدة قليلًا، و كأن الدموع تعيقها، ثم تابعت كلامها بعد لحظة.
وبعينيها اللامعتين، نظرت نحو إيرينا بدفء.
“لقد كنا نخدم الكونت آجين ليونيد لسنواتٍ طويلة.”
“والدي……؟”
“لقد تذكرتِه!”
صاح البارون كيريك بصوتٍ مرتفع، وبدأت دموعه تنهمرُ بلا توقف.
“لقد تذكرتِ الكونت آجين……لقد تذكرتِ والدكِ.”
تجمعت دموعه على طرف أنفه وسقطت فجأة.
“كان حقًا شخصًا طيبًا وذا قلبٍ نقي. كان ذكيًّا منذ صغره.”
“عزيزي……”
وضعت السيدة يدها على كتف زوجها بلطف.
“ليس هذا المكان المناسب لهذه الأحاديث، أليس كذلك؟”
“آه، صحيح!”
هز البارون رأسه موافقًا.
“أعتذر، يا آنسة. لقد صُدمنا بشدة عندما سمعنا أنكِ على قيد الحياة……لقد تأثرنا بشدة.”
وفي النهاية، انفجر البارون كيريك في البكاء مجددًا، مما جعل إيرينا ترمش بعينيها بدهشة أمام هذا التصرف غير المتوقع من شخصٍ كان يبدو عليه الصلابة.
“أعتذر، زوجي عاطفيٌ قليلًا……”
قالت السيدة كيريك ذلك وهي تلقي نظرةً خفيفة نحو الأريكة.
“لنجلس أولًا ونتحدث، حسناً؟”
لم يكن من المناسب للضيوف أن يطلبوا من صاحب المنزل أن يجلس أولاً، لذا سارعت إيرينا بدعوتهم للجلوس.
“كبير الخدم، أرجوك أحضر لنا الشاي.”
أومأ كبير الخدم، إرن، برأسه وغادر بعد أن أغلق الباب برفق، فيما أخذ الثلاثة أماكنهم على الأريكة.
“إذًا، أنتما من اتباع والدي؟”
“نعم، هذا صحيح……”
واصل البارون كيريك مسح دموعه التي كانت تنهمرُ باستمرار.
“لقد كنا أيضًا المسؤولين عن تعليمه عندما كان صغيرًا.”
أكملت السيدة كيريك الحديث، وهي تهز رأسها.
“كنت أعلّمه الآداب، بينما كان زوجي يعلّمه فنون القتال.”
“لقد كان الكونت آجين ذكيًّا منذ صغره، وكان يحظى بتقدير جميع أفراد عائلته والخدم المخلصين.”
“نعم، والسيدة لارا أيضًا كانت ذات شخصيةٍ رائعة.”
قال البارون كيريك ذلك وعيناه تتلألآن بذكرى الماضي.
“في البداية، كان الجميع يعارض زواجهما، لكن ڤول وأنا فقط أدركنا قيمة لارا الحقيقية.”
ربما كان ذلك بسبب الدموع…….
“لقد كنا متأكدين بأنها ستصبح شخصًا عظيمًا! لذلك، بدأنا بإقناع الخدم واحدًا تلو الآخر، وقمنا أيضًا بإقناع الكونت ليونيد السابق!”
……بدأت عيون البارون كيريك تتلألأ بشكلٍ مفرط.
“وبفضل ذلك، أصبحت السيدة لارا عضوًا في عائلتنا، وكان الكونت آجين ممتنًا لنا جدًا، وأصبحنا-!”
“عزيزي……”
قاطعت السيدة كيريك حديث زوجها.
لم يكن هناك أي علاماتٍ على العواطف لديها باستثناء عينيها اللتين احمرتا قليلاً.
“الآنسة ستشعر بالحرج.”
“آه!”
“دعني أتحدث، اهدأ قليلًا.”
“حسناً، سأفعل، عزيتي……”
مسح البارون كيريك دموعه باجتهاد وهو يجلس ساكنًا وفقًا لنصيحة زوجته.
“آنسة، سأكون صريحة.”
