As Long As you Are Happy - 49
“وداعاً! سيدة إيرينا! سأكتب لكِ رسالةً قريباً!”
قفزت ويلر بحماس وهي تلوح بيدها. ولم تستطع إيرينا إخفاء حماسها، فبدأت تلوح بيديها بقوة لها ايضاً.
“وأنا أيضاً، سأكتب لكِ رسالة، آنسة هالي!”
“هيهي!”
عندما سمعت اسمها، زادت هالي ويلر من تلويحها بيدها كأنها لا تريد أن تخسر، ثم تم سحبها من قبل الفارسة المرافقة لها.
استمرت إيرينا في التلويح حتى صعدت هالي إلى العربة، وبعد أن رحلت العربة، أنزلت يديها بحزن.
“لقد كان الجلوس معها ممتعاً……”
استدارت إيرينا بابتسامةٍ مشرقة.
“لقد كان يوماً ممتعاً حقاً!”
“أكان أكثر متعةً من الخروج معنا؟”
تظاهرت دلفيا وكأنها متألمة، وأخفضت نظرتها بأسى.
“ماذا؟”
“إذا كنتِ قد استمتعتِ أكثر من وقتكِ معنا، فأنا أشعر ببعض الحزن.”
أخرجت دلفيا شفتيها بامتعاض.
“لقد قلتِ ان الآنسة ويلر كانت أول صديقة لكِ، أشعر وكأنني لم أكن صديقتكِ……”
“لا، ليس كذلك!”
هزت إيرينا رأسها بعنف، وعيناها الزرقاوان تدوران بقلق.
“أعني، بالطبع اللعب مع الآنسة هالي كان ممتعاً جداً، لكنكِ تبقين أنتِ و الدوق الأفضل! و أيضا، أنتِ لستِ في نفس عمري، لذا فقط قلت إنّ الآنسة هالي أول صديقة لي في نفس العمر……”
“هاهاها!”
ضحكت دلفيا أخيراً بصوت عالٍ، وأمسكت بطنها من الضحك.
عند رؤيتها بهذه الحالة، أدركت إيرينا حينها فقط.
‘لقد كانت تسخر مني….’
“……دلفيا.”
قبضت إيرينا يدها بقوة.
أوه، لا. لا يجب أن أتجاوز الحد هنا.
كانت دلفيا تعرف جيداً كيف استطاعت إيرينا بقبضتها أن تصفع البارون فينترين بإتقان.
“سيدة إيرينا.”
وقفت دلفيا بعد أن كانت تضحك وهي تتدحرج على الأرض.
“هل نعود إلى المنزل الآن؟”
قالت ذلك بوجه جاد و كأنها لم تكن تضحك وتسخر منذ قليل.
“…….”
“هيا، هيا، لنذهب! إذا تأخرنا أكثر سنفوت وجبة العشاء! انا آسفة.”
في النهاية، اعتذرت دلفيا.
عندها فقط بدأت إيرينا بالمشي بجانب دلفيا متذمرة، متوجهتين إلى مكان العربة.
“يا آنسة إيرينا، هل أستطيع إذاً أن أفهم أنكِ ستشاركين في حفل القراءة الأسبوع المقبل مع الآنسة ويلر؟”
“نعم.”
تألقت عينا إيرينا بفرح.
“هل تسألين لتخبري الدوق بذلك؟”
“صحيح.”
تمتمت دلفيا عدة مرات، وكأنها تحاول حفظ الموعد في ذاكرتها.
“كل أنشطتكِ تُرفع كتقارير إلى سعادته.”
آه، كما توقعت.
ففي المرة السابقة أيضاً، حين كانت تتحدث أمام الشجرة، وأيضاً عندما مرضت مؤخرًا، أرسل الدوق لها أدوية نادرة ورسائل.
لذلك كان لديها شعورٌ مسبق بتلقيه تقاريرَ عنها، واتضح أنه صحيح.
أضافت إيرينا بخجل سؤالاً آخر.
