As Long As you Are Happy - 51
“الكونت آجين؟”
“نعم.”
ضغط لوغان على زاوية عينيه بشدة، وكان كارل يعلم أن ذلك لم يكن بسبب التعب.
“……لم أكن أريد إخراجه. و الكونت آجين أيضاً لم يكن يريد المغادرة.”
“أرجوك، أنقذني. سيدي.”
كان الكونت آجين ذو طبعٍ هادئ ولطيف.
ولكن، خلافًا لطبيعته، لم يتردد أبدًا حين كان عليه القتال.
هذا الرجل هو الذي توسل إلى لوغان.
“أريد أن أرى ابنتي بعد ان كبُرَت. ابنتنا، إيرينا، ابنتي و لارا، أريد أن أحملها بين ذراعيَّ مجددًا.”
“كانت تلك المرة الأولى التي رأيت فيها الكونت آجين يبكي، و يتوسل للنجاة.”
تنهد لوغان بعمق.
“كنت أود تلبية طلبه، لأن هذه كانت أول مرة يطلبان فيها الكونتيسة لارا والكونت آجين شيئًا مني.”
ولكن لم يكن هناك خيار آخر. إما ارسال الكونت آجين أو الإبادة الكاملة.
بدأ الكونت يتفقد القرية. و رأى الوالدين و هم يحملون الأوراق ليطعموا أطفالهم قطرات الندى، لكن الأطفال لم يتمكنوا حتى من تذوق تلك القطرات وماتوا بين أذرعهم.
ثم رأى زملاءه والجنود يموتون ببطء من اليأس.
“وفي النهاية، نظر إليّ.”
بعد أن حدق آجين في لوغان لفترةٍ طويلة، دخل إلى الخيمة لبعض الوقت ثم خرج.
“سأذهب، سيدي.”
و ابتسم.
“أعتذر لأنني توسلّت بشكلٍ مخجل. سأذهب انا. لكن، هل يمكنني أن أطلب منكَ طلبًا واحدًا؟”
وضع الكونت آجين في يد لوغان القلادة التي كان يرتديها بعناية حول عنقه.
“أرجو أن تعتني بابنتي.”
“……”
“و أرجو أن تنقل لها كلمةً واحدة.”
ابتسم مرة أخرى.
“نحن حقًا سعداء لأننا تمكنا من صنع عالمٍ يمكنكِ أن تعيشي فيه بسلام.”
ابتسم الأب.
“أرجوكَ، اجعل ابنتي سعيدةً نيابةً عنا.”
“كانت هذه هي وصية الكونت آجين.”
أراح لوغان رأسه على مسند المقعد وكأنه منهك.
“بفضل تضحية الكونت، تمكّنا من فتح طريق للهروب، و……”
توقف لوغان عن الكلام ونظر بعينين جافتين إلى صديقه.
“لقد نجوت، وحدي.”
على غير عادته، بدا كارل وكأنه فقد الكلمات، رغم أنه كان دائمًا يجيد التعبير عن كل أمر.
تنهد لوغان بعمق.
“كنت أعلم أن السيدة إيرينا تكن لي مشاعر. كيف لي ألا أعرف، وهي تنظر إليّ بتلك العيون النقية.”
ربما كانت تعتقد أنها تخفي مشاعرها جيدًا، لكنها لم تفعل.
عينوها الصافية، كبحيرة صيفية، كانت تعكس كل مشاعرها منذ البداية.
لقد أظهرت الحذر و الخوف في البداية، ثم الفرح، و اليأس أحيانًا، وفي أوقات أخرى كانت تعبّر عن حماستها أو إحساسها بالأسى.
ومع مرور الوقت، بدأت تُظهر إعجابًا صريحًا، وفي النهاية، كان الإعجاب هو كل ما ظهر في عينيها.
“كيف يمكن ألا أُعجب بها؟”
شخصٌ يناديهِ بمحبه، و تعبر بجسدها كله عن سعادتها، و تبتسم بذلك الجمال؟
كيف لي أن أستمر في دفعها بعيدًا؟
ابتسم لوغان ابتسامةً خفيفة، جافة ومُتعبة.
لكن، سرعان ما اختفت حتى تلك الابتسامة الباهتة.
“لكنني لا أستطيع.”
مسح لوغان وجهه عدة مرات.
“لا يمكنني أبداً……أبداً.”
كان صوته يبدو وكأنه يعاهد نفسه.