ركزت السيدة كيريك نظرها على إيرينا مع يديها المطويتين بأدب.
“لقد اختار الكونت آجين و السيدة لارا أن نكون الوصيين عليكِ.”
كانت هذه معلوماتٍ جديدة تمامًا لإيرينا.
“الم يكن عمي……أعني، البارون فينترين هو الوصي عليّ؟ ظننت أنني كنتُ تحت وصايته.”
“نعم، هذا تقريباً صحيح.”
أومأت السيدة برأسها برفق.
“الوصي الذي حدده الكونت ليونيد عليكِ هم نحن. لكن عندما شارك الاثنان في الحرب، للأسف كانت ظروف عائلتنا غير جيدة.”
“هل يمكنني أن أسأل عن تلك الظروف؟”
“…….”
توقفت السيدة كيريك للحظة قبل أن تجيب على سؤال إيرينا.
“في ذلك الوقت، كنا……”
أغمضت عينيها ثم فتحتهما، مبتسمة ابتسامةً حزينة.
“كنا نقيم جنازةَ ابننا.”
“…….”
“في أثناء استعدادنا لتوريث اللقب، توفي ابننا الوحيد، وكانت أعمالنا في ذلك الوقت تعاني من صعوبات، مما جعل الأمور مضطربة داخليًا وخارجيًا.”
واصلت السيدة كيريك حديثها بهدوء.
“لذلك، قرر الكونت ليونيد أن يُرسل الآنسة إيرينا إلى مكانٍ أكثر استقرارًا.”
“هكذا اذاً…….”
نظرت إيرينا إلى البارون و البارونة كيريك وهي تحرك ذراعيها بقلق.
“أعتذر إذا تسببتُ لكم في الازعاج……”
“لم يكن وفاة ابني خطأكِ، بل العكس، نحن نعتذر لعدم قدرتنا على العناية بكِ.”
“آه، آنسة……”
أخيرًا، استجمع البارون كيريك نفسه وبدأ يتحدث بصوتٍ أكثر هدوءًا.
“يبدو هذا محرجًا لكن دعيني أقدم عذرًا، كنا نظن بأنكِ قد توفيتِ حقاً. فقد أخبرنا البارون فينترين بذلك.”
بعد أن استقرّت الأمور قليلاً بعد جنازة ابنه والصعوبات التي واجهت أعمالهم، ذهب الزوجان للبحث عن البارون فينترين.
لكنهم سمعوا نفس الجواب كما سمعه الجميع.
“حتى أن البارون فينترين ألقى علينا خصلةً من شعركِ، قائلًا بأنها آخر متعلقاتكِ.”
أخرجت السيدة شيئًا من داخل ملابسها.
كانت قلادةً صغيرة لحفظ شيءٍ ما.
عندما فتحتها، وُجدَ بداخلها خصلةٌ من الشعر الذهبي مربوطةٰ بشريط، وعلى الجانب الآخر كانت خصلةٌ من الشعر الأسود.
“إنه شعري.”
وكان على الجانب الآخر، ربما، شعر ابنهم المتوفي.
“بعد رؤية الشعر، شعرنا بالعجز. فقد توفي الكونت ج آجين و زوجته، وكذلك أنتِ.”
استمر البارون كيريك في الكلام وهو يمسح أنفه.
“لكننا كنا مخدوعين. لقد كنتِ انتِ، تجسيد روح عائلة ليونيد الحقيقية، على قيد الحياة!”
بدأت عينا البارون تتلألأ مرة أخرى.
“آنسة.”
كانت النظرة مختلفةً عما قبل، كانت تتصف بالعزم والرغبة في الانتقام الذي كان مخبأً طوال ذلك الوقت.
“على الرغم من أن الوقت قد تأخر، هل لديكِ أي رغبة في العودة معنا إلى عائلة ليونيد؟”
_____________________________
اشوا انهن ذا العجوزين مب عمها الي جا ضيف
شكلهم يجننون ادري انهم ينادونها آنسة الحين بس شوي وينادونها سيدة زي الباقين خلاص عينوها هي الكونتيسة😂
بس لحظه
مابيها تروح معهم🥲
Dana