“عندما تقدمين التقرير، هل تذهبين بنفسك؟”
“إذا لم يكن هناك شيءٌ خاص، فسأذهب أنا……آه، ترغبين بمعرفة موعد عودته، أليس كذلك؟”
أومأت إيرينا برأسها تأكيداً.
‘أعرف تقريباً موعد عودته، لكنني أظل أتساءل بفضول.’
كانت تريد، مثل طفل ينتظر وصول الرحلة، أن تسأل مراراً وتكراراً عنه.
متى سيأتي؟
متى سيعود؟
هل سيعود مساءً أم صباحاً؟
سواء أتى تحت ضوء النجوم أو نور القمر، سأظل بانتظاره.
أرجوكَ، عُذ قريباً.
“يبدو أنني غبية، أليس كذلك؟”
“كلا.”
هزت دلْفيا رأسها.
“من الطبيعي أن تكونِ فضولية! حسناً، إذا قمت بتبديلِ موقعي مع ريو وذهبت إلى القصر الإمبراطوري، سأعرف متى سيأتي، وسأرسل لكِ برقية بالمعلومات.”
“حقاً؟”
“حقاً!”
غمزت دلفيا بعين واحدة ورفعت إبهامها بتأكيد.
“ثقي فقط فيّ، أنا دلفيا باراتون، سيدة إيرينا!”
“واو، أنتِ رائعة دلفيا!”
“أنا هنا في قصر الدوق وينفريد المسؤولة عن التألق!”
لم يتوقف ضحكهما.
ضحكتا وتبادلتا الأحاديث بينما كانتا تمشيان نحو الساحة حيث توقفت العربة.
“توقّف، توقّف!”
لفت شيءٌ ما انتباههما، حيث التفتت رؤوس كل من في الشارع باتجاهٍ واحد.
كان هناك عربةٌ قادمة، ويبدو أن عجلةً منها قد خرجت من مكانها، أو ربما خاف الحصان فجأة لسبب ما.
هيييييه!
“أرجوك، توقّف!”
كانت العربة البعيدة تتجه نحوهم بشكلٍ خطير.
“سيدة إيرينا!”
دفعَت دلفيا بسرعة إيرينا خلفها ووقفت حاجزاً أمامها، وفي نفس اللحظة، بدأ الناس بالصراخ.
“آه، احذروا!”
“إنها تسقط!”
دووووم!
في النهاية، اصطدمت العربة بالصناديق المتوقفة أمام أحد المتاجر، مُحدثةً صوتاً هائلاً قبل أن تنقلب.
ارتطمت الصناديق وبدأت تتدحرج في كل الاتجاهات، محدثةً ضجيجاً كبيراً.
أغلقت إيرينا عينيها ووضعت يديها على أذنيها، ثم فتحت عينيها ببطء.
أول ما وقع بصرها عليه كان الفوضى العارمة.
خيول تحاول النهوض بلا جدوى، وأشخاص سقطوا وكأنهم صُدموا بالصناديق المتبعثرة.
وتجمع الناس في الشارع لمساعدة السائق والأشخاص الممددين على الأرض.
“دلفيا، علينا أيضاً……”
خطت إيرينا إلى الأمام لمساعدة الآخرين، لكنها توقفت فجأة.
“……دلفيا؟”
كان هناك شيء غريب.
دلفيا، التي كانت دائماً نشيطةً ومبتهجة، كانت الآن تملك وجهًا متجمدًا و اخرجت سيفها من غمده.
“يا إلهي، ما هذا؟”
صرخ أحد المارة بدهشة، لكن دلْفيا التي تحمل السيف لم تتحرك.
وكان نظرها مثبتًا على شيء ما، غير مُركزةٍ على الشخص المذهول أو إيرينا.
استنشقت الهواء بسرعة، وسقطت قطرات العرق الباردة على خدها.
كان هناك شيء خاطئٌ بها بالتأكيد.
“دلفيا!”