كانت هناك لحظاتٌ أراد فيها أن يتجاهل شعور الذنب ويمد يده ليمسكَ بيدها.
لكن في كل مرة كان يرى فيها أمامه صورة الكونتيسة لارا بشعرها الأحمر المربوط، وهي تقف بفخر.
وفي ابتسامتها، كان يرى أيضاً وجه الكونت آجين الذي كان يبتسم وهو يذرف الدموع.
بل إنه كاد أن يضربها بسيفه عند ضفاف البحيرة، ظناً منهُ بأنها جنديٌ من الأعداء.
“الآن أشعر بالذنب حتى لمجرد أن ألمس يدها……”
كارل، الذي كان يراقب صديقه عن كثب، نهض واقفاً.
“لوغان.”
جلس كارل على طرف المكتب ونادى عليه.
“لوغان وينفريد.”
رفع لوغان بصره ليراه بعينين حمراءَ متعبة.
“اتريدني ان اكون صريحاً؟ أنت تعرف أنني لا أملك أحياناً أفضل الأخلاق.”
“……و متى لم تكن كذلك؟”
ضحك كارل بهدوء، حتى في مثل هذه اللحظات لم يتوقف لوغان عن محاولة الرد عليه.
“بالنسبة لي، أرغب في أن تكون السيدة ليونيد سعيدة.”
بدت كلمات كارل مفاجئة.
“الكونت والكونتيسة ليونيد؟ إنهما رائعان بالفعل. لأكون صريحاً، لو كنت مكانهما لكنت قد قاتلت بشراسة من أجل البقاء. لكنهما تقدما أولاً، وهذا يدل على شجاعتهما.”
قد تبدو كلماته ساخرة، لكن كارل كان صادقاً هذه المرة.
“ولكن، يا لوغان……”
نظر كارل إلى صديقه بنظرةٍ خالية من المزاح، و هو أمر نادر.
“لو كان عليّ أن أختار من هو الأفضل بالنسبة لي، فستكون أنتَ بلا شك.”
كان الكونت و الكونتيسة ليونيد، وكذلك ايرينا، أشخاصاً طيبين.
لكن بالنسبة لكارل، لم يكن أحد أقرب إليه من لوغان، الذي شاركهُ ميادين الحرب لسنوات.
قد يكون ذلك غير عادل، لكنه كان صادقاً.
“أعلم كم تشعر بالذنب بعمق. لكن، هل هناك أحد غيركَ يعرف عن ذلك؟ لا دلفيا ولا ريو يعرفان شيئاً، أليس كذلك؟”
تجمد وجه لوغان.
“ما الذي تحاول قولهُ الآن؟”
“بكل صراحة، أنا أقول انكَ لو التزمت الصمت، فلن يعرف أحدٌ بذلك.”
“……كارل.”
تجاهل كارل نداء صديقه باسمه وأكمل حديثه.
“نحن لسنا أناساً طيبين.”
كان يحدق في لوغان بعمق دون حتى أن يرمش.
“لو كنا طيبين، لكنا قد قضينا نحبنا في ساحة المعركة منذ زمنٍ طويل.”
كانا ماكرين.
بفضل ذلك المكر لديهم، تمكنا من البقاء أحياءَ حتى الآن.
لم يستطع لوغان أن يؤيد كلام كارل أو ينفيه.
هز كارل قدمه، ثم ابتسم ابتسامةً عريضة.
“وأيضاً، إذا تحدثنا ببساطة، هل تعتقد حقاً أن الكونت و الكونتيسة، من السماء، سيغضبان إذا انتهى بك الأمر مع السيدة ليونيد؟ لا أعتقد ذلك.”
“……”
“أنت تعرف ذلك أيضاً. الكونت و الكونتيسة كانا يكنّان لك معزّة خاصة.”
كانت كلماته حقيقة.
فالكونت و الكونتيسة ليونيد كانا يهتمان بلوغان بشكلٍ خاص.
رغم أنهما كانا يحبان الأطفال، حيث كانا يقولان انهم يذكرونهم بابنتهما، إلا أن عنايتهما بلوغان كانت أكثر من غيره من الاطفال المشاركين في الحرب.
لقد أنقذاه مراراً، واضعين حياتهما على المحك، ودعماه عندما كان يعاني من ضعفٍ نفسي.
عندما مات الدوق وينفريد السابق في المعركة، و حين تبعته الدوقة، كانا الكونت و الكونتيسة هما من بقيا بجانبه.
بفضلهما استطاع لوغان أن يمرّ بتلك الحرب الطويلة دون أن يفقد عقله.
“لماذا برأيك كانا يهتمان بكَ بشكل خاص؟”
بدأ كارل يعدّ على أصابعه.
“لأنك وريث عائلة الدوق وينفريد؟ أم لأنك كنت صغيراً على ساحة المعركة؟ أم كلاهما؟”
ثم طوى كارل إصبعاً آخر.
“أو ربما، يا لوغان، لأنهم أحبّوكَ بصدق؟”
لم يستطع لوغان الرد بسهولة.
و لم يفهم بعد تماماً ما الذي يحاول كارل قوله.
“من وجهة نظري، أعتقد أن السبب هو كل هذه الأسباب. إن كنت دقيقاً، فكونك وريث العائلة يشكل 10٪ من السبب، وكونك صغيراً يشكل 40٪، وأخيراً……”
ابتسم كارل ابتسامةً عريضة.
“نصف السبب لأنهم ببساطة أحبّوكَ بصدق.”
ثم نزل كارل بخفة من على المكتب.
“لهذا، لا أظن أنهما سيغضبان إذا أمسكت بيد السيدة ليونيد و مشيتما معاً على طريق الزهور.”
اقترب كارل من لوغان وأمسكه ليوقفه.
“من يحقُّ له بمنع الشبان الأحياء بالقليل من الحب؟”
أخذ كارل معطف لوغان الذي كان معلقاً على الكرسي، وألقى به إليه برفق.
“لذا، ما رأيك أن تنسى الذنب و لو لمرة، وتنظر إلى السيدة ليونيد بعينٍ مختلفة؟”
دفع كارل لوغان من ظهره.
“وإذا قالت السيدة بأنها لا تريد، عليك أن تترك الأمر ببساطة. ستكون هذه آخر عنايةٍ لكَ بالكونت و الكونتيسة.”
“…….”
“و أيضاً، لقد خرجتَ فجأة قبل بضعةِ أيام ثم عدت، أليس لأنك سمعت أن الآنسة مريضة؟”
لم يكن لدى لوغان إجابةٌ على سؤال كارل. كان فقط يحدق بوجهٍ صارم.
“هاهههه”
ضحك كارل.
“اذهب.”
دفع كارل لوغان حتى خارج المكتب وأغلق الباب خلفه.
ثم أدرك شيئًا ما.
فتح كارل الباب مرة أخرى برأسه قليلاً.
“أنت بحاجةٍ لمقابلة الإمبراطورة. أما أنا، أجد صعوبة في التعامل معها.”
ترك كارل لوغان متعجبًا خلفه وأغلق الباب.
طقطقة-!
تذكر كارل أنه نسي أن يقفل الباب، فأقفلهُ حتى لايتراجع لوغان و يُكمل عمله.
تنفس قليلاً وأصغى إلى الخارج.
تردد صدى خطواته في الممر الصامت، ثم بدأت تتلاشى تدريجياً.
لقد ذهب.
“آه.”
بقي كارل وحده في المكتب، ومدّ ذراعيه وقام بتمطيط جسده، وضرب كتفيه بخفة.
“من الصعب حقًا أن أجد لصديقي طريقةً ليقع في الحب.”
كان من الغريب كيف أن كلًا من السيدة ليونيد ولوغان يحبان بعضهما، لكن من الصعب أن يبدأوا علاقتها.
‘لقد أرسلته إلى قصر وينفريد، لذا سيكون الباقي على لوغان.’
أو ربما قد تعترف السيدة ليونيد بمشاعرها أولاً.
على أي حال، سيظهر ثنائي متناسب في النهاية، أليس كذلك؟
ليست هذه كلمات صديق، لكن لا يمكن إنكار أن مظهر لوغان كان جذابًا إلى حد ما.
و كانت الآنسة ليونيد قد ظهرت في حدث خيري واحد، مما جعل اسمها يتردد على ألسنة الناس حتى الآن.
لذا من المؤكد أن الاثنين سيكونان متناسبين جيدًا.
“…….”
تذكر كارل إيرينا وتوقف للحظة ليحك مؤخرة رقبته.
كانت لحظةً قصيرة…….
وبينما كان يطلق بعض الشكوى بصوتٍ منخفض دون أن يسمعه أحد، عبر كارل المكتب.
“آه.”
جلس كارل على مقعد لوغان، وأخرج قلم الحبر.
كان ذلك من أجل إنهاء الأعمال المتبقية.