صرخت إيرينا، لكن لم يكن هناك أي ردٍ من دلفيا.
ما الذي يحدث؟ لماذا تتصرف هكذا فجأة؟
“مساعدة……!”
عندما نظرت إيرينا بسرعة، لاحظت أشياء مختلفةً عما كانت عليه قبل قليل.
قبل لحظات، كان هناك العربة المتحطمة والسائق. والناس الذين تجمعوا لمساعدتهم، وكذلك من خرج من المتاجر مدهوشين من الضجيج.
لكن الآن……
‘يوجد آخرون كحالِ دلْفيا؟’
رأت عددًا من الأشخاص الذين يلهثون بأنفاس متقطعة مثل دلْفيا.
كان في أيديهم أشياء متنوعة.
كانت دلْفيا تحمل سيفًا، وآخر يحمل عصا، بينما كان شخصٌ آخر يحمل عودًا خشبيًا مقسومًا في النهاية.
“آه، عزيزي، ماذا تفعل؟”
على ما يبدو، كان قد أصيب بشيء، إذ كان الدم ينزف بغزارة من يده، لكنه لم يتحرك.
كان يتصبب عرقاً، ممسكًا بما في يده كما لو كان يمثل خلاصًا له.
بدت الفوضى أمام عينيها كما لو أنه من المستحيل طلب المساعدة من أي شخص.
عضت إيرينا شفتيها بقوة، ثم نادت باسم دلْفيا وأمسكت بكتفها.
“دلْفيا باراتون!”
“……!”
التفتت دلْفيا، وهي تلهث. و سقط سيفها من يدها، محدثًا صوتًا عالياً عند ارتطامه بالأرض.
“هاه، ها!”
كانت دلْفيا تمسك برأسها كما لو كانت قد خرجت للتو من الماء و تنفست بصعوبة.
“هل أنتِ بخير؟ دلفيا؟”
تساءلت إيرينا بقلق وهي تحاول تهدئة دلْفيا.
“ها، هاهاه. أعتذر……لقد فزعتُ كثيرًا!”
ابتسمت دلفيا بصعوبة وهي ترفع نظرها.
“آسفة، لقد اقلقتكً! كنت….كنت مرتبكةً قليلاً.”
تابعت دلفيا حديثها بعباراتٍ غير مترابطة.
“فجأة، جاء صوتٌ عالٍ، وهاه، شعرت بالدهشة. هذا النوع من الصوت غالبًا ما كنت أسمعه في ساحة المعركة.”
كلما تحدثت، بدأت أنفاسها تهدأ شيئًا فشيئًا.
“أعتذر عن إزعاجكِ، سيدة إيرينا.”
عندما انتهت من حديثها، بدت دلْفيا هادئة تمامًا. على الرغم من أن ابتسامتها كانت لا تزال غير مريحة، إلا أنها كانت أكثر استرخاءً.
“لقد فزعتٰ كثيرًا، أليس كذلك؟”
“أنا بخير.”
أخرجت إيرينا منديلاً من جيبها وبدأت تمسح وجه دلْفيا، ثم أمسكت بيدها.
“أولاً، لنذهب إلى أي مكان نستطيع فيه الراحة.”
“يمكننا الذهاب مباشرةً إلى القصر……”
“لا، لا يمكن!”
صرخت إيرينا وهي تنظر إلى دلْفيا التي كانت لا تريد أن تتحرك.
“وجهكِ شاحبٌ جدًا!”
“……هل هو كذلك؟”
لمست دلْفيا وجهها بخفة.
نظرت إلى أطراف أصابعها وكأن شيئًا ما علق بها، ثم أومأت برأسها.
“حسنًا، فلنأخذ استراحة قصيرة قبل أن نذهب.”
لا يزال صوتها ضعيفًا.
أومأت إيرينا برأسها بهدوء.
وبعد أن التقطت سيف دلفيا الذي سقط على الأرض، نظرت حولها.
كان هناك مقهى بجانبهم.
“هل هناك أماكن متاحة؟”
سألت صاحب المقهى الذي بدا وكأنه خرج لمشاهدة الناس، فأومأ برأسه.
كان المكان داخليًا وخارجيًا فوضويًا. فجلست إيرينا و دلفيا في أقصى الزاوية وأكملت طلبها بسرعة كعادتها.
“جربيه، دلفيا.”
“شكرًا لكِ……”
عندما أخذت رشفة من الشاي الدافئ، أطلقت دلفيا تنفسًا عميقًا.
“كيف تشعرين الآن؟”
“أشعر بتحسن كبير.”
هذه المرة، بدا أن الابتسامة قد عادت إلى وجهها، وكأنها ليست مجاملةً لها.
“…….”
انتظرت إيرينا حتى شربت دلفيا قليلاً من الشاي قبل أن تسأل بلطف.
“دلفيا، ماذا حدث قبل قليل؟”
“آه.”
“إذا كان من الصعب عليك الحديث، فلا بأس إن لم تقولي شيئًا.”
“لا، لا. يمكنني التحدث.”
أعادت دلفيا ملء الكوب الفارغ بالشاي.
“الأمر يتعلق بالحرب.”
“الحرب؟”
“نعم، الصوت الذي سمعته قبل قليل كان يشبه تمامًا الصوت الذي يحدث عندما تسقط كرةٌ نارية يستدعيها السحرة.”
كانت دلفيا تمسح كوبها بيدها.
“لذلك، دون أن أدرك، ربما ظننتُ أنني في ساحة المعركة.”
“…….”
“عندما نقاتل السحرة، يكون الضرر دائمًا كبيرًا……وهذا يجعلنا متوترين للغاية.”
كانت دلفيا تمسك سيفها وتفتح قبضتها وتغلقها بينما كانت تضحك بصوتٍ منخفض.
“من الواضح أن جسدي لم يعتد بعد على السلام.”
بعد صمتٍ قصير رفعت دلفيا رأسها.
“إذًا، هل كان هناك آخرون مثلي؟ في تلك اللحظة؟”
أومأت إيرينا برأسها.
“إذاً، بالتأكيد كانوا أشخاصًا عانوا من الحرب مثلما فعلت. فهم يفزعون بمجرد سماع صوت عالٍ.”
ضحكت دلْفيا وهي تحك رأسها.
“لقد فُزعتُ كثيرًا، لكنني بخير الآن!”
ثم أظهرت دلفيا شجاعتها، وعضت قطعة كبيرة من كعكة الليمون التي طلبتها إيرينا.
“واو، لذيذ! إذا أكلت هذا، فلن أكون جائعة عند تناول العشاء……سأستمتع بالطعام.”
بينما كانت إيرينا تراقب دلفيا وهي تتعافى شيئًا فشيئًا، تجمدت ملامحها.
‘هل كان ذلك هو السبب في تصرف الدوق بهذه الطريقة عند بحيرة؟’
عندما خرج الأطفال من الشجيرات، كانت ملامحه شاحبة، وكان قد سحب سيفه جزئيًا، وضرب ظهر يدها أيضًا.
‘اذاً، كان هذا السبب.’
لكن، لماذا؟
لماذا تضحكُ دلفيا و كأن الامر عادي؟
لكن بالنسبة للدوق فهو لم يضحك حينها……
امالت إيرينا رأيها إلى جانبٍ واحد.
_________________________
دمعت وجع كله من ذا المجانين الي رايحين ياخذون اطفال يدخلونهم الحرب وجع
عدت خير مع دلفيا بس الدوق شكل صدمته اقوى🥲
الحين باقي دور العلاج بالحب 😘 خل ايرينا تضمه وتقول لاتبكي لا يا صغيري لا انظر نحو السمااااااء
بس صدق لاحظت ايرينا حبها مره قوي للدوق تستانس حتى من خيالاتها تجنن😭🤏🏻
Dana