صوت كتابة-
تحرك رأس القلم المشبع بالحبر بسلاسة على الورق.
***
‘ما هذا؟’
اظهرت إيرينا رأسها من الممر، وبدت مشوشةً قليلاً.
كان من الواضح أن هناك ضجةٌ في اتجاه المكتب.
وعندما دفعت رأسها قليلاً أكثر، رأت الفرسان المألوفين يتنقلون بسرعة عبر المكتب الذي كان مفتوحًا على مصراعيه.
“ما الامر؟”
“آه، سيد إرن.”
عندما استدارت إيرينا، كان إرن يقف خلفها ممسكًا بأدوات التنظيف.
“لا شيء، كنتُ فضوليةً حول ما تفعلونه.”
أومأ إرن برأسه عندما تحقق مما كانت إيرينا تنظر إليه، وابتسم.
“وصلت برقيةٌ تفيد بأن الدوق سيعود هذا المساء. لذلك أردت أن أنظف الغبار من المكتب قليلاً قبل وصوله.”
“……!”
توسعت عينا إيرينا بفرح.
“سيعود اليوم؟ كنت أظن أنه سيبقى لفترةٍ أطول قبل أن يعود.”
“نعم، كان من المفترض أن يبقى عدة أيام أخرى في القصر الإمبراطوري. لكن لحسن الحظ، انتهت الأمور مبكرًا.”
“فهمت…..”
أومأت إيرينا برأسها.
أخيرًا، سيعود الدوق.
اليوم.
كان قلبها ينبض بشدة.
“إذاً، سأساعدكم.”
شدت إيرينا ذراعيها.
كان هناك الكثير من الوثائق المهمة في مكتب الدوق وينفريد، لذا كان يتم تنظيف المكتب عادةً بواسطة الفرسان المعينين وإرن.
و في بعض الأحيان، كان الدوق نفسه يقوم بالتنظيف أيضًا.
“أنا موثوقة، أليس كذلك؟”
“نعم، بالطبع.”
أومأ إرن برأسه، وهو يبتسم لإيرينا.
“إذاً، هل يمكنكِ مساعدتي؟ يجب فقط أن نزيلَ الغبار برفق.”
أومأت إيرينا برأسها ودخلت المكتب.
كان الفرسان الذين يعرفونها يبتسمون ويحيونها.
“كيف يمكنني مساعدتكم؟”
“هل يمكنكِ مساعدتي في نقل هذه الوثائق؟ يجب ألا تلمس الماء.”
“نعم، اترك الأمر لي!”
أخذت إيرينا الأوراق التي قدمها لها الفارس بحذر.
بينما كانت تنقلها، لمحت أنها تتعلق بإدارة الإقطاعيات…:
“واو، لا أفهم سطرًا واحدًا منها.”
“وأنا أيضًا.”
ضحك الفارس الذي كان يساعد إيرينا في نقل الأوراق والكتب.
“يبدو أن مثل هذه الأمور تحتاج إلى موهبةً منذ الولادة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تعلمها بانتظام منذ الصغر.”
“أنتَ محق.”
أومأت إيرينا برأسها، وكانت تعني ما تقول.
كان من الصعب عليها أن تعتني بنفسها، فكيف يمكنها الاعتناء بالآخرين؟
سواء كانوا مئات أو آلاف أو حتى ملايين؟
‘……هذا مستحيلٌ بالنسية لي بالتأكيد.’
هزت إيرينا رأسها و ركزت بسرعة على نقل الأوراق.
وبعد مرور بعض الوقت، تقريبًا أنهوا مُعظم العمل، ثم دخل إرن فجأة إلى الداخل و هو يركض.
“سيدة، عذرًا، لكن يجب أن تأتي لتري هذا.”
“هاه؟ لكن لم ننتهِ بعد.”
بدا عليه جديّة غير عادية.
“الآن، سيدة، لقد جاء ضيفُ مهمٌ لكِ.”
______________________________
اذا ماعندكم صديق مثل كارل سيبووووووه
يجنن كيف حاول يطلع لوغان من الذنب والصدق لوغان ما اذنب هذي سياسة الحرب
الذنب على الامبراطور الحمار الي ماقدر يرسل لهم تعزيزات
يعني امبراطوريه هذي كبرها ولا قدر ينقذ جيش صغير محاصر في قرية؟ ومعهم مواطنين بعد!
المهم
استانست يوم راح لوغان للقصر احسب فيه فراشات جايه من ذا الضيف الي جا الله لا يحييه💀
Dana